يزيد تناول الأطعمة فائقة المعالجة من خطر الإصابة بالعشرات من الحالات الصحية، التي قد تكون قاتلة في بعض الأحيان، وفقاً لمراجعة جديدة لـ45 تحليلاً تلوياً على ما يقرب من 10 ملايين شخص، بحسب شبكة «سي إن إن».
وقال كبير الباحثين وولفغانغ ماركس من مركز الغذاء والمزاج بجامعة ديكين في أستراليا: «لقد وجدنا أدلة ثابتة تربط بين تناول كميات أكبر من الأطعمة فائقة المعالجة وأكثر من 70 في المائة من 45 نتيجة صحية مختلفة قمنا بتقييمها».
وأوضح هاينز فريسلينغ، العالم في فرع التغذية والتمثيل الغذائي بالوكالة الدولية لأبحاث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية، في رسالة بالبريد الإلكتروني، إنه تم النظر في تناول كمية أكبر بنحو حصة واحدة أو نحو 10 في المائة أكثر من الأطعمة فائقة المعالجة يومياً.
وقال فريسلينغ: «يمكن اعتبار هذه النسبة بمثابة خط الأساس، وبالنسبة للأشخاص الذين يستهلكون أكثر من خط الأساس هذا، فقد يزيد الخطر لديهم».
وأكد المؤلفون أن جميع الدراسات الواردة في المراجعة نُشرت في السنوات الثلاث الماضية، ولم يتم تمويل أي منها من قبل الشركات المشاركة في إنتاج الأطعمة فائقة المعالجة.
وقالت المؤلفة الرئيسية الدكتورة ميليسا لين، من جامعة ديكين: «تظهر الأدلة القوية أن تناول كميات أكبر من الأطعمة فائقة المعالجة كان مرتبطاً بنسبة 50 في المائة تقريباً بارتفاع خطر الوفاة المتعلقة بأمراض القلب والأوعية الدموية والاضطرابات العقلية الشائعة».
تشمل أمراض القلب والأوعية الدموية النوبات القلبية والسكتة الدماغية وانسداد الشرايين وأمراض الشرايين الطرفية.
كانت هناك أدلة مقنعة على أن تناول كميات كبيرة من الأطعمة فائقة المعالجة يمكن أن يزيد من خطر القلق بنسبة تصل إلى 53 في المائة، وخطر الوفاة المبكرة لأي سبب بنسبة 20 في المائة، وفقاً للدراسة التي نشرت يوم الأربعاء.
وقالت فانغ فانغ تشانغ، عالمة أوبئة السرطان، والأستاذة المشاركة ورئيسة قسم علم الأوبئة الغذائية وعلوم البيانات في جامعة تافتس في بوسطن: «ليس من المستغرب أن هناك الكثير من الدراسات التي تشير إلى وجود علاقة إيجابية بين استهلاك الأغذية فائقة المعالجة وخطر نتائج الأمراض المختلفة».
وتابعت تشانغ: «الأطعمة فائقة المعالجة غنية بالسعرات الحرارية والسكر المضاف والصوديوم وقليلة الألياف... من المعروف بالفعل أن كل هذه العوامل تساهم في النتائج الضارة للقلب، وزيادة الوزن، والسمنة، والسكري من النوع الثاني، وارتفاع ضغط الدم».
تأثير مختلط على بعض الحالات الصحية
وجد الباحثون أدلة موحية للغاية على أن تناول المزيد من الأطعمة فائقة المعالجة يزيد من خطر السمنة بنسبة 55 في المائة، واضطرابات النوم بنسبة 41 في المائة، والإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة 40 في المائة، وخطر الاكتئاب بنسبة 20 في المائة.
مع ذلك، كانت الأدلة محدودة على وجود علاقة بين تناول الأطعمة فائقة المعالجة والربو، وصحة الجهاز الهضمي وعوامل الخطر المتعلقة بأمراض القلب والأوعية الدموية مثل ارتفاع نسبة الدهون في الدم وانخفاض مستويات البروتين الدهني عالي الكثافة «الجيد» أو الكولسترول الجيد، وفقاً للتحليل.
بالإضافة إلى ذلك، لم تجد الدراسة أدلة تشير إلى وجود علاقة بين الأطعمة فائقة المعالجة والسرطان. وهذا أمر مثير للدهشة، وفقاً لتشانغ، التي بحثت في دور الأطعمة فائقة المعالجة والسرطان بالفعل. وقالت: «السمنة هي عامل خطر لـ13 نوعاً من السرطان... الأطعمة فائقة المعالجة تزيد من الوزن، والسمنة بدورها تزيد من الإصابة بالسرطان».
في دراسة شاركت في تأليفها في أغسطس (آب) 2022، وجدت تشانغ أن الرجال الذين تناولوا الأطعمة فائقة المعالجة من أي نوع كانوا أكثر عرضة للإصابة بسرطان القولون والمستقيم بنسبة 29 في المائة.