أشاد الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا بزيادة التعاون العسكري المشترك وإنشاء نظام دفاع صاروخي جديد، ما يعزّز تحالفهما مع التركيز على الأعمال العدوانية من قبل الصين وروسيا وكوريا الشمالية. وأكد بايدن وكيشيدا على ضرورة وقف إطلاق النار في قطاع غزة لمدة 6 أسابيع على الأقل في إطار صفقة لإطلاق سراح المحتجزين لدى حركة «حماس».
وجاء في بيان عن الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا أن الزعيمين أكدا على الحاجة الماسة لمنع التصعيد الإقليمي للحرب في غزة. وأضاف: «ملتزمون بدولة فلسطينية مستقلة مع ضمان أمن إسرائيل بوصف ذلك جزءاً من حل الدولتين».
وقال بايدن، في مؤتمر صحافي مشترك، ظهر الأربعاء، بالبيت الأبيض مع كيشيدا، بعد نحو ساعتين من المحادثات التي ركزت على منطقة المحيطين الهندي والهادئ المضطربة وأوكرانيا والصراع في غزة: «هذه هي أهم ترقية في تحالفنا منذ تأسيسه لأول مرة». وأضاف: «يتخذ بلدانا اليوم خطوات مهمة لتعزيز التعاون الأمني والدفاع والتخطيط لجيشينا حتى يتمكنا من العمل معاً بطريقة سلسة وفعالة». وأعلن الزعيمان أيضاً أن رواد الفضاء اليابانيين سيشاركون في مهام «ناسا» والرحلة الفضائية إلى القمر.
وأعلن بايدن أنه لأول مرة ستقوم اليابان والولايات المتحدة وأستراليا بإنشاء شبكة نظام شبكي للصواريخ الجوية والهندسة الدفاعية والترتيب لإجراء مناورات عسكرية ثلاثية مع اليابان والمملكة المتحدة وشراكة دفاعية مع أستراليا في أغسطس (آب) المقبل واستكشاف كيفية انضمام اليابان إلى تحالف «أوكوس» الذي يضم الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا. وأكد بايدن أن كل هذه الخطوات هي خطوات دفاعية تستهدف تعزيز الأمن وتحقيق الاستقرار في المحيطين الهادئ والهندي وليست موجهة لتهديد أي دولة.
صواريخ كوريا الشمالية
وأشار بايدن إلى أنه ناقش مع كيشيدا الوضع في كوريا الشمالية وقيام بيونغ يانغ بتطوير الأسلحة النووية والصواريخ كما تطرق إلى الوضع في الشرق الأوسط والحرب الإسرائيلية في قطاع غزة والدعم المشترك للتوصل إلى وقف إطلاق نار ومعالجة الأزمة الإنسانية في غزة، وقال بايدن: «تناولنا أيضاً التهديد الإيراني ضد إسرائيل، وأؤكد أن التزامنا بأمن إسرائيل ضد هذه التهديدات من إيران ووكلائها هو التزام صارم وسنبذل كل ما في وسعنا لحماية أمن إسرائيل». وأضاف: «ناقشنا أيضاً غزو بوتين الوحشي لأوكرانيا وحماية حرية الملاحة في بحر الصين الجنوبي والاستقرار في مضيق تايوان».
من جانبه، قال كيشيدا إنه ناقش مع بايدن العلاقات المتوترة بين تايوان والصين، وتعهدا بدعم النظام الدولي على أساس سيادة القانون. وشدد رئيس وزراء اليابان على أن «المحاولات أحادية الجانب لتغيير الوضع الراهن بالقوة أو الإكراه غير مقبولة على الإطلاق»، وأضاف أن الولايات المتحدة واليابان ستواصلان الرد على مثل هذه التصرفات، بما في ذلك التحديات التي تمثلها الصين. وقال كيشيدا: «فيما يتعلق بالعدوان الروسي على أوكرانيا... أوكرانيا اليوم قد تصبح شرق آسيا غداً». وأشار إلى مواصلة التشاور حول فرض عقوبات صارمة ضد روسيا وتقديم الدعم القوي لأوكرانيا. وشدد كيشيدا على جهود اليابان للتوصل إلى وقف مستدام لإطلاق النار في الحرب ضد غزة وتحسين الوضع الإنساني وتحقيق حل الدولتين.
وفي إجابتهما عن صفقة الاستحواذ المثيرة للجدل لشركة «نيبون ستيل» اليابانية على شركة صناعة الصلب الأميركية «يو إس ستيل» بقيمة 15 مليار دولار، حاول بايدن وكيشيدا الالتزام بإجابات دبلوماسية، وقال كيشيدا إنه يأمل أن تؤتي المناقشات بشأن هذه الصفقة ثمارها و«نرغب في تعزيز هذه العلاقة المربحة للجانبين». وقال بايدن إنه متمسك بالتزامه تجاه العمال النقابيين العاملين في مجال صناعة الصلب وحصولهم على حقوقهم بشأن هذه القضية.
أصدقاء بعد عداوة
وقد أدت إعلانات بايدن وكيشيدا إلى جعل العدوين القديمين خلال الحرب العالمية الثانية، في أقرب تعاون بينهما منذ أن أصبحا حليفين قبل عقود. وتلعب اليابان، التي كثيراً ما توصف بأنها أهم حليف للولايات المتحدة في آسيا وأكبر مصدر لها للاستثمار الأجنبي المباشر، دوراً عالمياً متزايداً، بعد سلسلة من التغييرات في قانون الأمن في العقد الماضي التي غيّرت دستورها السلمي ورفعت من مستويات الإنفاق العسكري الدفاعي.
ويقيم الرئيس بايدن وزوجته، مساء الأربعاء، مأدبة عشاء رسمية فخمة في البيت الأبيض يشارك فيها عدد كبير من المشرعين ورجال الأعمال. ومن المقرر أن يلقي كيشيدا كلمة أمام الكونغرس الأميركي يوم الخميس، وهي المرة الأولى التي يستمع فيها الكونغرس لخطاب مسؤول ياباني رفيع المستوى. وينضم كيشيدا بعد ذلك إلى بايدن والرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس جونيور في اجتماع من المتوقع أن يركز على توغلات بكين في بحر الصين الجنوبي.