«نقطة انتهى»: المسلسل العالق في عنق زجاجة

اللفّ والدوران سيّدا الموقف قبل الانتقال إلى الجولة الثانية

«نقطة انتهى» يؤخّر فلش أوراقه الرابحة (مواقع التواصل)
«نقطة انتهى» يؤخّر فلش أوراقه الرابحة (مواقع التواصل)
TT

«نقطة انتهى»: المسلسل العالق في عنق زجاجة

«نقطة انتهى» يؤخّر فلش أوراقه الرابحة (مواقع التواصل)
«نقطة انتهى» يؤخّر فلش أوراقه الرابحة (مواقع التواصل)

تحرَّك بعض الشيء مسلسل «نقطة انتهى» المتقدِّم بخطوات بطيئة. تطلّب الأمر نحو نصف الحلقات ليُعلن أنه يحمل مفاجآت تجرّ الأحداث شبه الراكدة. كان الظنّ أنّ «فارس» (عابد فهد) هو مَن يُخفي أسراره عن زوجته «كرمى» (ندى أبو فرحات)، ليتبيّن العكس. الأسرار الشخصية أخرجت المسلسل (كتابة فادي حسين، إخراج محمد عبد العزيز، وإنتاج «الصبّاح أخوان») من دوّامة الجريمة وتداعياتها.

عابد فهد وندى أبو فرحات يتحرّران من الثنائية (لقطة من المسلسل)

لدى القصة ما تقوله، ولوهلة بدت واثقة من نفسها. مرور الحلقات أظهر فراغات أمكن ملؤها لو اختُصر عددها من 30 إلى 15. الدوران حول جرائم القتل، بهذا الشكل، مُستنزَف. قدَّم فهد في البداية انفعالات مُتقَنة، فرضت حَبْس النفس بانتظار كشف الخيوط. لكنّ الأمر تأخّر، ما وضعه أمام الوجه الواحد، والصوت الواحد، والشخصية التي تدور حول نفسها. بشَّر المسلسل بحَمْله السرّ المُرتَقب أن يقلب الطاولة. مرَّر ذلك مثل طُعم يُعلِّق المُشاهد في أحداث لم تحصل بعد. ما حدث حتى الآن، أصابه التطويل والإيقاع البطيء، كأنه عالق في عنق زجاجة. يدور حول جريمة يرتكبها «فارس» حين يقتل شقيق زوجته، ولا يزال اللفّ والدوران سيّدَي الموقف قبل الانتقال إلى الجولة الثانية.

عالم العصابة يُحرّك المسلسل ويصنع مزاجه العام. يُكلَّف خالد السيد بدور «الشرير» نفسه طوال الوقت. يشكّل بشخصية «عزام»، مع عادل كرم بشخصية المحامي «سامي»، ميزان قوى. الضعيف حتى الآن هو «فارس» المُغمَّس بصورة الضحية، والمُشهِر عجزه الكامل. تُبيِّن الموسيقى التصويرية أنّ شيئاً كبيراً سيحدث في أي لحظة، ومن الواضح أنّ مَهمَّتها التسبُّب بخفقان القلب تحسُّباً لطارئ مُرتَقب. لكنّها أحياناً تأتي «مجانية»، ولا تحمل أي إعلان لتطوّرات. المعضلة ليست القصة نفسها، بل تطويلها وتشريعها على المَطّ. لا بأس بالطهي على نار هادئة، وهذا فنّ. لكنّ الحلقات تمرّ، مُعلنةً إرجاء اللحظة المُحرِّكة.

أداء عادل كرم متماسك ويُتقن التقلُّب بين المخطّطات (حسابه في «إنستغرام»)

تختار القصة موضوعاً مستفزّاً وتجعله مسرحاً للشرّ البشري: إنها وظيفة غسل الموتى وهي تتحوّل شمّاعة للتهريب والتجاوزات. حتى القبور لا تسلم من الطمع الإنساني وجشاعة تجّار المخالفات. الموضوع «صادم»، لكنّ «قوته» موجَّهة نحو توريط البطل. فلا تُكشَف خفايا قضية اجتماعية، ولا يوضع إصبع على جرح، بقدر ما يسعى المسلسل إلى مزيد من هذا التوريط. فتجرُّ الكذبة كذبة أكبر، مما يؤطّر عابد فهد بالانفعالات نفسها التي زادت على حدّها وانقلبت إلى ضدّها.

وسط هذا كلّه، ثمة رهان على أنس طيارة بشخصية «غزوان». صاحب ذاكرة نازفة وحبّ مستحيل، يقتل بدم بارد ويمارس الوحشية بهدوء. وحده من بين الشخوص، حتى الآن، له ماضٍ. تحدّره من اليُتم والعنف والرفض، رسم طريقه. ومَن يقتل مرة، يتلطَّخ إلى الأبد. وهذه الشخصية ملطّخة، يجيد طيارة وضعها على الحدّ الفاصل بين الإنسان والوحش. قتله امرأة بسنّ «أم فارس» (وفاء طربيه) وظرفها الصحّي، بدا أقرب إلى الخلل في صياغة الدور، وإقحاماً له في المبالغات.

أنس طيارة بشخصية مضطربة (حسابه في «فيسبوك»)

ورغم بشاعة استغلال القبور للغرض الرخيص، تبقى علاقة المسلسل بالموضوع «الصادم» على مسافة من إحداث الضجة الكبرى. تُصاب الرغبة بتتبُّع حركة «عزام» ومخطّطاته، بشيء من الفتور مع تقدّم الحلقات. خالد السيد ممثل جيّد، لكنّ زجّه في الدور الواحد مملّ.

ورَّط المخرجُ المسلسلَ بانطباع أنه يكرّر نفسه، حين أتى بابنه ليعيد مَشاهد سبق وقدّمها، وارتأى حياً مشابهاً لحيّ «النار بالنار» وسيرة «السوري - اللبناني» على الألسن. هنا، ظلم قصة تشاء التغريد في سرب آخر. أمكن العمل أن يحتلّ مكانة أعلى، لولا الارتباك والتأطير. بطله من الأسماء المُنتَظرة، أثبت تألقاً في الموسم الرمضاني الماضي. الحلقات الأولى صبَّت في مصلحته، حين وظَّف ملامحه وأدواته للإقناع بالشخصية المغلوب على أمرها. شيئاً فشيئاً، بدا أنّ الدور ينصب له فخاً، فيوقعه في شِباكه.

ندى أبو فرحات تعطي الدور ما يحتاج إليه (حسابها في «فيسبوك»)

تُدوزن ندى أبو فرحات انفعالاتها، وتعطي الدور ما يحتاج إليه. أداؤها مريح، رغم كل ما يجري. تغلُب عليها الطمأنينة أكثر مما توحي بالأزمة. الجيد في الأمر أنها وعابد فهد يشكّلان زوجة وزوجاً عاديَيْن، أكثر مما يؤلّفان «ثنائية درامية». حضورهما يخلو من «هَم» التحوُّل إلى مشهد. يأتي دور عادل كرم لتأكيد هذا «الانسلاخ» المتحكِّم بفكرة الثنائية. فهو أيضاً حبيب سابق لـ«كرمى»، وسرُّها متعلّق به. لذا، فهد ليس وحيداً في لعبة القلب، مما يحرّره من أن يوضع في إطار.

نافذة ضوء يختزلها حضور بياريت قطريب في المسلسل (حسابها في «إنستغرام»)

أداء كرم متماسك، ويُتقن دور التقلُّب بين المخطّطات. تاريخه متّسخ، وعلاقاته النسائية مشبوهة؛ بعضها يثير المتاعب مثل علاقته بزوجة أخيه «ليال» (رلى بحسون). إلحاحُها يُقابَل برفضه، وخلف الإلحاح والرفض قصص من الماضي. يُخرِج خيطهما الدرامي الأحداث من الزجاجة المغلقة، كالقصة الجانبية حول الحمل غير الشرعي لشقيقة «فارس» من شقيق «كرمى» المقتول. الفيديوهات والتسجيلات الصوتية تُبيّن شكلاً آخر للدناءة الإنسانية، مع الإبقاء على فَتْح نافذة ضوء يختزلها حضور بياريت قطريب بوصفها السند والصداقة واليد الممدودة.

المسلسل ليس ميؤوساً منه، قصته لم تنتهِ بعد. الوقت لعب ضدّه وأخَّر فلش الأوراق الرابحة.


مقالات ذات صلة

جوان خضر: لا تجوز المنافسة ضمن المسلسل الواحد

يوميات الشرق أتقن جوان رَسْم ملامح «فجر» وقدَّم مشهديات صامتة (مشهد من «تحت سابع أرض»)

جوان خضر: لا تجوز المنافسة ضمن المسلسل الواحد

أتقن الممثل السوري جوان خضر رَسْم ملامح «فجر» في مسلسل «تحت سابع أرض» الرمضاني وقدَّم مشهديات صامتة أغنت الحوار. نطق بعينيه. شخصية مُركَّبة حملت أكثر من تفسير.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق في فيلم «نهاد الشامي» تُجسّد جوليا قصّار شخصية الحماة المتسلّطة (إنستغرام)

جوليا قصّار لـ«الشرق الأوسط»: الكيمياء بين ممثل وآخر منبعُها سخاء العطاء

ترى جوليا قصّار أنّ مشاركة باقة من الممثلين في المسلسل أغنت القصّة، ونجحت نادين جابر في إعطاء كل شخصية خطّاً يميّزها عن غيرها، مما ضاعف حماسة فريق العمل.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق حسن عسيري خلال استضافته المطرب إيهاب توفيق (الشرق الأوسط)

حسن عسيري يستحضر حسَّه الكوميدي في برنامجه «بروود كاست»

في حواره مع «الشرق الأوسط» تحدّث الفنان والمنتج السعودي حسن عسيري عن كواليس برنامجه «بروود كاست».

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق انتهت مسلسلات رمضان وبقيت تتراتها عالقة في الأذهان

انتهت مسلسلات رمضان وبقيت تتراتها عالقة في الأذهان

من مصر إلى لبنان وسوريا مروراً بالخليج، جولة على أكثر أغاني المسلسلات جماهيريةً واستماعاً.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق العمل أهلٌ بتصنيفه بين الأفضل (البوستر الرسمي)

«بالدم»... مخاطرةٌ رابحة مع ملاحظات ضرورية

العمل لم ينل التنويه لمجرّد عواطف وطنية، فذلك مُعرَّض لأنْ تفضحه ثغر ويدحضه افتعال. أهليته للإشادة به مردُّها أنه أقنع بكثير من أحداثه، ومنح شخصيات قدرة تأثير.

فاطمة عبد الله (بيروت)

اكتشاف نوع جديد من النمل الأبيض يُشبه حوت موبي ديك

يتميز هذا النوع من النمل الأبيض برأسه الطويل وفكوك سفلية مخفية (رودولف شيفران - زوكيز)
يتميز هذا النوع من النمل الأبيض برأسه الطويل وفكوك سفلية مخفية (رودولف شيفران - زوكيز)
TT

اكتشاف نوع جديد من النمل الأبيض يُشبه حوت موبي ديك

يتميز هذا النوع من النمل الأبيض برأسه الطويل وفكوك سفلية مخفية (رودولف شيفران - زوكيز)
يتميز هذا النوع من النمل الأبيض برأسه الطويل وفكوك سفلية مخفية (رودولف شيفران - زوكيز)

في أعالي إحدى الغابات المطيرة في أميركا الجنوبية، أذهل نوع جديد من النمل الأبيض صغير الحجم فريقاً من العلماء الدوليين بملامحه التي تُشبه ملامح الحيتان.

ووفق الفريق البحثي الذي قاده عالم من جامعة فلوريدا الأميركية، يشبه هذا النوع الجديد من النمل الأبيض حوت العنبر الشهير في رواية هيرمان ملفيل الكلاسيكية «موبي ديك»، ومن هنا جاء اسمه: «كريبتوترمس موبيديكي».

وحسب الدراسة المنشورة في مجلة «زوكيز» (ZooKeys)، يتميّز هذا النوع برأس طويل وفكوك سفليّة مخفيّة.

وقال رودولف شيفران، أستاذ علم الحشرات في معهد جامعة فلوريدا لعلوم الأغذية والزراعة المتخصص في تصنيف الكائنات الحية: «هذا النمل الأبيض لا يشبه أي شيء رأيناه من قبل». وأضاف في بيان نُشر الجمعة: «كانت العيّنة مميزة إلى حدٍّ دفع فريق علماء الحشرات الدوليين إلى الاعتقاد بأنهم أمام جنس جديد تماماً».

كيف حصل هذا النوع على اسمه؟

قال شيفران: «يشبه المنظر الجانبي للبروز الأمامي ورأسه الممدود رأسَ حوت العنبر، وفي كلا الكائنين يحجب الرأس الفك السفلي».

وأوضح: «تقع عين الحوت وقرون استشعار النمل الأبيض في موقع متقارب وفق تكوين كل منهما. وبعد أن لاحظتُ هذا التشابه، رأى زملائي أن الاسم مناسب بشكل لافت».

يُضيف هذا الاكتشاف نوعاً جديداً إلى قائمة نمل «كريبتوترمس» في أميركا الجنوبية، ليصل عدد أنواع هذا النمل إلى 16 نوعاً. ويُظهر تحليل شجرة العائلة الجينية أن «كريبتوترمس موبيديكي» وثيق الصلة بأنواع أخرى في المناطق الاستوائية الجديدة، موجودة في كولومبيا، وترينيداد، وجمهورية الدومينيكان، مما يمنح العلماء دليلاً جديداً على القصة التطورية لهذا الجنس المنتشر عالمياً على مساحة واسعة من الأرض.

ووجد الباحثون المستعمرة المكتشفة داخل شجرة شبه ميتة، على ارتفاع نحو 8 أمتار من أرضية الغابة.

ووفق نتائج الدراسة، يُبرز تشريح هذا النوع الجديد وغير المعتاد مدى تنوّع تطوّر النمل الأبيض، والمفاجآت التي لا تزال تخبئها النظم البيئية الاستوائية.

وقال شيفران: «يُبرز اكتشاف هذا النوع الجديد والمميّز، العدد الهائل من الكائنات الحية التي لم تُكتشف بعد على كوكبنا».

ويُعدّ هذا الاكتشاف، بالنسبة للعلماء، انتصاراً للتنوّع البيولوجي؛ إذ يضيف كل نوع جديد إلى الفهم العلمي للحياة على الأرض، خصوصاً في مجموعة صغيرة نسبياً مثل النمل الأبيض، التي لا يتجاوز عدد أنواعها 3 آلاف نوع حول العالم.


محمد عبده يفتح خزائن الذاكرة على مسرح الرياض

محمد عبده يقدّم اختيارات لم يسمعها الجمهور منذ سنوات (روتانا)
محمد عبده يقدّم اختيارات لم يسمعها الجمهور منذ سنوات (روتانا)
TT

محمد عبده يفتح خزائن الذاكرة على مسرح الرياض

محمد عبده يقدّم اختيارات لم يسمعها الجمهور منذ سنوات (روتانا)
محمد عبده يقدّم اختيارات لم يسمعها الجمهور منذ سنوات (روتانا)

منح فنان العرب محمد عبده، الجمعة، شتاء العاصمة السعودية الرياض الدفء، في ليلة طربية ساحرة امتدَّت حتى ساعات الصباح الأولى من يوم السبت، وسط حضور جماهيري كبير من محبيه وعشّاقه من السعودية والعالم العربي.

واكتظَّ المسرح الذي يحمل اسمه في المجمع الترفيهي «بوليفارد سيتي» في حيّ حطين بالرياض بالحضور، في حين تابع آلاف المشاهدين الحفل عبر نقله المباشر على قنوات فضائية ومنصات رقمية.

وفي ثاني حفلاته بـ«موسم الرياض» 2025، وبجلسة شعبية طال انتظارها بعد أيام من التمارين والتحضيرات وساعات من الإبداع، التي تقدّمها الهيئة العامة للترفيه» في السعودية، وبإشراف مباشر من ‏رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه المستشار تركي آل الشيخ، وبتنظيم من «روتانا»، قدَّم محمد عبده لعشّاق الفن الأصيل أمسية استثنائية بعنوان «جلسة شعبيات فنان العرب»، استعرض فيها على العود عدداً من الاختيارات التي نالت إعجاب الحضور، وسط إشادات متواصلة بنوعية الأغنيات المُختارة نظير ندرة طرح عدد منها مسرحيّاً، أو استحضار بعضها بعد سنوات من المرة الأخيرة التي قدّمها.

محمد عبده يطلّ بسهرة مختلفة تُعيد جمهور الرياض إلى بداياته (روتانا)

وأضيفت هذه الأمسية إلى مسيرة محمد عبده العريقة الممتدة لأكثر من 5 عقود، مزج فيها بين الإحساس العالي وروعة الألحان والأداء المميّز الذي أسر قلوب الملايين، وسط حضور متناغم مع الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو هاني فرحات.

«أهلاً هلا بك يا دَوى كل علّه» مروراً بـ«يا حبيب الروح» التي يؤديها الفنان السعودي الكبير للمرة الأولى على المسرح، و«أوحشتنا يا حبيب» قبل «لي 3 أيام ما جاني خبر»، ثم «أنا وخلي كل دار وطنّا»، إلى «كنت مانيب ناوي أقرب الحب لله»، وغيرها من الخيارات النادرة والاستثنائية، عاش جمهور «فنان العرب» ليلة لا تُنسى في الرياض، وخلف الشاشات.

وامتدَّت الأمسية نحو 4 ساعات، استمرَّ خلالها الفنان في نثر إبداعاته وسط استمتاع الحضور، ثم تخلّلته استراحة امتدت نحو نصف ساعة، قبل أن يعاود عبده الوصلة الثانية من الخيارات الفنية الشعبية التي انتظرها الحضور الكبير، ويختمها بأداء الأغنية الوطنية الخالدة «فوق هام السحب» من كلمات الراحل الأمير بدر بن عبد المحسن وألحان «فنان العرب».

الفنان محمد عبده والمايسترو هاني فرحات في ختام الأمسية (روتانا)

وجاءت هذه الأمسية إثر الإقبال الكبير الذي شهده حفل «فنان العرب» ضمن «موسم الرياض» في 28 من الشهر الماضي، بعد نفاد التذاكر في وقت مبكر جداً من موعد الحفل، ليعلن رئيس «الهيئة العامة للترفيه» في السعودية، المستشار تركي آل الشيخ، عن تنظيم حفل جديد للفنان محمد عبده، الجمعة 5 ديسمبر (كانون الأول)، وذلك عبر حسابه الشخصي على منصة «إكس»، حيث نشر بوستر الحفل وعلّق: «عشانكم».

ويواصل الموسم الترفيهي الأضخم إقليمياً وعالمياً «موسم الرياض 2025»، الذي بات إحدى أهم المنصّات الفنية في العالم، تنظيم الحفلات الغنائية ضمن سلسلة من الفعاليات الموسيقية الكبرى.

ومن المقرّر أن يطلّ عبده مجدّداً على جمهوره، في 18 ديسمبر، على خشبة مسرح «صدى الوادي» في موسم الدرعية.


«البحر الأحمر السينمائي» يحتفي بأم كلثوم في الذكرى الـ50 لرحيلها

أم كلثوم في مشهد من فيلم «عايدة» (مهرجان البحر الأحمر)
أم كلثوم في مشهد من فيلم «عايدة» (مهرجان البحر الأحمر)
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يحتفي بأم كلثوم في الذكرى الـ50 لرحيلها

أم كلثوم في مشهد من فيلم «عايدة» (مهرجان البحر الأحمر)
أم كلثوم في مشهد من فيلم «عايدة» (مهرجان البحر الأحمر)

يواصل مهرجان «البحر الأحمر السينمائي» في دورته الـ5 ترميم أفلام مصرية قديمة وإعادتها إلى الحياة بنسخ جديدة صالحة للعرض وفق أحدث التقنيات. وفي إطار الاحتفال بمرور 50 عاماً على رحيل سيدة الغناء العربي، أم كلثوم، اختار المهرجان ترميم فيلمَين من بطولتها، هما «نشيد الأمل» (1937) و«عايدة» (1942)، وكلاهما من إخراج أحمد بدرخان.

وعرض المهرجان، الجمعة، فيلم «نشيد الأمل» في «متحف طارق عبد الحكيم» بالحديقة الثقافية في منطقة جدة التاريخية، في حين قُدّم فيلم «عايدة» في مدينة الثقافة، بعد ترميمهما ضمن اتفاقية بين المهرجان ومدينة الإنتاج الإعلامي في مصر، وبمشاركة قناة «إيه آر تي» المالكة لحقوق الفيلمَين.

وقدّمت مريم عبد الله، عضو لجنة اختيار الأفلام العربية في المهرجان، فيلم «عايدة»، مشيرة إلى أن «مهرجان البحر الأحمر دأب في كل دورة على ترميم أفلام مصرية عدّة لتُعرَض للمرة الأولى بنسخ مُرمَّمة بتقنية (4 k) عالية الجودة عبر الشاشة الكبيرة، وتزامناً مع الذكرى الـ50 لوفاة أم كلثوم التي شاركت في بطولة 6 أفلام، فإن اللجنة الفنية اختارت هذين الفيلمين تحديداً لهذه المناسبة».

من جهتها، رحّبت أسماء السراج، المديرة التجارية لقنوات «إيه آر تي»، بالحضور، موجّهة شكرها للمهرجان على اهتمامه بترميم الأفلام المصرية. في حين قالت المهندسة ندى حسام الدين، مسؤولة الترميم بمدينة الإنتاج الإعلامي، إن فيلم «عايدة» شكَّل «حالة خاصة»، موضحة أن عملية ترميمه كانت «ملحمة حقيقية»، إذ «لم يُرمَّم الفيلم فحسب، بل كان علينا أيضاً إنقاذ (النيغاتيف) من التحلل. هناك أجزاء ستبدو مختلفةً لأنها استُنقذت قبل أن تتحلَّل تماماً، كما بُذل جهد كبير في ترميم الصوت، كونه فيلماً غنائياً، وخضع لعملية ترميم رقمية دقيقة للحفاظ على قيمته التاريخية». وأشادت بدور المهرجان في حماية التراث السينمائي.

ملصق عرض الفيلمين المُرمَّمين لأم كلثوم بالمهرجان (مهرجان البحر الأحمر)

وجاء عرض «عايدة» العام الحالي متزامناً أيضاً مع مرور 83 عاماً على عرضه الأول في 28 ديسمبر (كانون الأول) عام 1942 في سينما «استوديو مصر» بالقاهرة، وهو من إنتاج الاستوديو نفسه. ويشارك في بطولته، إلى جانب أم كلثوم، كل من المطرب إبراهيم حمودة، وسليمان نجيب، وعباس فارس، وماري منيب، وعبد الوارث عسر الذي كتب السيناريو بمشاركة فتحي نشاطي وعباس يونس.

يقدّم الفيلم مزيجاً آسراً من الرومانسية والقضايا الاجتماعية والتألق الموسيقي، وتتمحور قصته حول «عايدة» الطالبة في مرحلة «البكالوريا» (أم كلثوم) التي تتمتع بموهبة غنائية منذ طفولتها. وبعد وفاة والدها المزارع البسيط، تدعوها أسرة الباشا الذي كان والدها يعمل لديه للإقامة في القصر كي لا تبقى وحيدة. تلتحق عايدة بمعهد الموسيقى الداخلي للبنات، فيتعلق بها سامي نجل الباشا الذي يهوى الموسيقى أيضاً رغم رفض والده، كما يرفض زواجه منها؛ بسبب الفوارق الطبقية. لكن موقفه يتغيَّر بعد حضوره عرضاً موسيقياً تقدمه عايدة، لينتصر الحب في النهاية على تلك الفوارق.

وكعادة الأفلام التي تعكس روح زمنها، يُظهِر الفيلم شوارع القاهرة الهادئة في أربعينات القرن الماضي، وموديلات السيارات، والتقاليد الاجتماعية، والأزياء الكلاسيكية، إضافة إلى أغنيات الحب التي جمعت أم كلثوم بإبراهيم حمودة، مع إبراز تطور شخصية أم كلثوم وأدائها الغنائي.

وشهد الفيلم حضوراً لافتاً من جمهور المهرجان والجمهور السعودي، رغم ازدحام جدول العروض بأفلام عالمية وعربية حديثة الإنتاج. ويُفسر أنطوان خليفة، مدير البرامج العربية وكلاسيكيات الأفلام في المهرجان، هذا الإقبال بقوله: «هذه أفلام لم تُعرَض سابقاً في صالات كبيرة، ولم يشاهدها أغلب الجمهور السعودي من قبل، كما أنها تُقدَّم بتقنيات حديثة». وأضاف في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن عرض الفيلمين «لن يقتصر على المهرجان، بل سيستمر خلال احتفاليات عدّة تقام على مدار العام في مدن سعودية مختلفة»، موضحاً أن «المهرجان لا يشتري حقوق عرض هذه الأفلام، بل يحصل من الجهات المالكة على موافقتها لعرضها في المهرجان والاحتفاليات».

ويؤكد خليفة أن المهرجان، منذ دورته الأولى، يولي اهتماماً خاصاً بترميم الأفلام المصرية، حيث بلغ عدد ما رُمِّم حتى اليوم 22 فيلماً على مدى 5 سنوات.

ملصق فيلم «نشيد الأمل» (مهرجان البحر الأحمر)

ويشير إلى أن اختيار الأفلام المُرمَّمة يرتبط غالباً بمناسبات محددة، موضحاً: «أفلام يوسف شاهين رُمِّمت جميعها في فرنسا، لكننا اكتشفنا أن فيلم (الاختيار) لم يُرمَّم، فقمنا بذلك. كما ارتبط الترميم بتكريم شخصيات مصرية مثل الفنانة منى زكي في الدورة الماضية، حيث طلبت عرض فيلم (شفيقة ومتولي)، فرمَّمناه، وكذلك فيلم (اضحك الصورة تطلع حلوة) في إطار تكريمها. أما فيلم (خلي بالك من زوزو)، فجرى ترميمه بمناسبة مرور 50 عاماً على إنتاجه. واخترنا العام الحالي فيلمَي (نشيد الأمل) و(عايدة) في ذكرى مرور نصف قرن على رحيل أم كلثوم».

ويقدم برنامج «كنوز البحر الأحمر» في دورته الـ5 عروضاً مميزة لعدد من كلاسيكيات السينما العالمية، بينها 3 أفلام قصيرة صامتة: «المهاجر» لشارلي شابلن، و«ليبرتي» للوريل وهاردي، و«أسبوع واحد» لباستر كيتون، مع عزف موسيقي حي يقدمه المؤلف البريطاني نيل براند المتخصص في الموسيقى التصويرية. كما يتضمَّن البرنامج عرض فيلم الإثارة «مسحور» لألفريد هيتشكوك، وفيلم «الأزرق الكبير» الملحمي للمخرج لوك بيسون.