شباب سودانيون يركبون جواد «الإنسانية» في رمضان بعدد من مبادرات الإطعام

تقديم وجبات الطعام في السودان خلال الشهر الفضيل (الشرق الأوسط)
تقديم وجبات الطعام في السودان خلال الشهر الفضيل (الشرق الأوسط)
TT
20

شباب سودانيون يركبون جواد «الإنسانية» في رمضان بعدد من مبادرات الإطعام

تقديم وجبات الطعام في السودان خلال الشهر الفضيل (الشرق الأوسط)
تقديم وجبات الطعام في السودان خلال الشهر الفضيل (الشرق الأوسط)

تحت القصف وحرارة الطقس المرتفعة في نهارٍ رمضاني، يجتمع محمد كندشة وعدد من الشباب والشابات المتطوعين في مركز لإعداد الوجبات الرمضانية بجنوب العاصمة الخرطوم لتقديمها للمحتاجين الذين يتحمّلون أعباء معيشية مضاعفة جرّاء توقف أعمالهم وفقدان مصادر رزقهم بسبب الحرب.

شباب يعملون على إطعام مئات الأُسر في منطقة حي النهضة بجنوب العاصمة الخرطوم (الشرق الأوسط)
شباب يعملون على إطعام مئات الأُسر في منطقة حي النهضة بجنوب العاصمة الخرطوم (الشرق الأوسط)

آخر الأسبوع المنصرم، قالت منظمة إنقاذ الطفولة الخيرية الدّولية، إن نحو 220 ألف طفل يعانون من سوء تغذية حاد وأكثر من 7 آلاف أم جديدة في السودان مهددات بالموت جوعاً في الأشهر المقبلة.

ويقول محمد كندشة، أحد مؤسسي مبادرة «قدح النبي»، لـ«الشرق الأوسط»، إنهم يعملون على إطعام مئات الأُسر في منطقة حي النهضة بجنوب العاصمة الخرطوم، وتابع: «قبل شهر رمضان، كنّا نقدم وجبات كل يوم جمعة للجيران والأسر التي عادت إلى الخرطوم من رحلة النزوح».

وحسب كندشة، تُعِدُّ المبادرة وجبات إفطار يومية خلال الشهر الفضيل تتضمن طعاماً مغذيّاً مكوناً من «اللحم والأرز والفول والطعمية والعصائر البلدية»، وقدمت المبادرة خدماتها لأكثر من 250 أسرة في اليوم الأول، حصل كل فرد منهم خلالها على وجبة متكاملة»، مضيفاً أن «المتطوعين من الشباب والشابات يبذلون مجهوداً كبيراً على الرغم من قلّة الإمكانات المادية والظروف الأمنية الصعبة، حيث تتعرض المنطقة لقصف مدفعي بشكل شبه يومي يعرّض حياتهم للخطر وتُعدّ المنطقة منطقة صراع مسلح لسيطرة أحد طرفي النزاع عليها».

وينشط هؤلاء الشباب في تقديم الخدمات الإنسانية للمواطنين من خلال «غرف الطوارئ» أو مبادرات تطوعية داخل الأحياء تعمل على توفير الغذاء وإنشاء مطابخ تكافلية وتوزيع سلال غذائية على الأسر.

من ناحيته، قال المتطوع أحمد المصطفى، لـ«الشرق الأوسط»، إن المتطوعين أنشأوا 53 مطبخاً في الخرطوم موزعة على أحياء الجريف غرب وتوتي والعزوزاب وأركويت وبري والديم وجبرة وأحياء سوبا، موضحاً أن هذه المطابخ تُدار عبر متطوعين لتوفير وجبات لكل محتاج وإعداد إفطارات رمضان في أحياء وصل الجوع فيها إلى مراحل استثنائية.

ووجدت المبادرات استحساناً كبيراً في نفوس المواطنين ورفعت من القيم الإنسانية في ظل الأوضاع التي يعيشونها.

تحضير وجبات الإفطار خلال رمضان (الشرق الأوسط)
تحضير وجبات الإفطار خلال رمضان (الشرق الأوسط)

أما محمد عشر، مسؤول ملف القضايا الإنسانية في غرفة طوارئ الخرطوم، فيقول لـ«الشرق الأوسط»: «بعد أن ضاق الحال بالناس يتجمّع سكان الحي، وكل أسرة تُجلب ما لديها من مؤن ويبدأ الطهي في الشارع، عن طريق شباب الحي لتوزّع الوجبات على الجميع، في أماكن مفتوحة، في محاولة لتخفيف وطأة الجوع.

من ناحية أخرى، يقول محمد سيف، متطوع في غرفة طوارئ جنوب الحزام، لـ«الشرق الأوسط»، إن العاصمة الخرطوم مهدّدة بأكبر أزمة جوع تضرب عاصمة في العالم، تضاف إلى أزمة النزوح، داعياً منظمات الإغاثة المحلية والدّولية إلى التدخل العاجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.


مقالات ذات صلة

جوان خضر: لا تجوز المنافسة ضمن المسلسل الواحد

يوميات الشرق أتقن جوان رَسْم ملامح «فجر» وقدَّم مشهديات صامتة (مشهد من «تحت سابع أرض»)

جوان خضر: لا تجوز المنافسة ضمن المسلسل الواحد

أتقن الممثل السوري جوان خضر رَسْم ملامح «فجر» في مسلسل «تحت سابع أرض» الرمضاني وقدَّم مشهديات صامتة أغنت الحوار. نطق بعينيه. شخصية مُركَّبة حملت أكثر من تفسير.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق في فيلم «نهاد الشامي» تُجسّد جوليا قصّار شخصية الحماة المتسلّطة (إنستغرام)

جوليا قصّار لـ«الشرق الأوسط»: الكيمياء بين ممثل وآخر منبعُها سخاء العطاء

ترى جوليا قصّار أنّ مشاركة باقة من الممثلين في المسلسل أغنت القصّة، ونجحت نادين جابر في إعطاء كل شخصية خطّاً يميّزها عن غيرها، مما ضاعف حماسة فريق العمل.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق حسن عسيري خلال استضافته المطرب إيهاب توفيق (الشرق الأوسط)

حسن عسيري يستحضر حسَّه الكوميدي في برنامجه «بروود كاست»

في حواره مع «الشرق الأوسط» تحدّث الفنان والمنتج السعودي حسن عسيري عن كواليس برنامجه «بروود كاست».

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق انتهت مسلسلات رمضان وبقيت تتراتها عالقة في الأذهان

انتهت مسلسلات رمضان وبقيت تتراتها عالقة في الأذهان

من مصر إلى لبنان وسوريا مروراً بالخليج، جولة على أكثر أغاني المسلسلات جماهيريةً واستماعاً.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق العمل أهلٌ بتصنيفه بين الأفضل (البوستر الرسمي)

«بالدم»... مخاطرةٌ رابحة مع ملاحظات ضرورية

العمل لم ينل التنويه لمجرّد عواطف وطنية، فذلك مُعرَّض لأنْ تفضحه ثغر ويدحضه افتعال. أهليته للإشادة به مردُّها أنه أقنع بكثير من أحداثه، ومنح شخصيات قدرة تأثير.

فاطمة عبد الله (بيروت)

النهج التربوي الشائع لا ينجح... كيف نتعامل مع نوبات غضب الأطفال؟

كيف نتعامل مع نوبات غضب الأطفال؟ (رويترز)
كيف نتعامل مع نوبات غضب الأطفال؟ (رويترز)
TT
20

النهج التربوي الشائع لا ينجح... كيف نتعامل مع نوبات غضب الأطفال؟

كيف نتعامل مع نوبات غضب الأطفال؟ (رويترز)
كيف نتعامل مع نوبات غضب الأطفال؟ (رويترز)

بعد نوبة غضب الطفل، عادة ما يكون الروتين كالتالي: يُعطيه الوالد مهلة أو يُرسله إلى غرفته. بعد أن يهدأ الطفل، يعود إلى المجموعة. يعود كل شيء إلى طبيعته وكأن شيئاً لم يكن.

إذا قدم الطفل اعتذاره، فيفعل ذلك بسرعة أو بشكل عابر. ووفق تقرير لشبكة «سي إن بي سي»، فإن هذا النهج ليس ضاراً بأي حال من الأحوال، ولكنه ناقص بشكل مؤسف. فبدلاً من الثناء على ضبط الطفل نفسه، يُتجاهل نجاحه. وبدلاً من الاعتراف بمشاعره الحقيقية، يُهمَل.

بصفتها طبيبة نفسية سريرية، ترى كارولين فليك، هذا السلوك غالباً، وأشارت إلى أنه يمنع الأطفال من تطوير المهارات اللازمة للتعامل مع مشاعرهم. يتعلمون فقط المضي قدماً والتظاهر وكأن شيئاً لم يحدث.

ونصحت فليك باتباع هذه الخطوات الـ5 لتربية أطفال بارعين في حل النزاعات:

1. التزم بالانضباط من خلال جلسة استماع هادئة ومريحة

يجب أن تكون محادثات الاستجواب لطيفة وأن تُجرى بعد أن يهدأ الجميع. ووفق تجربة فليك، تخلق حصون ملاءات الأسرة والغرف المظلمة ذات الأغطية الدافئة أجواءً مثالية.

عند هيكلة المحادثة، استخدم أسلوب «ماذا حدث لك؟»؛ حيث يتناوب كل شخص على وصف ما لاحظه وفكر فيه وشعر به خلال النزاع، بينما يبحث الشخص الآخر عن شيء يُثبت صحته.

وتهدف هذه الجلسات إلى تعليم الأطفال كيفية التعرف على مشاعرهم والاعتراف بها. فمجرد عدم كفاءتهم في إدارتها لا يعني بالضرورة أن المشاعر التي اختبروها كانت سيئة أو خاطئة.

قد يكون من المناسب أن يشعر الطفل بالذنب لتصرفه غير المسؤول، لكننا لا نريده أبداً أن يشعر بالخجل من نفسه أو من مشاعره.

2. دعهم يتولوا زمام الأمور

خلال هذه الجلسات، اترك الأطفال دائماً يبدأون، مفترضين أنهم يريدون ذلك. هذه اللفتة البسيطة تمنحهم شعوراً بالسيطرة بعد أن فقدوها مؤخراً.

إذا استخدمت هذا الأسلوب، فكن مستعداً لأن يُسيء طفلك وصفك ووصف الموقف بشكل كبير عند إبداء وجهة نظره.

وتوجيه الأطفال للتعبير عما كانوا يفكرون فيه ويشعرون به أثناء الخلاف - بدلاً من استفزازهم - هو إحدى الطرق لمنع هذه المناقشات من التحول إلى نقاشات حادة.

3. استمع بتعاطف وحافظ على هدوئك

إذا صحّحت سرد طفلك - لأنه ببساطة غير دقيق - حاول أن تتخذ موقف «أفهم كيف بدا الأمر كذلك».

على سبيل المثال: «عزيزي، لم أرمِ عليك كرة سلة. كنت أقود على الطريق السريع، ولم تكن هناك أي كرات سلة في السيارة. مع ذلك، أستطيع أن أفهم كيف شعرت أن نبرتي وكلماتي قد أثرت عليك بشدة في آن واحد. هل شعرت أنني كنت أؤذيك بشدة؟».

على الرغم من أنك قد لا تتفق مع بعض التفاصيل الدرامية التي يصفها طفلك، فإنك ترغب دائماً في محاولة تحديد مشاعر الطفل والتحقق منها. من المؤلم أن تشعر وكأن أحدهم لا يستمع إليك، خاصة عندما يكون والدك أو أمك.

4. حاسب نفسك أيضاً

اغتنم فرصاً للاعتذار عن أي تصرفات ندمت عليها قلتها أو فعلتها أثناء الخلاف. ولا تكتفِ بعبارات مثل «أنا آسف لأنك شعرت بهذه الطريقة».

يجب أن تصف الاعتذارات بوضوح ما أخطأت فيه، وأن تتضمن كلمة «أنا آسف»، وأن تنتهي بأفكار حول كيفية إصلاح العلاقة أو تغيير سلوكك. إذا استطعت أن تُقرّ بمشاعرك مع تحمّل مسؤولية سلوكك، فأنت تُحرز تقدماً كبيراً.

على سبيل المثال: «لقد رفعتُ صوتي أكثر مما ينبغي. أنا آسف لذلك. لا بأس من الشعور بالغضب؛ ليس من المقبول الصراخ. في المرة المقبلة، سآخذ استراحة عندما أشعر بهذا الشعور».

تذكر، إذا كنت تريد من أطفالك تحمّل مسؤولية أخطائهم، فعليك أن تكون قدوة لهم في كيفية القيام بذلك.

5. أرِهم كيف تُحدد مشاعرك وتُعبّر عنها

بعد أن يُشارك طفلك وجهة نظره، وبعد أن تُقرّ بمشاعره، حان الوقت لمشاركة «ما حدث لك».

احرص على التعبير عمّا كنت تُفكّر فيه وكيف شعرتَ خلال الخلاف. حاول تحديد مشاعر تتجاوز الإحباط أو الانزعاج أو أي شكل آخر من أشكال الغضب. طفلك يعلم مُسبقاً أنك كنت غاضباً. يُمكنك ذكر ذلك، حسناً، لكن حاول أن تُصوّر نفسك كشخصية كرتونية أكثر من مُجرّد شخص يُثير غضبه.

من الأمثلة ما يلي:

كنتُ أخشى أن يُصاب أحدهم بأذى.

شعرتُ بخيبة أمل في نفسي لعدم معرفتي كيف أساعدك.

لقد أربكني إحباطك.

أخيراً، شجّع أطفالك على مُصادقتك بطرح أسئلة مثل: «هل هذا منطقي؟ هل شعرتَ بهذا من قبل؟ هل فهمتَ كيف وصلتُ إلى هذا الشعور؟ بعد أن قدّمتَ لهم نموذجاً للمُصادقة في حديثك معهم، فهذا هو الوقت المُناسب لمساعدتهم على ممارستها.