مصر تستعدّ لافتتاح مركز إبداعي في «متحف نجيب محفوظ» تخليداً لإرثه

خطة لتقديم أنشطة فنية وثقافية تسلتهم روح الحارة الشعبية

وزيرة الثقافة في المتحف استعداداً لافتتاح مركز الإبداع الفني (صور الوزارة)
وزيرة الثقافة في المتحف استعداداً لافتتاح مركز الإبداع الفني (صور الوزارة)
TT

مصر تستعدّ لافتتاح مركز إبداعي في «متحف نجيب محفوظ» تخليداً لإرثه

وزيرة الثقافة في المتحف استعداداً لافتتاح مركز الإبداع الفني (صور الوزارة)
وزيرة الثقافة في المتحف استعداداً لافتتاح مركز الإبداع الفني (صور الوزارة)

تستعدّ وزارة الثقافة المصرية لافتتاح مركز إبداع فني بـ«متحف نجيب محفوظ» في حيّ الأزهر بالقاهرة التاريخية، مع وضع خطة شاملة لتقديم أنشطة فنية وثقافية تسلتهم روح الحارة الشعبية وأعمال أديب «نوبل» الراحل.

يقع المتحف في تكية محمد بك أبو الذهب التي يعود تاريخها إلى عام 1774، وافتتح في 2019، ويضمّ مقتنيات لنجيب محفوظ، وقائمة بأعماله الروائية، ولوحات تعبّر عن الحارة المصرية التي استلهم منها قدراً كبيراً من أعماله، بالإضافة إلى بحوث ودراسات كُتبت عن أدبه.

وتفقدت وزيرة الثقافة المصرية نيفين الكيلاني المتحف الواقع في دورين بتكية محمد أبو الذهب بجوار الجامع الأزهر، وكذلك الدُور الثالث المقرّر تخصيصه مركزاً للإبداع، فيُقدّم أنشطة فنية وثقافية تناسب هذا المكان التاريخي والشعبي.

ويُعدّ نجيب محفوظ، المولود في حي الجمالية بالقاهرة الفاطمية عام 1911، من أبرز الأدباء المصريين الذي استلهموا الحارة المصرية، وحاز جوائز وتكريمات عدّة، كان أبرزها جائزة «نوبل» في الآداب عام 1988، كما حصل على «قلادة النيل العظمى» في العام عينه.

يأتي الاهتمام بالمتحف من واقع إعادة استغلال الأماكن التاريخية والمباني الأثرية القديمة مراكزَ للفن والإبداع، بإشراف هيئات في وزارة الثقافة، منها «صندوق التنمية الثقافية»، الذي يُشرف على قصر الأمير طاز، وبيت السحيمي، وقصر الغوري، وبيت الست وسيلة، ومتحف نجيب محفوظ في تكية محمد بك أبو الذهب.

وزيرة الثقافة في «متحف نجيب محفوظ» بالأزهر (صور الوزارة)

ووجّهت وزيرة الثقافة المصرية بوضع خطة شاملة لاستغلال قاعات الطبقة الثالثة عند افتتاحها قريباً، بما يعكس القيمة الكبيرة التي يمثّلها أديب «نوبل»، وتحقيق الاستفادة من موقع المتحف في إقامة أنشطة مُستَلهمة من روح قاهرة نجيب محفوظ، التي كتب عنها كثيراً من أعماله، وكذلك إقامة الأنشطة والفعاليات المتخصّصة لفنون الطفل، لخدمة أهالي القاهرة التاريخية بالأزهر والحسين. وأيضاً وجّهت لتخصيص قاعات للورش الفنية والندوات والعرض السينمائي.

ويتكوّن «متحف نجيب محفوظ» من طبقتين: الأولى تضمّ قاعات للندوات، بالإضافة إلى مكتبة سمع بصرية، ومكتبة عامة، ومكتبة تضمّ أهم البحوث والدراسات عن أعماله. بينما تحتوي الطبقة الثانية على جناح للأوسمة والشهادات التي نالها، وبعض أغراضه الشخصية، مع مسودات وأوراق بخطّ يده، وقاعة المؤلّفات التي تضمّ جميع أعماله، إضافة إلى الأعمال المُترجمة من أدبه؛ إلى قاعة للسينما، وقاعات أخرى.

ومن أبرز الأعمال التي تركها أديب «نوبل» الراحل عام 2006، «ملحمة الحرافيش»، و«أولاد حارتنا»، و«زقاق المدق»، و«ميرامار»، و«بداية ونهاية»، والثلاثية («قصر الشوق» - «بين القصرين» - «السكرية»)، بينما تحوّل كثير من رواياته إلى أعمال سينمائية ودرامية لقيت نجاحاً كبيراً.


مقالات ذات صلة

«نشيد الحب» تجهيز شرقي ضخم يجمع 200 سنة من التاريخ

يوميات الشرق جزء من التجهيز يظهر مجموعة الرؤوس (جناح نهاد السعيد)

«نشيد الحب» تجهيز شرقي ضخم يجمع 200 سنة من التاريخ

لا شيء يمنع الفنان الموهوب ألفريد طرزي، وهو يركّب «النشيد» المُهدى إلى عائلته، من أن يستخدم ما يراه مناسباً، من تركة الأهل، ليشيّد لذكراهم هذا العمل الفني.

سوسن الأبطح (بيروت)
يوميات الشرق مشهد من جامع بيبرس الخياط الأثري في القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

بعد 5 قرون على إنشائه... تسجيل جامع بيبرس الخياط القاهري بقوائم الآثار الإسلامية

بعد مرور نحو 5 قرون على إنشائه، تحوَّل جامع بيبرس الخياط في القاهرة أثراً إسلامياً بموجب قرار وزاري أصدره وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي.

فتحية الدخاخني (القاهرة )
المشرق العربي الضربات الجوية الإسرائيلية لامست آثار قلعة بعلبك تسببت في تهديم أحد حيطانها الخارجية وفي الصورة المعبد الروماني
(إ.ب.أ)

«اليونيسكو» تحذر إسرائيل من استهداف آثار لبنان

أثمرت الجهود اللبنانية والتعبئة الدولية في دفع منظمة اليونيسكو إلى تحذير إسرائيل من تهديد الآثار اللبنانية.

ميشال أبونجم (باريس)
يوميات الشرق هضبة الأهرامات في الجيزة (هيئة تنشيط السياحة المصرية)

غضب مصري متصاعد بسبب فيديو «التكسير» بهرم خوفو

نفي رسمي للمساس بأحجار الهرم الأثرية، عقب تداول مقطع فيديو ظهر خلاله أحد العمال يبدو كأنه يقوم بتكسير أجزاء من أحجار الهرم الأكبر «خوفو».

محمد عجم (القاهرة )
المشرق العربي الضربات الجوية الإسرائيلية لامست آثار قلعة بعلبك تسببت في تهديم أحد حيطانها الخارجية وفي الصورة المعبد الروماني
(إ.ب.أ)

اجتماع طارئ في «اليونيسكو» لحماية آثار لبنان من هجمات إسرائيل

اجتماع طارئ في «اليونيسكو» للنظر في توفير الحماية للآثار اللبنانية المهددة بسبب الهجمات الإسرائيلية.

ميشال أبونجم (باريس)

تعزيزاً للتواصل مع المقيمين... العاصمة السعودية تحتضن «أيام بنغلاديش»

فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
TT

تعزيزاً للتواصل مع المقيمين... العاصمة السعودية تحتضن «أيام بنغلاديش»

فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)

تقام «أيام بنغلاديش» في حديقة السويدي بالعاصمة السعودية الرياض، والتي انطلقت لياليها، الثلاثاء، ضمن مبادرة تعزيز التواصل مع المقيمين التي أطلقتها وزارة الإعلام السعودية، بالشراكة مع الهيئة العامة للترفيه، تحت شعار «انسجام عالمي»، وتستمر حتى السبت، بهدف تعزيز التواصل الثقافي بين المجتمع السعودي والمقيمين، وإبراز التنوع الثقافي الغني الذي تحتضنه السعودية.

وتشهد الفعاليات عروضاً فنية متنوعة تقدمها الفرقة الشعبية، حيث تألق المشاركون بتقديم عروض موسيقية واستعراضية تمثل مختلف ألوان الفلكلور البنغالي، إلى جانب أغنيات مستوحاة من أعمال أبرز شعراء بنغلاديش.

عروض موسيقية واستعراضية تمثل مختلف ألوان الفلكلور البنغالي (الشرق الأوسط)

كما يضم الحدث منطقة مخصصة لعرض التراث البنغالي، حيث تُتيح للزوار فرصة استكشاف الجوانب الغنية للثقافة البنغالية عن قرب؛ إذ تشمل المنطقة معروضات للأزياء التقليدية المزينة بالزخارف اليدوية التي تعكس المهارة الحرفية والفنية المتميزة، حيث يتم عرض الساري البنغالي المصنوع من أقمشة الحرير والقطن الفاخرة، إضافة إلى الملابس التقليدية للرجال مثل البنجابي والدوتي، كما تعرض الإكسسوارات اليدوية التي تشتهر بها بنغلاديش، بما في ذلك المجوهرات التقليدية المصنوعة من المعادن والأحجار الكريمة، والحقائب والمطرزات التي تعكس ذوقاً فنياً عريقاً.

الفعاليات شملت استكشاف التراث البنغالي (الشرق الأوسط)

واشتملت الفعاليات على قسم مخصص للأطعمة من بنغلاديش؛ إذ يٌقدم للزوار فرصة تذوق أشهى الأطباق التقليدية التي تمثل المطبخ البنغالي المعروف بنكهاته الغنية وتوابله المميزة، وتشمل الأطباق المقدمة أكلات شهيرة مثل البرياني البنغالي، والداكا كاكوري كباب، وسمك الهيلشا المطهو بطرق تراثية، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من الحلويات التقليدية مثل الروشا غولا والميزان لادّو.

وتضيف هذه المنطقة بعداً مميزاً للفعالية، حيث لا تقتصر التجربة على الفنون والعروض، بل تمتد لتشمل استكشاف التراث البنغالي بشكل متكامل يعكس الحياة اليومية والعادات والتقاليد، مما يجعلها تجربة غنية تُثري التفاعل الثقافي بين الزوار.

معروضات للأزياء التقليدية (الشرق الأوسط)

وحظيت الفعاليات منذ انطلاقها بإقبال واسع من الزوار الذين عبروا عن إعجابهم بجمال الفلكلور البنغالي وتنوع العروض الفنية المقدمة، كما أبدى العديد من الحاضرين تقديرهم لهذه المبادرات التي تسهم في تعزيز التفاهم والتفاعل بين الثقافات.

وأكّد المسؤولون أن هذه المبادرة تأتي جزءاً من سلسلة برامج ثقافية تهدف إلى تعزيز المشهد الثقافي في المملكة، بما يتماشى مع «رؤية السعودية 2030» التي تدعم التنوع والانفتاح الثقافي.