«الكنافة البلدي» ملكة على موائد المصريين الرمضانية

تعود إلى الواجهة رغم انتشار وصفات جديدة بالفاكهة والشوكولاته

«الكنافة البلدي» تحتاج إلى مهارة خاصة (الشرق الأوسط)
«الكنافة البلدي» تحتاج إلى مهارة خاصة (الشرق الأوسط)
TT
20

«الكنافة البلدي» ملكة على موائد المصريين الرمضانية

«الكنافة البلدي» تحتاج إلى مهارة خاصة (الشرق الأوسط)
«الكنافة البلدي» تحتاج إلى مهارة خاصة (الشرق الأوسط)

خلال السنوات الأخيرة، انتشرت وصفات جديدة لصنع الكنافة، أزاحت بالتدريج «الكنافة البلدي» التي كانت بمنزلة طقس رمضاني مصري بامتياز، لكنّ الأخيرة استعادت مكانتها على موائد المصريين الرمضانية، خصوصاً في المناطق الشعبية.

استعادة «الكنافة البلدي» مكانتها تعود إلى الارتفاع المهول لأسعار الكنافة بوصفاتها الجديدة في المحلّات، فعادت ربّات البيوت إلى الطريقة القديمة في صناعتها بالمنازل، فضلاً عن أفران الطوب التي تنتشر في الشوارع من أجل تجهيزها لتقديمها مع طعام الإفطار، وسط أجواء محببة للأطفال والكبار.

وفي منطقة المنيب، ثمة أكثر من فرن لصناعة «الكنافة البلدي» التي تحظى برواج كبير، خصوصاً بين كبار السنّ.

«المحبّة انتقلت إليهم ممن سبقوهم»، وفق الفرّان محمود سلامة، الذي يقول لـ«الشرق الأوسط»: «نحرص كل عام مع بداية الشهر الكريم على بناء الفرن، فنستأجر الأدوات حين لا نملك ثمن شرائها. سعر الصينية الآن يتجاوز الـ15 ألف جنيه (الدولار يعادل 47.39 جنيه)، أما (البوتاغاز) وغيره من لزوم الصناعة فمتوافرة، وقد استدعينا قبل بدء رمضان أحد الأقارب وبنينا الفرن بساعات».

يتناوب سلامة مع ابنه للعمل على الفرن، ويَعدّ «صناعة الكنافة متعة كبيرة تحتاج إلى مهارة». ويوضح: «لا بدّ من التدريب لئلا تنقطع الخيوط فوق الصينية. والكوز نفسه (وعاء رش الكنافة) له طريقة للإمساك به، ولا بدّ أن يقف الصنايعي بطريقة معيّنة أمام الفرن للسيطرة على محيط الصينية كلّه».

عملية تجهيز السائل (العجينة)، لا بدّ أن تراعي بعض الشروط، وفق سلامة، الذي يقول إنه يَعدّ السائل بنفسه في حلّة كبيرة، ويقلبه بالمياه باستخدام ملعقة الطحين الفاخر. وفي الأثناء ينثر بعض الملح ويراقب سطح السائل، وحين يبدأ في الاصفرار، تكون العجينة جاهزة للرشّ، مع ضبط درجة إحماء النار أسفل الصينية.

بدوره، يعمل علي عبد الحليم موظَّفاً مقابل راتب في صناعة الكنافة منذ أكثر من 40 عاماً، بمنطقة فيصل، وقد سبقه أبوه وجدُّه في هذه الصنعة. يرى أنّ «الكنافة البلدي لها زبائن ينتظرون أمام الفرن، ليأخذ كل منهم ما تحتاج إليه أسرته، بسعر الكيلو 50 جنيهاً، وهو مناسب لسكان الأحياء الشعبية».

«الكنافة البلدي» تحظى بطلب معتَبر في رمضان (الشرق الأوسط)
«الكنافة البلدي» تحظى بطلب معتَبر في رمضان (الشرق الأوسط)

ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «أسعدُ جداً حين يحيط بي الأطفال ويتابعونني أثناء عملية الرش»، لافتاً إلى أنّ «زبائن الكنافة البلدي لا يقتصرون على كبار السنّ فقط، فثمة كثير من الشباب والأطفال يشترونها، وهي بالطبع تأخذ وقتاً أطول من الكنافة الآلية، لكنها لا تزال موجودة وتحظى بطلب من كثيرين، لِما تحمل من روائح وعبق وطقوس مصر».

تُصدّق أمل عبد العزيز، وهي ربّة منزل أربعينية، على كلام عبد الحليم، وتؤكد لـ«الشرق الأوسط» أنها ووالدتها لا يشتريان إلا «الكنافة البلدي»، مضيفة: «طعمها بالسكر والليمون والسمن البلدي مختلف تماماً. ربما ندفع سعراً مرتفعاً، لكنه يناسب الحالة العامة للأسواق».

وساهم ارتفاع أسعار الكنافة الجنوني، وفق مستشارة التراث الثقافي غير المادي بوزارة الثقافة المصرية، الدكتورة نهلة إمام، في عودة «الكنافة البلدي» إلى الصدارة. توضح لـ«الشرق الأوسط» أنّ «وصول ثمن طبق الكنافة إلى 700 جنيه، والحلاوة الشرقية إلى 1750 جنيهاً، جعل المصريات يبحثن في دفتر العادات القديم لمعرفة كيف كانت الجدّات يصنعنها في البيت، باستخدام الكوز والصينية الموجودة في المطبخ، مما أدّى إلى تصدُّر الكنافة البلدي مجدّداً، بعدما انسحبت وتركت الساحة لغيرها».

أحد العمّال أثناء رشّ الكنافة (الشرق الأوسط)
أحد العمّال أثناء رشّ الكنافة (الشرق الأوسط)

وتتأسّف على «غياب إحصاءات تتعلّق باستهلاك المصريين للحلوى»، مشيرة إلى أنّ «البحوث التي أُجريت على الاستهلاكات كيفية، وليست كمية».

وتذكر أنه «كان من المتوقَّع أن يقلّ الإقبال على صناعة الكنافة والقطايف بسبب ارتفاع الأسعار وندرة السكر، لكن الناس سعت إلى خدمة نفسها بنفسها، وصنعتها في المنازل تصدّياً للغلاء وللمحافظة على الطقوس والعادات بحدود الإمكانات».

وتُحلّل إمام ارتباط المصريين بتناول الحلوى في رمضان، خصوصاً الكنافة والقطايف، بقولها إنّ «العلاقة بالأعياد الدينية، وإعطاءها الصبغة الاحتفالية، بدأت مع الفاطميين. فكان عصر ازدهار انطلقت منه فكرة ارتباط الدين بالطقوس المبهجة. ومن الثابت، وفق ما كتبه المقريزي أنّ مصر عرفت الاحتفال بالحلوى في عصر الفاطميين والمماليك، ويُقال إنهم وجدوا شجرة مصنوعة منها وعليها طيور مثل شجرة عيد الميلاد المعروفة حالياً».


مقالات ذات صلة

جوان خضر: لا تجوز المنافسة ضمن المسلسل الواحد

يوميات الشرق أتقن جوان رَسْم ملامح «فجر» وقدَّم مشهديات صامتة (مشهد من «تحت سابع أرض»)

جوان خضر: لا تجوز المنافسة ضمن المسلسل الواحد

أتقن الممثل السوري جوان خضر رَسْم ملامح «فجر» في مسلسل «تحت سابع أرض» الرمضاني وقدَّم مشهديات صامتة أغنت الحوار. نطق بعينيه. شخصية مُركَّبة حملت أكثر من تفسير.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق في فيلم «نهاد الشامي» تُجسّد جوليا قصّار شخصية الحماة المتسلّطة (إنستغرام)

جوليا قصّار لـ«الشرق الأوسط»: الكيمياء بين ممثل وآخر منبعُها سخاء العطاء

ترى جوليا قصّار أنّ مشاركة باقة من الممثلين في المسلسل أغنت القصّة، ونجحت نادين جابر في إعطاء كل شخصية خطّاً يميّزها عن غيرها، مما ضاعف حماسة فريق العمل.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق حسن عسيري خلال استضافته المطرب إيهاب توفيق (الشرق الأوسط)

حسن عسيري يستحضر حسَّه الكوميدي في برنامجه «بروود كاست»

في حواره مع «الشرق الأوسط» تحدّث الفنان والمنتج السعودي حسن عسيري عن كواليس برنامجه «بروود كاست».

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق انتهت مسلسلات رمضان وبقيت تتراتها عالقة في الأذهان

انتهت مسلسلات رمضان وبقيت تتراتها عالقة في الأذهان

من مصر إلى لبنان وسوريا مروراً بالخليج، جولة على أكثر أغاني المسلسلات جماهيريةً واستماعاً.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق العمل أهلٌ بتصنيفه بين الأفضل (البوستر الرسمي)

«بالدم»... مخاطرةٌ رابحة مع ملاحظات ضرورية

العمل لم ينل التنويه لمجرّد عواطف وطنية، فذلك مُعرَّض لأنْ تفضحه ثغر ويدحضه افتعال. أهليته للإشادة به مردُّها أنه أقنع بكثير من أحداثه، ومنح شخصيات قدرة تأثير.

فاطمة عبد الله (بيروت)

«SRMG للحلول الإعلامية» تبرم شراكة استراتيجية مع «بنسكي ميديا»

تتيح الشراكة التعاون مع ناشري «PMC» البارزين لإنشاء محتوى إبداعي وحملات مخصصة (SRMG)
تتيح الشراكة التعاون مع ناشري «PMC» البارزين لإنشاء محتوى إبداعي وحملات مخصصة (SRMG)
TT
20

«SRMG للحلول الإعلامية» تبرم شراكة استراتيجية مع «بنسكي ميديا»

تتيح الشراكة التعاون مع ناشري «PMC» البارزين لإنشاء محتوى إبداعي وحملات مخصصة (SRMG)
تتيح الشراكة التعاون مع ناشري «PMC» البارزين لإنشاء محتوى إبداعي وحملات مخصصة (SRMG)

أعلنت شركة «SRMG للحلول الإعلامية» (SMS) عن إبرامها شراكة استراتيجية مع «بنسكي ميديا» (PMC)، تهدف إلى تعزيز حضور المعلنين في المنطقة على نطاق عالمي عبر الاستفادة من محفظة PMC التي تضمّ مجموعة علامات تجارية عالمية رائدة.

وسيستفيد المعلنون في السعودية ودول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من حملات إعلانية برمجية تُنفَّذ عبر صيغ متعددة تشمل الفيديو، واللافتات الإعلانية التقليدية، وتقنيات تجزئة الجمهور المُتقدّمة.

وتستهدف الشراكة قطاعات رئيسية مثل السياحة، والجهات الحكومية، والاستثمار، والمشاريع الكبرى. كما تتيح التعاون مع ناشري «PMC» البارزين لإنشاء محتوى إبداعي وحملات مخصصة، بعد الحصول على موافقة تحريرية.

وتُمكّن المعلنين أيضاً من الوصول إلى أسواق عالمية حيوية، بما في ذلك دول آسيا والاقتصادات في أوروبا والولايات المتحدة، حيث يمكنهم إطلاق حملاتهم مع أكثر من 40 علامة تجارية شهيرة، مثل: «فارايتي»، و«رولينغ ستون»، و«بيلبورد»، و«هوليوود ريبورتر»، وغيرها.

تُمكّن الشراكة المعلنين من الوصول إلى أسواق عالمية حيوية (SRMG)
تُمكّن الشراكة المعلنين من الوصول إلى أسواق عالمية حيوية (SRMG)

وستمنح هذه الشراكة المعلنين إمكانية الوصول إلى أكثر من 412 مليون مستخدم نشط شهرياً، و150 مليون متابع على منصات التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى 6 مليارات مشاهدة فيديو سنوياً، مما يُعزز فاعلية الحملات الإعلانية عالمياً.

وتعتمد «SMS» الشركة الإعلامية الرائدة على البيانات والتقنيات الحديثة لبناء استراتيجيات إعلانية مدعومة بالتحليلات الدقيقة. وتستغل البيانات الحصرية وتقنيات الذكاء الاصطناعي في تجزئة الجمهور، لتصميم حملات مُخصصة تعزز النموّ والعائد على الاستثمار.

وبصفتها الشريك الإعلاني الحصري لمحفظة المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام «SRMG»، تُدير «SMS» علاماتٍ بارزة مثل «الشرق الأوسط»، و«الشرق للأخبار»، و«أخبار 24»، مع وصولٍ عالمي يتجاوز 170 مليون مستخدم، كما تسعى بفضل وصولها الواسع والتزامها بمعايير التميز، إلى إحداث تحول جذري في قطاع الإعلام والإعلان بالمنطقة والعالم.

في حين تمتلك «بنسكي ميديا» مجموعة علامات مؤثرة مثل «فارايتي» و«رولينغ ستون»، وتتميز بمحتوى عالي الجودة في مجالات الترفيه والثقافة والفن والموضة والفخامة. كما تنظم فعاليات مرموقة مثل «مهرجان ساوث باي ساوث ويست» (SXSW) و«جوائز غولدن غلوب».

من جانبه، قال زياد موسى، المدير التنفيذي لـ«SMS»، إن هذه الشراكة «تُعزز قدراتنا في تقديم حلول إعلانية متطورة للعملاء. وتتماشى هذه الخطوة مع رؤيتنا الرامية إلى توفير وصول غير مسبوق إلى المنصات العالمية الرائدة».

وأوضح ممثل عن «بنسكي ميديا»، أن «التعاون مع (SMS) يُعزز قدرتنا على تقديم فرص إعلانية مبتكرة وعالية الجودة للمعلنين العالميين، مدعومةً بمحتوى مؤثر وحلول تقنية متقدمة».