موسكو وطهران تتبادلان «وجهات نظر» حول الاتفاق المجمد

الخارجية الروسية: نراجع جدول الأعمال لتوسيع العلاقة مع إيران

لافروف والقائم بأعمال الخارجية الإيرانية علي باقري كني بعد اجتماع «بريكس» في مدينة نيجني نوفغورود الروسية (الخارجية الروسية)
لافروف والقائم بأعمال الخارجية الإيرانية علي باقري كني بعد اجتماع «بريكس» في مدينة نيجني نوفغورود الروسية (الخارجية الروسية)
TT

موسكو وطهران تتبادلان «وجهات نظر» حول الاتفاق المجمد

لافروف والقائم بأعمال الخارجية الإيرانية علي باقري كني بعد اجتماع «بريكس» في مدينة نيجني نوفغورود الروسية (الخارجية الروسية)
لافروف والقائم بأعمال الخارجية الإيرانية علي باقري كني بعد اجتماع «بريكس» في مدينة نيجني نوفغورود الروسية (الخارجية الروسية)

قالت موسكو إنها تبادلت «وجهات النظر» حول الاتفاق الاستراتيجي مع طهران، دون أي إشارة بشأن تجميده المعلن منذ أسبوع من الجانب الروسي.

وفي 12 يونيو (حزيران)، أعلنت وزارة الخارجية الروسية تجميد عملية وضع اتفاق شامل للتعاون مع إيران، بسبب تباينات في المواقف، ما أثار تساؤلات حول مدى التقارب بين البلدين.

ويوم السبت، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن نائب وزير خارجية روسيا، أندريه رودنكو، وعلي موسوي، مدير الشؤون القانونية في الخارجية الإيرانية «تبادلا وجهات النظر حول الاتفاق الاستراتيجي الشامل بين موسكو وطهران».

وخلال الاجتماع الذي عُقد في موسكو، ناقش الطرفان «مراجعة جدول الأعمال الثنائي الحالي لإيران وروسيا، مع التأكيد على مواصلة توسيع الإطار القانوني للعلاقات الثنائية، وتحقيق مستوى شراكة استراتيجية شاملة»، وفقاً لوكالة «مهر» الحكومية.

وقالت الوكالة الإيرانية إن الطرفين اتفقا على «مواصلة التنسيق الوثيق بشأن القضايا القانونية الدولية ذات الاهتمام المشترك».

وزير الخارجية الإيراني الراحل حسين أمير عبداللهيان ونظيره الروسي سيرغي لافروف في طهران يونيو 2022 (أ.ف.ب)

وفي وقت سابق، أعلن القائم بأعمال وزير الخارجية الإيراني، علي باقري كني، أن «طهران وموسكو لديهما إرادة قوية وحازمة لتطوير تعاونهما الثنائي في مختلف المجالات».

وأضاف باقري كني، في محادثة على هامش اجتماع وزراء خارجية دول «بريكس» في نيجني نوفغورود بروسيا، أن إيران وروسيا دولتان جارتان تربطهما علاقات تاريخية وعميقة الجذور.

وأشار الوزير بالإنابة إلى أنه «خلال السنوات الماضية توسعت مجالات العلاقات بين إيران وروسيا كثيراً، كما أتاحت التهديدات المشتركة ضد البلدين فرصاً مشتركة لطهران وموسكو».

وقبل عامين، بدأ العمل على الاتفاق الجديد لرفع العلاقات إلى مستوى التعاون الاستراتيجي؛ لكن تعقيدات في المفاوضات أدت إلى تأجيل التوقيع.

وكان زامير كابلوف، مدير الإدارة الآسيوية الثانية بوزارة الخارجية الروسية، قد أعلن تعليق العمل على إبرام اتفاق للتعاون الشامل بين الطرفين «بسبب مشكلات في الجانب الإيراني».

وأوضح كابلوف بعض النقاط الخلافية من دون أن يكشف عن تفاصيل وافية؛ إذ قال إن «المشروع كان قد وصل إلى مستوى عالٍ من الاستعداد في بداية هذا العام، ولكن بعد ذلك أدخل الشركاء الإيرانيون عدة تعديلات، تطلبت موافقة مشتركة بين الإدارات مرة أخرى هنا في روسيا».

وفي 15 يونيو، أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مساء الخميس، جولة محادثات هاتفية مع القائم بأعمال الرئاسة الإيرانية محمد مخبر، ركز خلالها الطرفان على الاهتمام المشترك بتطوير التعاون في مجالات عدة، ودفع العمل في تنفيذ مشروعات ضخمة في قطاع الطاقة، وزيادة مستوى التنسيق في الملفات الإقليمية والدولية.

الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في طهران أكتوبر الماضي (إ.ب.أ)

وفقاً للتقييم الروسي، فقد أدت الوفاة المفاجئة للرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي وفريقه في حادث تحطم المروحية، إلى «إدخال تعديلات على الأجندة الإيرانية»؛ كون إيران مشغولة حالياً باستحقاق انتخاب رئيس جديد للبلاد، ووضع الترتيبات الداخلية اللازمة للمرحلة المقبلة.

وأعرب خبراء روس عن ثقة بأنه «من شبه المؤكد أن فريق الرئيس الإيراني الجديد سيجري تعديلاته الخاصة على الاتفاقية الاستراتيجية مع روسيا. وربما لن تكون هذه التغييرات جوهرية، ولن تكون هناك حاجة لإطلاق عملية تفاوض جديدة كاملة، ولكن من المرجح أن تجري مناقشة المقترحات الجديدة من قبل الفريق الإيراني الجديد».

وكان لافتاً أن تعليقات الخبراء الروس، والتصريحات الصادرة عن المستوى الرسمي الروسي، ركزتا على الحاجة إلى مزيد من الوقت، وتحدثتا عن تباينات محدودة بسبب مشكلات لدى الإيرانيين، من دون أن توضحا تفاصيل محددة حول البنود الخلافية أو طبيعة التعديلات التي طلبت طهران إدخالها على بعض بنود الاتفاقية، ما أسفر عن وقف العمل عليها حالياً.


مقالات ذات صلة

مظاهرة لمعارضين إيرانيين في برلين تنديداً بالانتخابات «المزيفة»

شؤون إقليمية يرفع متظاهرون الأعلام الإيرانية في مسيرة نظمتها منظمة «مجاهدين خلق» في برلين اليوم (إ.ب.أ)

مظاهرة لمعارضين إيرانيين في برلين تنديداً بالانتخابات «المزيفة»

تظاهر بضعة آلاف من المعارضين الإيرانيين والمؤيدين لهم في برلين، السبت، تنديداً بالسلطات في إيران، والانتخابات الرئاسية التي وصفوها بأنها «مزيفة».

«الشرق الأوسط» (برلين)
شؤون إقليمية جليلي يصل للإدلاء بصوته في مركز اقتراع وخلفه محسن منصوري رئيس حملته والنائب التنفيذي للرئيس الراحل إبراهيم رئيسي (رويترز)

جليلي محافظ متشدد ومعارض شرس لأي تقارب إيراني مع الغرب

يعدّ سعيد جليلي المرشّح المحافظ المتشدّد الذي تأهل إلى الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية الإيرانية معارضاً شرساً لأيّ تقارب بين إيران والغرب.

«الشرق الأوسط» (لندن) «الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية أنصار بزشكيان يهتفون أمام شاشة تبث مقطعاً خلال تجمع انتخابي للمرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان في استاد «أفراسيابي» في طهران 23 يونيو 2024 قبل الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقبلة (تصوير عطا كيناري - أ.ف.ب)

بزشكيان إصلاحي يسعى إلى انفتاح أكبر على الغرب

أنعش المرشّح مسعود بزشكيان آمال الإصلاحيين بالعودة إلى السلطة بتأهّله إلى الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية، في نتيجة توقعتها استطلاعات الرأي.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية جليلي وبزشكيان خلال حملتيهما الانتخابيتين (أ.ف.ب)

بزشكيان وجليلي يتنافسان في جولة حاسمة لرئاسة إيران

ستشهد إيران جولةً حاسمةً، الأسبوع المقبل، لتحديد هوية الرئيس، بين المرشحَين الإصلاحي مسعود بزشكيان، والمحافظ المتشدّد سعيد جليلي.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية سيدة تدلي بصوتها في الانتخابات الرئاسية بطهران (أ.ف.ب)

إيران: مقتل عنصرين أمنيين في هجوم مسلح على صندوق انتخابي

ذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية أن مسلحين مجهولين هاجموا عربة تحمل صناديق انتخابية في محافظة بلوشستان المضطربة في جنوب شرق البلاد، وقتلوا اثنين من أفراد الأمن. 

«الشرق الأوسط» (لندن)

وزير خارجية إسرائيل يتوعد إيران بالتدمير بعد التهديد بشن «حرب إبادة»

وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس (إ.ب.أ)
وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس (إ.ب.أ)
TT

وزير خارجية إسرائيل يتوعد إيران بالتدمير بعد التهديد بشن «حرب إبادة»

وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس (إ.ب.أ)
وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس (إ.ب.أ)

قال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أمس (السبت)، إن الرسالة التي بعثت بها إيران فيما يتعلق بشن «حرب إبادة» في حالة تنفيذ إسرائيل عملاً عسكرياً واسع النطاق في لبنان، تجعلها تستحق التدمير.

وأضاف كاتس في منشور على منصة «إكس»: «النظام الذي يهدد بالتدمير يستحق التدمير». وتوعَّد أيضاً بأن تستخدم إسرائيل كل قوتها ضد جماعة «حزب الله» المتحالفة مع إيران، إذا لم تتوقف عن إطلاق النار على إسرائيل من لبنان، وتبتعد عن الحدود.

وقالت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة، الجمعة، إنه إذا شرعت إسرائيل في «عدوان عسكري شامل» في لبنان، فإن «حرب إبادة ستندلع»، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقالت البعثة أيضاً في منشور على منصة «إكس»، إنه في هذه الحالة تكون «جميع الخيارات، ومنها المشاركة الكاملة لجميع محاور المقاومة، مطروحة على الطاولة».

ويتبادل «حزب الله» إطلاق النار مع إسرائيل منذ أكتوبر (تشرين الأول)، بالتزامن مع حرب غزة. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف غالانت، الأسبوع الماضي، إنهما يفضلان المسار الدبلوماسي لحل الأزمة.

ورغم أن كاتس عضو في مجلس الوزراء الأمني ​​الإسرائيلي، فإن سياسة الحرب يقودها إلى حد بعيد نتنياهو، ودائرة صغيرة من الوزراء تضم غالانت الذي زار واشنطن الأسبوع الماضي، لإجراء محادثات بخصوص الوضع في غزة ولبنان.