زلزالان في غضون 24 ساعة يثيران مخاوف في مصر

هزة أرضية شمال مرسى مطروح وأخرى جنوب القاهرة

بنايات على نيل القاهرة (الشرق الأوسط)
بنايات على نيل القاهرة (الشرق الأوسط)
TT

زلزالان في غضون 24 ساعة يثيران مخاوف في مصر

بنايات على نيل القاهرة (الشرق الأوسط)
بنايات على نيل القاهرة (الشرق الأوسط)

أثار وقوع زلزالين في غضون 24 ساعة بمصر مخاوف بشأن تكرار الهزات الأرضية خلال الأيام المقبلة، حيث ضرب زلزال بقوة 5.7 درجة على مقياس ريختر شمال مرسى مطروح، الجمعة، في أعقاب هزة أرضية شعر بها بعض السكان، الخميس، في منطقة المعصرة بحلوان جنوب العاصمة القاهرة. ووقع الزلزالان عقب تحذير خبراء الأرصاد الجوية بمصر، من تقلبات في حالة الطقس، تزامناً مع فصل الربيع الذي يتسم بذلك، كما عادت الأمطار إلى التساقط، فجر الجمعة، على بعض المناطق بمصر.

وأفاد المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية في مصر، بأن محطات الشبكة القومية لرصد الزلازل والتابعة للمعهد سجلت، الجمعة، في الساعة الـ9 و12 دقيقة و47 ثانية صباحاً بالتوقيت المحلي لمدينة القاهرة، هزة أرضية بقوة 5.7 درجة على مقياس ريختر. وأضاف المعهد في بيان نشرته وسائل إعلام مصرية، أن «الهزة وقعت على بُعد 855 كيلومتراً شمال مرسى مطروح، وتقع جنوب اليونان».

وقال القائم بأعمال رئيس المعهد، الدكتور طه رابح، إنه ورد للمعهد ما يفيد بالشعور بالهزة، ولم يحدث أي خسائر في الأرواح أو الممتلكات، مشيراً إلى أن الهزة وقعت على خط عرض 37.40 درجة شمالاً وخط طول 21.50 درجة شرقاً وعلى عمق 25 كم.

وكان سكان في منطقة المعصرة قد شعروا بهزة أرضية خفيفة، الخميس، وبحسب ما أوردت وسائل إعلام محلية، فقد أفاد بعض السكان بـ«وقوع الهزة»؛ لكن المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، نفى تسجيل الشبكة القومية للزلازل، أي هزة أرضية، الخميس، وأوضح المعهد في بيان له أن «سكان المعصرة قد يشعرون بهزات أرضية بسيطة نتيجة وجود مصانع في هذه المنطقة».

وأثارت الهزتان مخاوف بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، من تعرض البلاد لزلازل أخرى خلال الأيام المقبلة، خاصة في ظل تحذير خبراء الأرصاد الجوية، مساء الخميس والجمعة، من تقلبات في حالة الطقس بالتزامن مع هطول أمطار غزيرة على عدة مناطق فجر الجمعة.

وقال حساب باسم «حمدي» على «فيسبوك»: «أمطار بالليل وزلزال الصبح، ربنا يستر خلال الأيام المقبلة»، فيما عبر حساب باسم «يمنى» على «فيسبوك» عن المخاوف المقبلة، بالقول «أمطار ورعد وبرق وزلزال، الناس خايفة تخرج من بيوتها». وذكر حساب باسم «دودو» على «إكس»، الجمعة، «الحمد لله عدى الزلزال على خير». وأشار حساب باسم «وادي» على «إكس»، الجمعة، إلى «شعور سكان الإسكندرية، ومدن ليبية، بزلزال الجمعة في اليونان».

رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية الأسبق، أستاذ ديناميكا الأرض، الدكتور صلاح محمود، قال إن مخاوف المصريين مشروعة وتأتي في إطار ما يسمى «رهاب الزلازل»، وهو الخوف المفرط من الزلازل، وربما يكون ذلك بسبب ما حدث أخيراً من خسائر كبيرة نتيجة «زلزال المغرب»، ومن قبله زلزال تركيا.

منطقة «القوس الهيليني» تتعرض باستمرار لهزات أرضية (رويترز)

لكنه في المقابل، شدد على ضرورة «وضع الأمور في نصابها من دون تهويل أو تهوين»، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أن «الهزة الأرضية التي سُجلت، الجمعة، ليس لها تأثير على الأراضي المصرية، لأن مركزها بعيد للغاية عن مصر، وقريب من الأراضي اليونانية». وأضاف أن الهزة الأرضية الأخيرة في شمال مرسى مطروح تأتي ضمن سلسلة الهزات الطبيعية التي تشهدها منطقة «القوس الهيليني»، التي تمتد من غرب تركيا مروراً بقبرص واليونان حتى نهاية إيطاليا، وتمتد غرباً حتى الجزائر والمغرب.

رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية الأسبق، أوضح في السياق، أن هناك العديد من الصدوع الجيولوجية النشطة في هذه المنطقة، التي تُعد خطوط ضعف في قشرة الأرض، ما يجعلها أكثر عرضة للزلازل، كما أن تلك المنطقة تقع أيضاً على حدود الصفيحتين الأفريقية والأوراسية، ويتصادم بعضهما ببعض بشكل مستمر، وهذا التصادم يمكن أن يؤدي لحدوث زلازل نتيجة لحركة الصفيحتين. ونوه بأن هذه المنطقة المعروفة بحزام زلازل البحر المتوسط يمكن أن تتعرض باستمرار لزلازل متوسطة، لكن تأثيرها يظل محدوداً للغاية على الأراضي المصرية، ولا يتعدى إحساس المواطنين بهزة أرضية بسيطة.


مقالات ذات صلة

إيران ترسل إشارات جديدة لتعزيز مسار «استكشاف» العلاقات مع مصر

شمال افريقيا وزير الخارجية الإيراني يزور مساجد «آل البيت» في القاهرة (حساب وزير الخارجية الإيراني على «إكس»)

إيران ترسل إشارات جديدة لتعزيز مسار «استكشاف» العلاقات مع مصر

أرسلت إيران إشارات جديدة تستهدف تعزيز مسار «العلاقات الاستكشافية» مع مصر، بعدما أجرى وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، جولة داخل مساجد «آل البيت» في القاهرة.

أحمد إمبابي (القاهرة)
يوميات الشرق الفنانة المصرية رانيا يوسف (فيسبوك)

اعترافات الفنانات خلال مقابلات إعلامية... جدل متجدد يُثير تفاعلاً

بعض التصريحات التي تدلي بها الفنانات المصريات لا تتوقف عن تجديد الجدل حولهن، وإثارة التفاعل عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيما يتعلق بتفاصيل حياتهن الشخصية.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق تمثال موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب في معهد الموسيقى العربية بالقاهرة (الشرق الأوسط)

حفل لإحياء تراث «موسيقار الأجيال» محمد عبد الوهاب بالأوبرا المصرية

في إطار استعادة تراث كبار الموسيقيين، وضمن سلسلة «وهّابيات» التي أطلقتها دار الأوبرا المصرية، يقام حفل لاستعادة تراث «موسيقار الأجيال» محمد عبد الوهاب.

محمد الكفراوي (القاهرة )
شمال افريقيا صورة جماعية لقادة قمة «الدول الثماني النامية» داخل القصر بـ«العاصمة الإدارية» (الرئاسة المصرية)

مصر: «العاصمة الإدارية» تنفي بناء قصر الرئاسة الجديد على نفقة الدولة

أكد رئيس مجلس إدارة شركة «العاصمة الإدارية الجديدة» أن «خزانة الدولة لم تتحمل أي أعباء مالية عند بناء القصر الجديد».

أحمد عدلي (القاهرة )
شمال افريقيا الرئيس السيسي في لقاء سابق مع الرئيس الأميركي جو بايدن وأنتوني بلينكن (أ.ف.ب)

صفقة سلاح أميركية جديدة لمصر تعزز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين

أعلنت الحكومة الأميركية أنها وافقت على بيع معدات عسكرية لمصر تفوق قيمتها خمسة مليارات دولار.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

ماكرون يدعو إلى «إلقاء السلاح ووقف إطلاق النار» في السودان

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أديس أبابا (رويترز)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أديس أبابا (رويترز)
TT

ماكرون يدعو إلى «إلقاء السلاح ووقف إطلاق النار» في السودان

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أديس أبابا (رويترز)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أديس أبابا (رويترز)

دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، السبت، طرفي النزاع في السودان إلى «إلقاء السلاح» بعد عام ونصف العام من الحرب التي تعصف بالبلاد، عادّاً أن المسار الوحيد الممكن هو «وقف إطلاق النار والتفاوض».

وقال ماكرون خلال جولة في القرن الأفريقي، عقب اجتماع مع رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد: «ندعو طرفي النزاع إلى إلقاء السلاح، وكل الجهات الفاعلة الإقليمية التي يمكنها أن تلعب دوراً إلى القيام بذلك بطريقة إيجابية، لصالح الشعب الذي عانى كثيراً».

وأضاف وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «العملية الوحيدة الممكنة في السودان هي وقف إطلاق النار والتفاوض، وأن يستعيد المجتمع المدني الذي كان مثيراً للإعجاب خلال الثورة، مكانته» في إشارة إلى التحرك الشعبي الذي أطاح بالرئيس السابق عمر البشير عام 2019، وأثار تفاؤلاً كبيراً.

ومنذ أبريل (نيسان) 2023 اندلعت حرب بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، و«قوات الدعم السريع» بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو؛ وأدى القتال إلى مقتل عشرات الآلاف، ونزوح أكثر من 11 مليون شخص.

ويواجه نحو 26 مليون شخص انعداماً حاداً في الأمن الغذائي، وفقاً للأمم المتحدة التي دقت ناقوس الخطر مجدداً، الخميس، بشأن الوضع في البلاد التي قد تواجه أخطر أزمة غذائية في التاريخ المعاصر.

وهناك حاجة إلى مساعدات بقيمة 4.2 مليار دولار لتلبية حاجات السودانيين عام 2025، بحسب إيديم ووسورنو، رئيسة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.