رسوم نشر جديدة على «إكس» لمحاولة التصدي لـ«البوتات»

ستساهم السياسة الجديدة للمنصة في الحد بشكل كبير من نشاط «البوتات» حيث ستلزم المستخدمين الجدد بدفع رسوم للنشر (د.ب.أ)
ستساهم السياسة الجديدة للمنصة في الحد بشكل كبير من نشاط «البوتات» حيث ستلزم المستخدمين الجدد بدفع رسوم للنشر (د.ب.أ)
TT

رسوم نشر جديدة على «إكس» لمحاولة التصدي لـ«البوتات»

ستساهم السياسة الجديدة للمنصة في الحد بشكل كبير من نشاط «البوتات» حيث ستلزم المستخدمين الجدد بدفع رسوم للنشر (د.ب.أ)
ستساهم السياسة الجديدة للمنصة في الحد بشكل كبير من نشاط «البوتات» حيث ستلزم المستخدمين الجدد بدفع رسوم للنشر (د.ب.أ)

أعلن إيلون ماسك، مالك شبكة «إكس» (المعروفة سابقاً بـ«تويتر»)، عن خطط لفرض رسوم تسجيل صغيرة على المستخدمين الجدد بهدف تمكينهم من النشر على المنصة. هذه الخطوة تأتي في محاولة لمكافحة ظاهرة «البوتات» التي تهدّد جودة وأمان التفاعل على المنصة.

فهم عمل «البوتات» في شبكة «إكس»

«البوتات» أو الحسابات الآلية، تعدّ من التحديات الكبرى التي تواجه الكثير من المنصات الاجتماعية. على شبكة «إكس»، يتم استخدام «البوتات» لأغراض متعددة، مثل نشر الإعلانات التجارية، نشر الأخبار الزائفة، أو حتى التلاعب بالرأي العام. هذه الحسابات يمكن أن تؤدي إلى تلوث النقاشات العامة وتقليل الثقة في المحتوى المتداول على المنصة.

تقنيات التحقق التقليدية مثل «CAPTCHA» التي تم تصميمها لفصل البشر عن الآلات أصبحت أقل فاعلية بمرور الوقت؛ إذ يمكن للذكاء الاصطناعي المتقدم الآن اجتياز هذه الاختبارات بسهولة. ونتيجة لذلك؛ يبحث ماسك عن طرق جديدة وأكثر فاعلية لمواجهة هذه المشكلة.

التفاصيل والتأثير المتوقع من فرض الرسوم

في ظل السياسة الجديدة، سيتعين على المستخدمين الجدد دفع رسوم تسجيل قبل أن يتمكنوا من النشر على «إكس». وعلى الرغم من أن التفاصيل المحددة لم تُعلن بعد، فإن هذه الرسوم من المتوقع أن تكون معقولة ومصممة للحد من إنشاء حسابات زائفة دون تقييد الوصول إلى المنصة للمستخدمين الحقيقيين.قد تأتي هذه الخطوة بنتائج إيجابية مثل تحسين جودة التفاعلات وتقليل الضوضاء الناتجة من النشاط الآلي لـ«البوتات».

بالإضافة إلى ذلك، قد يساهم هذا في خلق بيئة أكثر أماناً ومصداقية على المنصة؛ مما يعزز من جاذبيتها كوسيلة للتواصل الاجتماعي والمناقشات العامة.

قد تشكل هذه الإجراءات جزءاً من استراتيجية أوسع لضمان استدامة شبكة «إكس» كمنصة تفاعلية تتسم بالجودة والمصداقية. وبالإضافة إلى الرسوم، تعمل الشركة على تطوير وتحسين أنظمتها للتحقق والتعرف على الأنماط المشبوهة للحد من انتشار المحتوى الضار والتأكد من أن المستخدمين النشطين هم بالفعل أشخاص حقيقيون.

التجارب السابقة وما تعلمته «إكس»

لقد جربت «إكس» في السابق تطبيق رسوم في بعض المناطق، مثل نيوزيلندا والفلبين، حيث طُلب من المستخدمين الجدد دفع دولار واحد سنوياً. هذه التجربة أعطت «إكس» فرصة لمراقبة تأثير الرسوم على نشاط الحسابات وجودة التفاعلات. وقد لوحظ أنه بعد تطبيق الرسوم، تقلص عدد الحسابات الجديدة التي تم إنشاؤها بشكل تلقائي؛ مما أدى إلى تحسين ملموس في نوعية المحادثات وأمان المنصة.

تطبيق السياسة الجديدة والتوقعات المستقبلية

مع تطبيق السياسة الجديدة على مستوى أوسع، من المتوقع أن تواجه «إكس» بعض التحديات، بما في ذلك احتمال انخفاض عدد المستخدمين الجدد بسبب الرسوم. ومع ذلك، تراهن الشركة على أن هذه الاستراتيجية ستساعد في الحفاظ على جودة المنصة وسلامتها، وتقليل الضغط الناتج من إدارة ومراقبة الحسابات المزيفة. من المهم أن توازن «إكس» بين الحفاظ على منصة مفتوحة ومرحّبة للجميع وبين حمايتها من الاستغلال من قِبل الجهات التي تسعى لنشر المعلومات المضللة أو إحداث الفوضى. سيكون من الضروري مراقبة تأثير هذه الرسوم على نمو المنصة ورضا المستخدمين، وربما تعديل السياسة استجابة للتغذية الراجعة من المجتمع.

يمثل فرض رسوم على جميع المستخدمين الجدد محاولة جريئة من جانب إيلون ماسك لتعزيز الثقة والنزاهة في شبكة «إكس». وبينما يستمر العالم الرقمي في التطور، ستظل المنصات مثل «إكس» في مقدمة التجارب الاجتماعية، وتحتاج إلى استمرار التكيف مع التحديات الجديدة لتبقى ذات صلة وفاعلية في تسهيل التواصل الاجتماعي بشكل آمن ومثمر.


مقالات ذات صلة

إيلون ماسك ينتقد مقترح أستراليا بحظر منصات التواصل الاجتماعي على الأطفال

العالم إيلون ماسك خلال مؤتمر في فندق بيفرلي هيلتون في بيفرلي هيلز - كاليفورنيا بالولايات المتحدة 6 مايو 2024 (رويترز)

إيلون ماسك ينتقد مقترح أستراليا بحظر منصات التواصل الاجتماعي على الأطفال

انتقد الملياردير الأميركي إيلون ماسك، مالك منصة «إكس»، قانوناً مُقترَحاً في أستراليا لحجب وسائل التواصل الاجتماعي للأطفال دون 16 عاماً.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
الولايات المتحدة​ إيلون ماسك رئيس شركة «تسلا» ومنصة «إكس» (أ.ب)

إيلون ماسك يسخر من مسؤول كبير في «الناتو» انتقد إدارته لـ«إكس»

هاجم إيلون ماسك، بعد تعيينه مستشاراً للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، مسؤولاً كبيراً في حلف شمال الأطلسي (ناتو).

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا الملياردير الأميركي إيلون ماسك مالك منصة «إكس» (رويترز)

صحف فرنسية تقاضي «إكس» بتهمة انتهاك مبدأ الحقوق المجاورة

أعلنت صحف فرنسية رفع دعوى قضائية ضد منصة «إكس» بتهمة استخدام المحتوى الخاص بها من دون دفع ثمنه.

«الشرق الأوسط» (باريس)
أوروبا الملياردير الأميركي إيلون ماسك يتحدث خلال تجمع انتخابي لترمب (أ.ف.ب)

إهانة عبر «إكس»: ماسك يصف المستشار الألماني بـ«الأحمق»... وبرلين ترد بهدوء

وجّه إيلون ماسك إهانة مباشرة للمستشار الألماني أولاف شولتس عبر منصة «إكس»، في وقت تشهد فيه ألمانيا أزمة حكومية.

«الشرق الأوسط» (أوستن (الولايات المتحدة))
العالم الانشغال الزائد بالتكنولوجيا يُبعد الأطفال عن بناء صداقات حقيقية (جامعة كوينزلاند) play-circle 00:32

أستراليا تتجه لحظر «السوشيال ميديا» لمن دون 16 عاماً

تعتزم الحكومة الأسترالية اتخاذ خطوات نحو تقييد وصول الأطفال والمراهقين إلى وسائل التواصل الاجتماعي.

«الشرق الأوسط» (سيدني)

شركات الذكاء الاصطناعي التوليدي تلجأ إلى الكتب لتطوّر برامجها

شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)
شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)
TT

شركات الذكاء الاصطناعي التوليدي تلجأ إلى الكتب لتطوّر برامجها

شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)
شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)

مع ازدياد احتياجات الذكاء الاصطناعي التوليدي، بدأت أوساط قطاع النشر هي الأخرى في التفاوض مع المنصات التي توفر هذه التقنية سعياً إلى حماية حقوق المؤلفين، وإبرام عقود مع الجهات المعنية بتوفير هذه الخدمات لتحقيق المداخيل من محتواها.

واقترحت دار النشر «هاربر كولينز» الأميركية الكبرى أخيراً على بعض مؤلفيها، عقداً مع إحدى شركات الذكاء الاصطناعي تبقى هويتها طي الكتمان، يتيح لهذه الشركة استخدام أعمالهم المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي.

وفي رسالة اطلعت عليها «وكالة الصحافة الفرنسية»، عرضت شركة الذكاء الاصطناعي 2500 دولار لكل كتاب تختاره لتدريب نموذجها اللغوي «إل إل إم» لمدة 3 سنوات.

آراء متفاوتة

ولكي تكون برامج الذكاء الاصطناعي قادرة على إنتاج مختلف أنواع المحتوى بناء على طلب بسيط بلغة يومية، تنبغي تغذيتها بكمية مزدادة من البيانات.

وبعد التواصل مع دار النشر أكدت الأخيرة الموافقة على العملية. وأشارت إلى أنّ «(هاربر كولينز) أبرمت عقداً مع إحدى شركات التكنولوجيا المتخصصة بالذكاء الاصطناعي للسماح بالاستخدام المحدود لكتب معينة (...) بهدف تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي وتحسين أدائها».

وتوضّح دار النشر أيضاً أنّ العقد «ينظّم بشكل واضح ما تنتجه النماذج مع احترامها حقوق النشر».

ولاقى هذا العرض آراء متفاوتة في قطاع النشر، إذ رفضه كتّاب مثل الأميركي دانييل كيبلسميث الذي قال في منشور عبر منصة «بلوسكاي» للتواصل الاجتماعي: «من المحتمل أن أقبل بذلك مقابل مليار دولار، مبلغ يتيح لي التوقف عن العمل، لأن هذا هو الهدف النهائي من هذه التكنولوجيا».

هامش تفاوض محدود

ومع أنّ «هاربر كولينز» هي إحدى كبرى دور النشر التي أبرمت عقوداً من هذا النوع، فإنّها ليست الأولى. فدار «ويلي» الأميركية الناشرة للكتب العلمية أتاحت لشركة تكنولوجية كبيرة «محتوى كتب أكاديمية ومهنية منشورة لاستخدام محدد في نماذج التدريب، مقابل 23 مليون دولار»، كما قالت في مارس (آذار) عند عرض نتائجها المالية.

ويسلط هذا النوع من الاتفاقيات الضوء على المشاكل المرتبطة بتطوير الذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي يتم تدريبه على كميات هائلة من البيانات تُجمع من الإنترنت، وهو ما قد يؤدي إلى انتهاكات لحقوق الطبع والنشر.

وترى جادا بيستيلي، رئيسة قسم الأخلاقيات لدى «هاغينغ فايس»، وهي منصة فرنسية - أميركية متخصصة بالذكاء الاصطناعي، أنّ هذا الإعلان يشكل خطوة إلى الأمام، لأنّ محتوى الكتب يدرّ أموالاً. لكنها تأسف لأنّ هامش التفاوض محدود للمؤلفين.

وتقول: «ما سنراه هو آلية لاتفاقيات ثنائية بين شركات التكنولوجيا ودور النشر أو أصحاب حقوق الطبع والنشر، في حين ينبغي أن تكون المفاوضات أوسع لتشمل أصحاب العلاقة».

ويقول المدير القانوني لاتحاد النشر الفرنسي (SNE) جوليان شوراكي: «نبدأ من مكان بعيد جداً»، مضيفاً: «إنّه تقدم، فبمجرّد وجود اتفاق يعني أن حواراً ما انعقد وثمة رغبة في تحقيق توازن فيما يخص استخدام البيانات مصدراً، التي تخضع للحقوق والتي ستولد مبالغ».

مواد جديدة

وفي ظل هذه المسائل، بدأ الناشرون الصحافيون أيضاً في تنظيم هذا الموضوع. ففي نهاية 2023، أطلقت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية اليومية ملاحقات ضد شركة «أوبن إيه آي» مبتكرة برنامج «تشات جي بي تي» وضد «مايكروسوفت» المستثمر الرئيسي فيها، بتهمة انتهاك حقوق النشر. وقد أبرمت وسائل إعلام أخرى اتفاقيات مع «أوبن إيه آي».

وربما لم يعد أمام شركات التكنولوجيا أي خيار لتحسين منتجاتها سوى باعتماد خيارات تُلزمها بدفع أموال، خصوصاً مع بدء نفاد المواد الجديدة لتشغيل النماذج.

وأشارت الصحافة الأميركية أخيراً إلى أنّ النماذج الجديدة قيد التطوير تبدو كأنها وصلت إلى حدودها القصوى، لا سيما برامج «غوغل» و«أنثروبيك» و«أوبن إيه آي».

ويقول جوليان شوراكي: «يمكن على شبكة الإنترنت، جمع المحتوى القانوني وغير القانوني، وكميات كبيرة من المحتوى المقرصن، مما يشكل مشكلة قانونية. هذا من دون أن ننسى مسألة نوعية البيانات».