وفاة رئيسي... صحف إيرانية تطالب بالشفافية لقطع الطريق على «نظرية المؤامرة»

إيراني يقرأ صحيفة «جمهوري إسلامي» غداة تحطم مروحية رئيسي (إ.ب.أ)
إيراني يقرأ صحيفة «جمهوري إسلامي» غداة تحطم مروحية رئيسي (إ.ب.أ)
TT

وفاة رئيسي... صحف إيرانية تطالب بالشفافية لقطع الطريق على «نظرية المؤامرة»

إيراني يقرأ صحيفة «جمهوري إسلامي» غداة تحطم مروحية رئيسي (إ.ب.أ)
إيراني يقرأ صحيفة «جمهوري إسلامي» غداة تحطم مروحية رئيسي (إ.ب.أ)

طرحت صحف إيرانية، في عددها الصادر الخميس، انتقادات لـ«المعلومات غير الدقيقة والخاطئة» التي قدّمها المسؤولون الإيرانيون بشأن سقوط طائرة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي.

وكتبت صحيفة «جمهوري إسلامي»، منصة التيار المعتدل، في مقال افتتاحي تحت عنوان «لا يجوز التسامح»: «حقيقة أنه من بين 3 مروحيات إيرانية عائدة من المنطقة الحدودية إلى تبريز، لم تتعرض للحادث سوى مروحية كانت تقلّ الرئيس، تنفي إمكانية ارتباط الحادث بالأسباب الجوية، وتعزز احتمال وجود مؤامرة».

وأعادت الصحيفة أوامر رئيس الأركان محمد باقري بفتح تحقيق إلى «التحول التدريجي للتكهنات نحو نظرية المؤامرة»، على الرغم من أن الأخبار الأولى تحدثت عن دور الأحوال الجوية في تحطم مروحية الرئيس.

ولم تعلن هيئة الأركان أي نتائج للتحقيق. وقالت صحيفة «جمهوري إسلامي» أن «التكهنات التي تميل إلى المؤامرة كثيرة إلى حدّ أنها تشغل الإيرانيين»، وتابعت: «الرأي العام منشغل بشدة، ويريد الحقيقة... وأحد احتمالات أن تكون مؤامرة هو مكان وقوع الحادث».

وخلصت أن الحادث «أظهر أولاً أن مخططي شؤون رحلة الرئيس يعانون من ضعف أساسي، فلم يأخذوا بكثير من نقاط السلامة بعين الاعتبار، ثانياً نظامنا الملاحي الجوي يعاني من ضعف، وإذا كانت حادثة المروحية التي تقلّ الرئيس ناجمة عن مؤامرة، فقد ساهم هذا الضعف أيضاً في ذلك، ثالثاً هناك نقاط ضعف حادة لصدّ المؤامرات الخارجية».

وقالت إن «ما يعزز أن تكون مؤامرة (...) أن الخبراء التقنيين يقولون إن المروحية انفجرت في الهواء أولاً، ثم سقطت». وأضافت: «في ظل هذه الفرضية، يمكن أن يكون الأمر ناتجاً عن تدخلات خارجية، أو داخل طائرة هليكوبتر، في كلتا الحالتين، فإن القضية معقدة، ويمكن متابعتها».

مراسم تشييع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان في طهران اليوم (إ.ب.أ)

ورأت صحيفة «هم ميهن» الإصلاحية أن الردود الداخلية والدولية وحضور الوفود الدبلوماسية تظهر أن الوضع السياسي لإيران «يسمح لها بتجاوز هذه الأزمة»، لكنها طلبت مواجهة شاملة لاستمرار الوضع الحالي، بما في ذلك مجال المعلومات، وتقديم تفسيرات بشأن أسباب الحادث.

وأشارت الصحيفة إلى أن مشكلة المعلومات المتعلقة بسقوط مروحية الرئيس «تظهر في أسلوب وجود الصحافيين الأتراك في الموقع، وفي التقارير المباشرة من هناك، أو في وجود راكبي الدراجات النارية في المنطقة، قبل وجود القوات العسكرية».

وأضافت: «يأتي ذلك في وقت أعلن فيه مدير مكتب الرئيس بصراحة أنهم رأوا أن المروحية التي تقلّ الرئيس دخلت في سحابة، قبل أن تنقطع الاتصالات، وكانت المروحية الثانية لديها إحداثيات، وحلّقت هناك مرتين».

وكان مدير مكتب الرئيس الإيراني، غلام حسين إسماعيلي، على متن إحدى المروحيات الثلاث في موكب الرئيس الإيراني.

وبحسب رواية إسماعيلي، فإن الطقس «كان صافياً عند الإقلاع، ولم يكن هناك ما يدعو إلى القلق» غير أنه بعد نصف ساعة

أمر قائد المروحية الرئاسية المروحيات الثلاث «بالارتفاع فوق منطقة من الغيوم». وأكد أنه بعد تنفيذ الأمر، ومن دون أن يشعر بأي اضطراب، «أدرك قائدنا فجأة أن المروحية التي كانت تقلّ الرئيس اختفت».

وحلَّق قائد المروحية التي كانت تقلّ إسماعيلي بعد ذلك «مرات عدة» فوق المنطقة، لكن طبقة السحاب حجبت رؤية ما تحتها.

وقال: «فشلنا مراراً في إجراء اتصال لاسلكي» مع مروحية الرئيس. ثم قرّر الطيار الهبوط في منجم للنحاس «للبحث» عن الطائرة المفقودة. وأضاف: «بعد محاولات عدة» للاتصال، أجاب أحد الركاب الثمانية، محمد علي آل هاشم، إمام جمعة تبريز، و«قال لنا لا أشعر أنني بخير، وقال إنه وحيد ولا يعرف أين هو موجود». وتابع: «شكَّلنا بعد ذلك فريقاً للذهاب والبحث عنهم، وطلبنا مساعدة طارئة فورية».

إيراني يقرأ عناوين الصحف خارج كشك في طهران الاثنين الماضي (رويترز)

وكرّر هذه الرواية وزير الطرق والتنمية الحضرية، مهرداد بذرباش، الذي نزل في اللحظات الأخيرة من مروحية الرئيس الإيراني، والتحق بطائرة مروحية أخرى، على متنها إسماعيلي ووزير الطاقة علي أكبر محرابيان. وقال بذرباش، في تصريحات للتلفزيون الرسمي، مساء الأربعاء، إنهم كانوا في المروحية التي كانت تتقدم مروحية الرئيس، وذلك على خلاف إسماعيلي الذي قال إنهم كانوا في المروحية الثالثة.

وصرح بذرباش: «لم نتمكن من رصد إشارات هاتف الجوال بسبب وجود برج اتصالات واحد، لقد كنا بحاجة إلى 3 لتحديد موقع الجوال». وقال أيضاً بسبب «ضعف فرق الإنقاذ لم نتمكن من تحديد موقع تحطم الطائرة بدقة».

وقالت صحيفة «هم ميهن» إن إسماعيلي «يزعم أنه تمكن مرتين من التحدث إلى إمام جمعة تبريز، بواسطة هاتف جوال الطيار، وهذا يعني وجود اتصالات مع مراكز الاتصال، التي يمكنها العثور على مكان الحادث بسهولة، لكن لا يوجد تفسير لماذا لم يعثر على حطام الطائرة خلال 6 ساعات قبل حلول الظلام هناك».

وشدّدت «هم ميهن»، في مقالها الافتتاحي، على وجود «أسئلة كثيرة لا يمكن الحصول على إجابة مناسبة لها لفهم القضية وإنهاء الشائعات، في ظل الطريقة الحالية لإبلاغ المعلومات». وتابعت: «التصريحات غير المفهومة لا تزيل الغموض، بل تزيده»، مشيرة إلى أن «تصريحات مدير مكتب الرئيس عن اتصالاته مع إمام جمعة تبريز، والتصريحات المماثلة لنائب الرئيس الإيراني في الشؤون التنفيذية، محسن منصوري، غير معقولة وغير مقبولة تماماً».

وتساءلت: «من يمكنه أن يجرب مثل هذا السقوط، ولا يزال يحتفظ بهاتفه الجوال، فما بالك بالهاتف الجوال للطيار الذي ردّ عليه؟!».

والثلاثاء، توعد المدعي العام الإيراني، محمد موحدي آزاد، بملاحقة «رادعة» لمن «يخلون بالأمن النفسي للمجتمع ويشوشون على الرأي العام عبر نشر المحتوى الكاذب والمسيء»، حسبما أوردت وكالة «إيسنا» الحكومية.

وتحدث قائد الشرطة الإلكترونية، وحيد مجيد، عن رصد 80 حالة «إجرامية» في شبكة الإنترنت، على صلة بحادث طائرة الرئيس، مشدداً على أن قوات الشرطة «أطلقت عمليات رادعة ضد من ينشرون الشائعات ويخلون بالأمن النفسي للمجتمع».


مقالات ذات صلة

مجلس حكّام الوكالة الدولية للطاقة الذرية يصدر قراراً ضد إيران

شؤون إقليمية منشأة بوشهر النووية الإيرانية (أ.ف.ب)

مجلس حكّام الوكالة الدولية للطاقة الذرية يصدر قراراً ضد إيران

اعتمد مجلس حكّام الوكالة الدولية للطاقة الذرية مساء الخميس قراراً ينتقد رسمياً إيران بسبب عدم تعاونها بما يكفي فيما يتعلق ببرنامجها النووي.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
شؤون إقليمية صورة وزعتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمديرها العام رافائيل غروسي في مستهل اجتماعها الربع السنوي في فيينا

دول غربية تدعو إيران إلى تدمير اليورانيوم عالي التخصيب «فوراً»

دعت دول غربية إيران إلى «تدمير اليورانيوم 60 % فوراً»، فيما رجحت تقارير أن يصوت مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية على قرار ضد إيران غداً الجمعة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية مسيرات انتحارية من طراز «شاهد 136» خلال العرض العسكري السنوي للجيش الإيراني بطهران (تسنيم)

تقرير: إيران تخفي برامج الصواريخ والمسيرات تحت ستار أنشطة تجارية

قالت شبكة «فوكس نيوز» الأميركية إن إيران لجأت إلى قطاعها التجاري لإخفاء تطويرها للصواريخ الباليستية، في خطوة للالتفاف على العقوبات الدولية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تحليل إخباري محسن نذیري أصل مندوب إيران الدائم لدى المنظمات الدولية يحمل لوحة باسم بلاده في الاجتماع الفصلي في فيينا اليوم (الذرية الدولية)

تحليل إخباري البرنامج النووي الإيراني يجتاز مرحلة حساسة

إيران واقعة بين خيار الإذعان لمطالب الغربيين أو مواجهة التصعيد، وذلك على خلفية اجتماعات الوكالة الدولية للطاقة الذرية واحتمال صدور قرار متشدد بحقها.

ميشال أبونجم (باريس)
أوروبا مقر سفارة إيران في برلين (د.ب.أ)

ألمانيا: قنصليات إيران الثلاث مغلقة رسمياً منذ الاثنين

أُغلقت القنصليات العامة الإيرانية الثلاث في ألمانيا في مدن هامبورغ وميونيخ وفرانكفورت رسمياً أمام الجمهور اعتباراً من أول أمس (الاثنين).

«الشرق الأوسط» (برلين)

إسرائيل تنهي استخدام الاعتقال الاداري بحق المستوطنين اليهود في الضفة الغربية

 قوات إسرائيلية تقيم إجراءات أمنية في البلدة القديمة للخليل تحمي اللمستوطنين اليهود (د.ب.أ)
قوات إسرائيلية تقيم إجراءات أمنية في البلدة القديمة للخليل تحمي اللمستوطنين اليهود (د.ب.أ)
TT

إسرائيل تنهي استخدام الاعتقال الاداري بحق المستوطنين اليهود في الضفة الغربية

 قوات إسرائيلية تقيم إجراءات أمنية في البلدة القديمة للخليل تحمي اللمستوطنين اليهود (د.ب.أ)
قوات إسرائيلية تقيم إجراءات أمنية في البلدة القديمة للخليل تحمي اللمستوطنين اليهود (د.ب.أ)

أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اليوم الجمعة، أنه قرر إنهاء استخدام الاعتقال الإداري بحق المستوطنين اليهود في الضفة الغربية المحتلة.

وقال كاتس في بيان إنه قرر "وقف استخدام مذكرات الاعتقال الإداري ضد المستوطنين اليهود في الضفة الغربية في واقع تتعرض فيه المستوطنات اليهودية هناك لتهديدات إرهابية فلسطينية خطيرة، ويتم اتخاذ عقوبات دولية غير مبررة ضد المستوطنين".

وأضاف "ليس من المناسب لدولة إسرائيل أن تتخذ خطوة خطيرة من هذا النوع ضد سكان المستوطنات"، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

ووفقا لمنظمة حقوق الإنسان الإسرائيلية بتسيلم، استخدمت إسرائيل الاعتقال الإداري "على نطاق واسع وبشكل روتيني" لاحتجاز آلاف الفلسطينيين لفترات طويلة. وعدّلت إسرائيل قانون المقاتلين غير الشرعيين في بداية الحرب في غزة، ما يسمح لها باحتجاز السجناء لمدة 45 يوما دون عملية إدارية، مقارنة بـ96 ساعة في السابق.

وقالت مصلحة السجون الإسرائيلية لمنظمة "هموكيد" غير الحكومية الإسرائيلية إنه حتى الأول من يوليو (تموز)، كان هناك 1402 فلسطيني محتجزين بموجب القانون، باستثناء أولئك الذين احتجزوا لفترة أولية مدتها 45 يوما دون أمر رسمي.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن "حوالي 20" مستوطنا محتجزين في الاعتقال الإداري.

وقال يوناتان مزراحي، مدير مراقبة المستوطنات في منظمة السلام الآن لوكالة الصحافة الفرنسية إنه "رغم أن الاعتقال الإداري يستخدم في الغالب في الضفة الغربية لاعتقال الفلسطينيين، كان إحدى الأدوات القليلة الفعالة لإزالة مؤقتة للتهديد بالعنف من قبل المستوطنين من خلال الاعتقال".

وقالت منظمة مراقبة المستوطنات في بيان "إن إلغاء أوامر الاعتقال الإداري للمستوطنين وحدهم هو خطوة مثيرة للسخرية وغير مترابطة، لتبيض وتطبيع الإرهاب اليهودي المتصاعد تحت غطاء الحرب".

ويأتي القرار بعدما أعلنت السلطات الأميركية الاثنين أنها ستفرض عقوبات على المنظمة الاستيطانية "أمانا" التي تنشط من أجل توسيع الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة وشركة البناء التابعة لها "بنياني بار أمانا" بسبب علاقاتها مع أفراد وبؤر استيطانية خاضعة للعقوبات جراء ارتكاب أعمال عنف في الضفة الغربية.

وتشهد الضفة الغربية تصاعدا في أعمال العنف منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 والحرب المستمرة في قطاع غزة.

وسجل مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في تقريره الأخير أكثر من 300 حادثة مرتبطة بالمستوطنين في الضفة الغربية، في الفترة ما بين 1 أكتوبر و4 نوفمبر.

وباستثناء القدس الشرقية المحتلة، يعيش حوالي 490 ألف مستوطن في الضفة الغربية بالإضافة إلى ثلاثة ملايين فلسطيني.