بوتين يستهل ولايته الرئاسية الجديدة برسائل تحد إلى الغرب

الصين قد تكون أولى محطاته الخارجية بعد مراسم التنصيب

الرئيسان الصيني شي جينبينغ والروسي فلاديمير بوتين في بكين 18 أكتوبر 2023 (رويترز)
الرئيسان الصيني شي جينبينغ والروسي فلاديمير بوتين في بكين 18 أكتوبر 2023 (رويترز)
TT

بوتين يستهل ولايته الرئاسية الجديدة برسائل تحد إلى الغرب

الرئيسان الصيني شي جينبينغ والروسي فلاديمير بوتين في بكين 18 أكتوبر 2023 (رويترز)
الرئيسان الصيني شي جينبينغ والروسي فلاديمير بوتين في بكين 18 أكتوبر 2023 (رويترز)

تعمد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، توجيه رسائل قوية للغرب فور إعادة انتخابه لولاية رئاسية خامسة سوف تبقيه في الكرملين حتى عام 2030. ومع تلويحه بمخاطر انزلاق الوضع نحو مواجهة عالمية شاملة في حال واصل الغرب «استفزازاته» ضد روسيا، حدّد بوتين الملامح الأولى لتحركاته المقبلة، من خلال التأكيد على مواصلة التقدم في أوكرانيا وتوسيع خطط جيشه للسيطرة على مناطق جديدة، وكذلك العمل على تعزيز قدرات روسيا العسكرية في مواجهة تحركات «حلف شمال الأطلسي» (الناتو) قرب الحدود. تزامن ذلك مع بروز تشدد في لهجة الكرملين حيال ملف الحوار مع الغرب حول مسائل الأمن الاستراتيجي. وبدا في اليوم التالي مباشرة لإعلانه نصراً كبيراً في الانتخابات الرئاسية، أن الرئيس الروسي يسعى لتوجيه رسائل إضافية إلى خصومه الغربيين، عبر تسريب معطيات عن أنه ينوي القيام بأول زيارة خارجية بعد تنصيبه رئيساً للمرة الخامسة إلى الصين، الحليف الأساسي لبلاده في ملف إعادة بناء النظام الدولي، والسعي إلى تقويض ما تصفه موسكو وبكين بـ«هيمنة الغرب على القرار العالمي».

بوتين يلقي كلمة خلال تجمع للاحتفال بضم القرم في الساحة الحمراء بموسكو الاثنين (أ.ف.ب)

اللافت، أن الكرملين لم يعلن رسمياً عن الزيارة المرتقبة في مايو (أيار) المقبل، بل تم نقل الخبر عن وكالات غربية استندت إلى عدة مصادر متطابقة سربت هذه المعطيات.

ونقلت وكالة «رويترز» عن أربعة مصادر متطابقة أن الصين قد تصبح أول دولة يزورها بوتين بعد تنصيبه.

وأبلغت الوكالة برحلة بوتين المحتملة إلى الصين من قبل أحد المحاورين الذي رغب في عدم الكشف عن هويته. وفي وقت لاحق، أكدت أربعة مصادر أخرى لـ«رويترز» تفاصيل زيارة الرئيس الروسي. ووفقاً لأحد المصادر، سيصل بوتين إلى الصين في النصف الثاني من شهر مايو.

بينما أشار محاوران آخران إلى أن زيارة الزعيم الروسي ستتم قبل رحلة الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى فرنسا، والتي من المقرر أن تتم، وفقاً لصحيفة «بوليتيكو»، في أوائل شهر مايو.

ولم يؤكد الكرملين بشكل مباشر الاستعدادات لزيارة بوتين للصين، لكنه قال إنه «يجري الآن الإعداد لعدة زيارات رئاسية». علماً بأن مراسم تنصيب الرئيس قد تجري في الأسبوع الأول من مايو في إطار التحضير لاحتفالات عيد النصر على النازية التي توليها روسيا عادة أهمية كبرى، وتقام سنوياً في التاسع من مايو.

كان الناطق باسم الكرملين ديميتري بيسكوف قد قال للصحافيين: «نقوم بعدة اتصالات على أعلى مستوى، والاستعدادات جارية، ومع اقترابنا من وضع اللمسات الأخيرة على الزيارة سنبلغكم».

وأوضح أن الكرملين «قد حدّد البلد الذي سيقوم فيه بوتين بزيارة خارجية أولى بعد الانتخابات (...) وسنبلغ عن الزيارة في الوقت المناسب».

كان لافتاً أيضا أن بوتين تعمد التطرق إلى العلاقات مع الصين خلال خطاب النصر في الانتخابات، الذي ألقاه مباشرة بعد ظهور النتائج الأولية ليلة الاثنين. وذكر الرئيس الروسي في هذا الإطار أن بلاده تقف مع الصين بشكل كامل في وجه الاستفزازات التي تتعرض لها في ملف تايوان. وأشار إلى عمق التحالف والتعاون مع بكين.

يضع هذا المدخل الأساسي الذي تبني عليه موسكو التعاون مع الحليف الشرقي العملاق، وهو يقوم على المصلحة المتبادلة وتفهم كل طرف لمتطلبات الطرف الآخر الأمنية والعسكرية والسياسية. ومع أن بكين لم تعلن رسمياً دعمها للحرب الروسية في أوكرانيا، لكنها التزمت بما تصفه موسكو «الحياد الإيجابي» المفيد للكرملين، كما أنها ساعدت روسيا في إيجاد بدائل لمنتجات غربية قاطعت الأسواق الروسية، وسهلت عمليات الالتفاف على بعض من العقوبات الغربية.

الرئيس فلاديمير بوتين يتحدث خلال لقاء مع مسؤولي جهاز الأمن الفيدرالي الروسي في موسكو الثلاثاء (د.ب.أ)

ومع توجه الاقتصاد الروسي شرقاً، حصدت بكين حصة الأسد في زيادة التعاملات التجارية. وارتفع ميزان التبادل بنسب غير مسبوقة في عام 2023 ليزيد على مائتي مليار دولار.

سياسياً، تعد الصين الحليف الرئيسي لموسكو في تكتلات إقليمية قوية يعمل البلدان على تعزيز مكانتها الدولية، وتأثيرها على الصعيدين السياسي والاقتصادي، وعلى رأسها مجموعتا «شانغهاي»، و«بريكس».

لذلك فإن الزيارة المحتملة لبوتين تضع العلاقة الثنائية في إطار متسق مع خطوات البلدين السابقة، لكنها تؤسس في الوقت ذاته، لدفعة قوية جديدة في هذا الإطار تقوم على الرؤية الاستراتيجية لروسيا في منظومة العلاقات الدولية الجديدة، التي تحدث عنها بوتين أخيراً خلال رسالته أمام البرلمان.

في مقابل التحرك باتجاه بكين، بدا أن بوتين في مستهل ولايته الرئاسية الجديدة يبدي قدراً أكبر من الحزم في شأن شروط بلاده للحوار مع الغرب، وهذا ما ظهر من خلال تأكيد ربط الملفات الخلافية برزمة واحدة تقول موسكو إن أي مفاوضات مقبلة ينبغي أن تتناولها بشكل شامل. والحديث هنا لا يقتصر على الوضع حول أوكرانيا، بل ينسحب على ملفات نشر الأسلحة في أوروبا، وتوسيع الحضور المباشر لـ«الناتو» على مقربة من حدود روسيا، وغيرها من ملفات الأمن الاستراتيجي.

وفي هذا الإطار، أكد الناطق الرئاسي مجدداً «استعداد روسيا لإجراء مفاوضات بشأن مجموعة كاملة من المواضيع الأمنية، بما في ذلك قضايا نزع السلاح النووي، وعدم انتشار الأسلحة النووية».

احتفال في الساحة الحمراء بموسكو بمناسبة مرور 10 سنوات على ضم القرم الاثنين (رويترز)

جاء هذا الحديث تعليقاً على تصريح المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد، التي قالت إن واشنطن مستعدة لإجراء مفاوضات ثنائية مع موسكو وبكين بشأن الحد من الأسلحة من دون شروط مسبقة.

هذا التصريح وجد رداً سريعاً من موسكو ومن بكين أيضاً، وكان لافتاً أن الطرفين سارعا إلى التشكيك بجدية الطرح الأميركي. في تأكيد جديد على تعمد البلدين إظهار مستوى تنسيق التحركات السياسية الخارجية، خصوصاً في الملفات المتصلة بالعلاقة مع الغرب.


مقالات ذات صلة

«التهديد الروسي» يهيمن على انتخابات الرئاسة في ليتوانيا

أوروبا ناخبة تدلي بصوتها في الانتخابات الرئاسية بليتوانيا (أ.ف.ب)

«التهديد الروسي» يهيمن على انتخابات الرئاسة في ليتوانيا

يتوجه الناخبون في ليتوانيا إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الدورة الأولى لانتخابات رئاسية هيمنت على حملات المرشحين لها قضايا الدفاع.

«الشرق الأوسط» (فيلنيوس)
أوروبا الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش يرحب بالرئيس الصيني شي جينبينغ (رويترز)

ترحيب حافل بالرئيس الصيني في صربيا

أكد الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش مجدداً دعمه القوي لسيادة الصين على تايوان اليوم (الأربعاء) لدى ترحيبه الحار بالرئيس شي جينبينغ.

«الشرق الأوسط» (بلغراد)
أوروبا مدخل وزارة الخارجية الألمانية (د.ب.أ)

ألمانيا تستدعي سفيرها من موسكو بعد عمليات تجسس روسية

استدعت ألمانيا سفيرها لدى موسكو تعبيراً عن استيائها من تزايد عمليات التجسس الروسية على أراضيها.

راغدة بهنام (برلين)
أوروبا المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا (رويترز)

موسكو: تدريبات الناتو دليل على استعداده لصراع محتمل مع روسيا

قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، اليوم السبت، إن التدريبات التي يجريها الناتو قرب حدود روسيا دليل على أن الحلف يستعد لصراع محتمل معها.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم زيلينسكي وستولتنبرغ بمؤتمر صحافي مشترك في كييف اليوم (أ.ف.ب)

أمين عام «الناتو»: لم يفت الأوان بعد لتنتصر أوكرانيا في الحرب

عدَّ الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «ناتو» ينس ستولتنبرغ اليوم الاثنين أنه «لم يفت الأوان بعد لتنتصر أوكرانيا» على روسيا.

«الشرق الأوسط» (كييف)

زيلينسكي: قتال عنيف يدور في قسم كبير من المنطقة الحدودية لخاركيف

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ب)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ب)
TT

زيلينسكي: قتال عنيف يدور في قسم كبير من المنطقة الحدودية لخاركيف

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ب)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ب)

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم (الأحد)، إن معارك عنيفة تدور في أنحاء حدودية لمنطقة خاركيف، حيث نزح الآلاف هرباً من هجوم تشنه روسيا.

وأوضح الرئيس الأوكراني: «تتواصل المعارك الدفاعية والقتال العنيف في قسم كبير من حدودنا»، وأشار إلى أن «الهجمات في منطقة خاركيف ترمي إلى إنهاك قواتنا وتقويض معنويات الأوكرانيين وقدرتهم على الدفاع عن أنفسهم».

وتم إجلاء الآلاف من سكان منطقة خاركيف الحدودية شرق أوكرانيا إلى مناطق آمنة وسط العمليات الهجومية الروسية الحالية هناك.

وكان نحو أربعة آلاف شخص قد غادروا المنطقة بالفعل في اليومين الماضيين، حسبما كتب الحاكم الإقليمي أوليه سينيهوبوف على «تلغرام» اليوم.

وقال إن العديد منهم تمكنوا من البقاء مع الأصدقاء والأقارب، بينما تم توفير السكن للآخرين. كما نشر سينيهوبوف صوراً لأشخاص تجمعوا في نقاط التجمع مع الأمتعة وبعضهم يصطحب حيواناته الأليفة.

وبعد أكثر من عامين من شن روسيا الغزو واسع النطاق لجارتها، تواجه أوكرانيا صعوبات حادة في الدفاع عن نفسها. ويرجع ذلك جزئياً إلى التأخيرات الأخيرة في إمدادات المعدات العسكرية الأميركية والذخيرة.


الآلاف يتظاهرون في جورجيا ضد مشروع قانون «التأثير الأجنبي»

صورة جوية لمظاهرات حاشدة في تبليسي عاصمة جورجيا السبت (أ.ب)
صورة جوية لمظاهرات حاشدة في تبليسي عاصمة جورجيا السبت (أ.ب)
TT

الآلاف يتظاهرون في جورجيا ضد مشروع قانون «التأثير الأجنبي»

صورة جوية لمظاهرات حاشدة في تبليسي عاصمة جورجيا السبت (أ.ب)
صورة جوية لمظاهرات حاشدة في تبليسي عاصمة جورجيا السبت (أ.ب)

يستعد آلاف المعارضين الجورجيين للتظاهر، لليلة الثانية على التوالي، الأحد؛ رفضاً لمشروع قانون «التأثير الأجنبي» الذي تؤيده الحكومة، وتعرّض لانتقادات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. ويرى منتقدو النص أنه مستلهم من القانون الروسي بشأن «العملاء الأجانب»، ويهدف إلى إسكات المعارضة، وقد يؤثر على طموح البلاد في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية. ومنذ التاسع من أبريل (نيسان)، تشهد جورجيا الواقعة في القوقاز مظاهرات حاشدة مناهضة للحكومة، بعدما أعاد حزب «الحلم الجورجي» تقديم مشروع قانون «التأثير الأجنبي» الذي يخالف طموحات تبليسي في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. وأثار مشروع القانون الذي مرّ بقراءة ثانية في البرلمان الأربعاء ولا يزال يحتاج إلى قراءة ثالثة، انتقادات دولية وغربية.

«الفيتو» الرئاسي

متظاهرون يحملون علم جورجيا في تبليسي السبت (رويترز)

يتوقع أن تستخدم رئيسة البلاد سالومي زورابيشفيلي، وهي في صراع مفتوح مع «الحلم الجورجي»، حق النقض ضد القانون. لكنّ «الحلم الجورجي» يتمتع بغالبيّة كبيرة في المجلس التشريعي؛ ما يسمح له بإمرار القوانين والتصويت ضدّ الفيتو الرئاسي من دون الحاجة إلى دعم أيّ من نواب المعارضة. وفي حالة إقرار القانون، فإنه سيلزم أيّ منظمة غير حكومية أو مؤسسة إعلامية تتلقى أكثر من 20 في المائة من تمويلها من الخارج، بالتسجيل باعتبارها «منظمة تسعى لتحقيق مصالح قوة أجنبية». وتؤكد الحكومة أنّ هذا الإجراء يهدف إلى إجبار المنظمات على إظهار قدر أكبر من «الشفافية» في ما يتعلق بتمويلها.

مظاهرات حاشدة

خرج آلاف المتظاهرين إلى الشوارع في تبليسي، عاصمة جورجيا، للاحتجاج ضد القانون. وتوجّه المتظاهرون، السبت، إلى ساحة أوروبا، ورفعوا أعلام جورجيا والاتحاد الأوروبي الذي تقول تبليسي إنها تريد الانضمام إليه، على الرغم من أن منتقدي النص يرونه مستلهَماً من القانون الروسي بشأن «العملاء الأجانب» ويهدف إلى إسكات المعارضة، وقد يؤثر على طموح البلاد في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

أثار قانون «التأثير الأجنبي» غضب داعمي انضمام جورجيا إلى الاتحاد الأوروبي (إ.ب.أ)

وهتف عدد كبير من المتظاهرين «جورجيا! جورجيا!»، وساروا على طول نهر «كورا» على الرغم من هطول أمطار غزيرة. وقالت المتظاهرة مريم مونارجيا، إنها جاءت لتظهر أن بلادها «تريد ببساطة أن تكون جزءاً من المجتمع الأوروبي». وأضافت: «نحن نحمي مستقبلنا الأوروبي»، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. وهتف المتظاهرون: «لا للقانون الروسي!» و«لا للديكتاتورية الروسية». وأفادت فيكتوريا سارجفيلادزي (46 عاماً)، حاملةً العلم الأوكراني، بأنها موجودة هنا لأن زوجها يقاتل على الجبهة ضد الجيش الروسي. وقالت: «كلانا يقاتل ضد روسيا. لا نحتاج إلى العودة إلى الاتحاد السوفياتي». في حين نبّهت ليلا تسيكلوري، وهي معلمة جورجية تبلغ 38 عاماً، من أن «كل شيء سيزداد سوءاً في بلادنا إذا تم اعتماد هذا القانون».


كييف: روسيا فقدت482 ألف جندي منذ بدء غزوها الشامل

جنود في الجيش الروسي على الجبهة (أ.ب)
جنود في الجيش الروسي على الجبهة (أ.ب)
TT

كييف: روسيا فقدت482 ألف جندي منذ بدء غزوها الشامل

جنود في الجيش الروسي على الجبهة (أ.ب)
جنود في الجيش الروسي على الجبهة (أ.ب)

ذكرت هيئة الأركان العامة للقوات المسلّحة الأوكرانية، الأحد، أن روسيا فقدت 482 ألفاً و290 جندياً في أوكرانيا، منذ بدء غزوها الشامل في 24 فبراير (شباط) 2022.

ويشمل هذا الرقم 1260 جندياً، خسائر بشرية تكبدتها القوات الروسية في اليومين الماضيين، وفق صحيفة «كييف إندبندنت» الأوكرانية، التي أوضحت أن روسيا خسرت أيضاً 7454 دبابة، و14 ألفاً و375 مركبة قتالية مدرّعة، و16 ألفاً و819 مركبة وخزان وقود، و12 ألفاً و472 نظاماً مدفعياً، و1066 نظام إطلاق صواريخ متعدداً، و797 نظام دفاع جوي، و350 طائرة، و325 مروحية، و9910 طائرات مُسيّرة، و26 سفينة وزورقاً وغواصة.

ويتعذر التحقق من مصدر مستقل من البيانات المتعلقة بالخسائر في الأرواح والعتاد من طرفي الصراع منذ الغزو الروسي لأوكرانيا.


بوتين يكلف اثنين من كبار المسؤولين بمهام جديدة

بوتين ورئيس الوزراء ميخائيل ميشوستين (رويترز)
بوتين ورئيس الوزراء ميخائيل ميشوستين (رويترز)
TT

بوتين يكلف اثنين من كبار المسؤولين بمهام جديدة

بوتين ورئيس الوزراء ميخائيل ميشوستين (رويترز)
بوتين ورئيس الوزراء ميخائيل ميشوستين (رويترز)

كلف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اثنين من كبار مسؤولي الحكومة، يشرفان على قطاعي الصناعات الدفاعية والطاقة، بمزيد من المهام، في ضوء توقع استمرار الحرب في أوكرانيا لأمد أطول.

واقترح بوتين منح مزيد من السلطات لدينيس مانتوروف (55 عاماً)، وهو النائب الأول الوحيد لرئيس الوزراء في الحكومة الجديدة برئاسة ميخائيل ميشوستين، بينما سيظل ألكسندر نوفاك (52 عاماً) في منصبه نائباً لرئيس الوزراء، ومشرفاً على قطاع الطاقة، لكنه سيتولى مهام إضافية لإدارة الاقتصاد، وفقاً لما ذكرته الحكومة.

ويشرف مانتوروف على الصناعات الدفاعية والمدنية الروسية التي فاجأت الولايات المتحدة وحلفاءها الأوروبيين بزيادة إنتاج المدفعية بشكل أسرع من حلف شمال الأطلسي العسكري بأكمله رغم العقوبات.

دينيس مانتوروف (55 عاماً) النائب الأول الوحيد لرئيس الوزراء في الحكومة الجديدة (أ.ب)

وقالت الحكومة الروسية إن «زيادة مكانة نائب رئيس الوزراء المسؤول عن الصناعة ترجع إلى أهمية ضمان الريادة التكنولوجية»... وإنها تطمح إلى «الريادة التكنولوجية في جميع المجالات»، مثل تصنيع الطائرات، وبناء الأدوات الآلية والإلكترونيات اللاسلكية، والمجمع الصناعي العسكري.

وأوضحت في بيان أن «نوفاك يتمتع بالخبرة الإدارية اللازمة، وقام لفترة طويلة بتنسيق القضايا الاقتصادية والمالية في مناصب مختلفة، سواء في مجال الأعمال أو في الخدمة البلدية والعامة».

وتتعين موافقة مجلس النواب على المقترحات التي قدمها ميشوستين رسمياً.

وسيصبح ديميتري باتروشيف، وزير الزراعة السابق، نائباً لرئيس الوزراء المشرف على القطاع الزراعي، وستصبح أوكسانا لوت وزيرة للزراعة.

وترك بوتين وزير المالية أنطون سيلوانوف ووزير الاقتصاد مكسيم ريشتنيكوف في منصبيهما، لكنه اقترح اسم سيرغي تسيفيليف، حاكم منطقة كيميروفو، وزيراً للطاقة بدلاً من نيكولاي شولغينوف. وجرى اقتراح اسم أنطون عليخانوف، حاكم كالينينغراد البالغ من العمر 37 عاماً، وزيراً للتجارة والصناعة.

ومن المرجح إعلان ترشيحات مهمة أخرى، مثل اقتراحات الأسماء المرشحة لتولي وزارتي الدفاع والخارجية ورؤساء الأجهزة الأمنية المهمة، الاثنين.


قائد الجيش الأوكراني يحذر من «موقف عصيب» في خاركيف

مستشفى ميداني أوكراني في خاركيف (أ.ب)
مستشفى ميداني أوكراني في خاركيف (أ.ب)
TT

قائد الجيش الأوكراني يحذر من «موقف عصيب» في خاركيف

مستشفى ميداني أوكراني في خاركيف (أ.ب)
مستشفى ميداني أوكراني في خاركيف (أ.ب)

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الأحد، السيطرة على أربع بلدات إضافية في منطقة خاركيف الأوكرانية المحاذية للحدود، بعد يومين من بدء عملية برية لموسكو، في حين وصف قائد الجيش في كييف الوضع بـ«العصيب والمعقد»، بالتوازي مع إجلاء آلاف الأشخاص.

وقالت الوزارة الروسية، في بيان: «إن الوحدات التابعة لمجموعة قوات الشمال تقدمت في عمق دفاعات العدو، وحرَّرت بلدات غاتيشتشي وكراسنوي وموروخوفيتس وأولينيكوفو في منطقة خاركيف».

وسبق للجيش الروسي أن أكّد، السبت، سيطرته على ست قرى أوكرانية؛ بينها خمس في منطقة خاركيف، وذلك بعد يوم من إعلان كييف بدء الهجوم البري في المنطقة الحدودية التي كانت موسكو قد سيطرت على أجزاء واسعة منها في 2022، قبل أن تستعيدها كييف.

من عمليات نقل كبار السن من منطقة خاركيف (أ.ف.ب)

وقال الحاكم الأوكراني للمنطقة، أوليغ سينيغوبوف، عبر منصات التواصل الاجتماعي: «جرى إجلاء ما مجموعه 4073 شخصاً». وأكد، الأحد، مقتل رجل يبلغ 63 عاماً بنيران المدفعية في قرية غليبوك، وإصابة آخر يبلغ 38 عاماً في بلدة فوفشانسك الحدودية التي كان عدد سكانها نحو ثلاثة آلاف نسمة قبل الهجوم الحالي.

وشاهد مراسلو «وكالة الصحافة الفرنسية» مجموعات من الأشخاص جرى إجلاؤهم من محيط بلدة فوفشانسك الحدودية، معظمهم من كبار السن.

وقالت ليودا زيلينسكايا (72 عاماً)، وهي تعانق قطّة ترتجف: «لم نكن نريد أن نرحل»، في حين قالت ليوبا كونوفالوفا (70 عاماً) إنها عاشت ليلة «مرعبة جداً»، قبل أن يجري إجلاؤها.

ويساعد متطوعون كبارَ السن في الإخلاء وتسجيل أسمائهم للحصول على الطعام، قبل إجلائهم نحو عاصمة المنطقة خاركيف التي تحمل الاسم نفسه.

كما وصلت مجموعات من الأشخاص في شاحنات صغيرة وسيارات، ويحملون حقائب عند نقطة للإخلاء خارج مدينة خاركيف. وسجّل الأشخاص الذين جرى إجلاؤهم أسماءهم، وحصلوا على مساعدات غذائية وطبية في خيام موقتة.

وقالت ليوبوف نيكولايفا (61 عاماً) إنها فرّت من قرية ليبتسي الحدودية مع والدتها البالغة 81 عاماً، مضيفة: «يستحيل العيش هناك». وأشارت إلى أن عائلتها «بقيت هناك حتى اللحظة الأخيرة»، متابعة: «هناك نيران مستمرة، القنابل الجوية الموجّهة وقذائف الهاون تهدر في سماء المنطقة. أصبح الوضع مخيفاً جداً».

نازح من مناطق القتال في خاركيف (رويترز)

وقال الشرطي أوليكسي خاركيفسكي، الذي يساعد في تنسيق عمليات الإجلاء، إن «عدة أشخاص» قُتلوا في قصف، السبت، في حين عُثر على قتيل تحت الأنقاض ليلاً. وأضاف، متحدثاً عند نقطة إخلاء في قرية قريبة من فوفشانسك: «كلّ ما في المدينة دُمّر (...) يمكن باستمرار سماع دوي انفجارات وقصف مدفعي وقذائف مورتر. العدو يضرب المدينة بكلّ ما لديه».

وقدّر خاركيفسكي أن يكون نحو 1500 شخص جرى إجلاؤهم أو فرّوا من فوفشانسك منذ الجمعة، لافتاً إلى حدوث 32 ضربة بمُسيّرات على البلدة، في الساعات الـ24 الأخيرة. ولفت إلى تعرّض فرق الإخلاء لإطلاق النار، عدة مرات.

من جهته، قال قائد الجيش الأوكراني، أولكسندر سيرسكي، إن قوات بلاده «أوقفت محاولات المحتلّين الروس لاختراق دفاعاتنا»، لكنه أشار إلى أن الوضع في خاركيف «تدهور إلى حدّ كبير»، وقد أصبح «معقّداً».

وكتب سيرسكي على «تلغرام»: «تخوض وحدات قوات الدفاع معارك دفاعية شرسة. جرى صدّ محاولات الغزاة الروس لاختراق دفاعاتنا... الموقف عصيب لكن قوات الدفاع الأوكرانية تقوم بكل ما في وسعها للصمود عند خطوط ومواقع الدفاع، وتكبيد العدو الخسائر». وقال المتحدث باسم الجيش، نزار فولوشين، للتلفزيون الأوكراني، الأحد: «العدو ينفذ عملياته على جبهتين... إنهم يحاولون توسيع نطاق الجبهة».

وأضاف أن الاتجاهات الرئيسية للهجوم الروسي تستهدف مدينتي فوفشانسك وليبتسي.

نقل سكان من ضواحي خاركيف إلى مناطق أكثر أمناً (أ.ف.ب)

وتبعد ليبتسي نحو 20 كيلومتراً عن ضواحي خاركيف؛ ثاني أكبر مدينة أوكرانية. وفي عام 2022، وصلت القوات الروسية إلى ضواحي المدينة قبل صدّها ودفعها للتراجع إلى الحدود.

وحثّ فولوشين السكان على البقاء هادئين، قائلاً إن روسيا تشن حملة إعلامية «لبثّ الذعر»، إلى جانب هجومها العسكري. وأضاف: «يجب أن يظل السكان هادئين... قوات الدفاع صامدة (على الخطوط)، والوضع تحت السيطرة». وأكّد أن القوات الأوكرانية «تبذل كل ما في وسعها لتحافظ على خطوطها الدفاعية ومواقعها ولتلحق أضراراً بالعدو».

وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد أعلن، مساء السبت، أن القوات الأوكرانية تنفّذ هجمات مضادة في القرى الحدودية بمنطقة خاركيف، قائلًا: «علينا تعطيل العمليات الهجومية الروسية، وإعادة زمام المبادرة إلى أوكرانيا». وأضاف: «كل أنظمة الدفاع الجوي والأنظمة المضادة للصواريخ مهمة لإنقاذ الأرواح».

وتابع: «من المهم أن يدعم شركاؤنا جنودنا وصمود أوكرانيا من خلال عمليات التسليم في الوقت المناسب حقاً». وأكد أن تعطيل الهجوم الروسي بالقرب من مدينة خاركيف في شمال شرقي البلاد هو «المهمة الأولى» للجيش في الوقت الحالي. وأضاف، في خطابه اليومي بالفيديو: «إنجاز هذه المهمة يعتمد عليّ وعلى كل جندي وكل رقيب وكل ضابط».

وذكر زيلينسكي، في خطابه، العمليات الدفاعية، وقال: «منذ يومين حتى الآن، تقوم قواتنا بأعمال هجوم مضاد هناك، وتدافع عن الأراضي الأوكرانية».

وحذّر مسؤولون في كييف، منذ أسابيع، من أن موسكو قد تحاول شنّ هجوم على المناطق الحدودية الشمالية الشرقية، مشيرين إلى تفوّقها، في وقت تعاني فيه أوكرانيا تأخّر وصول المساعدات الغربية ونقص الكثير.

وقال الخبير العسكري أوليفييه كيمف، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إن الهجوم البري الروسي ربما يهدف إلى إنشاء منطقة عازلة قرب منطقة بيلغورود التي دهمتها وحدات مُوالية لأوكرانيا مؤخراً، أو إلى تحويل موارد أوكرانيا من منطقة دونيتسك.

وأعلنت واشنطن حزمة مساعدات عسكرية بـ400 مليون دولار لكييف، بعد ساعات على بدء الهجوم، مُعربة عن ثقتها بأن أوكرانيا «قادرة على صدّ أيّ حملة روسية جديدة».


إصابات بانهيار مبنى إثر ضربة أوكرانية في بيلغورود

عمال الإنقاذ في فولغوغراد (رويترز)
عمال الإنقاذ في فولغوغراد (رويترز)
TT

إصابات بانهيار مبنى إثر ضربة أوكرانية في بيلغورود

عمال الإنقاذ في فولغوغراد (رويترز)
عمال الإنقاذ في فولغوغراد (رويترز)

جُرح 20 شخصاً على الأقلّ في انهيار جزئي لمبنى في منطقة بيلغورود الروسية المحاذية لأوكرانيا بعد ضربة شنّها الجيش الأوكراني، على ما أعلن وزير الصحة الروسي ميخائيل موراشكو،في حين نقلت وكالة "رويترز"عن مسؤولين لم تسمهم، ان 7 اشخاص قتلوا في المبنى المنهار...وهو ما لم يتأكد رسميا.

ونقلت وكالة «ريا نوفوستي» للأنباء عن موراشكو قوله الأحد: «أُرسل 20 جريحاً إلى مراكز طبية».

من جهتها، قالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إن الجيش الأوكراني هاجم «أحياء سكنية في مدينة بيلغورود»، وإن سقوط صاروخ «توشكا - يو» أوكراني اعترضته الدفاعات الجوية الروسية أدّى إلى «تضرّر» المبنى.

وأشارت وزارة «حالات الطوارئ» الروسية، إلى احتمال أن ترتفع الحصيلة لأن جزءاً آخر من سقف المبنى قد انهار خلال بحث عناصر الإنقاذ عن ناجين بين الأنقاض.

وأعلنت لجنة التحقيق الروسية الموكلة إجراء أكبر التحقيقات في روسيا، فتح تحقيق. وقُبيل ذلك، نشر فياتشيسلاف غلادكوف حاكم المنطقة المستهدفة بانتظام بضربات أوكرانية، مقطع فيديو على «تلغرام» يُظهر لقطة عامة لمبنى منهار «بعد إطلاق مباشر لقذيفة على مبنى سكني»؛ وفق قوله.

وفي وقت سابق، الأحد، أعلن حاكم منطقة فولغوغراد بجنوب روسيا أندري بوتشاروف اندلاع حريق في مصفاة للنفط إثر هجوم شنّته أوكرانيا بطائرة مسيّرة ليل السبت - الأحد.

وكتب بوتشاروف عبر «تلغرام»، «ليل 12 مايو (أيار)، تصدت قوات الدفاع الجوي والحرب الإلكترونية، لهجوم بطائرة مسيّرة على أراضي فولغوغراد».

وأضاف: «تسبب سقوط مسيّرة تلاه انفجار باندلاع حريق في موقع منشأة تكرير النفط في فولغوغراد»، مؤكداً أنه تمّ إخماد الحريق، ولم يسجّل وقوع ضحايا.

المبنى المتضرر من القصف الأوكراني في فولغوغراد (أ.ب)

بدورها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية في موجزها الصباحي، أنها اعترضت خلال الليل ثماني طائرات أوكرانية مسيّرة، إحداها «في أجواء منطقة فولغوغراد».

وسبق لمصفاة النفط هذه أن كانت هدفاً لهجوم أوكراني في فبراير (شباط)، من دون أن يؤدي إلى سقوط ضحايا.

وكثّفت كييف منذ مطلع العام الحالي، الهجمات بالطائرات المسيّرة ضد الأراضي الروسية، مستهدفة خصوصاً منشآت عسكرية وأخرى في مجال الطاقة، يبعد بعضها مئات الكيلومترات عن الحدود.

وتؤكد أوكرانيا أن هذه الهجمات تأتي في إطار «الرد» على هجمات روسية تستهدف منشآت مدنية على أراضيها، في سياق الغزو الذي أطلقته موسكو مطلع 2022.


المستشار الألماني: مؤتمر السلام الخاص بأوكرانيا يمثل فرصة

المستشار الألماني أولاف شولتس (يمين) والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي في برلين 16 فبراير 2024 (د.ب.أ)
المستشار الألماني أولاف شولتس (يمين) والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي في برلين 16 فبراير 2024 (د.ب.أ)
TT

المستشار الألماني: مؤتمر السلام الخاص بأوكرانيا يمثل فرصة

المستشار الألماني أولاف شولتس (يمين) والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي في برلين 16 فبراير 2024 (د.ب.أ)
المستشار الألماني أولاف شولتس (يمين) والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي في برلين 16 فبراير 2024 (د.ب.أ)

أعرب المستشار الألماني أولاف شولتس عن اعتقاده بأن مؤتمر السلام الخاص بأوكرانيا المزمع عقده قريباً، «يعدُّ بمثابة فرصة».

وخلال حلقة حوارية نظمتها شبكة التحرير الصحافي «دويتشلاند» بحضور نحو 180 ضيفاً، قال شولتس في مدينة بوتسدام السبت: «حتى لو لم تتم مناقشة السؤال الكبير الخاص بالسلام في البداية بل مسائل متعلقة به، فإن ذلك سيكون بمثابة خطوة كبيرة».

وأضاف المستشار المنتمي إلى الحزب «الاشتراكي الديمقراطي»: «يمكننا أن نطور المزيد انطلاقاً من هذا».

وكانت سويسرا دعت أكثر من 160 وفداً، إلى المشاركة في مؤتمر رفيع المستوى للسلام في أوكرانيا من المقرر عقده في منتصف يونيو (حزيران) على شاطئ بحيرة فيرفالدشتات.

المستشار الألماني أولاف شولتس (إ.ب.أ)

وأكد شولتس، أنه «سيتم بذل كل ما يمكن لاستنفاد كل الخيارات الدبلوماسية».

وتسعى أوكرانيا إلى معالجة مشكلة نقص الجنود على الجبهة من خلال سن قوانين عدّة. وصرح شولتس، بأنه لا يوجد خطر على الأوكرانيين الخاضعين للخدمة العسكرية الإجبارية الذين يعملون في ألمانيا، وقال إن «أمان الإقامة (بالنسبة للأوكرانيين) يتأتى من خلال العمل»، وقال إنه استفسر عن ذلك، وأردف أن «الوضع القانوني في ألمانيا مفاده أن الإقامة ليست عرضة للخطر بسبب هذا الأمر».

ودعا شولتس الأوكرانيين في بلاده إلى العمل، وقال: «نود من الأشخاص الذين جاءوا من أوكرانيا إلى هنا، أن يعملوا الآن طالما أنهم مؤهلون

للعمل. هذا ما يقوم به بالفعل كثيرون منهم، يجب أن نقول ذلك، ولكن هناك بضع مئات الآلاف من الأشخاص الآخرين الذين يحتاج إليهم سوق العمل بشدة».


كاميرون: حظر صادرات الأسلحة البريطانية لإسرائيل قد يزيد قوة «حماس»

فلسطينيون يحملون ما تبقّى من أمتعتهم ويفرون من رفح خوفاً من القصف الإسرائيلي (رويترز)
فلسطينيون يحملون ما تبقّى من أمتعتهم ويفرون من رفح خوفاً من القصف الإسرائيلي (رويترز)
TT

كاميرون: حظر صادرات الأسلحة البريطانية لإسرائيل قد يزيد قوة «حماس»

فلسطينيون يحملون ما تبقّى من أمتعتهم ويفرون من رفح خوفاً من القصف الإسرائيلي (رويترز)
فلسطينيون يحملون ما تبقّى من أمتعتهم ويفرون من رفح خوفاً من القصف الإسرائيلي (رويترز)

قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون الأحد إن من شأن وقف مبيعات الأسلحة البريطانية إلى إسرائيل، في حال شنها هجوماً برياً على مدينة رفح في غزة، أن يزيد من قوة «حركة حماس». وأصدرت إسرائيل السبت أوامر بإخلاء أنحاء أخرى من مدينة رفح بجنوب القطاع في إشارة إلى أنها تمضي قدماً في خططها لشن هجوم بري على الرغم من تهديد الرئيس الأمريكي جو بايدن بوقف إمدادها ببعض الأسلحة إذا أقدمت على ذلك.

وقال كاميرون إنه لا يؤيد شن عملية في رفح في غياب خطة لحماية مئات الآلاف من المدنيين الذين يلوذون بالمدينة الحدودية الجنوبية، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء. لكنه أضاف أن بريطانيا في «وضع مختلف تماماً» عن الولايات المتحدة فيما يتعلق بتزويد إسرائيل بالأسلحة، إذ إن نصيب بريطانيا منها أقل من واحد في المائة، كما أن بيع الأسلحة يخضع بالفعل لرقابة نظام ترخيص صارم. وقال كاميرون في تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): «يمكننا، إذا اخترنا ذلك، أن نوجه رسالة سياسية ما، ونقول إننا سنتخذ هذه الخطوة السياسية». وأضاف: «آخر مرة طُلب مني فيها القيام بذلك (...)، شنت إيران هجوماً وحشياً على إسرائيل بعد أيام قليلة فقط تضمن إطلاق 140 صاروخ كروز».

وأردف قائلاً إن «الرد الأفضل»، هو أن تقبل «حماس»، التي تدير غزة، باتفاق لإطلاق سراح الرهائن. وأضاف «مجرد الإعلان ببساطة اليوم عن أننا سنغير نهجنا بالكامل تجاه صادرات الأسلحة بدلاً من اتباع عمليتنا الدقيقة، فإن ذلك سيزيد من قوة (حماس)، ويقلل احتمالات (إبرام) اتفاق بشأن الرهائن. لا أعتقد أن هذا النهج سيكون هو الصواب».

وشنّت «حماس» هجوماً مباغتاً على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) أدى بحسب الإحصاءات الإسرائيلية إلى مقتل نحو 1200 شخص، واحتجاز أكثر من 250 رهينة. وقالت وزارة الصحة في غزة الأحد إن الحملة العسكرية الإسرائيلية اللاحقة والمتواصلة أودت بحياة ما يزيد على 35 ألف فلسطيني حتى الآن.


روسيا تسيطر على 4 بلدات جديدة في خاركيف... وكييف تقر بـ«موقف عصيب»

مباني متضررة بعد ضربة صاروخية روسية على خاركيف (رويترز)
مباني متضررة بعد ضربة صاروخية روسية على خاركيف (رويترز)
TT

روسيا تسيطر على 4 بلدات جديدة في خاركيف... وكييف تقر بـ«موقف عصيب»

مباني متضررة بعد ضربة صاروخية روسية على خاركيف (رويترز)
مباني متضررة بعد ضربة صاروخية روسية على خاركيف (رويترز)

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم (الأحد)، السيطرة على أربع بلدات إضافية في منطقة خاركيف الأوكرانية المحاذية لروسيا، بعد يومين من بدء عملية برية لموسكو في هذه المنطقة.

وقالت الوزارة في بيان نقلته وكالة الصحافة الفرنسية «تقدّمت الوحدات التابعة لمجموعة قوات (الشمال) في عمق دفاعات العدو وحررت بلدات غاتيشتشي وكراسنوي وموروخوفيتس وأولينيكوفو في منطقة خاركيف».

وأكّد الجيش الروسي (السبت) سيطرته على ست قرى أوكرانية بينها خمس في منطقة خاركيف. وتشن روسيا هجوماً جديداً على منطقة خاركيف بشمال أوكرانيا منذ (الجمعة)، وهو ما يفتح جبهة قتال جديدة في الحرب الدائرة منذ نحو 27 شهراً.

من جانبه، قال قائد الجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي (الأحد) إن قوات بلاده تواجه موقفاً عصيباً في القتال الدائر بمنطقة خاركيف لكنه أكد أن الجنود يبذلون ما بوسعهم للصمود.

وكتب سيرسكي على تلغرام «تخوض وحدات قوات الدفاع معارك دفاعية شرسة. تم وقف محاولات الغزاة الروس لاختراق دفاعاتنا». وأضاف «الموقف عصيب للغاية لكن قوات الدفاع الأوكرانية تقوم بكل ما في وسعها للصمود عند خطوط ومواقع الدفاع وتكبيد العدو الخسائر».

وأوكرانيا في حالة دفاع أمام روسيا التي تحظى بتفوق عددي وبذخيرة وافرة. وتقول كييف إن تأخيراً لعدة أشهر من الكونغرس الأميركي في التصويت على حزمة مساعدات ضخمة كلّفها الكثير في ساحة المعركة. وتأمل أوكرانيا الآن في وصول سريع لكميات كبيرة من المساعدات التي تم إقرارها مؤخراً لدعم دفاعاتها.

إلى ذلك، أجْلَت السلطات الأوكرانية أكثر من أربعة آلاف شخص من المناطق الحدودية مع روسيا في منطقة خاركيف، وفق ما أكد الحاكم الإقليمي، اليوم (الأحد).

وقال الحاكم أوليغ سينيغوبوف عبر منصات التواصل الاجتماعي: «تمّ إجلاء ما مجموعه 4073 شخصاً»، وذلك غداة إعلان القوات الروسية سيطرتها على خمس قرى في هذه المنطقة.

من عمليات إجلاء الأوكرانيين من خاركيف (أ.ف.ب)

وأكد سينيغوبوف (الأحد) مقتل رجل (63 عاماً) بنيران المدفعية في قرية غليبوك وإصابة آخر (38 عاماً) في فوفشانسك، وهي بلدة حدودية كان عدد سكانها نحو ثلاثة آلاف نسمة قبل الهجوم الحالي.

وأعلنت أوكرانيا (الجمعة) أن روسيا بدأت هجوماً برياً في خاركيف، وحققت تقدماً بسيطاً في المنطقة الحدودية التي كانت موسكو قد سيطرت على مناطق واسعة منها في 2022، قبل أن تستعيدها كييف.

وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (السبت) أنه «علينا تعطيل العمليات الهجومية الروسية وإعادة زمام المبادرة إلى أوكرانيا».


قصف أوكراني يتسبب بانهيار مبنى سكني في بيلغورود الروسية

صورة للمبنى السكني الذي دمر بقصف أوكراني في بيلغورود الروسية (رويترز)
صورة للمبنى السكني الذي دمر بقصف أوكراني في بيلغورود الروسية (رويترز)
TT

قصف أوكراني يتسبب بانهيار مبنى سكني في بيلغورود الروسية

صورة للمبنى السكني الذي دمر بقصف أوكراني في بيلغورود الروسية (رويترز)
صورة للمبنى السكني الذي دمر بقصف أوكراني في بيلغورود الروسية (رويترز)

جُرح 17 شخصاً على الأقلّ في انهيار جزئي لمبنى في منطقة بيلغورود الروسية المحاذية لأوكرانيا بعد ضربة شنّها الجيش الأوكراني، على ما أعلن وزير الصحة الروسي ميخائيل موراشكو.

ونقلت وكالة «ريا نوفوستي» للأنباء عن موراشكو قوله: «أُرسل 17 جريحاً إلى مراكز طبية».

من جهتها، قالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إن الجيش الأوكراني هاجم «أحياء سكنية في مدينة بيلغورود»، وإن سقوط صاروخ «توشكا - يو» أوكراني اعترضته الدفاعات الجوية الروسية أدّى إلى «تضرّر» المبنى.

وأشارت وزارة حالات الطوارئ الروسية إلى احتمال أن ترتفع الحصيلة؛ لأن جزءا آخر من سقف المبنى قد انهار خلال بحث عناصر الإنقاذ عن ناجين بين الأنقاض، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأعلنت لجنة التحقيق الروسية الموكلة إجراء أكبر التحقيقات في روسيا، فتح تحقيق.

وقبيل ذلك، نشر فياتشيسلاف غلادكوف حاكم المنطقة المستهدفة بانتظام بضربات أوكرانية، مقطع فيديو على «تلغرام» يُظهر لقطة عامة لمبنى منهار «بعد إطلاق مباشر لقذيفة على مبنى سكني» وفق قوله.

وفي وقت سابق (الأحد)، أعلن حاكم منطقة فولغوغراد بجنوب روسيا أندري بوتشاروف اندلاع حريق في مصفاة للنفط إثر هجوم شنّته أوكرانيا بطائرة مسيّرة، ليل السبت - الأحد.

وكتب بوتشاروف عبر «تلغرام»: «ليل 12 مايو (أيار)، تصدت قوات الدفاع الجوي والحرب الإلكترونية لهجوم بطائرة مسيّرة على أراضي فولغوغراد».

وأضاف: «تسبب سقوط مسيّرة يليها انفجار، باندلاع حريق في موقع منشأة تكرير النفط في فولغوغراد»، مؤكداً أنه تمّ إخماد الحريق ولم يسجّل وقوع ضحايا.

بدورها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية في موجزها الصباحي أنها اعترضت خلال الليل ثماني طائرات أوكرانية مسيّرة، إحداها «في أجواء منطقة فولغوغراد».

وسبق لمصفاة النفط هذه أن كانت هدفاً لهجوم أوكراني في فبراير (شباط)، من دون أن يؤدي إلى سقوط ضحايا.

وكثّفت كييف منذ مطلع العام الحالي، الهجمات بالطائرات المسيّرة ضد الأراضي الروسية، وتستهدف خصوصاً منشآت عسكرية وأخرى في مجال الطاقة، يبعد بعضها مئات الكيلومترات عن الحدود.

وتؤكد أوكرانيا أن هذه الهجمات تأتي في إطار الرد على هجمات روسية تستهدف منشآت مدنية على أراضيها، في سياق الغزو الذي أطلقته موسكو مطلع 2022.