مدير عام «كوب 28» يدعو إلى زيادة التعاون في مجال التمويل المناخي

السويدي أكد أهمية التكاتف والتعاون والعمل الدولي المشترك لمواجهة التحديات المناخية

الإماراتي ماجد السويدي المدير العام والممثل الخاص لرئاسة الإمارات لمؤتمر الأطراف «كوب28» خلال مشاركته في منتدى مناخي في البرازيل (الشرق الأوسط)
الإماراتي ماجد السويدي المدير العام والممثل الخاص لرئاسة الإمارات لمؤتمر الأطراف «كوب28» خلال مشاركته في منتدى مناخي في البرازيل (الشرق الأوسط)
TT

مدير عام «كوب 28» يدعو إلى زيادة التعاون في مجال التمويل المناخي

الإماراتي ماجد السويدي المدير العام والممثل الخاص لرئاسة الإمارات لمؤتمر الأطراف «كوب28» خلال مشاركته في منتدى مناخي في البرازيل (الشرق الأوسط)
الإماراتي ماجد السويدي المدير العام والممثل الخاص لرئاسة الإمارات لمؤتمر الأطراف «كوب28» خلال مشاركته في منتدى مناخي في البرازيل (الشرق الأوسط)

دعا ماجد السويدي، المدير العام والممثل الخاص لرئاسة الإمارات لمؤتمر الأطراف «كوب28»، إلى ضرورة تعزيز تعاون المؤسسات المالية البرازيلية في مجال التمويل المناخي، وناقش أهمية إعلان «كوب28» الإمارات، بشأن التمويل المناخي الذي حدد 10 مبادئ مصممة لتوفير التمويل المناخي المُيسّر بتكلفة مناسبة.

وجاءت دعوة مدير «كوب28» خلال زيارة للبرازيل تضمنت المشاركة في منتدى التمويل المناخي المقام في ساو باولو، على هامش الاجتماع الأول لوزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لمجموعة العشرين؛ حيث دعا إلى ضرورة تعزيز تعاون المؤسسات المالية البرازيلية في مجال التمويل المناخي.

وأكد السويدي أن تطوير هيكل التمويل المناخي هو أحد الركائز الرئيسية لخطة عمل رئاسة «كوب28»، لجعله متاحاً بشروط ميسرة وبتكلفة مناسبة للجميع، وإزالة العقبات التي تعيق الاستثمارات المناخية، وأن الفرق الكبير بين نسب التمويل الحكومي للعمل المناخي حول العالم غير منطقي؛ حيث تصل نسبة التمويل الحكومي للعمل المناخي في أفريقيا إلى 86 في المائة، بينما تبلغ 4 في المائة فقط في أميركا الشمالية.

وقال: «إن توفير التمويل المناخي له أهمية قصوى لدعم العمل المناخي، وخصوصاً في دول الجنوب العالمي، مع ضرورة تغيير نظرة العالم للتمويل المناخي نظراً لكونه فرصة تجارية غير مسبوقة».

وفي مشاركته ضمن جلسة نقاشية استضافها بنك التنمية للبلدان الأميركية، تحدث السويدي عن تطوير هيكل التمويل المناخي العالمي، وأهمية إعلان «COP28» الإمارات بشأن التمويل المناخي الذي تم إطلاقه خلال مؤتمر الأطراف «COP28»، بالإضافة إلى إطلاق «ترويكا رئاسات مؤتمر الأطراف» ضمن الجهود المبذولة للحفاظ على إمكانية تفادي تجاوز الارتفاع في حرارة كوكب الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية.

وكانت رئاسة «كوب28» قد أطلقت خلال الشهر الماضي «ترويكا رئاسات مؤتمر الأطراف» لتوحيد جهودها مع رئاستي «كوب29» في أذربيجان، و«كوب28» في البرازيل، لدعم العمل المناخي الجماعي، وتحقيق أعلى الطموحات المناخية.

وأشاد السفير ماجد السويدي بالدعم الكبير الذي قدمته البرازيل لرئاسة «كوب28» ولخطة عمل المؤتمر، وبتعاونها لإطلاق الترويكا، وقال: «إن التزام بلدينا بتوحيد الجهود يمثل خطوة مهمة نحو العمل المتكامل بين الطبيعة والمناخ، وسيكون لإطلاق الترويكا بين الإمارات وأذربيجان والبرازيل أهمية كبيرة في دعم وتوحيد جهودنا الخاصة بالعمل المناخي».

ودعا السويدي الذي يشغل منصب الرئيس التنفيذي لصندوق «ألتيرّا»، الاستثماري الذي يركز على مواجهة تغير المناخ في العالم، إلى تحفيز الأسواق الخاصة، لإطلاق مزيد من الاستثمارات المناخية عن طريق الشراكات والحلول المبتكرة، باعتبارها عوامل أساسية لإحداث التأثير المطلوب، وحشد الاستثمار على نطاق واسع.

وكانت دولة الإمارات قد أطلقت صندوق «ألتيرّا» خلال مؤتمر الأطراف في «COP28» برأسمال يبلغ 30 مليار دولار، ويستهدف جمع وتحفيز 250 مليار دولار من الاستثمارات المناخية بحلول عام 2030، لبناء اقتصاد مناخي عالمي جديد.

وخلال حديثه عن حجم التحديات المناخي، قال: «إن معالجة أزمة المناخ أكبر من أن تتمكن أي حكومة، أو شركة، أو مصدر رأسمالي، من التصدي لها بشكل منفرد، ولهذا علينا التكاتف والتعاون والعمل معاً، ولهذا فإن (ألتيرّا) يركز على الابتكار والشراكات المبتكرة، لتحقيق الأثر المطلوب على نطاق واسع».

وذكّر خلال جلسة حوارية مع مجموعة من المستثمرين المحليين والعالميين، بأهمية وتأثير التعاون مع البرازيل على العمل المناخي.


مقالات ذات صلة

«كوب 29» يشتعل في اللحظات الحاسمة مع اعتراضات من كل الأطراف

الاقتصاد سيارات تُحضر بعض الوفود إلى مقر انعقاد مؤتمر «كوب 29» في العاصمة الأذرية باكو (رويترز)

«كوب 29» يشتعل في اللحظات الحاسمة مع اعتراضات من كل الأطراف

سيطر الخلاف على اليوم الختامي لـ«كوب 29» حيث عبرت جميع الأطراف عن اعتراضها على «الحل الوسطي» الوارد في «مسودة اتفاق التمويل».

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد مفوض الاتحاد الأوروبي للعمل المناخي فوبكي هوكسترا في مؤتمر صحافي على هامش «كوب 29» (رويترز)

«كوب 29» في ساعاته الأخيرة... مقترح يظهر استمرار الفجوة الواسعة بشأن تمويل المناخ

تتواصل المفاوضات بشكل مكثّف في الكواليس للتوصل إلى تسوية نهائية بين الدول الغنية والنامية رغم تباعد المواقف في مؤتمر المناخ الخميس.

«الشرق الأوسط» (باكو)
بيئة أظهرت الدراسة التي أجراها معهد «كلايمت سنترال» الأميركي للأبحاث أنّ الأعاصير الـ11 التي حدثت هذا العام اشتدت بمعدل 14 إلى 45 كيلومتراً في الساعة (رويترز)

الاحترار القياسي للمحيطات زاد حدة الأعاصير الأطلسية في 2024

أكدت دراسة جديدة، نُشرت الأربعاء، أن ظاهرة الاحترار المناخي تفاقم القوة التدميرية للعواصف، مسببة زيادة السرعة القصوى لرياح مختلف الأعاصير الأطلسية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد رجل يقف بجوار شعار مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ «كوب 29» في أذربيجان (رويترز)

«أوبك» في «كوب 29»: التحول المتوازن في مجال الطاقة مفتاح الاستدامة العالمية

قال أمين عام «أوبك» إن النفط والغاز الطبيعي «هبة من الله»، وإن محادثات الحد من الاحتباس الحراري يجب أن تركز على خفض الانبعاثات وليس اختيار مصادر الطاقة.

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد الأمين العام لمنظمة «أوبك» يتحدث خلال مؤتمر «كوب 29»... (رويترز)

الأمين العام لـ«أوبك» في «كوب 29»: النفط هدية من الله

قال الأمين العام لمنظمة «أوبك»، هيثم الغيص، الأربعاء، خلال مؤتمر المناخ «كوب 29» في باكو، إن النفط الخام والغاز الطبيعي هما «هدية من الله».

«الشرق الأوسط» (باكو)

نوفاك: سوق النفط متوازنة بفضل تحركات «أوبك بلس»

مضخات نفطية في حقل بمدينة ميدلاند في ولاية تكساس الأميركية (رويترز)
مضخات نفطية في حقل بمدينة ميدلاند في ولاية تكساس الأميركية (رويترز)
TT

نوفاك: سوق النفط متوازنة بفضل تحركات «أوبك بلس»

مضخات نفطية في حقل بمدينة ميدلاند في ولاية تكساس الأميركية (رويترز)
مضخات نفطية في حقل بمدينة ميدلاند في ولاية تكساس الأميركية (رويترز)

قال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك يوم الجمعة، عقب اجتماع روسيا و«أوبك»، إن سوق النفط العالمية متوازنة بفضل تحركات دول «أوبك بلس» والالتزام بالحصص المقررة.

وأضاف نوفاك بعد اجتماعه مع الأمين العام لمنظمة أوبك هيثم الغيص في موسكو، إن دول «أوبك بلس»، التي تضخ نحو نصف إنتاج النفط العالمي، تتخذ كل القرارات اللازمة للحفاظ على استقرار السوق.

وقال نوفاك: «بينما نناقش الوضع والتوقعات اليوم، يخلص تقييمنا إلى أن السوق في الوقت الحالي متوازنة. يرجع الفضل في ذلك في الأساس إلى تحركات دول (أوبك بلس)، والإجراءات المشتركة للامتثال للحصص والتعهدات الطوعية من دول في (أوبك بلس)».

ويأتي ذلك في وقت تستعد فيه «أوبك بلس»، التي تضم منظمة البلدان المُصدّرة للبترول (أوبك) وحلفاء من بينهم روسيا، لعقد اجتماع في الأول من ديسمبر (كانون الأول).

وفي الأسواق، تراجعت أسعار النفط قليلا يوم الجمعة، لكنها اتجهت إلى تسجيل زيادة أسبوعية بنحو أربعة في المائة مع احتدام الحرب الأوكرانية، بعد تحذير الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أنها قد تتحول إلى صراع عالمي.

وبحلول الساعة 12:39 بتوقيت غرينتش، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت 34 سنتا أو 0.46 في المائة إلى 73.89 دولار للبرميل. وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 36 سنتا أو 0.51 في المائة إلى 69.74 دولار للبرميل. وزاد الخامان اثنين في المائة يوم الخميس، وكان من المتوقع أن يسجلا مكاسب أسبوعية بنحو أربعة في المائة، وذلك في أفضل أداء من نوعه منذ أواخر سبتمبر (أيلول) الماضي.

وقال بوتين يوم الخميس إن الحرب في أوكرانيا تتحول إلى صراع عالمي بعدما سمحت الولايات المتحدة وبريطانيا لأوكرانيا بضرب العمق الروسي بأسلحة مقدمة من البلدين. وأضاف أن روسيا ردت بإطلاق نوع جديد من الصواريخ الباليستية متوسطة المدى على منشأة عسكرية أوكرانية، محذرا الغرب من أن موسكو قد تتخذ مزيدا من الإجراءات.

وتعد روسيا من بين أكبر الدول المنتجة للنفط في العالم، حتى مع انخفاض الإنتاج بعد حظر الاستيراد المرتبط بغزوها لأوكرانيا وقيود الإمدادات التي تفرضها مجموعة «أوبك بلس». وقالت روسيا هذا الشهر إنها أنتجت حوالي تسعة ملايين برميل من الخام يوميا.

لكن بيانات مخزونات الخام الأميركية حدت من المكاسب. فقد تأثرت الأسعار بارتفاع مخزونات الخام الأميركية 545 ألف برميل إلى 430.3 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 15 نوفمبر (تشرين الثاني)، متجاوزة توقعات المحللين.

وأعلنت الصين يوم الخميس عن إجراءات في السياسات لتعزيز التجارة منها دعم واردات منتجات الطاقة وسط مخاوف بشأن تهديدات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية.

ومن جانبه، قال بنك غولدمان ساكس في مذكرة إنه يتوقع أن يبلغ متوسط ​​سعر خام برنت نحو 80 دولارا للبرميل هذا العام، رغم العجز في المعروض في 2024 والغموض الجيوسياسي، مشيرا إلى فائض متوقع قدره 0.4 مليون برميل يوميا العام المقبل.

وأضاف في المذكرة مساء الخميس: «توقعنا الرئيسي هو أن يظل برنت في نطاق 70 إلى 85 دولارا، مع قدرة إنتاج فائضة عالية تحد من ارتفاع الأسعار، فيما تحد مرونة أسعار (أوبك) وإمدادات النفط الصخري من انخفاض الأسعار».

ويتوقع البنك مخاطر قد تدفع أسعار برنت للصعود على المدى القريب، مع احتمال ارتفاع الأسعار إلى نطاق 85 دولارا في النصف الأول من عام 2025 إذا انخفض المعروض من إيران بمقدار مليون برميل يوميا بسبب فرض عقوبات أكثر صرامة.

وأوضح البنك أن مخاطر الأسعار على المدى المتوسط تميل إلى الجانب السلبي نظرا للطاقة الإنتاجية الاحتياطية المرتفعة. وقال: «في حين أن هناك طاقة احتياطية وفيرة في إنتاج النفط، فإننا نتوقع أن يظل التكرير قليلا للغاية، وأن تتعافى هوامش البنزين والديزل بشكل أكبر».

وأبقى البنك على توقعاته بأن يبلغ متوسط ​​سعر خام برنت 76 دولارا للبرميل في عام 2025، لكنه خفض توقعاته لعام 2026 إلى 71 دولارا للبرميل في ظل فائض قدره 0.9 مليون برميل يوميا.

ويتوقع «غولدمان ساكس» أن يستمر الطلب على النفط في النمو لعقد آخر، مدفوعا بارتفاع الطلب الإجمالي على الطاقة إلى جانب نمو الناتج المحلي الإجمالي واستمرار وجود تحديات في إزالة الكربون من قطاعي الطيران والمنتجات البتروكيماوية.