تطبيق لدعم تدوير النفايات في مصر مقابل مردود مالي لعملائه

ابتكرته شركة «بيكيا» الناشئة

«بيكيا» هي شركة ناشئة مصرية تلعب دور الوسيط بين العميل والشركات ومصانع إعادة التدوير (بيكيا)
«بيكيا» هي شركة ناشئة مصرية تلعب دور الوسيط بين العميل والشركات ومصانع إعادة التدوير (بيكيا)
TT

تطبيق لدعم تدوير النفايات في مصر مقابل مردود مالي لعملائه

«بيكيا» هي شركة ناشئة مصرية تلعب دور الوسيط بين العميل والشركات ومصانع إعادة التدوير (بيكيا)
«بيكيا» هي شركة ناشئة مصرية تلعب دور الوسيط بين العميل والشركات ومصانع إعادة التدوير (بيكيا)

في عام 2019، ظهرت شركة ناشئة مصرية برؤية طموحة، ليس لإدارة النفايات فقط، بل لتحويل نهج المجتمع المصري تجاه الحفاظ على البيئة أيضاً. بدأت شركة «بيكيا» (Bekia) بفريق صغير، يتكون من موظفين اثنين فقط، لتتطور بشكل كبير وتصبح قوة عاملة قوية مكونة من 25 شخصاً. تهدف الشركة إلى تثقيف المواطنين حول الأهمية البيئية والدعوة إلى فصل النفايات بهدف إعادة تدويرها بطريقة أسهل وأقل ضرراً بالبيئة.

تعمل شركة «بيكيا» انطلاقاً من القاهرة، وسرعان ما رسخت مكانتها كلاعب ناشئ بارز في قطاع إدارة النفايات في مصر. على عكس خدمات جمع النفايات التقليدية، تدمج «بيكيا» التكنولوجيا والشراكة المجتمعية في عملياتها، وتقدم عرض قيمة فريداً لمن تشير إليهم، ليس كعملاء، بل كشركاء. ويعزز هذا النهج نجاحهم وثقتهم بين آلاف الأسر في جميع أنحاء المنطقة.

ما المواد التي يتم جمعها؟

نموذج خدمة «بيكيا» بسيط، ولكنه مبتكر، حيث يقوم بجمع المواد القابلة لإعادة التدوير، مثل البلاستيك والورق والكرتون والمعادن وزيوت الطبخ المستعملة، حتى الأجهزة الإلكترونية من المستهلكين، الذين يحصلون بدورهم على مقابل مادي. وهذا ليس بطريقة الدفع التقليدية، ولكن من خلال نظام النقاط الموجود على منصتهم، الذي يعكس قيم السوق الحالية. يتمكن المستخدمون من سحب الأموال من خلال المحافظ الرقمية المختلفة مثل «CIB Smart Wallet» و«Vodafone Cash».

ومع ذلك، هناك عناصر محددة لا تقوم «بيكيا» بجمعها، بما في ذلك النفايات العضوية والخشب والزجاج والملابس، وذلك بسبب عدم وجود عمليات إعادة تدوير كافية لهذه المواد. بدلاً من ترك المجتمع للتعامل مع هذه العناصر بمفرده، تقدم الشركة نصائح حول كيفية إعادة استخدام المواد مثل الزجاج بشكل آمن وإبداعي في المنزل.

مصر الأولى عربياً في إعادة تدوير المخلفات

في تقرير حكومي مصري، صدر العام الماضي بشأن مؤشر الأداء البيئي في 180 دولة حول العالم، تتصدر مصر الدول العربية في عملية إعادة تدوير المخلفات، فيما أشار التقرير إلى أن نفايات الطعام تشكل أكبر فئة من النفايات، بلغت نحو 40 في المائة من الأغذية المنتجة. وجاءت مصر في المرتبة الـ14 عالمياً من حيث معدلات إعادة التدوير لعام 2023، إذ تُعيد تدوير 80 في المائة من مخلفاتها من البلاستيك، علماً أن القاهرة وحدها تنتج قرابة 290 ألف طن من البلاستيك سنوياً.

وذكر التقرير المصري أن نفايات الطعام تُسهم بنحو 10 في المائة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية، كما تُشكل المواد الجافة القابلة لإعادة التدوير، مثل البلاستيك، والورق، والكرتون، والمعادن، والزجاج، 38 في المائة من إجمالي النفايات العالمية، فيما يُنتج العالم نحو 400 مليون طن من النفايات البلاستيكية سنوياً، ويتم إلقاء ما بين 75 إلى 199 مليون طن من البلاستيك في مياه المحيطات.

حقائق

إعادة تدوير عبوة زجاج واحدة يمكن أن توفر...

  • نحو 50 % من الطاقة اللازمة لتصنيع الزجاج من المواد الخام
  • الطاقة التي يتم توفيرها تكفي لإضاءة مصباح كهربائي بقدرة واط واحد لمدة 4 ساعات
  • تقلل تلوث الهواء بنسبة 20 % وتلوث المياه بنسبة 50 %

(بحسب مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء المصري)

رسالة مجتمعية للتثقيف البيئي

على الرغم من أنشطتها التجارية، تركز «بيكيا» على التثقيف البيئي والمشاركة المجتمعية. وتقدم خدماتها مجاناً، بهدف غرس ثقافة إعادة التدوير والوعي البيئي بين المواطنين المصريين. ومن خلال ذلك، لا تساعد الشركة في تقليل النفايات فحسب، بل تعمل أيضاً على تثقيف الجمهور حول أهمية الإشراف البيئي.

ويعد التعاون حجر الزاوية الآخر في عمل «بيكيا»، وتعمل الشركة الناشئة بشكل وثيق مع شركات ومصانع إعادة التدوير المرخصة، ما يخلق نظاماً بيئياً مستداماً يفيد جميع أصحاب المصلحة المعنيين. ولا تضمن هذه الشبكة إعادة تدوير النفايات المجمعة بشكل صحيح فحسب، بل تدعم أيضاً صناعة إعادة التدوير في مصر، التي لا تزال في مرحلة النمو.

 

إن رحلة «بيكيا» من شركة ناشئة متواضعة إلى لاعب رئيسي في الجهود البيئية في مصر هي شهادة على قوة التفكير الابتكاري في الصناعات التقليدية مثل إدارة النفايات. وبينما تمضي الشركة قدماً، فإن التحدي الذي يواجهها هو توسيع نطاق عملياتها، مع الحفاظ على جودة الخدمة وثقة المجتمع التي بنتها.


مقالات ذات صلة

برامج للتحكّم بأسراب الطائرات من دون طيار الضخمة

علوم برامج للتحكّم بأسراب الطائرات من دون طيار الضخمة

برامج للتحكّم بأسراب الطائرات من دون طيار الضخمة

تقنيات «لمنع الحرب العالمية الثالثة»

باتريك تاكر (واشنطن)
تكنولوجيا «غوغل» تطلق النسخة الأولية من آندرويد 16 للمطورين مع ميزات جديدة لتعزيز الخصوصية ومشاركة البيانات الصحية (غوغل)

«غوغل» تطلق النسخة الأولية من آندرويد 16 للمطورين مع ميزات جديدة

أطلقت «غوغل» النسخة التجريبية الأولية من آندرويد 16 للمطورين، وهي خطوة تمهد الطريق للتحديثات الكبيرة المقبلة في هذا النظام.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
الاقتصاد مهندس يعمل في إحدى المنشآت التابعة لـ«معادن» (الشركة) play-circle 02:41

رئيس «معادن»: حفر 820 ألف متر من آبار الاستكشاف بالسعودية خلال عامين

تتعاون شركة التعدين العربية السعودية (معادن) مع رواد العالم وتستفيد من أحدث التقنيات لتقديم أكبر برنامج تنقيب في منطقة واحدة على مستوى العالم.

آيات نور (الرياض)
الاقتصاد عرض تقديمي في إحدى الفعاليات التقنية التي أقيمت بالعاصمة السعودية الرياض (واس)

رئيس «سكاي»: الذكاء الاصطناعي يعزز مستقبل الاقتصاد السعودي

تتصدر الشركة السعودية للذكاء الاصطناعي (سكاي) مسيرة بناء منظومة تقنية عالمية المستوى ما يمهد الطريق لتحقيق نمو اقتصادي مدفوع بالذكاء الاصطناعي

آيات نور (الرياض)
تكنولوجيا تمكنك «دورا» من تصميم مواقع ثلاثية الأبعاد مذهلة بسهولة تامة باستخدام الذكاء الاصطناعي دون الحاجة لأي معرفة برمجية (دورا)

صمم موقعك ثلاثي الأبعاد بخطوات بسيطة ودون «كود»

تتيح «دورا» للمستخدمين إنشاء مواقع مخصصة باستخدام الذكاء الاصطناعي عبر إدخال وصف نصي بسيط.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)

مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» يكشف عن أبرز نزعات الذكاء الاصطناعي المقبلة

يستعرض مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» أبرز تقنيات الذكاء الاصطناعي المقبلة
يستعرض مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» أبرز تقنيات الذكاء الاصطناعي المقبلة
TT

مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» يكشف عن أبرز نزعات الذكاء الاصطناعي المقبلة

يستعرض مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» أبرز تقنيات الذكاء الاصطناعي المقبلة
يستعرض مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» أبرز تقنيات الذكاء الاصطناعي المقبلة

تنتهي اليوم فعاليات مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» (Microsoft Ignite) السنوي في مدينة شيكاغو الأميركية، بحضور تجاوز 14 ألف زائر، الذي استعرضت «مايكروسوفت» خلال أيامه الثلاثة أكثر من 80 خدمة ومنتجاً وميزة مرتبطة بالذكاء الاصطناعي.

الذكاء الاصطناعي بخدمة الموظفين

طوّرت الشركة خدمة «مايكروسوفت 365 كوبايلوت» (Microsoft 365 Copilot) الخاصة بالشركات، مقدمة «أفعال كوبايلوت» (Copilot Actions) التي تسمح بأتمتة المهام اليومية في مجال العمل بأوامر بسيطة، مثل الحصول على ملخص اجتماعات «تيمز» (Teams) في ذلك اليوم أو إعداد التقارير الأسبوعية أو تلخيص ما الذي يجب القيام به حسب الرسائل الواردة إلى بريد المستخدم والاجتماعات التي حدثت قبل عودته من إجازته السنوية، وغيرها.

 

 

«عملاء مايكروسوفت»

كشفت الشركة كذلك ميزة «عملاء مايكروسوفت» (Microsoft Agents) التي تسمح بالبحث في ملفات الشركة وتحليلها والإجابة على أسئلة الموظفين أو العملاء بكل خصوصية، وتلخيص النتائج بهدف تسريع اتخاذ قرارات العمل. وتعمل هذه الميزة في خدمة «شيربوينت» (SharePoint) لكل شركة.

 

 

 

المترجم الفوري

ويمكن لعميل ذكاء اصطناعي اسمه «المترجم الفوري» (Interpreter) ترجمة محادثات الاجتماعات المرئية في «تيمز» بهدف كسر الحواجز اللغوية والتركيز على جوهر الاجتماع، مع القدرة على محاكاة صوت المستخدم بلغة الطرف الثاني. ويمكن لعميل ذكي آخر اسمه «المُيَسِّر» (Facilitator) تلخيص اجتماعات «تيمز» وأتمتة إدارة المشاريع عبر جميع مراحلها. كما يستطيع بعض عملاء الذكاء الاصطناعي مساعدة الموظفين على حلّ مشاكلهم التقنية دون الحاجة للعودة إلى قسم الدعم الفني، والإجابة على أسئلتهم المتعلقة بسياسات الشركة والموارد البشرية والمشتريات، وغيرها.

الذكاء الاصطناعي رفيق المبرمجين

ولتسهيل تضمين تقنيات الذكاء الاصطناعي في برامج الشركات والأفراد، تقدم «مايكروسوفت» ما تسميه بـ«مسبك آجور للذكاء الاصطناعي» (Azure AI Foundry) الذي يوفر مجموعة برمجية للذكاء الاصطناعي وبوابة لتطوير عملاء الذكاء الاصطناعي.

وتوفر هذه المجموعة البرمجية أكثر من 25 قالباً مسبق الإعداد (Template) للذكاء الاصطناعي تسمح بتطوير تطبيقات مدعومة بهذه التقنية وتبسيط عملية البرمجة ونشرها عبر منصات «غيتهاب» (Github) و«فيجوال ستوديو» (Visual Studio) و«كوبايلوت ستوديو» (Copilot Studio). وتسمح البوابة للمبرمجين اكتشاف خدمات وأدوات ونماذج ذكاء اصطناعي تناسب احتياجاتهم واحتياجات الشركات التي يعملون لديها.

حماية المستخدمين

حذّرت «مايكروسوفت» أن عدد الهجمات الإلكترونية التي تستهدف سرقة كلمات السرّ قد ارتفع خلال آخر 3 أعوام من 579 إلى أكثر من 7000 هجمة في كل ثانية، مع مضاعفة العدد في آخر سنة، ما يضع سبل الحماية التقليدية في موضع لا يسمح لها اللحاق بتقدم القراصنة.

مبادرة المستقبل الآمن

هذا الأمر يتطلب إعادة تطوير عملية حماية المستخدمين، ما دفع الشركة إلى إطلاق «مبادرة المستقبل الآمن» (Secure Future Initiative) التي طلبت من 34000 مهندس العمل على أكبر مشروع للأمن الرقمي بتاريخ البشرية وتطوير مقاومة البرامج ونظم التشغيل وأجهزة المستخدمين لطوفان الهجمات الرقمية الذي تتسارع وتيرته في كل يوم.

وكشفت كذلك عن عملها على تطوير «مايكروسوفت سيكيوريتي إكسبوجر مانجمنت» (Microsoft Security Exposure Management) الذي يقوم بتحليل آلية تواصل الأجهزة المختلفة والبيانات والهوية الرقمية والشبكات، بعضها مع بعض، داخل بيئة العمل واكتشاف العلاقات بينها وعرض مسار الاختراقات الممكنة لأي قرصان إلكتروني، وذلك لاكتشاف نقطة الضعف في البيئة المعقدة التي يمكن للقراصنة الدخول منها، وتوقع هدفهم وتتبع المسار المفترض لهم عبر الأجهزة المختلفة للوصول إلى الهوية الرقمية أو البيانات الحساسة، ومن ثم حماية ذلك المسار بشكل استباقي على صعيد سدّ الثغرات في الأجهزة أو البرامج أو نظام التشغيل أو الشبكة، وغيرها من العوامل الأخرى. كما يستطيع هذا المشروع التأكد من سلامة الاحتياطات الأمنية للفريق التقني داخل الشركة.

وأطلقت الشركة نظام «مايكروسوفت سيكيوريتي كوبايلوت» (Microsoft Security Copilot) المدعوم بالذكاء الاصطناعي للقيام بالوظائف الأمنية باستخدام الذكاء الاصطناعي بكل سلاسة وسهولة، حيث أظهرت الدراسات انخفاض معدل مدة حلّ المشاكل الأمنية لدى استخدام هذا النظام بنحو 30 في المائة.

أجهزة الذكاء الاصطناعي

واستعرضت الشركة أول جهاز من فئته، مصنوع خصيصاً للاتصال بأمان مع خدمة «ويندوز 365» السحابية، اسمه «ويندوز 365 لينك» (Windows 365 Link).

الجهاز بسيط وآمن، وسيتم إطلاقه في أبريل (نيسان) 2025 المقبل، بسعر 349 دولاراً أميركياً، ويسمح للمستخدمين بالعمل بأمان مع نظام التشغيل «ويندوز» السحابي بكل سرعة وموثوقية.

ولا يقوم الجهاز بتخزين أي بيانات داخله، ولا يقوم بتثبيت أي برامج فيه، مع تقديم وحدة معالجة للذكاء الاصطناعي مدمجة فيه لتسريع التفاعل مع البيانات والحصول على النتائج بكل سلاسة.

 

تحليل علوم الأرض

وعلى الصعيد نفسه، تعاونت وكالة الفضاء الأميركية «ناسا» مع «مايكروسوفت» لتطوير أداة مدعومة بالذكاء الاصطناعي اسمها «كوبايلوت الأرض» (Earth Copilot) تهدف إلى تبسيط عملية تحليل البيانات المرتبطة بعلوم الأرض التي تجمعها الأقمار الاصطناعية الخاصة بـ«ناسا». وسيتم نشر هذه البيانات المعقدة للجميع بهدف مشاركة المعلومات المهمة مع العلماء والباحثين والطلاب والمدرسين وصناع السياسات وعموم الناس.

وستستخدم الوكالة خدمة «آجور أوبين إيه آي» (Azure OpenAI Service) لتذليل العقبات التقنية وتمكين المجموعات المختلفة للمستخدمين من التفاعل مع البيانات العلمية لكوكب الأرض، ما يدل على الأبواب التي يفتحها الذكاء الاصطناعي لتسهيل وتبسيط عملية التعليم والبحث وتحليل مجموعات البيانات الضخمة في المجالات العلمية وسنّ السياسات، وفي مجالات الزراعة والتخطيط الحضري والاستجابة في حالات الكوارث، وغيرها.

ويمكن زيارة الموقع من هذا الرابط: www.earthdata.nasa.gov/dashboard