بـ«400 دولار غادر بلدك» بحماية ضباط النظام

«المرصد»: مهربون ينقلون الباحثين عن ملاذ آمن من سوريا إلى لبنان

صورة للحدود السورية - اللبنانية نشرها "المرصد السوري لحقوق الإنسان"
صورة للحدود السورية - اللبنانية نشرها "المرصد السوري لحقوق الإنسان"
TT

بـ«400 دولار غادر بلدك» بحماية ضباط النظام

صورة للحدود السورية - اللبنانية نشرها "المرصد السوري لحقوق الإنسان"
صورة للحدود السورية - اللبنانية نشرها "المرصد السوري لحقوق الإنسان"

يقصد مئات السوريين يومياً الحدود البرية مع لبنان، منذ سنوات، بعد تطبيق اتفاقية التسوية والمصالحة في حمص وحماة ودمشق ودرعا بين النظام والفصائل المحلية، برعاية روسية.

وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» على موقعه، الخميس، إن حديث الشباب الأول في مناطق النظام ومناطق أخرى، هو مغادرة البلاد، بطرق مختلفة محفوفة بالمخاطر، هرباً من الخدمتين الإلزامية والاحتياطية، يجمع المسافرين قاسم مشترك هو جحيم الوضع الاقتصادي في سوريا، والبحث عن الاستقرار في لبنان أو للعبور إلى الدول الأخرى ودول الاتحاد الأوروبي، بوسائل متعددة، أبرزها ركوب مراكب الموت للوصول إلى قبرص أو جزيرة صقلية.

وتعمل شبكات التهريب تحت حماية «حزب الله» اللبناني، ومتعاونين معهم من ضباط في قوات النظام والأجهزة الأمنية، وهم بالغالب من الفرقة الرابعة والأمن العسكري، مقابل نسبة النصف من قيمة المبلغ الذي يتقاضاه المهربون من الباحثين عن ملاذ آمن، مقابل تمريرهم من الحواجز العسكرية، دون أن يتم إيقافهم مطلقاً، حتى يصل إلى لبنان.

مهاجرون عبر البحر أنقذتهم بحرية الجيش اللبناني في ديسمبر 2023 (الجيش اللبناني)

أضاف «المرصد»: «يمر الهاربون من سوريا إلى لبنان عبر طريقين رئيسيتين؛ الأول من بوابة المصنع الحدودي، ويتقاضى المهربون نحو 200 دولار أميركي من دمشق إلى لبنان و250 دولاراً من الرقة إلى لبنان وبالعكس، حيث يتم الالتفاف من خلف البوابة اللبنانية، ليتم إدخال الباحثين عن ملاذ آمن عبر البوابة السورية بشكل نظامي، وتتم تسوية أوضاع العابرين للنساء والأطفال، والذين ليس لديهم إخراجات قيد وأوراق ثبوتية للسفر».

وتابع «المرصد»: «والثاني من منطقة الهرمل اللبنانية، للمنشقين والعسكريين وجميع المطلوبين، ويتقاضى المهرِّب 400 دولار من الرقة إلى بيروت، بينما تبلغ التكلفة 200 دولار من حمص، وتصل إلى مبلغ 800 دولار في بعض للحالات، من دون أن يخضعوا للتفتيش أو التدقيق الأمني من قبل عناصر قوات النظام».

وأوضح «المرصد» أن العشرات من الشبان والعائلات يتجمعون عند جسر تلبيسة بريف حمص الشمالي، قبل انطلاق رحلتهم إلى لبنان عبر شبكات التهريب «المحمية» من السلطات المحلية والميليشياوية.

وبحسب «المرصد»، تشرف الأجهزة الأمنية وقوات الفرقة الرابعة على عمليات تهريب البشر، وتتزعم تلك الشبكات ميليشيات «حزب الله» اللبناني، التي تسهل بدورها تنقل السوريين داخل لبنان للوصول إلى المكان المطلوب.

معبر الزمراني شرق لبنان باتجاه الأراضي السورية (أرشيفية - أ.ف.ب)

وتنطلق الرحلة إلى لبنان بسيارات من جسر تلبيسة بحمص، سالكين طرقات ريف حمص الغربي وصولاً إلى تلكلخ وقرية ربلة ومنطقة وادي خالد التي اشتهرت منذ زمن طويل بأنها منطقة عبور غير شرعي بين سوريا ولبنان، وتستغرق الرحلة من تلبيسة إلى منطقة بعلبك داخل الأراضي اللبنانية مع استراحات الطريق نحو 10 ساعات.

واستقبلت مديرية الأمن العام اللبناني، مطلع فبراير (شباط) الماضي، طلبات اللاجئين السوريين الراغبين في العودة إلى بلادهم، ضمن إطار برنامج «العودة الطوعية»، وبدء التحضيرات لتجهيز قوافل العودة، كما افتتحت مركزاً في بلدية عرسال اللبنانية لاستقبال طلبات السوريين، في إطار التضييق الأمني عليهم في غالبية المناطق وتركز على قاطني المخيمات، لإجبارهم على «العودة الطوعية».

وبدأت السلطات اللبنانية، في عام 2017 إعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم على متن قافلات ضمن إطار برنامج «العودة الطوعية»، الذي توقف لفترة واستُؤنِف في أكتوبر 2023. وسجل «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عشرات الحالات آنذاك.

وفي أبريل (نيسان) 2023، تصاعد التضييق بحق اللاجئين السوريين في لبنان، ونَفَّذ الجيش اللبناني مداهمات لمنازل السوريين في لبنان، بقصد ترحيلهم إلى سوريا.

وشملت عمليات الترحيل نساء ورجالاً وأطفالاً من عدة مناطق لبنانية.

ورأى «المرصد» أن عمليات الترحيل القسري للاجئين السوريين دليل على عدم احترام السلطات اللبنانية لحقوق اللاجئين؛ بالحماية من العنف والملاحقة القضائية على النحو المنصوص عليه في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والقانون الدولي.


مقالات ذات صلة

ماذا كشف سقوط الأسد عن تجارة «الكبتاغون» في سوريا؟

المشرق العربي أقراص من «الكبتاغون» مبعثرة بعد العثور عليها قرب العاصمة السورية دمشق الأسبوع الماضي (رويترز) play-circle 02:40

ماذا كشف سقوط الأسد عن تجارة «الكبتاغون» في سوريا؟

منذ سقوط الرئيس السوري بشار الأسد تم الكشف عن منشآت تصنيع مخدر «الكبتاغون» على نطاق واسع في جميع أنحاء سوريا.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
العالم العربي فرق «الخوذ البيضاء» عثرت على نحو 20 جثة ورفات مجهولة الهوية بمخزن للأدوية في منطقة السيدة زينب بدمشق (أ.ف.ب)

العثور على جثث مجهولة الهوية في منطقة السيدة زينب بدمشق

أعلن عضو مجلس إدارة في الدفاع المدني السوري، عمار السلمو، اليوم الأربعاء، أن فرق «الخوذ البيضاء» عثرت على نحو 20 جثة ورفات مجهولة الهوية في دمشق.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي جلسة سابقة للبرلمان السويسري في العاصمة برن (أ.ف.ب)

البرلمان السويسري يحظر «حزب الله»

صوّت البرلمان السويسري، اليوم الثلاثاء، لصالح حظر «حزب الله» في خطوة يندر أن تقوم بها الدولة المحايدة.

«الشرق الأوسط» (زيوريخ)
تحليل إخباري رجل يحمل راية «حزب الله» على مبانٍ مدمرة في ضاحية بيروت الجنوبية (أ.ب)

تحليل إخباري الحرب الإسرائيلية وسقوط الأسد أفقدا «حزب الله» معادلة التحكّم بالاستحقاق

فرضت الحرب الإسرائيلية على لبنان وسقوط الأسد واقعهما على استحقاق انتخابات الرئاسة اللبنانية وأفقدا «حزب الله» وحلفاء النظام السوري قدرة التحكّم بانتخاب الرئيس.

يوسف دياب
المشرق العربي شخصان يتعانقان على أنقاض المباني المتضررة في قرية جون بقضاء الشوف بلبنان (رويترز)

الدمار والتعويضات يخلقان نقمة في بيئة «حزب الله»

خلقت أزمة الدمار الكبير في جنوب لبنان والالتباس حول تعويض المتضررين نقمة بدأت تخرج إلى العلن في بيئة «حزب الله». وظهرت ملامح تململ في رفض البعض العودة إلى الضاح

كارولين عاكوم (بيروت)

محققون أمميون يطلبون إذناً لبدء جمع الأدلة ميدانيا في سوريا

صورة جوية لسجن صيدنايا قرب دمشق (أ.ف.ب)
صورة جوية لسجن صيدنايا قرب دمشق (أ.ف.ب)
TT

محققون أمميون يطلبون إذناً لبدء جمع الأدلة ميدانيا في سوريا

صورة جوية لسجن صيدنايا قرب دمشق (أ.ف.ب)
صورة جوية لسجن صيدنايا قرب دمشق (أ.ف.ب)

أعلن رئيس محققي الأمم المتحدة بشأن سوريا الذين يعملون على جمع أدلة عن الفظائع المرتكبة في البلاد، اليوم (الأحد)، أنّه طلب الإذن من السلطات الجديدة لبدء عمل ميداني، وفق ما أودته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأكد روبير بوتي، رئيس الآلية الدولية المحايدة والمستقلة المنبثقة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة، في ديسمبر (كانون الأول) 2016، أنّه بعد تحقيقات أُجريت عن بُعد حتى الآن، «تمّ توثيق مئات مراكز الاعتقال (...) كلّ مركز أمن، كل قاعدة عسكرية، كل سجن، كان له مكان احتجاز أو مقبرة جماعية خاصة به».

وأضاف للوكالة: «سيستغرق الأمر وقتاً طويلاً قبل أن نعرف الحجم الكامل للجرائم المرتكبة».

ويقع مقر الآلية الدولية المحايدة والمستقلة في جنيف، وهي مسؤولة عن المساعدة في التحقيق ومحاكمة المسؤولين عن الجرائم الأكثر خطورة بموجب القانون الدولي المرتكبة في سوريا منذ بداية الحرب في عام 2011.

ولم تسمح دمشق لهؤلاء المحققين التابعين للأمم المتحدة بالتوجه إلى سوريا في السابق.

وقال روبير بوتي إنّ فريقه طلب من السلطات الجديدة «الإذن للمجيء إلى سوريا لبدء مناقشة إطار عمل لتنفيذ مهمّتنا».

وأضاف المدعي العام والقانوني الكندي: «عقدنا لقاء مثمراً وطلبنا رسمياً... أن نتمكّن من العودة وبدء العمل، ونحن في انتظار ردّهم».

وفقاً لـ«المرصد السوري لحقوق الإنسان»، قُتل أكثر من 100 ألف شخص في سجون الحكومة السورية السابقة منذ عام 2011.

ومنذ فتح أبواب السجون بعد الإطاحة بحكم بشار الأسد في الثامن من ديسمبر، برزت مخاوف بشأن وثائق وغيرها من الأدلة المتّصلة بالجرائم.

وقال بوتي إنّ هناك في سوريا «ما يكفي من الأدلة... لإدانة هؤلاء الذين يجب أن نحاكمهم» ولكن الحفاظ عليها «يتطلّب الكثير من التنسيق بين جميع الجهات الفاعلة».

واستُخدمت الأدلة التي تمّ جمعها عن بُعد من قِبَل الآلية الدولية المحايدة والمستقلّة في نحو 230 تحقيقاً خلال السنوات الأخيرة، تمّ إجراؤها في 16 ولاية قضائية، خصوصاً في بلجيكا وفرنسا والسويد وسلوفاكيا.