أزمة بسبب أغنية «استاكوزا» للراحل أحمد زكي

وريثه هدد بمقاضاة مؤدي «مهرجانات» أعاد توظيفها

الفنان أحمد زكي قدم أغنية «استاكوزا» قبل 28 عاماً (فيسبوك)
الفنان أحمد زكي قدم أغنية «استاكوزا» قبل 28 عاماً (فيسبوك)
TT

أزمة بسبب أغنية «استاكوزا» للراحل أحمد زكي

الفنان أحمد زكي قدم أغنية «استاكوزا» قبل 28 عاماً (فيسبوك)
الفنان أحمد زكي قدم أغنية «استاكوزا» قبل 28 عاماً (فيسبوك)

تسبب إعلان مؤدي المهرجانات المصري سادات عن أحدث أغنياته «استاكوزا» في أزمة، خصوصاً بعد إعادة توظيف لحن وكلمات أغنية «استاكوزا» الشهيرة التي قدمها الفنان المصري الراحل أحمد زكي في فيلم يحمل الاسم نفسه قبل 28 عاماً، ما دفع وريث الفنان هيثم أحمد زكي للتهديد بمقاضاة من استخدموا الأغنية.

وشارك الفنان الراحل أحمد زكي في بطولة فيلم «استاكوزا» نخبة من الفنانين من بينهم رغدة وحسين الإمام ودينا وممدوح وافي وسحر رامي، وهو من إنتاج وإخراج إيناس الدغيدي ومقتبس عن قصة «ترويض النمرة» لويليام شكسبير، والسيناريو والحوار للكاتب المصري الراحل عبد الحي أديب.

ونشر مؤدي المهرجانات سادات مقطعاً من الأغنية المصورة، يجمعه بمؤدي مهرجانات آخر يدعى «هيصة»، عبر صفحته بموقع «إنستغرام»، معلناً طرحها عبر قناته بموقع «يوتيوب»، كما نوهت الصفحة الرسمية لـ«روتانا موسيقى» عبر موقع «فيسبوك» عن الأغنية، وكتبت: «اسمعوا أغنية (استاكوزا) جديد هيصة وسادات».

وفور علم رامي بركات، وريث الفنان الراحل هيثم أحمد زكي، بالأمر هدد بمقاضاة صناع الأغنية، مؤكداً في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط»، أنه «ليس لديه علم مسبق بما يجري ولم يمنح موافقته لأحد باستخدام الأغنية، ولن يسمح باستكمال هذا الأمر»، مشدداً على أنه «سيتابع ما يستجد بهذا الشأن لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بصفته الوريث الوحيد للفنان المصري الراحل هيثم أحمد زكي».

الفنان الراحل أحمد زكي (فيسبوك)

وقالت الفنانة المصرية سحر رامي إنها «ليس لديها علم بالأمر»، مؤكدة لـ«الشرق الأوسط»، أن «زوجها الفنان المصري الراحل حسين الإمام ملحن وكاتب كلمات الأغنية منح جمعية المؤلفين والملحنين تفويضاً منذ سنوات لاتخاذ كل الإجراءات اللازمة التي تحفظ حقوقه وحقوق ورثته فيما بعد، وأن الجمعية هي الجهة الوحيدة المسؤولة عن تسليم ورثة الإمام المستحقات المالية نظير استخدام أي مصنف فني تعود ملكيته إليه».

في السياق؛ أكد حسام حسين، مدير جمعية المؤلفين والملحنين «ساسيرو»، أن «صناع العمل لم يحصلوا على موافقة مباشرة من الجمعية باستخدام اللحن والكلمات»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»، أن «الجمعية لديها تفويض من الفنان الراحل حسين الإمام بالتصرف في أي مصنف فني يخصه وإعلام ورثته بما يستجد».

وأوضح حسين أن «جمعية المؤلفين والملحنين تمنح الموافقات والتصريحات باستخدام الألحان والكلمات لفترة محددة لشركات إنتاج معروفة لاستخدام المصنف في أعمال فنية، مع إلزامهم بإعلام الجمعية بالجهة التي تستخدمه عن طريقهم، كما أن للجمعية الحق في إيقاف عرض المصنف في حال استخدامه بشكل مسيء».

ويؤكد حسين «أن الحق بالكامل في هذه الحالة يعود لورثة الفنان الراحل حسين الإمام صاحب اللحن والكلمات، وليس من حق وريث الفنان هيثم أحمد زكي، وكذلك منتجة العمل المخرجة إيناس الدغيدي مقاضاة صُنّاعه».

وقبل أغنية «استاكوزا»، استخدم بعض صناع الأعمال الفنية والإعلانات التجارية كلمات وألحان أغنيات دون الحصول على موافقة صناعها أو موافقة جمعية المؤلفين والملحنين، مما أحدث ضجة وجدلاً على غرار أغنية «دقوا الشماسي» للفنان المصري الراحل «العندليب» عبد الحليم حافظ، التي استخدمها صناع إعلان تابع لأحد المشروعات العقارية وعرض خلال شهر رمضان الماضي، وكذلك إعلان قدمه المذيع المصري خالد عليش واستخدم فيه لحن أغنية «جدو علي»، التي سبق أن غنّاها الفنان المصري محمد ثروت في ثمانينات القرن الماضي.


مقالات ذات صلة

عند وفاته... مايكل جاكسون كان مديناً بـ500 مليون دولار

يوميات الشرق نجم البوب الراحل مايكل جاكسون يظهر على المسرح خلال حفل غنائي (رويترز)

عند وفاته... مايكل جاكسون كان مديناً بـ500 مليون دولار

كشفت وثائق المحكمة الجديدة أن نجم البوب الأميركي مايكل جاكسون كان مديناً بأكثر من 500 مليون دولار عندما توفي عام 2009.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق عمر كمال (حسابه على «فيسبوك»)

أحاديث مطربي المهرجانات عن الدين تثير الجدل

أثارت تصريحات مطرب المهرجانات عمر كمال في أحد برامج «البودكاست» عن رفض والدته أداء العمرة من أمواله واضطراره للادعاء أنها «هدية» من صديق جدلاً جديداً.

أحمد عدلي (القاهرة)
يوميات الشرق «مُتعِب» حفظ إرث وديع الصافي في زمن قلَّ كباره (صور أنطوان الصافي)

أنطوان وديع الصافي لـ«الشرق الأوسط»: أنا في غربة فنّية

في حوار مع «الشرق الأوسط» يتحدث الفنان اللبناني أنطوان وديع الصافي الشخصية المرموقة في الفنّ المعاصر عن تبدُّل العصر وتبخُّر الأغنية والكبار.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق محرم فؤاد وجورجينا رزق (فيسبوك)

طقوس حرص عليها محرم فؤاد قبل إحياء حفلاته

مع حلول الذكرى الـ22 لرحيل الفنان المصري محرم فؤاد، المُلقَّب بـ«صوت النيل»، تستعيد قنوات أغنياته العاطفية والشعبية الشهيرة، فما هي طقوسه قبل إحياء حفلاته؟

رشا أحمد (القاهرة)
يوميات الشرق الفنانة الكندية سيلين ديون خلال إحدى نوبات «متلازمة الشخص المتيبّس»... (أمازون برايم)

سيلين ديون... متيبّسة وجاحظة العينين أمام الكاميرا

لحظات صادمة سيتابعها مشاهدو الوثائقي الذي يستعرض رحلة علاج المغنية العالمية سيلين ديون من «متلازمة الشخص المتيبّس»، التي أرغمتها على وضع حدّ لنشاطها الفني.

كريستين حبيب (بيروت)

فيلم «نورة»... «طبطبة» سينمائية على متذوّقي الفنّ

يعقوب الفرحان في دور الرسام غريب الأطوار الذي يقاوم قيود البلدة (الشرق الأوسط)
يعقوب الفرحان في دور الرسام غريب الأطوار الذي يقاوم قيود البلدة (الشرق الأوسط)
TT

فيلم «نورة»... «طبطبة» سينمائية على متذوّقي الفنّ

يعقوب الفرحان في دور الرسام غريب الأطوار الذي يقاوم قيود البلدة (الشرق الأوسط)
يعقوب الفرحان في دور الرسام غريب الأطوار الذي يقاوم قيود البلدة (الشرق الأوسط)

سجل فيلم «نورة» السعودي تجربةً جديدةً وخروجاً عن النمط السائد ظهر في تناوله عوالم الفن وما يمر به الفنان التشكيلي من تحديات ومشاعر مضطربة. «نورة» الذي يعرض حالياً في صالات السينما السعودية كان قد حصل على تنويه خاص من لجنة التحكيم خلال الدورة 77 من مهرجان كان السينمائي، الشهر الماضي.

يدور الفيلم في فلك الفن، متنقلاً ما بين الرسم والموسيقى والتصوير، ويتطرق إلى الصراع الدائم ما بين الحداثة والتقليد، الذي يواجه الفنان في كل زمان ومكان. اختار الكاتب والمخرج توفيق الزايدي عام 1996 ليكون زمان القصة، أي قبل نحو 3 عقود (حين كان التعاطي مع الفن مسألة شائكة لاعتبارات دينية وعُرفية كانت حاضرة آنذاك) في بلدة نائية يخشى سكانها مظاهر التمدّن مثل التخوّف من دخول الكهرباء، والاستخفاف بالتعليم، ورفض الفنون.

فضّل الزايدي ألا يُسمي هذه البلدة الافتراضية، إلا أن المُشاهد يستطيع فهم ملامح هذا العالم الساكن في بلدة صحراوية تراوح مكانها وكأن الحياة متوقفة فيها منذ سنوات طويلة، في حالة انعزال تام عما يحدث في المدينة من تطوّر ونهضة وتحوّلات متسارعة.

يُعرض الفيلم حالياً في دور السينما السعودية (الشرق الأوسط)

«نورة» والفن

يصور الفيلم الصراع بين بطلة الفيلم نورة (ماريا بحراوي) والمحيطين بها، فهي فتاة تقدّر الفن، وتضطر للانزواء في غرفتها لتتصفح المجلات الفنيّة خِلسة، وتُدمن سماع أغنية الفنان راشد الماجد «شرطان الذهب»، وهي أغنية صدرت عام 1994. يصورها الفيلم تتمايل على أنغامها في أحد المشاهد، مما يعكس بحثها عن المتعة في بقعة جغرافية مليئة بالمحظورات. دلالات «شرطان الذهب» لا تقتصر على إيقاعها الراقص فحسب، بل بكلماتها الغزليّة التي تعكس ثقة البطلة العالية بنفسها وسط فئة تحاول تهميشها لمجرد كونها أنثى. تقاوم نورة هذه المحاولات، وتتصادم مع أقاربها، وتصر على كسر القيود التي تكبّل حريتها.

يعقوب الفرحان في دور الرسام نادر في الفيلم (الشرق الأوسط)

وسط هذه الحياة الرتيبة، يظهر المعلم الجديد نادر (يعقوب الفرحان)، ابن المدينة المحمّل بالأفكار التنويرية، الذي يؤمن بضرورة الفن. يظهر بلباس مختلف يستنكره أهل البلدة فيطلبون منه أن يحضر لمجالسهم بالثوب بدلاً من البنطال والقميص الذي اعتاد عليه. يعبر نادر عن نفسه بعيداً عن أنظار الجميع، فيتناول السجائر خلسةً، ويرسم لوحاته بعيداً عن أنظار الأهالي الذين سموه «الغريب»، وعدّوه مختلفاً عنهم.

تنبع الاختلافات ما بين نورة ونادر في اختلاف وعيهما بالفن، بين من يمارسه ومن يتذوقه، حيث تستنكر نورة أن يرسم بالقلم الرصاص، لتعلم لاحقاً أن «الاسكتش» مرحلة من مراحل الرسم، كما تتعلم أن اللوحة تستغرق وقتاً حتى تكتمل، وهي بديهيات غابت عن الفتاة التي عاشت وسط مجتمع يستخف بالفن ولا يعيره أي اهتمام.

أما نادر فيحاول الهروب من القيود في مرسمه السري، نافثاً دخان سجائره التي يتناولها طيلة الوقت، في حالة من العبثية وعدم الاكتراث تجاه كل المفارقات التي يراها أمامه، ما بين انفتاح المدينة وانغلاق البلدة.

ماريا بحراوي في دور نورة حيث تحاول إظهار عينيها ليتمكن نادر من رسمها (الشرق الأوسط)

الإنسان والفن

حاول الفيلم توظيف هذه المتناقضات في قصة المخرج توفيق الزايدي، الذي قال لـ«الشرق الأوسط»، في حديث سابق، إن الفيلم يحاول فهم العلاقة ما بين الإنسان والفن، مضيفاً: «تشغلني كثيراً علاقة الإنسان بالأشياء من حوله، بما فيها الفن. هذا منطلقه إيماني بأنّ الفن هو الوحيد القادر على مخاطبة عقل الإنسان، من دون أي تدخّل خارجي».

استطرد الزايدي في شرح فكرته، قائلاً: «عند سماع الموسيقى أو تأمُّل لوحة، فإننا نتوحّد مع هذا العمل. وحده الفن يخاطب الفرد بشكل اتّحادي، خصوصاً في زمن التسعينات حيث كان وسيلة الاتصال والتعبير».

يتقاطع «نورة» في قصته مع أفلام غربية شهيرة، مثل فيلم «الفتاة ذات القرط اللؤلؤي» من بطولة سكارليت جوهانسن، الذي دار حول الفتاة «غرييت» التي خلدها الرسام الهولندي يوهانس فيرمير في واحدة من أشهر لوحاته.

في الفيلمين، كانت البطلة مُلهمةً، إما عمداً أو بمحض الصدفة، إلا أن الرسّام في «نورة» لم يحظ بشهرة عالمية كالتي حصل عليها فيرمير، مع اختلاف ماهية العلاقة ما بين الرسّام والفتاة في «نورة»، حيث كانا من المنغمسين بالفن، تحديداً رسم البورتريه، إلى أن يلتقيا وتسير القصة في اتجاه مختلف، لفتاة ممتلئة بالفضول وفنان لا يكترث لقوانين البلدة المنغلقة.

صحراء العُلا

فيلم «نورة» يعد أول فيلم سعودي روائي طويل يصور في صحراء العُلا، ركز فيه المخرج الزايدي على إظهار جمال هذه البقعة الجغرافية، حيث تبتعد الكاميرا في معظم الأوقات ليرى المشاهد اتساع الصحراء وجبالها ذات الأشكال الفريدة، خصوصاً وأن المساكن والدكاكين الظاهرة في البلدة جاءت متباعدة، بلا شوارع وأرصفة، مما يجعل العين مركزة على الصحراء بوصفها المكان الأوضح في العمل. ولأن الزايدي اختار فترة زمنية كانت شحيحة في طرق التواصل، حيث لا يوجد هاتف محمول ولا شبكة إنترنت في السعودية خلال منتصف التسعينات من القرن الماضي، فإن ذلك أعطى روحاً مختلفةً للعمل الذي وصفه بأنه «من أفلام السفر عبر الزمن، فيشعر المُشاهد كأنه انتقل إلى تلك الحقبة».