يحب الإشادة وذاته متضخمة... كيف تتعامل مع مديرك النرجسي؟

التعامل مع المدير النرجسي تجربة صعبة ومرهقة عاطفياً (شاترستوك)
التعامل مع المدير النرجسي تجربة صعبة ومرهقة عاطفياً (شاترستوك)
TT

يحب الإشادة وذاته متضخمة... كيف تتعامل مع مديرك النرجسي؟

التعامل مع المدير النرجسي تجربة صعبة ومرهقة عاطفياً (شاترستوك)
التعامل مع المدير النرجسي تجربة صعبة ومرهقة عاطفياً (شاترستوك)

قد يكون التعامل مع المدير النرجسي تجربة تمثل تحدياً صعباً ومرهقاً عاطفياً، فغالباً ما يفتقر النرجسيون إلى التعاطف، وهم متطلبون جداً من ناحية حاجتهم المستمرة لسماع عبارات الإشادة والإعجاب، ولديهم شعور متضخم بأهميتهم.

يتطلب التعامل مع مثل هذه الشخصية في بيئة مهنية مزيجاً من الوعي والمرونة ومهارات التواصل بشكل استراتيجي، فقد يسبب التعامل مع شخص في موقع سلطة ويتصرف بشكل غير مقبول، قدراً من التوتر، أو حتى الصدمة.

يستعرض موقع «سايكولوجي توداي» عدداً من الاستراتيجيات العملية للتغلب على تعقيدات العمل مع مدير نرجسي.

فهم سمات الشخصية النرجسية

تأتي الخطوة الأولى في التعامل مع المدير النرجسي بالتعرف على وفهم السمات المرتبطة باضطراب الشخصية النرجسية.

عادةً ما يُظهر النرجسيون سلوكاً تلاعبياً، وميلاً إلى التقليل من شأن الآخرين، وعدم القدرة على التعامل مع النقد. بمعرفتك هذه السمات، يمكنك الاستعداد نفسياً بشكل أفضل للتعامل مع مديرك.

وضع حدود واضحة

يُعد وضع حدود واضحة وثابتة أمراً بالغ الأهمية عند التعامل مع المدير النرجسي؛ لأنه سيحاول استغلال مَن حوله لتحقيق مكاسب شخصية، لذلك من الضروري وضع حدود واضحة وحازمة فيما يخص مسؤوليات العمل والمساحة الشخصية. تمنحك هذه الحدود الشعور بالسيطرة، وفي الوقت نفسه الحفاظ على صحتك النفسية.

التركيز على صحتك

يؤثر العمل مع مدير نرجسي سلباً على صحتك النفسية، لذا من الضروري جداً اتباع نمط حياة صحي؛ لأن ذلك من شأنه أن يعلي من قدرتك على مواجهة التحديات. ويكون ذلك بتخصيص وقت لممارسة التمارين الرياضية، واتباع نظام غذائي صحي، ونوم عدد ساعات كافٍ كل ليلة.

بالإضافة إلى ما سبق، حاولِ الانخراط في الأنشطة المحبَّبة لك خارج العمل؛ لأن هذا أيضاً من شأنه خلق التوازن بين حياتك المهنية وحياتك الشخصية.

ومن الضروري تحديد إن كان عملك يسبب لك أي مشاكل صحية، هنا قد يكون الحل الأمثل أن تبدأ البحث عن عمل آخر.

لا تشتبك

في حال قرَّر مديرك مواجهتك بخصوص موضوعات غير مهمة، يفضل أن تعيد توجيه دفة الحوار إلى الأمور التي تؤثر بشكل مباشر على العمل أو على صحتك النفسية.

ارفض تماماً الدخول في مواجهات غير ضرورية، فالمديرون النرجسيون يحاولون دائماً «إغراق» الموظفين في الصراعات، ثم وصْمهم بأنهم حساسون أو غير مستقرين. كما ننصحك بتوثيق أي تعاملات تشعر فيها بعدم الأمان النفسي أو الجسدي.

التوثيق

ننصحك بتوثيق جميع حالات الإشادة أو النقد أو أي سلوك من مديرك، واحتفظ بهذه الوثائق على جهازك الشخصي، بدلاً من جهاز العمل. يفيدك هذا السِّجل في حال احتجت إلى تصعيد المشكلة أو طلب المساعدة من أقسام الموارد البشرية.

طلب الدعم

التعامل مع المدير النرجسي مرهق جداً على المستوى النفسي، وقد يسبب الانعزال عن الناس، أو حتى الصدمات، تأكد من أنك لست وحدك. ننصحك بطلب الدعم من الزملاء الموثوق بهم أو الأصدقاء أو أفراد العائلة القادرين على تقديم المساعدة.

احذر من طلب المساعدة من أي زملاء لا تثق بهم تماماً؛ لأنهم قد يسببون الأذى.

إدارة التوقعات

غالباً ما يكون لدى الرؤساء النرجسيين توقعات غير واقعية من الصعب جداً تلبيتها، وبالتالي تكون مصدراً للتوتر المستمر.

حاولْ، قدر المستطاع، أن تعمل على تحديد أهداف واقعية، وتوثيق التعليمات كتابياً وليس شفهياً فقط.

في النهاية، نذكّرك بأن التعامل مع مديرك النرجسي يتطلب منك أن تختار معاركك بحكمة. طوِّر مهاراتك في التواصل وإدارة التوقعات، وحافظ على سلامك النفسي.


مقالات ذات صلة

أطعمة تقلل من خطر الإصابة بـ14 نوعاً مختلفاً من السرطان

صحتك استهلاك الأطعمة التي تحتوي على «أوميغا 3» و«أوميغا 6» مثل الأسماك الزيتية يقلل معدل خطر الإصابة بالسرطان (جمعية الصيادين الاسكوتلنديين)

أطعمة تقلل من خطر الإصابة بـ14 نوعاً مختلفاً من السرطان

وجدت دراسة أن استهلاك «أوميغا 3» و«أوميغا 6»، وهي الأحماض الدهنية التي توجد في الأطعمة النباتية والأسماك الزيتية، قد يؤثر على معدل خطر الإصابة بالسرطان.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)

الأشخاص الغاضبون «أكثر ميلاً للنجاح»... كيف؟

كشف أحد علماء الأعصاب أن الأشخاص الغاضبين أكثر ميلاً للنجاح، وقال الدكتور جاي ليشزينر إن الشعور بالغضب قد يكون «محركاً مهماً» للنجاح في العالم الحديث.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم صورة تحت المجهر الإلكتروني والتي قدمها المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في عام 2024 لجزيئات فيروس جدري القردة باللون البرتقالي الموجودة داخل الخلايا المصابة باللون الأخضر (أ.ب)

كندا ترصد أول إصابة بسلالة فرعية من جدري القردة

أكدت وكالة الصحة العامة الكندية أمس (الجمعة) رصد أول حالة إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة في كندا لدى شخص في مانيتوبا.

«الشرق الأوسط» (مونتريال)
المشرق العربي فلسطيني يحمل طفلة صغيرة مصابة داخل مستشفى كمال عدوان في قطاع غزة (أ.ف.ب)

وزارة الصحة: كل مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة

حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة من توقف جميع مستشفيات القطاع عن العمل أو تقليص خدماتها خلال 48 ساعة بسبب نقص الوقود، إذ ترفض إسرائيل دخوله للقطاع.

«الشرق الأوسط» (غزة)
صحتك سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

تعتمد الأوساط الطبية بالعموم في تحديد «مقدار وزن الجسم» على عدد الكيلوغرامات بوصفه «رقماً»

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)

«دماغ السحلية»... أسباب انشغالنا بآراء الآخرين عنا

صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
TT

«دماغ السحلية»... أسباب انشغالنا بآراء الآخرين عنا

صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)

وجدت دراسة جديدة، أجراها فريق من الباحثين في كلية الطب بجامعة نورث وسترن الأميركية، أن الأجزاء الأكثر تطوراً وتقدماً في الدماغ البشري الداعمة للتفاعلات الاجتماعية -تسمى بالشبكة المعرفية الاجتماعية- متصلة بجزء قديم من الدماغ يسمى اللوزة، وهي على اتصال باستمرار مع تلك الشبكة.

يشار إلى اللوزة تُعرف أيضاً باسم «دماغ السحلية»، ومن الأمثلة الكلاسيكية لنشاطها الاستجابة الفسيولوجية والعاطفية لشخص يرى أفعى؛ حيث يصاب بالذعر، ويشعر بتسارع ضربات القلب، وتعرّق راحة اليد.

لكن الباحثين قالوا إن اللوزة تفعل أشياء أخرى أكثر تأثيراً في حياتنا.

ومن ذلك ما نمر به أحياناً عند لقاء بعض الأصدقاء، فبعد لحظات من مغادرة لقاء مع الأصدقاء، يمتلئ دماغك فجأة بأفكار تتداخل معاً حول ما كان يُفكر فيه الآخرون عنك: «هل يعتقدون أنني تحدثت كثيراً؟»، «هل أزعجتهم نكاتي؟»، «هل كانوا يقضون وقتاً ممتعاً من غيري؟»، إنها مشاعر القلق والمخاوف نفسها، ولكن في إطار اجتماعي.

وهو ما علّق عليه رودريغو براغا، الأستاذ المساعد في علم الأعصاب بكلية فاينبرغ للطب، جامعة نورث وسترن، قائلاً: «نقضي كثيراً من الوقت في التساؤل، ما الذي يشعر به هذا الشخص، أو يفكر فيه؟ هل قلت شيئاً أزعجه؟».

وأوضح في بيان صحافي صادر الجمعة: «أن الأجزاء التي تسمح لنا بالقيام بذلك توجد في مناطق الدماغ البشري، التي توسعت مؤخراً عبر مسيرة تطورنا البشري. في الأساس، أنت تضع نفسك في عقل شخص آخر، وتستنتج ما يفكر فيه، في حين لا يمكنك معرفة ذلك حقّاً».

ووفق نتائج الدراسة الجديدة، التي نُشرت الجمعة في مجلة «ساينس أدفانسز»، فإن اللوزة الدماغية، بداخلها جزء محدد يُسمى النواة الوسطى، وهو مهم جدّاً للسلوكيات الاجتماعية.

كانت هذه الدراسة هي الأولى التي أظهرت أن النواة الوسطى للوزة الدماغية متصلة بمناطق الشبكة المعرفية الاجتماعية التي تشارك في التفكير في الآخرين.

لم يكن هذا ممكناً إلا بفضل التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI)، وهي تقنية تصوير دماغ غير جراحية، تقيس نشاط الدماغ من خلال اكتشاف التغيرات في مستويات الأكسجين في الدم.

وقد مكّنت هذه المسوحات عالية الدقة العلماء من رؤية تفاصيل الشبكة المعرفية الاجتماعية التي لم يتم اكتشافها مطلقاً في مسوحات الدماغ ذات الدقة المنخفضة.

ويساعد هذا الارتباط باللوزة الدماغية في تشكيل وظيفة الشبكة المعرفية الاجتماعية من خلال منحها إمكانية الوصول إلى دور اللوزة الدماغية في معالجة مشاعرنا ومخاوفنا عاطفياً.

قالت دونيسا إدموندز، مرشح الدكتوراه في علم الأعصاب بمختبر «براغا» في نورث وسترن: «من أكثر الأشياء إثارة هو أننا تمكنا من تحديد مناطق الشبكة التي لم نتمكن من رؤيتها من قبل».

وأضافت أن «القلق والاكتئاب ينطويان على فرط نشاط اللوزة الدماغية، الذي يمكن أن يسهم في الاستجابات العاطفية المفرطة وضعف التنظيم العاطفي».

وأوضحت: «من خلال معرفتنا بأن اللوزة الدماغية متصلة بمناطق أخرى من الدماغ، ربما بعضها أقرب إلى الجمجمة، ما يسهل معه استهدافها، يمكن لتقنيات التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة استهداف اللوزة الدماغية، ومن ثم الحد من هذا النشاط وإحداث تأثير إيجابي فيما يتعلق بالاستجابات المفرطة لمشاعر الخوف والقلق».