«دبلوماسية الرهائن»... أجانب محتجزون في إيران

وقفة تضامنية مع فرنسيين تحتجزهم إيران في باريس يناير الماضي (أ.ب)
وقفة تضامنية مع فرنسيين تحتجزهم إيران في باريس يناير الماضي (أ.ب)
TT

«دبلوماسية الرهائن»... أجانب محتجزون في إيران

وقفة تضامنية مع فرنسيين تحتجزهم إيران في باريس يناير الماضي (أ.ب)
وقفة تضامنية مع فرنسيين تحتجزهم إيران في باريس يناير الماضي (أ.ب)

ما زال عشرة أجانب على الأقل محتجزين في إيران، بعد الإفراج، الخميس، عن الفرنسي لوي أرنو الذي يعمل مستشاراً في القطاع المالي، بعد قرابة عامين على اعتقاله.

اعتقل أرنو في سبتمبر (أيلول) 2022، واتُّهم بالمشاركة في احتجاجات حاشدة مناهضة للحكومة في أعقاب وفاة الشابة مهسا أميني في أثناء احتجازها لدى شرطة الأخلاق بدعوى سوء الحجاب.

واحتجز «الحرس الثوري» الإيراني العشرات من مزدوجي الجنسية والأجانب في السنوات الأخيرة، ومعظمهم واجهوا تهماً تتعلق بالتجسس والأمن. وتنفي إيران، التي لا تعترف بالجنسية المزدوجة، اللجوء لمثل هذه الاعتقالات لتحقيق مكاسب دبلوماسية، بينما يتهم نشطاء حقوقيون إيران باعتقال مزدوجي الجنسية والأجانب بهدف الضغط على دول أخرى لتقديم تنازلات فيما بات يعرف بـ«دبلوماسية الرهائن».

بريطانيا

الناشط الإيراني البريطاني في مجال حقوق الإنسان مهران رؤوف أُوقف في أكتوبر (تشرين الأول) 2020 وحُكم عليه في أغسطس (آب) 2021 بالسجن 10 سنوات وثمانية أشهر، وفق «منظمة العفو الدولية».

واحتجز لأشهر في الحبس الانفرادي في سجن «إيفين»، حيث تمكن من تسريب رسالة، العام الماضي، اشتكى فيها من المعاملة القاسية لمن يحملون جنسية مزدوجة، بحسب «منظمة العفو الدولية».

صورة نشرتها مريم كلارين لأمها ناهيد تقوي على منصة «إكس»

ألمانيا

الألمانيّة - الإيرانيّة الناشطة في مجال حقوق الإنسان ناهيد تقوي، وهي في أواخر الستينات، حُكم عليها في أغسطس 2021 بالحبس عشر سنوات وثمانية أشهر، بعد توقيفها في شقتها في طهران في أكتوبر 2020. أدينت، وفق ابنتها، بتهمة الانتماء إلى مجموعة «مخالفة للقانون»، وبالترويج «للدعاية المعادية للنظام». وتقضي الحكم في سجن «إيفين» أيضاً.

الإيراني - الألماني المعارض جمشيد شارمهد موقوف في إيران منذ أغسطس 2020، بعدما فُقد أثره في دولة مجاورة لإيران. وتقول عائلته إنه نُقل قسراً إلى طهران. وبث «الحرس الثوري» وثائقياً في العام الماضي، يكشف ملابسات خطفه.

جمشيد شارمهد... في حين يُعرض جواز سفره الألماني على شاشة في أثناء المحاكمة في فبراير 2022 (أ.ف.ب)

حُكم عليه بالإعدام في فبراير (شباط) 2023؛ لإدانته بتهمة المشاركة في هجوم استهدف مسجداً وأوقع 14 قتيلاً في 2008. وهو حكم صادقت عليه المحكمة العليا وتخشى أسرته أن يُطبّق في أي يوم حسب «وكالة الصحافة الفرنسية».

فرنسا

احتجزت المدرسة الفرنسية سيسيل كولر ورفيقها جاك باريس في مايو (أيار) 2022 بتهمة «التجسس»، في أثناء قيامهما بجولة سياحية في إيران.

سيسيل كولر البالغة من العمر 35 عاماً خلال حفل عيد ميلادها في 2019 (أ.ف.ب)

أكّدت باريس أن مواطناً فرنسياً آخر معتقلاً في إيران منذ أكتوبر 2022. ولم تكشف السلطات عن هويته الكاملة، مشيرة إلى أن اسمه أوليفييه.

النمسا

ما زال نمسوي لم يُكشف عن اسمه محتجزاً، وحُكم عليه في 2023 بالسجن سبعة أعوام ونصف عام في إيران، بتهمة التجسس، بحسب فيينا.

الباحث السويدي من أصل إيراني أحمد رضا جلالي في برشلونة 2014 (أ.ب)

السويد

الأكاديمي الإيراني أحمد رضا جلالي، المقيم في السويد، اعتُقل خلال زيارة إلى بلاده في أبريل (نيسان) 2016 وبعد عام حُكم عليه بالإعدام، بتهم التجسس لمصلحة الموساد الإسرائيلي، ومُنح الجنسية السويدية خلال سجنه، وعلّق تنفيذ حكم الإعدام شنقاً الصادر في حقه، لكن عائلته تؤكد أن الحكم لم يلغَ.

احتجز الدبلوماسي السويدي يوهان فلوديروس، الذي كان يعمل لدى الاتحاد الأوروبي في بروكسل في أبريل 2022 في مطار طهران، في أثناء عودته من رحلة سياحية. خلال محاكمته في يناير (كانون الثاني) اتُهم بالتعاون مع إسرائيل، ولا يزال الحكم في القضية معلقاً، لكنه يواجه عقوبة الإعدام في حال الإدانة.

الدبلوماسي السويدي يوهان فلوديروس يتحدث إلى محاميه ويظهر أيضاً مسؤول قضائي خلال جلسة محاكمة في طهران ديسمبر الماضي (إ.ب.أ)

في أواخر 2023، اعتُقل مواطن سويدي - إيراني «دون سبب واضح»، بحسب السلطات السويدية التي لم تكشف عن أي معلومات متعلقة بالقضية.

أكدت وزارة الخارجية السويدية أيضاً أن إيران تحتجز مواطناً سويدياً رابعاً في العشرينات، اعتقل في يناير (كانون الثاني) 2024.

غير أن وسائل إعلام سويدية تقول إن الرجل مطلوب بموجب مذكرة توقيف دولية فيما يتعلق بإطلاق نار أوقع قتلى في السويد.

الولايات المتحدة

تقول الولايات المتحدة إنه لا يوجد أي مواطن أميركي محتجز في إيران بعد إطلاق سراح خمسة أميركيين في عملية تبادل سجناء.


مقالات ذات صلة

إسرائيل و«حماس» تتبادلان الاتهامات حول «عراقيل جديدة» أحبطت توقيع الصفقة في غزة

المشرق العربي جندي إسرائيلي يدخل نفقاً بُني لدعم المحتجزين ويرمز إلى أنفاق «حماس» خلال تجمع جماهيري في تل أبيب (رويترز)

إسرائيل و«حماس» تتبادلان الاتهامات حول «عراقيل جديدة» أحبطت توقيع الصفقة في غزة

جاء تبادل الاتهامات حول إحباط صفقة في المتناول، بعد عودة الوفد الإسرائيلي من الدوحة، بطلب من مكتب نتنياهو «من أجل التشاور» بعد أسبوع من المفاوضات.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي فتاة تراقب الناس وهم يتفقدون موقع القصف الإسرائيلي على الخيام التي تؤوي الفلسطينيين النازحين من بيت لاهيا في مخيم بخان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

«حماس»: إسرائيل وضعت شروطاً جديدة أدت لتأخير التوصل لاتفاق وقف النار في غزة

قالت حركة «حماس»، في بيان لها، اليوم الأربعاء، إن إسرائيل وضعت شروطاً جديدة مما أدى إلى تأخير التوصل للاتفاق على وقف إطلاق النار في غزة.

العالم العربي «حماس» تقول إن مصير الرهائن المحتجزين لدى الحركة مرهون بتقدم الجيش الإسرائيلي (أ.ف.ب)

«حماس»: مصير بعض الرهائن مرهون بتقدم الجيش الإسرائيلي في بعض المناطق

قال أبو عبيدة، المتحدث باسم «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، إن مصير الرهائن مرهون بتقدم الجيش الإسرائيلي.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية وزير المالية بتسلئيل سموتريتش يتحدث مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في جلسة للكنيست يوم 24 يوليو الماضي (أرشيفية - رويترز)

سموتريتش رافضاً «صفقة غزة»: نتنياهو يعرف خطوطنا الحمر 

رفض وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش الاتفاق المزمع لوقف النار في قطاع غزة، قائلاً إنه بشكله الحالي «ليس جيداً ولا يخدم أهداف إسرائيل في الحرب.

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي الرئيسان جو بايدن ودونالد ترمب في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض 13 نوفمبر الماضي (رويترز)

«تعاون وثيق» بين بايدن وترمب لوقف النار وإطلاق الرهائن في غزة

تكثفت الاتصالات الوثيقة بين إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن وفريق الرئيس المنتخب دونالد ترمب؛ سعياً إلى إنجاح مفاوضات وقف النار وإطلاق الرهائن في غزة.

علي بردى (واشنطن)

عراقجي في الصين لبحث «النووي» والحظر وتحديات إقليمية

عراقجي يؤكد أهمية التنسيق بشكل أكبر بين طهران وبكين (أرشيفية)
عراقجي يؤكد أهمية التنسيق بشكل أكبر بين طهران وبكين (أرشيفية)
TT

عراقجي في الصين لبحث «النووي» والحظر وتحديات إقليمية

عراقجي يؤكد أهمية التنسيق بشكل أكبر بين طهران وبكين (أرشيفية)
عراقجي يؤكد أهمية التنسيق بشكل أكبر بين طهران وبكين (أرشيفية)

أشار وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، الجمعة، إلى أن قضية البرنامج النووي ومساعي رفع الحظر عن إيران ستواجه وضعاً جديداً في العام الجديد، موضحاً أن هناك حاجة لمزيد من المشاورات مع الصين في هذا الصدد.

ونقلت وكالة «إرنا» عن عراقجي قوله للصحافيين فور وصوله للعاصمة الصينية بكين: «على مدى الأعوام الماضية أجرينا الكثير من المشاورات الثنائية والإقليمية والدولية. كما أجرينا دائماً مشاورات وثيقة مع الصين بشأن كافة القضايا الإقليمية والدولية... نحن نواجه حالياً وضعاً حساساً. سواء على المستوى الإقليمي أو على المستوى الدولي، هناك التهابات وقضايا مختلفة مستمرة».

وأضاف عراقجي أن قضية البرنامج النووي وما يترتب عليه من محاولة رفع الحظر ستواجه في العام الجديد وضعاً جديداً، «وفي هذا السياق هناك حاجة لمزيد من المشاورات مع الصين. إن العلاقات الثنائية بين البلدين كانت ولا تزال جيدة، ومن الطبيعي أن نواصل أفكارنا المشتركة حول مختلف القضايا».

المفاعل النووي الإيراني في بوشهر بجنوب العاصمة الإيرانية طهران (أ.ب)

وأكد وزير الخارجية أن زيارته تأتي في الوقت المناسب. وقال: «إن دعوة أصدقائنا الصينيين كانت أيضاً لنفس الفترة الزمنية التي جرت فيها المشاورات في بداية العام الجديد. ويجب أن تكون هناك علاقات ثنائية بين البلدين، ويجب أن يكون الجانبان مستعدين لمواجهة التحديات التي سنواجهها في العام الجديد. ومن الطبيعي أن نواجه تحديات على المستوى الإقليمي والدولي، وعلى مستوى مجلس الأمن، ولا بد من التنسيق بشكل أكبر بين البلدين».

واستبق عراقجي زيارته بمقال نشرته صحيفة «الشعب» اليومية تحدث فيه عن فصل جديد من التعاون الاستراتيجي بين إيران والصين. وقال: «تأتي رحلتي للقاء الأصدقاء القدامى في الصين بعد الاجتماع الناجح للقادة في قازان على هامش أول ظهور رسمي لجمهورية إيران الإسلامية باعتبارها العضو الرئيس في (البريكس)، في ظل وضع مهم وتاريخي وفي ظل التطورات العالمية والإقليمية، حيث أصبح مسار التعاون العملي بين البلدين أوسع من ذي قبل باتفاق القادة».

تدريب على السلامة في «بوشهر»

وذكرت وكالة «إرنا»، الجمعة، أنه جرت مناورة شاملة لإدارة الطوارئ الإشعاعية في محطة «بوشهر» للطاقة النووية، جنوب إيران، بهدف تحسين مستوى استعداد أجهزة الإنقاذ، وتدريب سكان القرى المجاورة لمحطة الطاقة.

منشأة «بوشهر» النووية الإيرانية (أ.ف.ب)

وتضمنت هذه المناورة حادثة افتراضية في محطة «بوشهر» للطاقة النووية، وإبلاغ المحافظة، وتقديم توضيحات أولية للأجهزة، وزيادة نسبة التلوث، والأمر بإخلاء ونقل الأشخاص عن طريق البحر، ومراقبة المركبات وحركة المرور وإجراءات السيطرة، ونقل المصابين الافتراضيين بالإشعاع إلى المستشفى، وإيقاف التسرب.

وقال محافظ بوشهر ورئيس لجنة إدارة الأزمات، في تصريح له يوم الخميس: «من أجل الاستعداد للوقاية من الأخطار المحتملة، عادة ما يتم إجراء تدريبات السلامة في موقع محطة الطاقة النووية والبيئة المحيطة بها في فترات مختلفة».

وأضاف أرسلان زارع: «وفي هذا الصدد، تم اليوم إجراء مناورة شاملة لإدارة الطوارئ الإشعاعية في محطة (بوشهر) للطاقة النووية بمشاركة كافة أجهزة إدارة الأزمات مع تحقيق الأهداف المحددة... إن لجنة إدارة الأزمات بالمحافظة، انطلاقاً من مهمتها، تقوم بهذه المناورات بشكل منتظم من أجل الاستعداد الأفضل والتوعية العامة».

وأضاف: «بوشهر باعتبارها عاصمة الطاقة، فإنها فضلاً عن كونها تلعب دوراً مهماً في توفير جزء مهم من محفظة الطاقة النظيفة (الغاز)، فإنها تؤدي أيضاً دوراً مهماً في استقرار الشبكة بنقل الكهرباء التي تنتجها محطة الطاقة النووية إلى الشبكة الوطنية».