لبنان: صواريخ «شارون» الزلزالية تدمر قرى الجنوب و«الفوسفورية» تلتهم الأحراج

«حزب الله» يتبنى إسقاط منطاد تجسس إسرائيلي

المنطاد التجسسي الإسرائيلي الذي سقط على أطراف بلدة رميش (أ.ف.ب)
المنطاد التجسسي الإسرائيلي الذي سقط على أطراف بلدة رميش (أ.ف.ب)
TT

لبنان: صواريخ «شارون» الزلزالية تدمر قرى الجنوب و«الفوسفورية» تلتهم الأحراج

المنطاد التجسسي الإسرائيلي الذي سقط على أطراف بلدة رميش (أ.ف.ب)
المنطاد التجسسي الإسرائيلي الذي سقط على أطراف بلدة رميش (أ.ف.ب)

صعّد الجيش الإسرائيلي قصفه قرى وبلدات جنوب لبنان بشكل لافت، مستخدماً صواريخ ارتجاجية ثقيلة سمّتها الوكالة الوطنية الرسمية اللبنانية بصواريخ «شارون» الزلزالية، التي أدت لدمار كبير، وقذائف فوسفورية أحرقت مساحات كبيرة من الأحراج. وذلك رداً على عمليات نوعية نفذها «حزب الله»، كان آخرها الثلاثاء مع استهداف منطاد تجسسي، ما أدى إلى انفلاته من منصته والسقوط في الأراضي اللبنانية. وكان الحزب أعلن في وقت سابق عن إطلاق صواريخ ثقيلة، سماها «صواريخ جهاد مغنية» أحد قادة الحزب الذين قتلتهم إسرائيل.

وأعلن «حزب الله» أنه «بعد تتبع مستمر لحركة المنطاد التجسسي الذي يرفعه العدو فوق مستعمرة أدميت للمراقبة والتجسس على لبنان، وبعد تحديد مكان إدارته والتحكم به، تم استهداف 3 أهداف عائدة له بشكل متتالٍ، وهي قاعدة إطلاقه التي دمرت، وأفلت منها المنطاد، وآلية التحكم به وتم تدميرها بالكامل، وطاقم إدارته الذي أصيب بشكل مباشر ووقع أفراده بين قتيل وجريح».

وتم تداول صور وفيديوهات للمنطاد، وهو يهوي من السماء، ولمواطنين تجمعوا بين بلدة رميش وعين إبل، هرعوا لمعاينته. وأظهر أحد الفيديوهات شباناً يعملون على تفكيكه.

ويوضح رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية، العميد المتقاعد الدكتور هشام جابر، أن «المنطاد الذي سقط متطور جداً، ويمكن أن يطوف على ارتفاع متوسط أو عالٍ، وصولاً لـ6 آلاف قدم، وفيه كاميرات تلتقط صوراً دقيقة من كل الاتجاهات على مدار 360 درجة، ويتم نقلها مباشرة إلى غرفة عمليات». لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الحزب «تقصد عدم استهداف المنطاد، إنما قاعدة إطلاقه وآلية التحكم به كي يحصل عليه بشكل سليم ويدرس خصائصه»، مضيفاً: «ما حصل إنجاز عسكري مهم لجهة اكتشاف القاعدة التي أطلقت المنطاد وإصابتها، ما يطرح علامات استفهام حول دور القبة الحديدية التي سمحت بـ3 إصابات».

بالمقابل، أفيد عن شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي، ليل الاثنين - الثلاثاء، غارتين على بلدة الخيام، وغارة عنيفة بـ4 صواريخ استهدفت بلدة كفركلا، استخدمت خلالها صواريخ ثقيلة، تسمى صواريخ «شارون» الزلزالية، أحدثت دماراً كبيراً في البلدة.

كذلك، أدى القصف الإسرائيلي الذي استهدف ساحة بلدة يارون إلى إصابة مواطن بجروح متوسطة، كما أدى لتدمير منزل تدميراً كاملاً وإلحاق الأضرار الفادحة بعشرات المنازل المحيطة، فضلاً عن احتراق سيارتين، وفق «الوكالة الوطنية للإعلام».

هذا، وتضررت مساحات حرجية كبيرة بعد التهام النيران الأحراج والأشجار في محيط بلدة علما الشعب جراء القذائف الفوسفورية التي أطلقها الجيش الإسرائيلي على أطراف البلدة. كذلك، استهدف القصف المدفعي بالقذائف الفوسفورية أطراف علما الشعب - الضهيرة.

وفي ساعات بعد الظهر، أصدر «حزب الله» بياناً أعلن فيه أنه «رداً على ‏اعتداءات العدو ‌‌‏على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل المدنية استهدف مجاهدو المقاومة ‏الإسلامية مباني يستخدمها جنود العدو الإسرائيلي في مستعمرة المالكية ‏بالأسلحة المناسبة».

كذلك، نعى الحزب أحد مقاتليه، ويُدعى حسين عباس عيسى «غريب» مواليد عام 1968 من بلدة ميس الجبل في جنوب لبنان.

ومن الجهة الإسرائيلية، أفيد عن تظاهر مئات الإسرائيليين من سكان الشمال، مطالبين بعودتهم إلى منازلهم بعد ساعات على تأكيد الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله أن سكان المناطق الشمالية في إسرائيل لن يكون بمقدورهم العودة إلى ديارهم مع بداية العام الدراسي المقبل، إذا ما استمر الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة.

ونقلت «وكالة أنباء العالم العربي» عن شهود عيان من شمال إسرائيل قولهم إنهم شاهدوا مئات المتظاهرين الإسرائيليين يغلقون طرقاً احتجاجاً على عدم وجود خطط لعودتهم إلى منازلهم في الشمال قرب الحدود مع لبنان، في ظل حالة التوتر المستمرة بين إسرائيل و«حزب الله».

وأبلغ شاهد عيان «الوكالة» بأن مئات قطعوا مفترق طرق في منطقة الجليل الأعلى بشمال إسرائيل ورفعوا شعارات تطالب بعودتهم إلى منازلهم، فيما لفت شاهد آخر إلى أن المتظاهرين ردّدوا هتافات تطالب بإنقاذ الوضع الاقتصادي الذي تأثر في مناطق الشمال بفعل التوتر وعدم الاستقرار هناك.

 

 


مقالات ذات صلة

مقتل 20 شخصاً في قصف إسرائيلي على بعلبك الهرمل بلبنان

المشرق العربي صحافيون يسيرون وسط مبانٍ مهدمة بفعل الغارات الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية (د.ب.أ)

مقتل 20 شخصاً في قصف إسرائيلي على بعلبك الهرمل بلبنان

أفادت وزارة الصحة اللبنانية، السبت، بسقوط 20 قتيلاً وإصابة 14 جريحاً على الأقل في حصيلة أولية للغارات على بعلبك الهرمل.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي عناصر الإنقاذ ينتشلون جثمان إحدى ضحايا القصف الإسرائيلي على مدينة صور اللبنانية (أ.ف.ب)

17 قتيلاً بينهم طفلتان في غارات إسرائيلية على صور جنوب لبنان

قُتل 7 أشخاص في غارات إسرائيلية على مدينة صور، جنوب لبنان، وفق حصيلة جديدة أوردتها وزارة الصحة اللبنانية، السبت، غداة الغارات التي استهدفت مباني سكنية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
العالم العربي تضمنت حمولة الطائرة الإغاثية السعودية الـ21 مساعدات متنوعة تشتمل على مواد غذائية وطبية وإيوائية (واس)

الطائرة السعودية الإغاثية الـ21 تحط في بيروت

يتواصل الجسر الجوي الإغاثي السعودي إلى لبنان، محملاً بمئات الأطنان من المساعدات الغذائية والطبية والإيوائية المتنوعة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي تصاعد الأدخنة جراء قصف إسرائيلي على الحدود الإسرائيلية - اللبنانية (رويترز)

«حزب الله» يعلن إسقاط مسيرة إسرائيلية من طراز «هرمز 450»

أعلن حزب الله اللبناني، اليوم السبت، إسقاط مسيرة إسرائيلية من طراز «هرمز 450» بصاروخ أرض - جو.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي نيران تتوهج بعد قصف إسرائيلي طال ضاحية بيروت الجنوبية (رويترز)

11 غارة عنيفة تستهدف ضاحية بيروت الجنوبية إثر إنذار إسرائيلي

أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» اللبنانية، الجمعة، بوقوع غارتين وصفتهما بأنهما «عنيفتان جداً» استهدفتا منطقة برج البراجنة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

الخيارات تضيق أمام قيادة «حماس» في الخارج

خليل الحية عضو المكتب السياسي لحركة «حماس» (رويترز)
خليل الحية عضو المكتب السياسي لحركة «حماس» (رويترز)
TT

الخيارات تضيق أمام قيادة «حماس» في الخارج

خليل الحية عضو المكتب السياسي لحركة «حماس» (رويترز)
خليل الحية عضو المكتب السياسي لحركة «حماس» (رويترز)

في ظل ضغوط أميركية متصاعدة لإبعاد قيادة «حماس» من الدوحة، أُفيد أمس بأن قطر أبلغت الحركة بأن مكتبها السياسي الذي ينشط منذ سنوات انطلاقاً من عاصمتها، «لم يعد يخدم الغرض منه»، وبأنها ستنسحب من لعب دور الوساطة في جهود وقف النار وتبادل المحتجزين في غزة. لكن الخارجية القطرية سارعت إلى التوضيح أن المعلومات عن مكتب «حماس» غير دقيقة، مشيرة إلى أنها «ستستأنف جهودها مع الشركاء عند توافر الجدية اللازمة لإنهاء الحرب الوحشية ومعاناة المدنيين المستمرة جراء الأوضاع الإنسانية الكارثية بالقطاع».

وقال مصدر مسؤول في «حماس» لـ«الشرق الأوسط» إن الحركة لم تتلقَّ طلباً من الحكومة القطرية بمغادرة الدوحة، مضيفاً أنها أُحيطت علماً بوجود طلب أميركي في هذا الخصوص.

وفي حال مغادرة قيادة «حماس» الدوحة فعلاً، فليس واضحاً أين ستكون وجهتها المقبلة. ويُعتقد أن ضغوط الإدارة الأميركية الحالية التي يمكن أن تتصاعد في ظل الإدارة الجديدة للرئيس دونالد ترمب، ستجعل أكثر من دولة متردّدة في استضافة الحركة التي ستجد أن الخيارات تضيق في وجهها.

وتستضيف قطر مسؤولين من «حماس» منذ عام 2012، عندما نقلت الحركة مقرها من دمشق. وذُكرت في الماضي تركيا وإيران وعُمان ولبنان والجزائر وجهات محتملة لقادة «حماس».