«طالبان» تخطط لإقامة مركز إقليمي لتجارة الطاقة بما فيها النفط الروسي

نور الدين عزيزي وزير الصناعة والتجارة بالوكالة في أفغانستان يتحدث خلال مقابلة مع «رويترز» في سفارة أفغانستان في بكين، الصين في 19 أكتوبر 2023 (رويترز)
نور الدين عزيزي وزير الصناعة والتجارة بالوكالة في أفغانستان يتحدث خلال مقابلة مع «رويترز» في سفارة أفغانستان في بكين، الصين في 19 أكتوبر 2023 (رويترز)
TT

«طالبان» تخطط لإقامة مركز إقليمي لتجارة الطاقة بما فيها النفط الروسي

نور الدين عزيزي وزير الصناعة والتجارة بالوكالة في أفغانستان يتحدث خلال مقابلة مع «رويترز» في سفارة أفغانستان في بكين، الصين في 19 أكتوبر 2023 (رويترز)
نور الدين عزيزي وزير الصناعة والتجارة بالوكالة في أفغانستان يتحدث خلال مقابلة مع «رويترز» في سفارة أفغانستان في بكين، الصين في 19 أكتوبر 2023 (رويترز)

قال نور الدين عزيزي وزير الصناعة والتجارة بالوكالة في أفغانستان إن حركة «طالبان» الحاكمة في البلاد اتفقت مع كازاخستان وتركمانستان على إقامة مركز لوجيستي في غرب أفغانستان يستهدف تحويل الدولة التي مزقتها الحرب إلى مركز لوجيستي رئيسي للصادرات الإقليمية بما في ذلك النفط الروسي إلى جنوب آسيا، حسب وكالة «رويترز» للأنباء.

وبعد اجتماع بين ممثلي الدول الثلاث في العاصمة الأفغانية كابل الأسبوع الماضي، قال عزيزي لـ«رويترز» إن فرقا فنية ستصوغ اتفاقا مكتوبا في غضون شهرين بشأن الخطط الرسمية للمركز الذي ستستثمر فيه الدول الثلاث بعد ستة أشهر من المحادثات.

فمع انخفاض المساعدات الخارجية لأفغانستان وتضرر الاقتصاد الذي يغلب عليه الطابع الزراعي جراء الجفاف المستمر تواجه حكومة «طالبان» غير المعترف بها عالميا تساؤلات بخصوص كيفية تمويل التنمية وتجنب الركود الاقتصادي.

وقال عزيزي إن المركز الجديد جزء من جهود أوسع للاستفادة من الموقع الاستراتيجي لأفغانستان، التي كانت ذات يوم ممرا لطريق الحرير التجاري القديم، ووجودها بين جنوب ووسط آسيا واشتراكها في حدود مع الصين وإيران.

وأضاف: «بناء على مناقشاتنا، سيتم إنشاء مركز لوجيستي في إقليم هرات والذي يمكنه ربط الشمال بجنوب آسيا»، مردفا أن «طالبان» تتطلع إلى أن تمر عبر المحور الجديد الملايين من أطنان النفط الذي يُتوقع أن تبيعه روسيا في السنوات المقبلة لدول جنوب آسيا، لا سيما باكستان.

وقال إن «الوصول إلى باكستان عبر أفغانستان سيكون الخيار الأفضل»، موضحا أن المحادثات تركز على صادرات النفط الروسية وأن كازاخستان تخطط أيضا لتصدير البضائع عبر هرات إلى أسواق جنوب آسيا.

وقالت وزارة التجارة في كازاخستان في بيان لـ«رويترز» إنها تريد تطوير الطرق والسكك الحديدية المارة عبر أفغانستان للوصول إلى جنوب آسيا والخليج، إذ سيكون المركز بمثابة مركز لوجيستي مهم.

وأضاف البيان: «سيسمح إنشاء المركز بتطوير خدمات متعددة الوسائط من خلال تجميع طرود الشاحنات في الميناء الجاف، حيث سيتم فرزها وإرسالها من خلال خطوط السكك الحديدية على الممر الشمالي الجنوبي إلى الموانئ البحرية في الخليج وباكستان والمحيط الهندي صوب الهند».

وقال عزيزي إن الطاقة الأولية للمركز اللوجيستي ستبلغ مليون طن من النفط لكنه لم يحدد موعدا لبدء تشغيله.

ولم ترد حكومة تركمانستان على الفور على طلب للتعليق، كما لم ترد الحكومة الروسية على طلب مماثل خلال عطلة وطنية.

ولم ترد أيضا وزارة الخارجية الباكستانية ووزير الطاقة الباكستاني على طلب للتعليق. وباكستان شريك تجاري رئيسي لأفغانستان، وقد وقعت على اتفاقيات إقليمية لربط شبكات الطاقة.

وتشتري أفغانستان نفطا وغازا وقمحا من روسيا بأسعار مخفضة.

وأوضح عزيزي أن «طالبان» تتحدث كذلك مع السلطات الصينية بشأن بناء طريق عبر ممر واخان الضيق النائي الذي يربط أفغانستان بالصين، وأنهم يأملون في أن تتحول أفغانستان في النهاية إلى طريق للتجارة بين الصين وإيران. وأشار إلى أنه تم إرسال مسؤولين من وزارة التجارة الأفغانية في الآونة الأخيرة إلى الصين للتدريب.


مقالات ذات صلة

فرت وعائلتها هرباً من «طالبان»... أفغانية تفوز بجائزة السلام الدولية للأطفال

آسيا نيلا إبراهيمي ناشطة في مجال حقوق الفتيات الأفغانيات تفوز بجائزة السلام الدولية للأطفال (أ.ف.ب)

فرت وعائلتها هرباً من «طالبان»... أفغانية تفوز بجائزة السلام الدولية للأطفال

فازت فتاة مراهقة فرت مع عائلتها من أفغانستان بعد عودة «طالبان» إلى السلطة قبل ثلاث سنوات، بجائزة «كيدز رايتس» المرموقة لنضالها من أجل حقوق المرأة.

«الشرق الأوسط» (كابل - أمستردام)
آسيا حركة طالبان الباكستانية تحرس نقطة التفتيش التابعة لها في مكان ما بالمناطق القبلية (وسائل الإعلام الباكستانية والحكومة الباكستانية)

مقتل ثمانية جنود واختطاف سبعة شرطيين في باكستان

قتل ثمانية جنود واختطف سبعة شرطيين في هجومين وقعا مساء الإثنين في شمال غرب باكستان وتبّنت حركة طالبان باكستان مسؤولية أحدهما.

«الشرق الأوسط» (بيشاور)
آسيا مقاتل من «طالبان» يحرس موقع إعدام عام بالقرب من كابل (وسائل إعلام أفغانية)

أفغانستان ستشارك في مؤتمر كوب 29 للمرة الأولى منذ عودة طالبان إلى الحكم

ستشارك أفغانستان في مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 29) الذي يفتتح الاثنين في أذربيجان، وذلك للمرة الأولى منذ عودة طالبان.

«الشرق الأوسط» (كابل)
آسيا جندي باكستاني يقف حارساً على الحدود الباكستانية الأفغانية التي تم تسييجها مؤخراً (وسائل الإعلام الباكستانية)

باكستان: جهود لتطهير المناطق الاستراتيجية على الحدود الأفغانية من المسلحين

الجيش الباكستاني يبذل جهوداً كبرى لتطهير المناطق الاستراتيجية على الحدود الأفغانية من المسلحين.

عمر فاروق (إسلام آباد)
آسيا مزارع أفغاني يحصد الأفيون في حقل بمنطقة يافتال سوفلا بمقاطعة بدخشان (أ.ف.ب)

بعد عامين من الحظر... ازدهار زراعة الخشخاش بأفغانستان

تقرير أممي قال إن إنتاج الخشخاش في أفغانستان ارتفع 20 في المائة خلال العام الثاني من حظر حركة «طالبان» له.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

43 قتيلًا في هجوم شمال باكستان

خلال تشييع شخص قُتل بالهجمات في باكستان الخميس... في باراشينار شمال غربي باكستان في 22 نوفمبر 2024 (أ.ب)
خلال تشييع شخص قُتل بالهجمات في باكستان الخميس... في باراشينار شمال غربي باكستان في 22 نوفمبر 2024 (أ.ب)
TT

43 قتيلًا في هجوم شمال باكستان

خلال تشييع شخص قُتل بالهجمات في باكستان الخميس... في باراشينار شمال غربي باكستان في 22 نوفمبر 2024 (أ.ب)
خلال تشييع شخص قُتل بالهجمات في باكستان الخميس... في باراشينار شمال غربي باكستان في 22 نوفمبر 2024 (أ.ب)

ارتفعت حصيلة هجومين استهدفا، أمس (الخميس)، موكبين لعائلات شيعية في شمال غربي باكستان، الذي يشهد عنفاً طائفياً، إلى 43 شخصاً من بينهم 7 نساء و3 أطفال.

وقال جاويد الله محسود، المسؤول المحلي في كورام؛ حيث وقع الهجومان، إنه بالإضافة إلى القتلى «أُصيب 16 شخصاً، منهم 11 في حالة حرجة».

وأكد شرطي في الموقع هذه الحصيلة لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طالباً عدم الكشف عن هويته، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال مسؤول محلي آخر في باراشينار، معقل الشيعة في كورام، إن «السكان أقاموا اعتصاماً في أثناء الليل في السوق المركزية يتواصل حتى الآن».

ورداً على ذلك «قُطعت شبكة الهاتف الجوال، وفُرض حظر تجول على الطريق الرئيس» و«عُلّقت» حركة المرور.

من جهته، أشار محسود إلى أن مجلساً قبلياً «عُقد من أجل إعادة فرض السلام والنظام».

منذ يوليو (تموز)، خلّفت أعمال العنف بين القبائل الشيعية والسُّنِّية في هذه المنطقة الجبلية أكثر من 70 قتيلاً، بحسب اللجنة الباكستانية لحقوق الإنسان، وهي منظمة غير حكومية مدافعة عن الحريات في البلاد.

وتندلع بشكل دوري اشتباكات قبلية وطائفية، ثم تتوقف حين يتم التوصل إلى هدنة من قبل مجلس قبلي (الجيرغا). وبعد أسابيع أو أشهر تتجدد أعمال العنف.

وشهدت كورام في يوليو، وسبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) حوادث سقط فيها قتلى.

منذ ذلك الحين تواكب الشرطة العائلات التي تنتقل إلى المناطق التي يسكنها أتباع الديانة الأخرى.

وتتعلق النزاعات بين القبائل ذات المعتقدات المختلفة، خصوصاً بمسألة الأراضي في المنطقة؛ حيث تكون قواعد الشرف القبلية قوية، وغالباً ما تسود على النظام الذي تكافح قوات الأمن للحفاظ عليه.