«حزب الله» يشن هجوماً «واسعاً» على شمال إسرائيل... وتل أبيب تتوعد

تقارير عن إصابة إسرائيليين بالجولان

الدخان يتصاعد على  الحدود اللبنانية الإسرائيلية حزب الله والقوات الإسرائيلية، في أعقاب الهجمات الصاروخية من لبنان في مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل (رويترز)
الدخان يتصاعد على الحدود اللبنانية الإسرائيلية حزب الله والقوات الإسرائيلية، في أعقاب الهجمات الصاروخية من لبنان في مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل (رويترز)
TT

«حزب الله» يشن هجوماً «واسعاً» على شمال إسرائيل... وتل أبيب تتوعد

الدخان يتصاعد على  الحدود اللبنانية الإسرائيلية حزب الله والقوات الإسرائيلية، في أعقاب الهجمات الصاروخية من لبنان في مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل (رويترز)
الدخان يتصاعد على الحدود اللبنانية الإسرائيلية حزب الله والقوات الإسرائيلية، في أعقاب الهجمات الصاروخية من لبنان في مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل (رويترز)

قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، اليوم (الخميس)، إن الجيش رصد إطلاق نحو 40 قذيفة صاروخية على منطقة الجليل بشمال إسرائيل ومرتفعات الجولان، فيما أعلن «حزب الله» اللبناني استهداف عدة مواقع عسكرية إسرائيلية.

وأكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي ديفيد منسر، الخميس، أن إسرائيل سترد «بقوة» على «جميع اعتداءات حزب الله» اللبناني بعد أن أطلق وابلاً من الصواريخ باتجاه الدولة العبرية خلال اليومين الماضيين. وقال خلال مؤتمر صحافي «سترد إسرائيل بقوة على جميع الاعتداءات التي يقوم بها (حزب الله)». وأضاف «ستعيد إسرائيل إرساء الأمن على حدودنا الشمالية سواء من خلال الجهود الدبلوماسية أو غير ذلك».

وأضاف أدرعي عبر حسابه على منصة «إكس» أنه تم اعتراض بعض الصواريخ بواسطة الدفاعات الجوية، في حين سقطت بعض القذائف في مناطق مفتوحة وأسفرت عن اندلاع حرائق.

كما أعلن المتحدث العسكري الإسرائيلي رصد خمسة «أهداف جوية مشبوهة» بشمال إسرائيل، مشيراً إلى أن الدفاعات الجوية اعترضت ثلاثة منها.

هذا، ونقلت صحيفة «هآرتس» اليوم (الخميس) عن خدمات الإسعاف القول إن شخصين أصيبا بجروح طفيفة جراء هجوم صاروخي على مرتفعات الجولان.

وذكرت الصحيفة، بحسب «وكالة أنباء العالم العربي»، أن صفارات الإنذار دوت في شتى أنحاء شمال إسرائيل جراء هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ.

وأشارت الصحيفة إلى أن صفارات الإنذار دوت بالشمال لأربع مرات خلال 15 دقيقة.

رجل إطفاء إسرائيلي ورجل آخر يعملان على السيطرة على النيران في أعقاب الهجمات الصاروخية من لبنان في مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل (رويترز)

هجوم على 9 مواقع عسكرية

في المقابل، أعلن «حزب الله» شنّه هجوماً مشتركاً بالصواريخ والمسيّرات على تسعة مواقع عسكرية على الأقل في شمال إسرائيل وهضبة الجولان المحتلة، في عملية متزامنة قال إنها جاءت «رداً» على اغتيال القيادي طالب عبدالله.

وقال الحزب في بيان «شنت المقاومة الإسلامية هجوماً مشتركاً بالصواريخ والمسيّرات حيث استهدفت بصواريخ الكاتيوشا والفلق 6 ثكنات ومواقع عسكرية»، مضيفاً «بالتزامن شنّ مجاهدو القوة الجوية بعدة أسراب من المسيّرات الانقضاضية هجوماً جوياً» على ثلاث قواعد أخرى.

وخلال الأيام الماضية، تصاعدت حدة القصف المتبادل شبه اليومي عبر الحدود بين الجيش الإسرائيلي و«حزب الله» اللبناني، والذي تفجر عقب بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.


مقالات ذات صلة

تحقيقات وقضايا لوحة إعلانية في طريق بدمشق تحمل صورة الرئيس السوري بشار الأسد ونظيره الإيراني إبراهيم رئيسي في مايو الماضي (غيتي)

خيارات دمشق الضيقة في «وحدة الساحات» مع لبنان

هل يدعم النظام السوري «حزب الله» اللبناني إذا وسعت إسرائيل حربها لتشمل لبنان بعدما توعدته بـ«صيف ساخن»؟ هل يكرر ما قام به في 2006 أم يتخذ موقف «الحياد»؟

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية آلية عسكرية إسرائيلية بالقرب من كتسرين في هضبة الجولان (رويترز)

الجيش الإسرائيلي: اعتراض صاروخ «كروز» فوق الجولان

أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، اليوم (الخميس)، اعتراض صاروخ «كروز» فوق منطقة الجولان، وكذلك جسم مشبوه قادم من لبنان.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي امرأة تنتحب على نعش سيدة لبنانية قُتلت و3 آخرون من أفراد أسرتها بغارة إسرائيلية يوم الأحد جنوب لبنان (أ.ف.ب)

تدهور أمني جنوب لبنان على إيقاع تعثّر مفاوضات غزة

تدهور الوضع الأمني جنوب لبنان، الاثنين، إلى مستويات كبيرة، للمرة الأولى منذ أسبوعين، على إيقاع التصعيد في غزة.

نذير رضا (بيروت)
المشرق العربي قوات الأمن السورية تتجمع بالقرب من أنقاض مبنى دمرته غارات جوية إسرائيلية في حمص (أرشيفية - أ.ب)

انفجار عنيف في ريف درعا الشرقي

دوي انفجار عنيف سُمع في ريف درعا الشرقي، وفقاً لـ«المرصد السوري لحقوق الإنسان».

«الشرق الأوسط» (بيروت)

هوكستين في باريس لتنسيق جهود خفض التصعيد بين إسرائيل و«حزب الله»

وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت خلال لقائه أخيراً بكبير مستشاري الرئيس الأميركي آموس هوكستين (د.ب.أ)
وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت خلال لقائه أخيراً بكبير مستشاري الرئيس الأميركي آموس هوكستين (د.ب.أ)
TT

هوكستين في باريس لتنسيق جهود خفض التصعيد بين إسرائيل و«حزب الله»

وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت خلال لقائه أخيراً بكبير مستشاري الرئيس الأميركي آموس هوكستين (د.ب.أ)
وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت خلال لقائه أخيراً بكبير مستشاري الرئيس الأميركي آموس هوكستين (د.ب.أ)

في البيان المشترك، الذي صدر بنهاية زيارة الدولة، التي قام بها الرئيس الأميركي جو بايدن إلى فرنسا، الشهر الماضي، ورد أن البلدين «يشدّدان، على وجه الخصوص، على الأهمية القصوى للحفاظ على الاستقرار في لبنان، والحد من التوترات على طول الخط الأزرق، وسيعملان معاً لتحقيق هذه الغاية، ويدعوان جميع الأطراف إلى التحلّي بأقصى درجات ضبط النفس والمسؤولية، امتثالاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم «1701». وفي هذا السياق، تشدّد فرنسا والولايات المتحدة على الضرورة المُلحّة لإنهاء الشغور الرئاسي المستمر منذ 18 شهراً في لبنان، والمضي دون مزيد من التأخير في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وتشكيل حكومة، وتنفيذ الإصلاحات الضرورية لتحقيق الاستقرار في الاقتصاد اللبناني، وإرساء أسس الانتعاش والنمو الاقتصادي الشامل في البلاد».

وفي المؤتمر الصحافي المشترك مع بايدن، قال الرئيس إيمانويل ماكرون، إن باريس وواشنطن ستكثّفان جهودهما لتجنّب تفاقم الصراع في الشرق الأوسط، مع إعطاء الأولوية لتهدئة الوضع بين إسرائيل و«حزب الله».

وأفاد الرئيس الفرنسي أن الطرفين وضعا آلية «تنسيق وثيقة» بخصوص المناقشات الجارية مع إسرائيل من جهة، ومع لبنان و«جميع الأطراف المعنية من الجهة الأخرى»، وهو ما سارعت إسرائيل إلى رفضه. وكانت لافتة إشارة ماكرون إلى أن الطرفين «سيعملان على أساس خريطة الطريق» التي طرحتها فرنسا قبل ستة أشهر لخفض التصعيد على الحدود اللبنانية ــ الإسرائيلية، وإيجاد السبيل لتنفيذ مضمون القرار الدولي «1701». كذلك أشار ماكرون إلى أن الطرفين سيسعيان إلى «مضاعفة الجهود من أجل منع حصول انفجار إقليمي»، انطلاقاً من الحدود اللبنانية ــ الإسرائيلية، وعمدت باريس إلى تعديل بعض فقراتها بناءً على طلب لبناني فيما لم تردّ إسرائيل عليها، أقلّه رسمياً.

من هذا المنظور، يمكن فهم أهمية الزيارة التي يقوم بها المستشار الرئاسي الأميركي آموس هوكستين إلى باريس، للقاء المبعوث الرئاسي الفرنسي إلى لبنان، الوزير السابق جان إيف لو دريان، ومستشارة ماكرون لشؤون الشرق الأوسط، السفيرة آن كلير لو جاندر، التي حلّت منذ عدة أشهر محل باتريك دوريل.

وتجدر الإشارة إلى أن هوكستين تنقّل الشهر الماضي بين تل أبيب وبيروت، كما أن لودريان زار لبنان، مركّزاً في لقاءاته على ملف الفراغ الرئاسي الذي يقترب من عامه الثاني. ونقلت «رويترز» عن مسؤول أميركي قوله إن هوكستين سافر إلى باريس «لمناقشة الجهود الفرنسية والأميركية لاستعادة الهدوء في شمال إسرائيل ولبنان».

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (أ.ف.ب)

أبعاد زيارة المبعوث الأميركي

يقول مصدر أوروبي واسع الاطلاع في باريس، إن لزيارة هوكستين «مجموعة أبعاد»؛ أولها «السعي لترجمة توافق الرئيسين بايدن وماكرون بشأن إقامة آلية تنسيق للمناقشات مع إسرائيل ولبنان إلى واقع»، خصوصاً أنه لم يظهر لها أي أثر منذ الإعلان عنها. والمهم في ذلك، وفق المصدر المشار إليه، الدمج بين الخطتين الفرنسية والأميركية، والتحرك من خلال خريطة طريق موحّدة، خصوصاً أن «لا خلاف حقيقةً» بينهما في الهدف، بل فقط في «التدرج» الزمني.

وترى باريس أن انتظار انتهاء الأعمال العسكرية الإسرائيلية في غزة للبدء بمعالجة ملف التصعيد بين إسرائيل وحزب الله «أمر بالغ الخطورة»، بسبب التدهور الخطير للوضع الميداني، والخوف من خروجه عن السيطرة، بحيث لن يبقى «موضعياً»، ويمكن أن يفتح الباب لحرب «مفتوحة» قد تتحول إلى إقليمية.

ويرى الطرفان أن محدّدات الحل «معروفة»، وأساسها التوصل إلى آليات تنفيذية لفقراته، وحصر الانتشار المسلّح في جنوب لبنان بالجيش اللبناني وقوات اليونيفيل الأممية. وترى باريس وواشنطن في القوة الدولية «عنصراً أساسياً في الحلّ (المطلوب)، ويجب الحفاظ على أمنها وحرية عملها».

ويشير المصدر المذكور، في تفسير مسارعة باريس وواشنطن إلى تنسيق المواقف، اليوم، إلى التهديدات المتتالية الصادرة عن إيران باستعدادها للتدخل المباشر في حال مهاجمة إسرائيل لـ«حزب الله»، فضلاً عن مشاركة المنظمات المؤتمرة بأوامرها، سواء في العراق أو اليمن أو حتى سوريا.

وتجدر الإشارة إلى أن وصول هوكستين إلى باريس جاء بعد وقت قصير من الاتصال الذي جرى بين الرئيس ماكرون ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، حيث أعرب ماكرون مجدداً، وفق البيان الصادر عن الإليزيه، عن «قلقه البالغ إزاء تصاعد التوترات بين (حزب الله) وإسرائيل على طول الخط الأزرق، وشدّد على أن الأهمية المطلقة لمنع اشتعالٍ للوضع من شأنه أن يُلحق ضرراً بمصالح كلّ من لبنان وإسرائيل، وأن يشكّل تطوراً خطراً بشكل خاص على الاستقرار الإقليمي».

كذلك، شدّد الرئيس الفرنسي على «الحاجة الملحّة لجميع الأطراف للمُضي قدماً وبسرعة نحو حلّ دبلوماسي، وذكّر بضرورة التحلّي بأكبر قدر من ضبط النفس». وتناول ماكرون ونتنياهو الجهود الدبلوماسية الجارية لخفض التصعيد.

وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إلى جانب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في لقاء سابق (رويترز)

نجاعة الوساطة المشتركة الأميركية ــ الفرنسية

أن يجد ماكرون الوقت الكافي للاتصال بنتنياهو، وإبداء الحرص على إبراز مخاوف بلاده من حرب واسعة ستكون بمثابة كارثة على لبنان، يعكس، حقيقةً، خطورة الوضع. وليست رسالة باريس وحيدة؛ إذ إن الأيام القليلة الماضية حفلت بالتحذيرات الدولية، ومنها تحذير صدر الأسبوع الماضي عن وزارة الخارجية الفرنسية، كما أن دولاً عديدة إما رحّلت رعاياها من لبنان، أو طلبت منهم عدم التوجه إليه.

ليس سراً أن واشنطن دأبت على تحذير إسرائيل من مهاجمة لبنان، وهمّها الأول، وفق المصدر المشار إليه، «تجنّب اندلاع حرب إقليمية قد تجد نفسها مُساقة إليها للدفاع عن إسرائيل كما وعدت»، بحيث يتعين عليها التعامل مع حربين في وقت واحد، وذلك قبل أشهر قليلة على الاستحقاق الرئاسي في الولايات المتحدة.

ورغم الضغوط التي تمارسها واشنطن على السلطات الإسرائيلية، فإن باريس تعي أن الأشهر المنقضية على حرب غزة «بيّنت أن نتنياهو لا يأخذ كثيراً بعين الاعتبار النصائح الأميركية، بفضل الدعم الذي يتلقّاه من قادة الحزب الجمهوري من جهة، ومن تحوّل الرأي العام الإسرائيلي لدعم الحرب على لبنان».

وفي المقام الثالث، يضغط اليمين الديني الإسرائيلي المتطرف على نتنياهو لإطلاق حملة عسكرية على لبنان، وهو حريص على دعمه السياسي للبقاء في منصبه ومنع سقوط حكومته.

حتى اليوم، يقوم الموقف الرسمي الإسرائيلي على القول إن إسرائيل تريد الهدوء على حدودها الشمالية، وهي تريد تحقيق هذا الهدف، إما عن طريق الدبلوماسية والمفاوضات، وللولايات المتحدة وفرنسا الدور الأكبر، وإما عن طريق القوة العسكرية. والأربعاء، قال وزير الدفاع يوآف غالانت، العائد مؤخراً من زيارة إلى واشنطن، في تصريح مكتوب صدر عن مكتبه: «نحن نضرب حزب الله بقوة كل يوم، وسنصل أيضاً إلى حالة من الاستعداد الكامل للقيام بأي عمل مطلوب في لبنان، أو التوصل إلى ترتيب من موقع قوة. نحن نفضّل التوصل إلى تسوية، ولكن إذا فرض علينا الواقع سنعرف كيف نقاتل».

ويُفهم من كلام الأخير أن إسرائيل لم تصل بعد إلى مرحلة الجهوزية العسكرية، فضلاً عن أن حربها في غزة ما زالت قائمة، رغم دخولها «المرحلة الثالثة»، ولذا، فإن السؤال المطروح هو: هل ستنجح الوساطة الأميركية ــ الفرنسية في استغلال الفترة الفاصلة لتفكيك لغم الحرب الشاملة؟ أم أن الأمور سائرة إلى التصعيد مع وجود وساطة أو بدونها؟