«اليونيفيل» تعلِّق دورياتها في جنوب لبنان

مقتل مزارعة في استهداف جوي إسرائيلي

جنود إسبان ضمن قوات «اليونيفيل» يراقبون في الشهر الماضي خط الحدود في مرجعيون بجنوب لبنان (أ.ب)
جنود إسبان ضمن قوات «اليونيفيل» يراقبون في الشهر الماضي خط الحدود في مرجعيون بجنوب لبنان (أ.ب)
TT
20

«اليونيفيل» تعلِّق دورياتها في جنوب لبنان

جنود إسبان ضمن قوات «اليونيفيل» يراقبون في الشهر الماضي خط الحدود في مرجعيون بجنوب لبنان (أ.ب)
جنود إسبان ضمن قوات «اليونيفيل» يراقبون في الشهر الماضي خط الحدود في مرجعيون بجنوب لبنان (أ.ب)

غابت دوريات قوات حفظ السلام الدولية العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل)، عن منطقة عملياتها، لليوم الثالث على التوالي، بعد تعرض دورية من «المراقبين الدوليين» إلى اعتداء أسفر عن إصابة 3 جنود، وسط تبادل متواصل لإطلاق النار بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي.

وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية، بأن دوريات «اليونيفيل» ودوريات «مراقبي الهدنة» توقفت عن الخروج من مراكزها منذ استهدافها يوم السبت الماضي.

وأصيب 3 مراقبين عسكريين تابعين لهيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة، ومترجم لبناني، بجروح صباح السبت، أثناء قيامهم بدورية راجلة على طول الخط الأزرق بين لبنان وإسرائيل، وذلك عندما وقع انفجار بالقرب من موقعهم. وأفادت «اليونيفيل» في بيان بأنه تم إجلاء المصابين لتلقي العلاج الطبي، وتعهدت بإجراء تحقيقاتها لتحديد ملابسات الحادث، بينما اتهمت السلطات اللبنانية إسرائيل بالاعتداء عليهم.

وكانت «اليونيفيل» تنفّذ يومياً أكثر من 400 دورية قبل بدء الحرب في جنوب لبنان، وتقلصت إلى حدود معينة في ظل التصعيد الآخذ بالتوسع بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي، ما جعل بعض المناطق الحدودية المحاذية للشريط الحدودي بمثابة مناطق محظورة نارياً على السكان المدنيين.

وتقع قواعد «اليونيفيل» على بعد كيلومترات قليلة من الشريط الحدودي، وفي بعض الأحيان تبعُد أمتاراً قليلة من الخط الأزرق. وتنشر القوات الأممية نحو 10 آلاف جندي في 50 موقعاً على الأقل بالجنوب.

ولطالما حذرت «اليونيفيل» في مرات سابقة من ازدياد التصعيد الذي وصل إلى مقرات البعثة الدولية العاملة في الجنوب. فقد تعرضت قوات «اليونيفيل» لهجمات عدة خلال الأشهر الستة الماضية، وأصيب 3 من قوات حماية السلام في الماضي، كما تعرضت قواعدها للقصف أكثر من مرة. وبالتالي، فإن هذا الحادث ليس الأول من نوعه.

رئيسة الحكومة الإيطالية خلال زيارتها مقر الكتيبة الإيطالية العاملة ضمن «اليونيفيل» في شمع الأسبوع الماضي (إ.ب.أ)
رئيسة الحكومة الإيطالية خلال زيارتها مقر الكتيبة الإيطالية العاملة ضمن «اليونيفيل» في شمع الأسبوع الماضي (إ.ب.أ)

تصعيد متواصل

ورغم تراجع وتيرة الاشتباكات بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي لليوم الثاني على التوالي، قُتلت المواطنة علياء عبد الكريم باستهداف مُسيَّرة إسرائيلية لها، أثناء عودتها من عملها في أحد بساتين بلدة يارين الحدودية سيراً على الأقدام، حسبما أفاد مراسلون محليون في المنطقة الحدودية.

واستهدف «حزب الله» مواقع لتجمع القوات الإسرائيلية في المنطقة الحدودية، في عمليات نفذها من الجنوب اللبناني، وأشارت تقارير إسرائيلية إلى رصد إطلاق عشرات الصواريخ من الأراضي اللبنانية باتجاه مواقع إسرائيلية. وأعلن الحزب أنه استهدف صباحاً تجمعاً لجنود إسرائيليين في موقع المالكية بالأسلحة الصاروخية.

وفي المقابل، أطلق الجيش الإسرائيلي عدداً من قذائف المدفعية الثقيلة على أطراف بلدات الناقورة وجبل اللبونة وعلما الشعب وطيرحرفا والضهيرة، كما استهدف قبيل منتصف الليل أطراف بلدة عيتا الشعب. وأطلقت المواقع الإسرائيلية المتاخمة للخط الأزرق قبالة بوابة بلدة رامية الحدودية، نيران رشاشاتها الثقيلة في اتجاه الشارع العام الذي يحاذي بلدتي رامية ومروحين.

وحلَّق الطيران الاستطلاعي فوق قرى القطاعين الغربي والأوسط، وصولاً حتى مشارف نهر الليطاني والساحل البحري. وكانت القنابل المضيئة تملأ سماء المنطقة في القطاعين الغربي والأوسط.


مقالات ذات صلة

المشرق العربي تمرين عسكري لفصائل من «الحشد الشعبي» (أ.ب)

العراق «غير مرتاح» من حديث رئيس لبنان عن «الحشد»

عبَّر العراق عن عدم الارتياح من تصريحات أدلى بها الرئيس اللبناني حول قوات «الحشد الشعبي»، داعياً إلى «تصحيح الموقف بما يعزز العلاقات الأخوية بين البلدين».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي موقع استهدفته غارة جوية إسرائيلية في حوش تل صفية (أ.ف.ب)

الجيش الإسرائيلي يستهدف عنصرين من «حزب الله» بجنوب لبنان... ويقصف منازل جاهزة

أغارت مسيّرة إسرائيلية على سيارة «رابيد» على طريق وادي الحجير، ما أدّى الى سقوط قتيل وجريح.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي دورية لقوات «يونيفيل» في منطقة الوزاني الحدودية بجنوب لبنان (أرشيفية - رويترز)

إسرائيل تفرض احتلالاً بالنار على المنطقة الحدودية بجنوب لبنان

فرضت إسرائيل أربعة موانع على المنطقة الحدودية معها في جنوب لبنان

نذير رضا (بيروت)
العالم عناصر من الشرطة الألمانية خلال مداهمة مركز في منطقة نويكولن بألمانيا بعد الاشتباه في دعمه «حزب الله» اللبناني (رويترز-أرشيفية)

القبض على ألماني في برلين بتهمة الانتماء إلى «حزب الله» اللبناني

ألقت السلطات الألمانية القبض على شخص يشتبه في انتمائه إلى «حزب الله» اللبناني، وذلك خلال مداهمة شقة في منطقة نويكولن في العاصمة الألمانية برلين.

«الشرق الأوسط» (برلين)

تقرير: «حماس» تعاني من نقص الأموال وتعجز عن دفع رواتب عناصرها

عناصر من حركة «حماس» في غزة (أرشيفية - رويترز)
عناصر من حركة «حماس» في غزة (أرشيفية - رويترز)
TT
20

تقرير: «حماس» تعاني من نقص الأموال وتعجز عن دفع رواتب عناصرها

عناصر من حركة «حماس» في غزة (أرشيفية - رويترز)
عناصر من حركة «حماس» في غزة (أرشيفية - رويترز)

تواجه حركة «حماس» مشكلة جديدة في غزة، وهي توفير الأموال التي تحتاج إليها لدفع رواتب عناصرها. ووفق تقرير نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال»، قطعت إسرائيل الشهر الماضي إمدادات السلع الإنسانية إلى القطاع، التي كانت «حماس» تستولي على بعضها وتبيعها لجمع الأموال، بحسب مسؤولين وإسرائيليين وغربيين.

وقال مسؤولون استخباراتيون إن الهجوم الإسرائيلي المتجدد على غزة استهدف وقتل مسؤولين في «حماس» لعبوا أدواراً مهمة في توزيع الأموال على الكوادر. وفي الأسابيع الأخيرة، قال الجيش الإسرائيلي إنه قتل صرافاً كان له دور رئيسي فيما أسماه تمويل الإرهاب للحركة، فضلاً عن عدد من كبار المسؤولين السياسيين.

وقال المسؤولون الاستخباراتيون إن دفع الرواتب للعديد من موظفي الحكومة في غزة توقف، في حين بدأ العديد من كبار مقاتلي «حماس» والموظفين السياسيين في تلقي نحو نصف رواتبهم فقط في منتصف شهر رمضان الماضي. وأضافوا أن أجور مقاتلي «حماس» من أفرادها كانت تتراوح في المتوسط ​​بين 200 إلى 300 دولار شهرياً.

وبحسب الصحيفة، يخلق هذ العجز المالي صعوبات في صفوف «حماس» في اقتصاد غزة النقدي، ويشير إلى خلل تنظيمي متزايد في الحركة.

وقال الباحث في مجال اقتصاد غزة، إيال عوفر: «حتى لو كانوا يمتلكون مبالغ كبيرة من النقود، فإن قدرتهم على توزيعها ستكون محدودة للغاية في الوقت الحالي». وأضاف: «طرق الدفع المعتادة لـ(حماس) كانت من خلال ساعي يقوم بنقل النقود أو إنشاء نقطة صرف، وكلا الأمرين من شأنه أن يخلق أهدافاً للقوات الإسرائيلية».

ولم تستجب «حماس» لطلب الصحيفة التعليق على وضعها المالي أو أساليبها في الحصول على النقد.

وبمجرد بدء الحرب، فرضت إسرائيل قيوداً صارمة على نقل الأموال النقدية إلى غزة، مما أجبر الحركة التي صنفتها الولايات المتحدة على أنها جماعة إرهابية على إيجاد طرق للالتفاف على هذه القيود. وفي وقت مبكر، تورطت المجموعة في الاستيلاء على 180 مليون دولار من فروع بنك فلسطين ومؤسسات أخرى، بحسب مسؤولين فلسطينيين حاليين وسابقين.

واستخدمت «حماس» تدفق السلع الإنسانية والتجارية لبناء مصادر دخل جديدة، بحسب المسؤولين. وشمل ذلك فرض الضرائب على التجار، وجمع الجمارك على الشاحنات عند نقاط التفتيش، وطلب البضائع لإعادة بيعها. وأضاف المسؤولون أن الحركة استخدمت أيضاً أموالاً أجنبية لشراء سلع إنسانية تباع بعد ذلك في غزة ثم تتحول مرة أخرى إلى نقود.

ورغم هذه الحلول البديلة، كانت «حماس» تقترب من أزمة سيولة قبل أن يؤدي وقف إطلاق النار في يناير (كانون الثاني) إلى تدفق المساعدات إلى غزة، مما أعطى المجموعة فرصة لإعادة تجميع النقود، حسبما قال مسؤولون إسرائيليون وغربيون. وقد أغلقت تلك المسارات عندما أغلقت إسرائيل حدود غزة أمام الإمدادات الإنسانية في شهر مارس (آذار).

وقال المحامي الفلسطيني مؤمن الناطور من مخيم الشاطئ للاجئين وسط قطاع غزة: «هناك أزمة كبيرة في (حماس) من حيث الحصول على الأموال». وأضاف ناطور، الذي كان جزءاً من حركة معارضة ناشئة لحكم «حماس»، أن الحركة تكافح من أجل دفع رواتب الموظفين الحكوميين التابعين لها.

وتابع: «كانوا يعتمدون بشكل أساسي على المساعدات الإنسانية التي تباع في السوق السوداء مقابل المال النقدي».

وانتقدت منظمات الإغاثة قرار إسرائيل إغلاق حدود غزة أمام الإمدادات، قائلة إنه قد يؤدي إلى إعادة الجوع الشديد إلى سكان القطاع البالغ عددهم مليوني نسمة.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، الأحد، إن منع المساعدات يقوض سيطرة «حماس»، مشيراً إلى أن إسرائيل تعمل على خطة جديدة لتوزيع المساعدات من خلال شركاء مدنيين.

وبحسب الصحيفة، كانت قدرة «حماس» على توليد الدخل من خلال المساعدات كبيرة للغاية لدرجة أن إسرائيل تعيد تقييم عملية الفحص الخاصة بالشحنات المستقبلية.

في الماضي، ركزت على حظر السلع التي اعتقدت أنها تشكل مخاطر أمنية. وقال مسؤول إسرائيلي إن الجيش يدرس الآن تشديد الرقابة حتى على السلع المسموح بها إذا كان من الممكن أن تكون لها قيمة اقتصادية عالية بالنسبة للحركة.

وقال مسؤولون استخباراتيون إن «حماس» أقامت خلال وقف إطلاق النار نقاط توزيع لجمع الرواتب، ودفعت للناس نقداً أو في بعض الأحيان بالسلع. وبعد أن استأنفت إسرائيل هجماتها في شهر مارس، تحول الإنفاق إلى شبكات من شخص إلى شخص، حيث اختبأ معظم أفراد المجموعة.

وتجعل المدفوعات المخفضة من الصعب على «حماس» تجنيد عناصر جدد والحفاظ على تماسكها في الوقت الذي تستولي فيه إسرائيل على المزيد من الأراضي وينظم سكان غزة موجة نادرة من الاحتجاجات ضد «حماس» لفشلها في إنهاء الحرب. وتؤدي أزمة السيولة النقدية الأوسع نطاقاً إلى تفاقم الضغوط على المدنيين في غزة، حيث العملة الإسرائيلية هي العملة القانونية. ويحتاج النازحون من سكان غزة الذين يتعين عليهم البحث عن الطعام أو المأوى أو الدواء في القطاع المدمر إلى البحث عن المال اللازم لدفع ثمن ذلك.

وقد قام البنك المركزي الإسرائيلي بشكل روتيني بتحديث إمدادات غزة من الشيكل المادي قبل الحرب، ولكن غزة لم تتلقَ دفعة جديدة من الأوراق النقدية منذ بدء القتال قبل 18 شهراً. وقد تم تدمير العديد من فروع البنوك البالغ عددها 56 فرعاً وأجهزة الصراف الآلي البالغ عددها 91 في غزة.

وقد قدمت منظمات الإغاثة عشرات الملايين من الدولارات مساعدات نقدية للفلسطينيين منذ بدء الحرب، وتم صرف الأموال من خلال تطبيقات الدفع الإلكتروني الشائعة، وفقاً لمسؤولي الاستخبارات العربية. ويتلقى سكان غزة أيضاً تحويلات مالية من الأهل والأصدقاء في الخارج. ولكن لتحويل ذلك إلى نقود، يحتاج الفلسطينيون إلى دفع عمولات للصرافين تتجاوز 20 في المائة، حسبما قال مسؤول مالي فلسطيني كبير.