قلق في اليابان بعد تسجيل حالتي وفاة قد تكونان مرتبطتين بمكملات غذائية

مصنع لشركة كوباياشي للأدوية في أوساكا باليابان في 26 مارس 2024 (أ.ب)
مصنع لشركة كوباياشي للأدوية في أوساكا باليابان في 26 مارس 2024 (أ.ب)
TT

قلق في اليابان بعد تسجيل حالتي وفاة قد تكونان مرتبطتين بمكملات غذائية

مصنع لشركة كوباياشي للأدوية في أوساكا باليابان في 26 مارس 2024 (أ.ب)
مصنع لشركة كوباياشي للأدوية في أوساكا باليابان في 26 مارس 2024 (أ.ب)

سادت حالة من القلق في اليابان، اليوم (الأربعاء)، بعد وفاة شخصين وتسجيل أكثر من مائة حالة استشفاء يُحتمل أن تكون مرتبطة بتناول مكمّل غذائي يُفترض أنّه يحارب الكولسترول، فيما أطلقت السلطات الصحية في البلاد تحقيقاً بهذه الحادثة.

وأكّدت شركة «كوباياشي فارماسوتكل» المعنية، في حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، الأربعاء، أنّها على علم بتسجيل حالتي وفاة قد تكونان ناجمتين عن تناول مكملاتها الغذائية التي تُباع من دون وصفة طبية.

وكانت الشركة التي تتخذ مقراً لها في أوساكا أعلنت الجمعة الفائت، أنها سحبت ثلاث مجموعات من المكملات الغذائية التي تحتوي على نوع من الأرز المخمر بالخميرة يسمى «بيني كوجي» أو أرز الخميرة الحمراء، يُفترض أنه يخفّض نسبة الكولسترول في الدم.

وكان الأطباء حذروا من المخاطر المزعومة لهذا المكوّن، وخصوصاً في مقال نشر عام 2019 في مجلة «بريتيش ميديكال جورنال» العلمية، وأشاروا إلى احتمال تلف الكبد إزاء تناول مكملات غذائية تحتوي على أرز الخميرة الحمراء.

وأكّدت «كوباياشي فارماسوتكل»، الثلاثاء، أنّها علمت بتسجيل 75 حالة استشفاء يُحتمل أن تكون مرتبطة بالمنتجات التي سحبتها من الأسواق بعدما أبلغ عدد من الزبائن عن معاناتهم مشكلات في الكلى.

وأفادت وسائل إعلام يابانية كثيرة بتسجيل 106 حالات استشفاء، لكن لا الشركة المصنعة ولا وزارة الصحة اليابانية أكّدتا هذا الرقم.

وأكدت «كوباياشي فارماسوتكل» عدم التوصل إلى أي استنتاجات بشأن احتمال وجود صلة سببية بين المكملات الغذائية وحالات الاستشفاء.

وأشارت إلى أنّها وفّرت أرز الخميرة الحمراء لشركتين في تايوان و50 شركة أخرى في اليابان، أعلن عدد كبير منها عن سحب منتجات مشتقة مختلفة، مثل مشروب الساكي الفوار وصلصة السلطة ومعجون فول الصويا المخمر «ميسو».

مادة سامة

وقال وزير الصحة الياباني كيزو تاكيمي، في تصريح صحافي الثلاثاء، إنّ وزارته طلبت من «كوباياشي فارماسوتكل» أن تقدّم سريعاً معلومات إضافية.

وأضاف أن وزارة الصحة «طلبت أيضاً من السلطات المحلية في مختلف أنحاء البلاد جمع معلومات عن الأضرار الصحية المُسجلة»، مقدّماً تعازيه لأهالي الضحايا.

وأشار إلى أنّ السلطات ستراجع الشركة وسيُعقد اجتماع حكومي هذا الأسبوع لتناول المسألة.

والأربعاء، انخفضت أسهم «كوباياشي فارماسوتكل» بنحو 4 في المائة في بورصة طوكيو قرابة الساعة 01.50 بتوقيت غرينتش.

وكانت المجموعة قد أوضحت الثلاثاء أنّ أول حالة وفاة هي لشخص كان يشتري بشكل منتظم لثلاث سنوات تقريباً أحد المنتجات التي سُحبت من الأسواق.

وأضافت: «نحقق حالياً في هذا الرابط وفيما حدث»، مقدّمة «خالص» اعتذارها.

وتابعت «كوباياشي فارماسوتكل» في بيان: «من المحتمل أن المواد الخام المستخدمة في تصنيع بيني كوجي تحتوي على مكونات لم تكن شركتنا تنوي تضمينها».

وذكرت أنّ التحاليل لم تكشف عن وجود السترينين، وهي مادة سامة قد تكون موجودة في أرز الخميرة الحمراء ويمكن أن تسبب مشكلات في الكلى.

وكانت في الماضي أثيرت مخاوف بشأن المنتجات المصنوعة من أرز الخميرة الحمراء التي تحتوي على مستويات عالية من مركب يسمى موناكولين ك.

وأقرّت المفوضية الأوروبية عام 2022 قانوناً يحدّ من استخدام الموناكولين في المكملات الغذائية المصنوعة من أرز الخميرة الحمراء بسبب «الآثار الضارة» التي سُجّلت لدى المرضى.


مقالات ذات صلة

قناع ذكي يراقب الصحة من خلال التنفُّس

صحتك يمكن للقناع تحليل المواد الكيميائية في التنفُّس فوراً (معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا)

قناع ذكي يراقب الصحة من خلال التنفُّس

طوّر باحثون في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا قناعاً ذكياً يُستخدم لمراقبة الحالة الصحية للأفراد، وتشخيص مجموعة من الأمراض بشكل فوري من خلال التنفُّس.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك يحاول العديد من كبار السن تجربة استراتيجيات لتجنب «الخرف» (رويترز)

نصف حالات «الخرف» يمكن الوقاية منها أو تأخيرها... كيف؟

أظهر مسح شمل 1563 شخصاً بالغاً أن ثلاثة أرباع البالغين الذين تبلغ أعمارهم 40 عاماً أو أكثر يشعرون بالقلق بشأن تدهور صحة أدمغتهم في المستقبل.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك هناك تزايد مستمر في الأمراض التي تسببها لدغات البعوض (رويترز)

تتسبب في أمراض «قاتلة»... كيف تحمي نفسك من لدغات البعوض؟

رصدت الولايات المتحدة تزايداً مستمراً في الأمراض التي تسببها لدغات البعوض. ومؤخراً، توفي أحد سكان نيوهامشير الأميركية بسبب مرض نادر، ولكنه خطير ينقله البعوض.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك شخص يعاني من جدرة القردة والذي يعد البثور والطفح الجلدي أحد أعراضه (أ.ب)

ما أضرار فقع البثور الجلدية؟

يمكن أن يكون لفقع البثور تأثير ضار على صحة البشرة، حيث يتسبب ذلك في تلف الجلد، ما قد يؤدى إلى إصابته بكثير من المشاكل.

«الشرق الأوسط» (لندن)
تكنولوجيا كيسي هاريل رجل يبلغ من العمر 45 عاماً يعاني من التصلب الجانبي الضموري (UC Davis Health)

تحويل الأفكار إلى كلام... بارقة أمل لمرضى التصلب الجانبي الضموري

تعتمد التقنية على تحويل الإشارات العصبية في الدماغ إلى نصوص منطوقة ما يمكّن المرضى من «التحدث» بأفكارهم بدقة تصل إلى 97.5 في المائة.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)

ما تأثير الملح على معدتك؟ وكيف تخفف أضراره؟

إضافة الملح لطبق من البطاطس المقلية
إضافة الملح لطبق من البطاطس المقلية
TT

ما تأثير الملح على معدتك؟ وكيف تخفف أضراره؟

إضافة الملح لطبق من البطاطس المقلية
إضافة الملح لطبق من البطاطس المقلية

كان الملح جزءاً أساسياً من الحضارة لآلاف السنين، وأثبت أنه ذو قيمة كبيرة بصفته مادة حافظة للأغذية، واستُخدم سابقاً عملةً في التجارة، لكن الآن، يُسبب لنا ضرراً لأننا، وفق موقع «ذا تلغراف»، نتناول منه نحو 8.4 غرام في اليوم، وهو أكثر من الحد الأقصى المسموح به، الذي يعادل ملعقة صغيرة واحدة (أي نحو 6 غرامات).

يسهم هذا الاستهلاك المرتفع في ارتفاع ضغط الدم، الذي يصيب واحداً من بين كل 3 أشخاص، ويزيد احتمال الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية، واكتشف العلماء الآن أنه يعرض سلامتنا للخطر من خلال اضطراب الأمعاء.

تقول الطبيبة، إميلي ليمينغ، عالمة الميكروبيوم (الميكروبات) واختصاصية التغذية، إن استهلاك كمية كبيرة من الملح تحدث خللاً في توازن الميكروبات في الأمعاء.

تشير إحدى الدراسات التي نُشرت في مجلة «نيتشر»، وشملت 12 مشاركاً تناولوا كبسولة يومية تحتوي على 6 غرامات من الملح إلى جانب نظامهم الغذائي المعتاد، ما رفع استهلاكهم اليومي من الملح إلى نحو 14 غراماً، إلى أن الميكروبات المفيدة «اللاكتوباسيلس» كانت قد اختفت.

عبوة ملح على طاولة الطعام (غيتي)

وتوضح إميلي ليمينغ: «هذا يعني أن بكتيريا الأمعاء أصبحت أقل قدرة على صنع جزيئات خاصة تُعرف باسم الأحماض الدهنية ذات السلسلة القصيرة التي تُساعد على خفض الالتهابات، واسترخاء الأوعية الدموية، ما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم».

وتشير الأبحاث أيضاً، وفقاً لموقع «ذا تلغراف»، إلى أن استهلاك كمية أكبر من الملح يؤدي لاختلال الشهية لأنه يتدخل في إطلاق هرمون «ببتيد شبيه بالغلوكاكون- 1» (GLP-1) وهو هرمون تنتجه الأمعاء بعد تناول الطعام لإطلاق الشعور بالشبع.

وتضيف ليمينغ: «هذه النتائج ترجح أن الأنظمة الغذائية الغنية بالملح قد تجعلنا أكثر جوعاً».

وتابعت: «هناك ارتباط مقلق بالسرطان أيضاً، فنحو 4 حالات من بين كل 10 حالات من سرطان المعدة تسببها العدوى ببكتيريا (الهليكوباكتر بيلوري). واستهلاك كميات زائدة من الملح يمكن أن يتلف طبقة المعدة، ما يجعلها أكثر عرضة لهذه العدوى».

ومع ذلك، هذا لا يعني أنه يجب التخلي تماماً عن الملح في نظامنا الغذائي.

إضافة الملح لطبق من البطاطس المقلية

تقول ليمينغ: «الملح مهم لأنه يساعد عضلاتنا على العمل بشكل صحيح، ويتيح للأعصاب إرسال الإشارات، ويحافظ على توازن الماء والمعادن في أجسامنا».

ومع ذلك، تقدر أن الجسم يحتاج فقط إلى ربع ملعقة صغيرة (نحو 1.25 غرام) يومياً، والتي يحصل عليها معظم الأشخاص من نظامهم الغذائي دون وضع عبوة ملح على مائدة الطعام، حتى لو كانوا يتجنبون عموماً الأطعمة المعالجة.

كيفية تقليل استهلاك الملح

تقول إميلي ليمينغ: «أول خطوة هي استخدام كمية أقل من الملح أثناء الطهي، أو على طاولة العشاء وتعويض الطعم بإضافة الأعشاب والتوابل».

وينقل «ذا تلغراف» عن أبحاث، أن استخدام القرفة أو الثوم يساعد في خفض ضغط الدم، في حين يمكن للفلفل الحار والزنجبيل والروزماري أن تساعد في إدارة مستويات السكر في الدم. أو استخدام الملح قليل الصوديوم، الذي يُشبه مذاقه الملح العادي، لكن يحتوي على جزء بسيط من الصوديوم، وهو أحد العناصر الكيميائية التي ترفع ضغط الدم.

استخدام بديل الملح عند الطهي ارتبط بانخفاض خطر الوفاة المبكرة لأي سبب (رويترز)

ويضيف: «مع ذلك، فإن هذه التغييرات ستقلل استهلاكك إلى حد معين فقط؛ إذ يتم تضمين نحو ثلاثة أرباع كمية الملح التي نستهلكها في نظامنا الغذائي مسبقاً في الأطعمة التي نشتريها. فيحتوي الكاتشب على نحو 0.3 غرام لكل جرعة، والبيتزا ما بين 2-4 غرامات، والخبز نحو 0.4 غرام لكل شريحة، والشوربة نحو 2.2 غرام لكل طبق».

وتقترح الطبيبة إميلي ليمينغ «النظر إلى المكتوب على ظهر عبوة المنتج، واختيار المنتجات ذات الكميات الأقل ملحاً». وكذلك توصي بأن يكون «نصف طبق وجبتي الغداء والعشاء من الخضراوات وتناول الفواكه مرتين يومياً على الأقل».

بائع يعرض العنب للبيع (إ.ب.أ)

وتشير إميلي ليمينغ إلى أن «بعض الأبحاث الحديثة سلطت الضوء على أن النسبة بين الصوديوم والبوتاسيوم قد تكون أكثر أهمية للصحة، من قياس مستويات الصوديوم وحدها». والبوتاسيوم، الذي يوجد في الموز والفطر والأفوكادو، يساعد في إزالة الملح من مجرى الدم.

وتختتم: «لذلك، فإن الأطعمة المخمرة لا تزال خياراً صحياً، رغم احتوائها على كميات عالية من الملح، لأنها غنية بالبوتاسيوم والألياف، إضافة إلى مواد نباتية ثانوية مفيدة أخرى».