شاهد... إنقاذ طفل سوري علق في بئر ضيقة لمدة 4 ساعاتhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/5029142-%D8%B4%D8%A7%D9%87%D8%AF-%D8%A5%D9%86%D9%82%D8%A7%D8%B0-%D8%B7%D9%81%D9%84-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A-%D8%B9%D9%84%D9%82-%D9%81%D9%8A-%D8%A8%D8%A6%D8%B1-%D8%B6%D9%8A%D9%82%D8%A9-%D9%84%D9%85%D8%AF%D8%A9-4-%D8%B3%D8%A7%D8%B9%D8%A7%D8%AA
شاهد... إنقاذ طفل سوري علق في بئر ضيقة لمدة 4 ساعات
من عملية إنقاذ الطفل عسكر دياب (الدفاع المدني السوري)
بيروت:«الشرق الأوسط»
TT
بيروت:«الشرق الأوسط»
TT
شاهد... إنقاذ طفل سوري علق في بئر ضيقة لمدة 4 ساعات
من عملية إنقاذ الطفل عسكر دياب (الدفاع المدني السوري)
نجح «الدفاع المدني» السوري (الخوذ البيضاء)، ليل السبت - الأحد، في إنقاذ طفل سوري سقط في بئر ضيقة بقرية تل أعور جنوب غربي محافظة إدلب لمدة 4 ساعات.
وجاء في بيان للمؤسسة الإغاثية: «تلقت فرق الدفاع المدني السوري في مركز صراريف بمنطقة أريحا جنوب غربي إدلب، بلاغاً في تمام الساعة 20:54 من مساء يوم السبت 8 يونيو (حزيران)، عن حادثة سقوط طفلٍ في السابعة من العمر، في بئر ارتوازية قيد التجهيز في قرية تل أعور جنوب غربي إدلب... ولدى وصول فرقنا إلى المكان تبين أن الطفل واقعٌ في فتحة البئر على عمق قريب لا يتجاوز 5 أمتار، وهو بحالة انحشار في الأنبوب المعدني وعالق بأكبال توصيل لمضخة مياه موجودة في البئر».
وحسب البيان، فقد وصل إلى المكان 50 متطوعاً من 10 فرق بحث وإنقاذ مع 10 آليات هندسية ثقيلة للمساعدة في عمليات الحفر، و3 فرق إسعاف مع آلياتهم، وفريق طبي من 5 متطوعين متخصصين بالعناية وفريق متخصص بالعمليات مكون من 5 أفراد.
وبدأت الفرق عمليات الإنقاذ في تمام الساعة 21:18 بالتوقيت المحلي من خلال قيام فريق الإسعاف بتسريب الأكسجين للطفل داخل البئر، للحفاظ على حياته ورصد علامات حيوية له، وتمكنت الفرق من التواصل معه، ثم توجهت آليات هندسية ثقيلة تابعة للدفاع المدني السوري لتبدأ بعمليات حفر للوصول إلى الطفل ليتم تحريره وإنقاذه.
وحسب البيان، «بدأت عمليات الحفر لإحداث فتحة تمكن من الوصول إلى الطفل في مكان سقوطه، بطرق هندسية مع اتخاذ أقصى درجات الأمن والسلامة لضمان عدم تعرض الطفل لأي أضرار أثناء عمليات الحفر والإنقاذ، مع استمرار التواصل مع الطفل وتثبيته وإمداده بالأكسجين».
وأضاف البيان: «في الساعة 11:30 تقريباً وصلت فرقنا بعمليات الحفر وإلى مسافات قريبة من موقع انحشار الطفل (عسكر دياب) لتصل إليه عبر فتحة جانبية أحدثتها في جدار البئر، نحو الساعة 00:18 من ليلة يوم الأحد 9 يونيو».
وتمكنت فرق الإنقاذ في تمام الساعة 00:55 بالتوقيت المحلي وبمساعدة المدنيين من إنقاذ الطفل عسكر دياب، وإخراجه من البئر وهو فاقد للوعي مع أعراض صحية متمثلة في نقص الأكسجين، بسبب بقائه لفترة طويلة داخل البئر وبوضعية انحشار وضغط على الصدر، إضافةً لجروح ورضوض في الوجه والكتفين والساقين جراء السقوط، وتم نقله بشكل فوري إلى مشفى «الرحمة» في مدينة دركوش وإعطاؤه الإسعافات الأولية، وفق بيان «الدفاع المدني» السوري.
بعد ساعات قليلة من فتح معبر أبو الزندين بالشمال السوري، تعرض المعبر لقصف مدفعي تزامن مع خروج مظاهرة رافضة فتحه، وسط أنباء عن استهداف سيارة قائد الشرطة العسكرية.
انشغلت الأجهزة في لبنان وسوريا بنتائج عمليتين منفصلتين ومتباعدتين لـ«الكوماندوز» الإسرائيلي؛ إذ أعلنت تل أبيب أمس نتيجة عمليتها التي نفذتها في سوريا قبل 4 أشهر.
«غزة صغيرة» في شرق القاهرة... وفلسطينيون يحلمون بـ«حياة جديدة»https://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/5078324-%D8%BA%D8%B2%D8%A9-%D8%B5%D8%BA%D9%8A%D8%B1%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D9%87%D8%B1%D8%A9-%D9%88%D9%81%D9%84%D8%B3%D8%B7%D9%8A%D9%86%D9%8A%D9%88%D9%86-%D9%8A%D8%AD%D9%84%D9%85%D9%88%D9%86-%D8%A8%D9%80%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A9-%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF%D8%A9
يتحدث مالك المطعم الفلسطيني باسم أبو عون إلى أحد الزبائن أمام مطعم «حي الرمال» بالقاهرة الذي سمّي على اسم الحي الذي يسكنه في مدينة غزة (أ.ف.ب)
القاهرة:«الشرق الأوسط»
TT
القاهرة:«الشرق الأوسط»
TT
«غزة صغيرة» في شرق القاهرة... وفلسطينيون يحلمون بـ«حياة جديدة»
يتحدث مالك المطعم الفلسطيني باسم أبو عون إلى أحد الزبائن أمام مطعم «حي الرمال» بالقاهرة الذي سمّي على اسم الحي الذي يسكنه في مدينة غزة (أ.ف.ب)
يشرف الفلسطيني باسم أبو عون على تقديم فرشوحة شاورما الديك الرومي الغزاوية لزبائن مطعمه الصغير في شرق القاهرة، حيث انتشرت مؤخراً مطاعم فلسطينية تشكّل ما ينظر إليه على أنه «غزة صغيرة».
بعد أقلّ من 4 أشهر فقط على عبوره وعائلته الكبيرة إلى مصر في فبراير (شباط) الماضي، افتتح أبو عون (56 عاماً) مطعماً ضمن خطته للاستقرار في القاهرة، وتأسيس «حياة جديدة». ومثله كثير من الغزاويين الذين حالفهم الحظ بالخروج من لهيب الحرب المتواصلة منذ أكثر من سنة في قطاع غزة، إلى مصر.
سمّى مطعمه «حي الرمال»، تيمناً بحيّه في مدينة غزة المدمّرة. يجلس في المكان فلسطينيون يتبادلون الحديث باللهجة الغزاوية، وهم يتناولون بنهم سندويتشات بخبز الفرشوحة الفلسطيني، لُفّت بورق على شكل الكوفية الفلسطينية، يقدمّها نادل غزاوي مبتسم طُبع علم فلسطين على كمّ قميصه القرمزي.
ويقول أبو عون: «لو توقّفت الحرب الآن في غزة، سأحتاج سنتين أو 3 على الأقل لأقلع مجدداً بحياتي. لأن كل شيء ممسوح هناك. الأمور صعبة ولن تتحسّن بين يوم وليلة».
ويتابع بأسى أنها «حرب شرسة غير مسبوقة في حياتي. حرب إبادة ضد البشر والحجر».
وبجوار محلّه في ضاحية مدينة نصر بشرق القاهرة، رُسم علما مصر وفلسطين متشابكين على أحد الجدران.
ولجأ عدد كبير من الفلسطينيين إلى هذا الحيّ المصري الذي تسكنه إجمالاً عائلات من الطبقة المتوسطة. ورغم حصولهم على تصاريح إقامة مؤقتة، فتح رجال أعمال فلسطينيون فيه ما لا يقل عن 15 مطعماً تنوعت بين الشاورما والحلويات والفلافل، والمقاهي التي باتت مقصداً للجالية الغزاوية.
ويتابع أبو عون: «لدي مسؤولية عائلة وأولاد في الجامعات... فكرت في أنّ أستقرّ هنا وأعيد تأهيل نفسي».
كان أبو عون يملك فرعين لمطعم يحمل اسم «تركي» في قطاع غزة أصبحا ركاماً. فترك كلّ شيء وغادر القطاع حاملاً مبلغاً صغيراً لا يشكّل كلّ ما يملك.
مجازفة كبيرة
ودخل أبو عون وعائلته مصر ضمن أكثر من 120 ألف فلسطيني وصلوا إلى البلاد بين نوفمبر (تشرين الثاني) ومايو (أيار) الماضيين، بحسب البيانات الرسمية، عبر معبر رفح، المنفذ الوحيد لقطاع غزة إلى الخارج قبل أن يسيطر عليه الجيش الإسرائيلي، ما تسبّب في إقفاله.
واندلعت الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس» في 7 أكتوبر (تشرين الأول) بعد هجوم غير مسبوق للحركة الفلسطينية على الدولة العبرية، أسفر عن مقتل 1206 أشخاص، غالبيتهم من المدنيين، وفقاً لتعداد لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» يستند إلى بيانات إسرائيلية رسمية.
وردّت إسرائيل بحملة قصف مدمّر وعمليات برية، ما تسبّب في مقتل ما لا يقل عن 43 ألفاً و259 فلسطينياً، معظمهم نساء وأطفال، وفق أحدث بيانات وزارة الصحة التي تديرها «حماس».
ودخل الفلسطينيون إلى مصر عبر عمليات إجلاء منظمة لأسباب طبية، أو عبر قوائم رسمية أدرجت أسماؤهم عليها، ومنهم من لجأ إلى شركة «هلا» الخاصة في مصر التي تنظّم عمليات الخروج مقابل مبالغ مالية.
ولم يكن قرار افتتاح المطعم سهلاً على أبو عون؛ لكنّه اليوم يعدّه «أفضل قرار» اتخذه.
ويقول بينما يعاين طبق السلطة الغزاوية المميزة، وهي خليط من الصلصة وقطع البصل الصغيرة، يقدّم لعائلة من آسيا الوسطى: «كانت مجازفة كبيرة... فكرت أن أعيش لسنة بالمبلغ الذي خرجت به أو أفتح مشروعاً، والأرزاق على الله».
ويلاقي المطعم إقبالاً، وفق ما يقول أبو عون مبتسماً، مضيفاً: «سأفتتح فرعاً ثانياً وسنتوسّع».
وقبالة مطعمه، يوجد مطعم سوري. وبالقرب منه، محل «كاظم» المعروف منذ عقود في غزة، والذي افتتح صاحبه الفلسطيني فرعاً له في ضاحية نصر تحت اسم «بوظة وبراد» في سبتمبر (أيلول) الماضي.
ويقدّم المحل الذي اكتظّ بالزبائن المصريين، المثلجات فوق مشروب مثلج في كوب ترشّ على وجهه حبات الفستق.
ويقول صاحب المحل كنعان كاظم (66 عاماً): «هناك نوع من الخوف والرهبة أن تفتتح مشروعاً في بلد لا يعرفك الناس به».
لكنّه يتابع بتحدٍّ، وقد وقف إلى جانبه أبناؤه: «إذا حُكم علينا ألا نعود (إلى غزة)، فلا بدّ أن نتكيّف مع الوضع الجديد ونبدأ حياة جديدة».
ويأمل كاظم في أن يعود إلى غزة، لكنّ ابنه نادر الذي يدير المحلّ قرّر الاستقرار في مصر.
ويقول نادر، وهو أب لطفل وطفلة: «المجال هنا أوسع وأكثر أماناً واستقراراً، بالإضافة إلى أن البلاد تشكّل سوقاً كبيرة» بعدد سكانها الذي يناهز 107 ملايين.
وأضاف: «المكان الذي ترتاح فيه، تحبّ أن تعيش وتشتغل فيه، وتربّي أطفالك فيه، وتعدّ لهم مستقبلهم. هذا ما أشعر به في مصر».
«البقاء طويلاً»
وتُشعِر سلسلة المحال والمطاعم الفلسطينية المتراصة، الغزاوي بشار محمد (25 عاماً)، بـ«الطمأنينة والراحة».
ويقول الشاب بعدما تناول وجبة شاورما دجاج ساخنة: «وجود المطاعم الفلسطينية بهذا العدد يبني مجتمعاً فلسطينياً حولها ويساعد في البقاء طويلاً»، ويضيف أنها «بمثابة غزة صغيرة تذكرني بروح وجمال غزة».
وبعد أكثر من عام على بدء الحرب، باتت غزة «غير صالحة للسكن» بسبب الدمار الهائل وتدمير البنى التحتية، بحسب الأمم المتحدة.
ويروي محمد أن عدداً كبيراً من أقاربه قتلوا في الحرب بقطاع غزة. واشترى الشاب الحاصل على شهادة في إدارة الأعمال حاسوباً آلياً محمولاً، ودرس التسويق الإلكتروني لكسب العيش.
وبعدما يأخذ نفساً عميقاً، يقول بأسى: «صعب أن أعود إلى غزة. لم تبقَ حياة هناك... لا بد أنّ أؤسس حياة جديدة هنا».