كارولينا هيريرا تبعث رسالة حب بخلاصات شرقية

عطرها الجديد «ترو عود» وُلد من ذكرياتها في أسواق السعودية وطقوس البخور الحميمة

كاورلينا أدريانا هيريرا في إحدى رحلاتها إلى منطقة الشرق الأوسط (كارولينا هيريرا)
كاورلينا أدريانا هيريرا في إحدى رحلاتها إلى منطقة الشرق الأوسط (كارولينا هيريرا)
TT
20

كارولينا هيريرا تبعث رسالة حب بخلاصات شرقية

كاورلينا أدريانا هيريرا في إحدى رحلاتها إلى منطقة الشرق الأوسط (كارولينا هيريرا)
كاورلينا أدريانا هيريرا في إحدى رحلاتها إلى منطقة الشرق الأوسط (كارولينا هيريرا)

قبل أن تُؤجِج المجموعات الرمضانية الاهتمام بمنطقة الشرق الأوسط في شهر رمضان الفضيل وتجعل صناع الموضة يتنافسون على طرح أزياء وإكسسوارات خاصة وحصرية، كانت العطور أول ما جذبهم إلى المنطقة. العود تحديداً أثار فضولهم وقريحتهم على حد سواء.

عندما وصلت رائحته إليهم منذ أكثر من عقد من الزمن، لم يستسيغوها. كانت نفاذة وقوية مقارنة بما تعودوا عليه من عطور بخلاصات الورد والفواكه. لكنه فرض نفسه عليهم بقوته. فأهمية سوق الشرق الأوسط وما تُحققه لهم من أرباح في مجال العطور تحديداً لا تُقدر بثمن.

لم تنجح محاولاتهم الأولى في التعامل معه، إلا أن «التكرار يُعلم الشطار» كما يقال. مع الوقت تطورت العلاقة بينهم. كانت وصفتهم الناجحة مزجه بخلاصات أخرى جعلته مقبولاً على المستويين العربي والعالمي. لكن كما تقول كارولينا أدريانا هيريرا، ابنة مؤسسة دار الأزياء الشهيرة، والمديرة الإبداعية لقسم الجمال والعطور في الدار، العملية لم تقتصر على إتقان فنون مزجه بمكونات وخلاصات مترفة، بل كان عليهم أن يفهموا ثقافته ويفكوا الرموز التي تجعله جزءاً من تاريخ وثقافة تدخل في صميم الروتين اليومي للعائلات الشرقية. وهذا ما قامت به.

أدركت بحسها أنها لكي تنال رضا سوق الشرق الأوسط فعليها أن تنغمس في كل تقاليده (كارولينا هيريرا)
أدركت بحسها أنها لكي تنال رضا سوق الشرق الأوسط فعليها أن تنغمس في كل تقاليده (كارولينا هيريرا)

كانت ذكية. أدركت بحسها أنها لكي تنال رضا سوق الشرق الأوسط، فعليها أن تنغمس في تقاليده وتتعمّق في طقوسه. قامت برحلات كثيرة إلى الخليج العربي برفقة والدتها، وخلال هذه الرحلات اكتشفت كما تقول «الدور الجوهري الذي تلعبه العطور في الثقافة العربية». تتذكر كيف زارت الأسواق التقليدية واندمجت في العالم الفريد للعطور والزيوت قبل أن تطلق في 2017 مجموعة «الكنوز الشرقية» وهي عبارة عن أربعة عطور مستوحاة من أجواء الشرق: عطر غولد إينسينس، وبلاتينيوم ليذر، وبرونز تونكا، وغولد مير أبسولوت. أضافت إليها هذا العام عطر ترو عود. عطر ليس ككل العطور. يعانق الشرق بدفء ويلتحم به. تقول إنها استوحته «من أحدث تجاربي في الشرق الأوسط، ومما صادفته من روائح مميزة وما تعلمته عن طقوس الاحتفالات المحلية والمناسبات العائلية، التي لا تكتمل من دون بخور أو رشات من عطر العود».

العملية لم تقتصر على إتقان فنون مزجه بل أيضاً على ضرورة فهمه بوصفه جزءاً من ثقافة تدخل في صميم الروتين اليومي للعائلات الشرقية (كارولينا هيريرا)
العملية لم تقتصر على إتقان فنون مزجه بل أيضاً على ضرورة فهمه بوصفه جزءاً من ثقافة تدخل في صميم الروتين اليومي للعائلات الشرقية (كارولينا هيريرا)

وتتابع: «قبل زياراتي، سمعت كثيراً عن العادات العربية، ولما حضرت لمستها بنفسي، مثل تعطير أثاث المنزل قبل استقبال الضيوف تعبيراً عن مكانته في نفوس أهل البيت، وضرورة أن تبقى المبخرة مشتعلة في منتصف الطاولة بين الحضور. مشاهدة هذه الطقوس شخصياً جعلتني أدرك أن الدور الذي تلعبه العطور يتعدى حسن الضيافة، وأن الموضوع يرتبط بالهوية والتقاليد المتوارثة». فمع بدء التبخير، تنطلق عادة جلسات ما بعد الظهيرة مصحوبة بالتمر وأكواب الشاي والقهوة ودخان العود وهو يتبخر ببطء ليصبح جزءاً لا يتجزأ من الأجواء والحكايات المرويّة.

مع بدء التبخير تنطلق الجلسات مصحوبةً بالتمر وأكواب الشاي والقهوة ودخان العود وهو يتبخر ببطء (كارولينا هيريرا)
مع بدء التبخير تنطلق الجلسات مصحوبةً بالتمر وأكواب الشاي والقهوة ودخان العود وهو يتبخر ببطء (كارولينا هيريرا)

تقول إن من بين ما شدّها في هذه الجلسات كيف «أن الكل وبدلاً من التقاط صور لتسجيل اللحظة كما نفعل في الغرب، يفضّل تذكّرها بشكل إنساني معطر برائحة العود».

لم يكن الحصول على العود عملية سهلة كما تقول، فمن بين مائة شجرة عود، لا ينتج إلا عددٌ قليل منها الراتنج العطري الذي يحتاج إلى ما يصل إلى خمسين عاماً ليتكوّن طبيعياً. ولهذا السبب يُشبَّه زيته العطري بالذهب السائل. تتذكر كارولينا هيريرا أنها انبهرت كيف يفرق حتى الإنسان العادي بين العود الجيد وغير العادي. منهم تعلمت فحص جودة العود باستخدام كأس ماء «لم تطفُ قطع العود في المياه، ما يدل على جودتها العالية».

اختزلت في العطر الجديد طقوس الاحتفالات المحلية والمناسبات العائلية التي لا تكتمل من دون بخور أوعود (كارولينا هيريرا)
اختزلت في العطر الجديد طقوس الاحتفالات المحلية والمناسبات العائلية التي لا تكتمل من دون بخور أوعود (كارولينا هيريرا)

من هذا الوعي والتجارب الشخصية وُلد «ترو عود» العطر الخامس في مجموعة الكنوز الشرقية. أوكلت مهمة إبداعه للعطار جوردي فيرنانديز الذي قضى أكثر من 20 عاماً في دراسة تقاليد الشرق الأوسط، ويملك قاعدة واسعة من المعلومات عن المنطقة وتقاليد سكانها. كانت تعليماتها له واضحة: أن يأتي مناسباً للرجال والنساء، وأن يرتكز على العود الطبيعي، ويبتعد عن الكليشيهات التجارية حتى يبقى مخلصاً لهويته. وهكذا تجنّب فيرنانديز المكونات المستمدة من التوابل أو بعض الحيوانات، وركّز على باقة من الأزهار، مثل الباتشولي والياسمين المصري، بينما جعل قاعدتها نفحات خشبية مترفة. كان مهماً بالنسبة له أيضاً أن يستورد العود من تايلاند، لما يتميز به من كثافة وعمق، إضافة إلى أنه حاصل على ترخيص من معاهدة التجارة العالمية لأصناف الحيوان والنبات البري المهدد بالانقراض.

من بين مائة شجرة عود لا ينتج إلا عددٌ قليل منها الراتنج العطري الذي يحتاج إلى ما يصل إلى خمسين عاماً ليتكوّن طبيعياً (كارولينا هيريرا)
من بين مائة شجرة عود لا ينتج إلا عددٌ قليل منها الراتنج العطري الذي يحتاج إلى ما يصل إلى خمسين عاماً ليتكوّن طبيعياً (كارولينا هيريرا)

يشرح جوردي فيرنانديز عملية ابتكاره والخطوات التي أخذها بعين الاعتبار قائلاً: «هذا العطر خاصة صُمم لكي يرتبط على نحو وثيق بالذكريات والأوقات الممتعة مع العائلة والأصدقاء في المنطقة العربية، لهذا كان مهماً أن يأتي برائحة أقوى من الزيت العطري. كما حرصنا فيه على استخدام عود يمكن إنتاجه بطريقة مستدامة، كي نضمن ألا يفقد العطر كثافته ونقاوته مع الزمن».

تتكون قاعدة العطر من زيت خشب الصندل وخلاصات الباتشولي مع لمسات من خشب الأكيجالا والمسك والعنبر. بينما يغلب على القاعدة الوسطى نفحات من العود يخفف من قوته زهر الياسمين المصري. أما النفحات العليا، فيعود الفضل في انتعاشها إلى زهر الأوسمانثوس الصيني الذي تشبه رائحته رائحة المشمش ونفحات من الزيتون بنغمات الزعفران والفريزيا.


مقالات ذات صلة

حدائق «ديور» الساحرة تستقبل الزوار في منزل طفولة المُصمّم الشهير

يوميات الشرق الورد جعله عطاراً (موقع متحف ديور)

حدائق «ديور» الساحرة تستقبل الزوار في منزل طفولة المُصمّم الشهير

من الأزياء الراقية إلى الإكسسوارات التي رأت النور عام 1947 وعطر «مِسْ ديور»، إلى أحدث الإبداعات التالية، يتجلّى موضوع الحدائق ويحضُر في جميع مجموعات الدار.

«الشرق الأوسط» (باريس)
لمسات الموضة رغم توالي كثير من المصممين على «ديور» بعد وفاة مؤسسها فإنهم احترموا مبادئه وأفكاره (هيئة الترفيه)

معرض «كريستيان ديور... مصمم الأحلام» يحط الرحال في السعودية لأول مرة

يواصل معرض «كريستيان ديور: مُصمم الأحلام (Christian Dior: Designer of Dreams)»، الذي افتُتح في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي في المتحف الوطني السعودي بمدينة…

«الشرق الأوسط» (الرياض)
لمسات الموضة عطر خاص بالكلاب يحمل اسم «فافيه» (دولتشي آند غابانا)

«دولتشي آند غابانا» تطلق عطراً للكلاب

أطلقت «دولتشي آند غابانا» عطراً خاصاً بالكلاب يحمل اسم «فافيه».

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق يشارك المصور العالمي فلاديمير أنطاكي زوار المعرض جولته في أزقة الرياض (هيئة المتاحف)

«درب البخور» شريان اقتصادي وطريق عبور تاريخية في رحلة صناعة العطور

منذ العصور القديمة لعبت الجزيرة العربية أرض اللبان والعنبر والمر دوراً رئيسياً في تركيب العطور وقدم العالم العربي على اتساعه أنواعاً من الزهور لإثراء الوصفات.

عمر البدوي (الرياض)
لمسات الموضة تم الكشف عن هذه المجموعة بمناسبة افتتاح الدار لأول محل مجوهرات وساعات مستقل بنيويورك (شانيل)

عطر «شانيل نمبر 5» يصل إلى عالم المجوهرات الرفيعة

عطر عمره أكثر من قرن. تتوارثه الحفيدات عن الأمهات والجدات، وفي كل مرة ينجح في دغدغة الحواس بإحيائه ذكريات لأشخاص مروا بحياتنا أو أثروها.

«الشرق الأوسط» (لندن)

أميرة ويلز ودوقة ساسيكس تفرّقهما كل التفاصيل... حتى حب الموضة

اختلافات كثيرة وجرية تُفرِّق بين شخصيتَي كل من كاثرين ميدلتون وميغان ماركل وطموحاتهما
اختلافات كثيرة وجرية تُفرِّق بين شخصيتَي كل من كاثرين ميدلتون وميغان ماركل وطموحاتهما
TT
20

أميرة ويلز ودوقة ساسيكس تفرّقهما كل التفاصيل... حتى حب الموضة

اختلافات كثيرة وجرية تُفرِّق بين شخصيتَي كل من كاثرين ميدلتون وميغان ماركل وطموحاتهما
اختلافات كثيرة وجرية تُفرِّق بين شخصيتَي كل من كاثرين ميدلتون وميغان ماركل وطموحاتهما

تمضي السنوات، وتُثبت الأحداث أن الرابط الوحيد بينهما لا يتعدى انتماءهما إلى العائلة المالكة البريطانية عبر الزواج. كل التفاصيل الأخرى تُفرَقهما بما في ذلك طريقة تعاملهما مع الموضة.

الأولى هي أميرة ويلز، كاثرين ميدلتون، بريطانية من أسرة ميسورة، تتمتع برشاقة العارضات، تميل إلى لغة الهمس، ولا تنوي خضَّ المتعارف عليه. كما تشرَّبت من ثقافة بلادها أن كل ما هو شهي ودائم يُطبخ على نار هادئة. الثانية هي دوقة ساسيكس، ميغان ماركل، أميركية من أسرة مختلطة، تعكسها بشرة تجمع بين بياض والدها وسمار والدتها، تميل إلى لغة تصرخ بالجاه وكسر الثوابت لإثبات الذات.

لقطة أرشيفية تجمع أميرة ويلز كاثرين ودوقة ساسيكس ميغان ماركل قبل «ميغسيت»
لقطة أرشيفية تجمع أميرة ويلز كاثرين ودوقة ساسيكس ميغان ماركل قبل «ميغسيت»

الأولى تتعامل مع الأزياء والمجوهرات كلغة دبلوماسية بحكم مكانتها بوصفها ملكة مستقبلية، والثانية بعقلية «مؤثرة» ترى فيها وسيلة لتحقيق الربح والطموحات الذاتية. هذه على الأقل الرسالة التي وصلت للمشاهد بعد عرض برنامجها «بالحب مع ميغان» الذي بثته منصة «نتفليكس» في الرابع من شهر مارس (آذار) الماضي. استعرضت فيه حبَّها للموضة والثروة من خلال أزياء قدرت بنحو 130 ألف جنيه إسترليني ومجوهرات بقيمة 337 ألف جنيه إسترليني. المشكلة، وفق المنتقدين، أنها لم تأخذ بعين الاعتبار أنها لا تتناسب مع برنامج عن الطبخ. لم تشفع لديهم محاولاتها الدمج بين الرخيص والنفيس في بعض اللقطات.

في المقابل، حققت أميرة ويلز، كاثرين ميدلتون، المعادلة الصعبة بين الأناقة الراقية وعدم خلق أي جدل. ربما يفتقد أسلوبها للإثارة أو الجرأة، إلا أنها تنجح دائماً في إيصال رسائل هادفة. هذا الاختلاف نابع من شخصية رياضية بطبعها؛ فهي تفضل المشي وممارسة النشاطات التنافسية في الهواء الطلق على متابعة توجهات الموضة. في بداية ظهورها، لم تولِها اهتماماً سوى في المناسبات الرسمية، أو إذا استدعى الأمر تأدية واجب وطني لدعم صناعة الموضة البريطانية أو ما شابه، إلى حد أن عشاق الموضة تنمّروا عليها آنذاك.

كانت ميغان ماركل في بداياتها هي الغالبة في سباق الأناقة بجرأتها واختياراتها (أ.ف.ب)
كانت ميغان ماركل في بداياتها هي الغالبة في سباق الأناقة بجرأتها واختياراتها (أ.ف.ب)

في عام 2017، تغيّر المشهد تماماً بعد دخول ميغان ماركل على الخط بزواجها من الأمير هاري. فجأة، اشتدّت المقارنات بينهما، وصبّت كلها في صالح السمراء القادمة من أميركا. كانت في أول ظهورها بمثابة نسمة صيف منعشة بجرأتها، مقارنةً بالإطلالات الكلاسيكية والمتحفّظة التي اعتادتها نساء الأسرة المالكة عموماً، وكاثرين ميدلتون تحديداً. توسم صنّاع الموضة خيراً فيها.

خلال زيارة لجامعة «نوتينغهام ترانت» لدعم الصحة العقلية والنفسية للطلاب (رويترز)
خلال زيارة لجامعة «نوتينغهام ترانت» لدعم الصحة العقلية والنفسية للطلاب (رويترز)

لكن ذلك العام شكّل أيضاً نقطة تحوّل واضحة في إطلالات كاثرين؛ لأنها دخلت فيه سباق الأناقة وهي متسلّحة بروحها الرياضية. بين ليلة وضحاها، أصبحت ندّاً لا يُستهان به. لم تنس أنها، أولاً وأخيراً، ملكة بريطانيا المستقبلية، وأن ما يناسب غيرها من صراعات موسمية لا يناسب مكانتها بالضرورة. ركّزت على رسم صورة كلاسيكية تعكس روح العصر، ببقائها قريبة من شريحة واسعة من بنات الشعب، ومن دون الخروج عن بروتوكول العائلة المالكة، القائم على عدم استفزاز الذوق العام أو استعراض الجاه. أما في المناسبات الرسمية التي تمثل فيها التاج البريطاني، فالأمر مختلف تماماً؛ تظهر دائماً بأبهى صورة، باعتمادها أزياء بتوقيع مصمّمين مشهود لهم بالموهبة والابتكار، وغالباً ما تُفصَّل خصيصاً على مقاسها من دون الإعلان عن أسعارها.

لكل مقام مقال

باتت أميرة ويلز تُتقن لعبة الغالي والرخيص فمرة تظهر بتايور من «ألكسندر ماكوين» ومرات من «زارا»
باتت أميرة ويلز تُتقن لعبة الغالي والرخيص فمرة تظهر بتايور من «ألكسندر ماكوين» ومرات من «زارا»

باتت أميرة ويلز تُتقن لعبة الغالي والرخيص. فمرة تظهر بتايور من «ألكسندر ماكوين» ومرات من «زارا».

أما في المناسبات غير الرسمية فهي تحرص على اختيار قطع بسيطة من محلات شعبية مثل «زارا» و«إيل كي بنيت» و«ريس» وغيرها. ليس هذا فحسب، بل تعيد ارتداء نفس القطع في مناسبات متعددة. أحياناً تجددها بإضافة فيونكة على الياقة أو بتنسيقها مع قطعة من مصممها المفضل. مثلاً ظهرت في ثلاث مناسبات مختلفة بفستان متوسط الطول من «زارا» بمربعات صغيرة بالأبيض والأسود تشبه نقشة «البايزيلي». كانت قد ظهرت به أول مرة في 2020 وأعادته للصورة منذ أشهر قليلة خلال زيارة لدار رعاية أطفال.

هذا الذكاء في اختيار أزياء تراعي الزمان والمكان وراءه خبراء متخصصون يتابعون نبض الموضة والشارع على حد سواء، الأمر الذي جنَّبها ما تتعرض له ميغان ماركل من انتقادات بسبب اختياراتها الشخصية واندفاعها لفرض أسلوبها.

تظهر ميغان في البرنامج بكامل أناقتها وهو ما رآه البعض مبالغاً فيه واستعراضاً للجاه (نتفليكس)
تظهر ميغان في البرنامج بكامل أناقتها وهو ما رآه البعض مبالغاً فيه واستعراضاً للجاه (نتفليكس)

المشكلة في إطلالات ميغان ماركل أنها رغم أناقتها العالية وأسعارها الباهظة، لا تراعي خصوصية المكان والزمان. وليس أدل على ذلك من الميزانية التي تطلّبتها أزياؤها ومجوهراتها في برنامجها «بالحب، مع ميغان»، وكذلك الأسعار المرتفعة للمنتجات المعروضة على موقع التسوق الإلكتروني الذي أطلقته مؤخراً تحت اسم As Ever. هذه الأسعار، مقرونةً برغبتها الواضحة في الانتماء إلى نادٍ نخبوي، تجعلها تبدو منفصلة عن الواقع، خصوصاً أن أغلب متابعاتها من ذوات الإمكانيات المحدودة أو المتوسطة في أفضل الأحوال.

على العكس منها، تنجح كاثرين في احتضان فئات متنوعة من المجتمع، حيث تتنقل بين الرسمي وغير الرسمي، وبين الراقي والبسيط كفراشة. في كليهما تُجيد تقديم نموذج يُحتذى به في خيارات الموضة المستدامة. ليس فقط لأنها تُكرِّر القطع نفسها أكثر من مرة، وتدعم مصممين يرفعون شعار الاستدامة؛ بل لأنها لم تتردد في حفل جوائز إيرث شوت في عام 2022 أن تعتمد فستاناً مستعملاً، أي من «البالة» في خطوة غير مسبوقة من قبل. بقدر ما كانت هذه الخطوة صادمة، كانت أيضاً رسالة قوية استقبلتها أوساط الموضة البريطانية تحديداً بالتهليل، بحكم أنهم يسعون لترسيخ مكانة لندن بوصفها عاصمة عالمية للموضة المستدامة منذ فترة غير قصيرة.

ظهرت كاثرين ميدلتون بهذا الفستان من «زارا» 3 مرات منذ عام 2020 إلى اليوم (أ.ف.ب)
ظهرت كاثرين ميدلتون بهذا الفستان من «زارا» 3 مرات منذ عام 2020 إلى اليوم (أ.ف.ب)

بهذا الأسلوب والحرص على قراءة تغيرات العصر، كسبت لحد الآن الكثير من القلوب، بما في ذلك قلب حميها الملك تشارلز الثالث، الذي يقال إنه لا يبخل عليها بشيء، ويوفر لها ميزانية لا يستهان بها. السبب أنها إلى جانب مكانتها في السلم الملكي، أكدت له أنها مثله «حريصة» ولا تبالغ. هذه المعاملة الخاصة لم تحظ بها «سلفتها» ميغان، الأمر الذي أثار حفيظة الأمير هاري وأشار إليه في إحدى المقابلات قائلاً إن والده رفض تمويل زوجته. وحسب مزاعم البعض، فإن رد الملك بعد إلحاح الابن كان أنه ليس «بنكاً» مفتوحاً.