بريطانيا: استبعاد نائب محافظ بعد تصريحات «معادية للمسلمين»

عقب تسجيل أعلى نسبة كراهية ضد المسلمين منذ هجوم 7 أكتوبر

النائب البريطاني لي أندرسون متجها نحو "10 داونينغ ستريت" في ديسمبر الماضي (رويترز)
النائب البريطاني لي أندرسون متجها نحو "10 داونينغ ستريت" في ديسمبر الماضي (رويترز)
TT

بريطانيا: استبعاد نائب محافظ بعد تصريحات «معادية للمسلمين»

النائب البريطاني لي أندرسون متجها نحو "10 داونينغ ستريت" في ديسمبر الماضي (رويترز)
النائب البريطاني لي أندرسون متجها نحو "10 داونينغ ستريت" في ديسمبر الماضي (رويترز)

استبعد حزب المحافظين البريطاني، بزعامة رئيس الوزراء ريشي سوناك، السبت، نائباً من كتلته البرلمانية، بعدما رفض الاعتذار عن اتهامه رئيس بلدية لندن العمالي، صديق خان، بأن «الإسلاميين يسيطرون عليه». واشتد الضغط على المحافظين لاتخاذ إجراء حيال لي أندرسون، الذي شغل سابقاً منصب نائب رئيس الحزب، والذي غالباً ما يثير جدلاً، بعد تصريحات أدلى بها مساء الجمعة، وأثارت تنديداً واسعاً، بوصفها عنصرية ومعادية للإسلام.

يأتي هذا الجدل في ظل زيادة ملحوظة في الحوادث المرتبطة بمعاداة المسلمين ومعاداة السامية في المملكة المتحدة، وسط استقطاب كبير تشهده البلاد منذ 7 أكتوبر. وأعلن المتحدث باسم الحزب، النائب سايمون هارت، تعليق عضوية أندرسون في كتلة المحافظين بالبرلمان «بعد رفضه الاعتذار عن تصريحات أدلى بها (الجمعة)». وكان أندرسون قال لشبكة «جي بي نيوز» المحافِظة، إن الإسلاميين «سيطروا» على صديق خان، أول مسلم يتولى رئاسة بلدية العاصمة البريطانية. وتابع النائب عن دائرة بشمال إنجلترا أن صديق خان، الذي انتخب عام 2016 «سلَّم عاصمتنا إلى رفاقه».

تنديد واسع

وأثارت تصريحاته تنديداً من كل الأطراف السياسيين، ووصفتها رئيسة حزب العمال، أناليز دودز، بأنها «عنصرية ومعادية للإسلام بلا لبس». كما ندد «المجلس الإسلامي البريطاني»، الهيئة الممثلة لمسلمي بريطانيا، بتصريحات «مشينة».

وانتقد صديق خان تصريحات «معادية للإسلام» و«عنصرية»، واتهم ريشي سوناك وكبار أعضاء الحكومة بلزوم «صمت مدوٍّ»، عادّاً عدم تعليقهم على المسألة بمثابة تأييد للعنصرية. وبعد ساعات، أعلن الحزب تعليق عضوية أندرسون الذي سيشغل منصبه الآن مستقلاً. وصرح النائب لاحقاً، مساء السبت، بأنه يفهم أن تصريحاته وضعت هارت وسوناك في «موقف صعب». وقال: «أقبل تماماً أنه لم يكن أمامهما خيار آخر»، دون أن يقدم اعتذاراً.

وتابع: «لكنني سأواصل دعم جهود الحكومة للتنديد بالتطرف بكلّ أشكاله، سواء معاداة السامية أو معاداة المسلمين».

وعُيّن أندرسون، العام الماضي، نائباً لرئيس الحزب المحافظ، قبل أن يتخلى عن هذا المنصب، الشهر الماضي، لاعتماد موقف أكثر تشدداً من الحكومة بشأن الهجرة. كذلك، وجّه زعيم حزب العمال، كير ستارمر، انتقادات إلى سوناك، فشكك في «حسّه المنطقي»، لاختياره أندرسون نائباً لرئيس الحزب.

وقال: «هذا ليس مُحرِجاً للحزب المحافظ فحسب، بل يشجع أسوأ القوى في حياتنا السياسية. ينبغي على ريشي سوناك أن يتدارك ويتصرف حيال المتطرفين في حزبه».

جاءت تصريحات أندرسون بعد إعلان وزيرة الداخلية السابقة سولا بريفرمان في مقالة أن «الإسلاميين والمتطرفين والمعادين للسامية باتوا في القيادة الآن». وأدلت بتصريحاتها رداً على مناقشات محتدمة شهدها البرلمان حول مذكرة تدعو إلى وقف إطلاق نار في قطاع غزة.

تصاعد الكراهية

تم تسجيل زيادة بنسبة 235 في المائة في حالات الكراهية ضد المسلمين في المملكة المتحدة منذ هجوم «حماس» على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وفي تقرير نشره موقع «سكاي نيوز» الإخباري، الأسبوع الماضي، شهدت الأشهر الأربعة التي تلت الهجوم تسجيل 2010 حالات انتهاك، سواء عبر الإنترنت أو في الحياة العامة، بحسب مؤسسة «تيل ماما» (Tell MAMA)، المعنية بتسجيل وقياس الحوادث المعادية للمسلمين في المملكة المتحدة.

وشملت حالات الكراهية ضد المسلمين 535 تقريراً عن سلوك مسيء، من بينها 77 تهديداً، و83 اعتداء، و79 عملاً تخريبياً، و69 حالة تمييز عنصري، و39 خطاب كراهية، و19 عملاً أدبياً مناهضاً للمسلمين. ومن أمثلة الاضطهاد كتابة كلمة «حماس» على الباب الأمامي لإحدى العائلات المسلمة، والتعرض للمسلمين في وسائل المواصلات. كما تشير إحصاءات «تيل ماما» إلى أن 65 في المائة من المستهدَفين سيدات، وأنه من إجمالي 2010 حالات، سُجّلت 576 حالة في العاصمة لندن، بينما سجَّلت ويلز 9 حالات، وهي الأقل بالمملكة.

وتقول المؤسسة إن هذا العدد من الحالات هو الأكبر الذي يتم تسجيله خلال 4 أشهر فقط منذ انطلاق «تيل ماما» في 2011. وتضيف المؤسسة أيضاً أن البيانات الأخيرة تتناقض بشكل صارخ مع بيانات العام الماضي، حيث تم تسجيل 310 حالات في الحياة العامة، و290 حالة عبر الإنترنت، في الفترة ما بين 7 أكتوبر 2022 و7 فبراير (شباط) 2023.

يأتي ذلك بعد تسجيل أكثر من 4 آلاف حادثة معاداة للسامية في المملكة، عام 2023، من قِبَل مؤسسة خيرية يهودية، وهو أعلى مستوى على الإطلاق، ويعود ذلك أيضاً لهجمات 7 أكتوبر.

وتصف مؤسسة أمن المجتمع المعنية بحماية اليهود البريطانيين ضد حوادث معاداة السامية، «تفجُّر حالات الكراهية» بأنه «وصمة عار».


مقالات ذات صلة

بريطانيا: المعاهدة المقترحة لمواجهة الأوبئة الجديدة «غير مقبولة»

أوروبا وزير الصحة البريطاني أندرو ستيفنسون (صورة من موقع الحكومة البريطانية)

بريطانيا: المعاهدة المقترحة لمواجهة الأوبئة الجديدة «غير مقبولة»

قال وزير الصحة البريطاني أندرو ستيفنسون اليوم (الثلاثاء) إن المعاهدة المقترحة من منظمة الصحة العالمية بشأن الجاهزية لمواجهة أوبئة مستقبلية «غير مقبولة».

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك (رويترز)

رئيس الوزراء البريطاني للناخبين قبل الانتخابات العامة: إمنحوني ثقتكم

دعا رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك الناخبين، الاثنين، إلى منحه ثقتهم بأنه سيحافظ على أمنهم في عالم يزداد فيه الخطر.

«الشرق الأوسط» (لندن )
أوروبا مبنى وزارة الدفاع في لندن (رويترز)

تقرير: الصين اخترقت بيانات تابعة لوزارة الدفاع البريطانية

زعم تقرير نشرته شبكة «سكاي نيوز» أن الصين كانت وراء عملية اختراق واسعة النطاق لبيانات تابعة لوزارة الدفاع البريطانية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا نائبة زعيم حزب العمال البريطاني أنجيلا راينر تتحدث خلال احتفال بإعلان فوز كريس ويب في الانتخابات الفرعية في بلاكبول ساوث بنادي بلاكبول للكريكيت - بلاكبول (د.ب.أ)

حزب العمال البريطاني يدعو إلى انتخابات تشريعية بعد فوز كبير في الانتخابات المحلية

حضّ حزب العمال المعارض في بريطانيا رئيس الوزراء على الدعوة لإجراء انتخابات تشريعية بعد فوز الحزب بمقعد جديد في البرلمان وبعشرات المقاعد في الانتخابات المحلية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا لجنة انتخابية في بريطانيا (أ.ف.ب)

تقرير: حزب رئيس الوزراء البريطاني يتكبد خسائر فادحة في الانتخابات المحلية

قالت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، الجمعة، إن حزب المحافظين الحاكم في المملكة المتحدة يتكبد خسائر فادحة في الانتخابات المحلية التي تشهدها البلاد.

«الشرق الأوسط» (لندن )

خطة روسية لـ«توسيع» الحدود البحرية تثير حفيظة الجيران في البلطيق


قوات روسية تقوم بمناورات تكتيكية لأسلحة نووية (أ.ف.ب)
قوات روسية تقوم بمناورات تكتيكية لأسلحة نووية (أ.ف.ب)
TT

خطة روسية لـ«توسيع» الحدود البحرية تثير حفيظة الجيران في البلطيق


قوات روسية تقوم بمناورات تكتيكية لأسلحة نووية (أ.ف.ب)
قوات روسية تقوم بمناورات تكتيكية لأسلحة نووية (أ.ف.ب)

فتحت روسيا ملفاً خلافياً جديداً مع أوروبا، بنشرها خطة لإعادة تغيير الحدود الروسية وتوسيع مياهها الإقليمية المتاخمة لفنلندا وليتوانيا، مما أثار ردود فعل حادة من جانب البلدين. إلا أن الموقع الإلكتروني للحكومة الروسية حذف الخطة من دون إعطاء أي تفسير.

وحمل المشروع الذي نشرته وزارة الدفاع على موقعها الإلكتروني، الثلاثاء، إشارات إلى عزم روسيا على إعادة ترسيم حدود البلاد المائية في بحر البلطيق، في إطار تدابير وصفها الكرملين بأنها تدخل ضمن «إجراءات ضمان أمن روسيا وسط تفاقم الوضع في منطقة حوض البلطيق». ورأى متابعون أن هذه الخطوة قد تُفاقم التوتر في علاقات موسكو مع جاراتها في منطقة حوض بحر البلطيق.وكانت معدلات التوتر قد ارتفعت بشكل حاد في المنطقة بعد قرار حلف شمال الأطلسي «الناتو» ضم فنلندا والسويد. وأعلنت أوساط في الحلف أن البحر غدا «بحيرة أطلسية مغلقة»، في إشارة إلى تكثيف نشاطات الحلف، وحرية الحركة للسفن العسكرية الغربية في المنطقة في مقابل أن روسيا لا تمتلك سوى إطلالة محدودة على البحر عبر خليج فنلندا الذي تطل عليه عاصمة الشمال سان بطرسبرغ، وجيب كاليننغراد المعزول عن الأراضي الروسية برّاً.


بريطانيا لتنظيم انتخاباتها العامة في 4 يوليو المقبل


سوناك لدى إعلانه موعد الانتخابات (أ.ف.ب)
سوناك لدى إعلانه موعد الانتخابات (أ.ف.ب)
TT

بريطانيا لتنظيم انتخاباتها العامة في 4 يوليو المقبل


سوناك لدى إعلانه موعد الانتخابات (أ.ف.ب)
سوناك لدى إعلانه موعد الانتخابات (أ.ف.ب)

أعلن رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، أمس (الأربعاء)، عن تنظيم الانتخابات العامة في 4 يوليو (تموز)، مُنهياً شهوراً من التكهُّنات حول موعد الاستحقاق.

وقال سوناك خارج مقر «10 داونينغ ستريت»، في جو ماطر: «تحدثت في وقت سابق مع جلالة الملك لطلب حل البرلمان. وقد وافق الملك على هذا الطلب، وسنجري انتخابات عامة في 4 يوليو».

وتابع سوناك: «الآن هو الوقت المناسب لبريطانيا لتختار مستقبلها»، سارداً مجموعة سياسات يعدّها أبرز نجاحات فترة حكمه القصيرة، في مقدّمها تراجع مستويات التضخم إلى 2.3 في المائة مُقتربة من هدف 2 في المائة الذي حدده في بداية ولايته، ومصادقة البرلمان على سياسة ترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا، وسط توقعات بانطلاق أول رحلة باتجاه البلد الأفريقي مع حلول يوليو.

من جانبها، رحّبت أحزاب المعارضة بإعلان موعد الانتخابات. وقال كير ستارمر، زعيم حزب العمال، الذي يتصدّر استطلاعات الرأي، إن الاستحقاق التشريعي المقبل يتيح «فرصة للتغيير»، متعهداً خدمة المواطنين. وحدّد ستارمر ثلاثة محاور لحملته الانتخابية، هي «إنهاء الفوضى»، و«التغيير»، و«إعادة ضبط الاقتصاد والسياسة».


بوريل لموقف مشترك «أوروبي» للاعتراف بدولة فلسطين

وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل (د.ب.أ)
وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل (د.ب.أ)
TT

بوريل لموقف مشترك «أوروبي» للاعتراف بدولة فلسطين

وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل (د.ب.أ)
وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل (د.ب.أ)

أعلن وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، اليوم (الأربعاء)، أنه «أخذ علماً» باعتراف دولتين من الأعضاء الـ27 في الاتحاد الأوروبي، إسبانيا وآيرلندا، بدولة فلسطين، معرباً عن رغبته في العمل من أجل «موقف مشترك» للاتحاد، حسبما نشرت «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقالت مدريد ودبلن، إلى جانب النرويج، في خضم الحرب بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة.

وقال بوريل على منصة «إكس»: «سأعمل بلا كلل مع كل الدول الأعضاء لتشجيع موقف مشترك للاتحاد الأوروبي على أساس حل الدولتين».


بين مسيّرات وتشويش... حرب إلكترونية «عملاقة» في سماء أوكرانيا

تقول أوكرانيا إن المسيّرات هي أكثر ما يقتل جنوداً في الجانبين في الوقت الحالي (رويترز)
تقول أوكرانيا إن المسيّرات هي أكثر ما يقتل جنوداً في الجانبين في الوقت الحالي (رويترز)
TT

بين مسيّرات وتشويش... حرب إلكترونية «عملاقة» في سماء أوكرانيا

تقول أوكرانيا إن المسيّرات هي أكثر ما يقتل جنوداً في الجانبين في الوقت الحالي (رويترز)
تقول أوكرانيا إن المسيّرات هي أكثر ما يقتل جنوداً في الجانبين في الوقت الحالي (رويترز)

على الجبهة الأوكرانية، فرضت أجهزة التشويش نفسها في الأشهر الأخيرة كمعدات أساسية في الحرب الإلكترونية ضد روسيا، تعمل من خلالها قوات كييف على تحييد أكبر عدد ممكن من المقاتلات الصغيرة المسيّرة التي تملأ سماء ساحة القتال.

وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية، يقول مسؤول كبير في الجيش الأوكراني متخصص في الحرب الإلكترونية: «إنها معركة عملاقة» تُعدّ كذلك سباقاً مع الوقت نظراً لسرعة تطوّر التقنيات. ويضيف: «يتوجب علينا كل 3 أشهر التفكير بتقنيات جديدة»، مؤكداً أن القوات الأوكرانية تنجح حالياً في تشويش رادارات 60 إلى 70 في المائة من المسيّرات الروسية من طراز «إف بي في» المزودة بكاميرا، التي توفّر بثاً مباشراً من منظور الشخص الأول الذي يتحكم بها.

وجهاز التشويش عبارة عن عبوة أسطوانية بيضاء تزن 4 كيلوغرامات موضوعة في حقيبة قماشية زيتية تُثبّت على ظهر الجندي.

ويوضح ميكولا (42 عاماً) المتخصص في أجهزة التشويش في كتيبة مسيرّات تابعة للواء 92، الذي يقاتل على الجبهة الشرقية لأوكرانيا: «إنها واحدة من أولى أجهزة الحماية الإلكترونية المحمولة للمشاة الأوكرانيين». ويضيف: «يُنقذ هذا الجهاز مشاتنا من المسيرات الروسية من طراز (إف بي في)، ووحداتنا التي تذهب إلى مواقع تشغّل منها مسيّراتنا».

وتسمح مسيرّات «إف بي في» المجهّزة بعبوة ناسفة بضرب وحدات معادية بشكل مباشر ضمن دائرة، نصف قطرها بضعة كيلومترات.

وبعد أكثر من عامَين من الحرب منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، أصبحت هذه الأجهزة الرخيصة نسبياً، التي ينشر المعسكران مئات الآلاف منها على الجبهة، ضرورية في هذه الحرب إلى جانب المدفعية التقليدية.

فقدان كامل للسيطرة

وقال قائد القوات البرية الأوكرانية، أولكسندر بافليوك، مؤخراً في مقابلة مع صحيفة «ذي تايمز» البريطانية: «المسيّرات هي أكثر ما يقتل جنوداً في الجانبين في الوقت الحالي».

وتقوم أجهزة التشويش بإصدار إشارات على نفس تردد إشارة التحكم الخاصة بالمسيّرة، ما يقطع الاتصال بين الطائرة والطرف الذي يتحكّم بها.

ويقول ميكولا إن الجهاز المستخدم، الذي رآه مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية، «فعّال» على مسافة 30 متراً ويتسبب في «فقدان كامل للسيطرة» على مسيّرة «إف بي في» المعادية. وهذا الجهاز من صنع شركة أوكرانية، وقد تم تمويل تصنيعه من خلال تبرعّات خاصة.

ويزداد تجهيز سيارات رباعية الدفع تابعة للقوات الأوكرانية، تتنقّل في مناطق حساسة، بأنواع أخرى من أجهزة التشويش المحمولة تكون أكبر حجماً، فيما يتم تركيب «محطات كبيرة للحرب الإلكترونية عن بُعد» في الجبهة، بحسب ميكولا.

ويشبّه هذه الأجهزة بـ«السترات المضادة للرصاص التي توفّر بعض الحماية والثقة»، مضيفاً: «بالتالي تزداد فرص البقاء على قيد الحياة». ويرى كويوت (22 عاماً) الذي يتحكّم بمسيّرات أن الخبرة ضرورية من أجل ضمان الاحتماء من أجهزة التشويش الروسية، مقرّاً بخسارة نحو 40 في المائة من مسيّراته بسبب التشويش الروسي.

كيفية المواجهة

ويقول الجندي في اللواء 28 من الجيش الأوكراني: «إذا كنتم تعرفون الترددات التي تعمل عليها أجهزة التشويش، إن سبق لكم أن حلّقتم (حيث تكون نشطة بالعادة)، يمكنكم تغيير ترددات المسيّرة، وإلّا يمكنكم محاولة الطيران حول جهاز التشويش أو فوقه».

ويوضح ميكولا أن روسيا متقدّمة بخطوة، لأنها تعمل على أنظمة الحرب الإلكترونية «منذ أكثر من 30 عاماً»، فيما بدأت أوكرانيا «في تطوير المعدات اعتباراً من عام 2014» حين ضمّت روسيا شبه جزيرة القرم، وبدأ النزاع المسلّح في شرق أوكرانيا.

وبعد أكثر من عامين من اندلاع الحرب بين كييف وموسكو، تؤكد أوكرانيا أنها تمكّنت من اللحاق بالعدو إلى حد كبير. ويضيف: «اليوم، أصبح الجميع يبحث عن ترددات مجانية من أجل تصنيع مسيّرات (إف بي في) ومسيّرات أخرى تعمل على هذه الترددات. ويفكّر الجميع أيضاً في كيفية مواجهة هذه الترددات».


بولندا تؤيد حل الدولتين

بولندا أعربت عن اعتقادها أن الحل المستقر والطويل الأمد هو وجود دولتين (رويترز)
بولندا أعربت عن اعتقادها أن الحل المستقر والطويل الأمد هو وجود دولتين (رويترز)
TT

بولندا تؤيد حل الدولتين

بولندا أعربت عن اعتقادها أن الحل المستقر والطويل الأمد هو وجود دولتين (رويترز)
بولندا أعربت عن اعتقادها أن الحل المستقر والطويل الأمد هو وجود دولتين (رويترز)

أعلنت بولندا، اليوم (الأربعاء)، أنها تؤيد حلّ الدولتين لأزمة الشرق الأوسط بين إسرائيل والفلسطينيين، بعد أن أعلنت آيرلندا وإسبانيا والنرويج أنها ستعترف بدولة فلسطينية، بحسب «رويترز».

وقال وزير الخارجية البولندي، رادوسلاف سيكورسكي: «سندعم جهود مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي والدول الأخرى التي تعتقد أن هناك حاجة إلى حلّ مستقر وطويل الأمد». وأضاف: «نعتقد أن الحل المستقر والطويل الأمد هو وجود دولتين».

وفي وقت سابق، اليوم (الأربعاء)، أعلنت النرويج وآيرلندا وإسبانيا قرارات بالاعتراف بالدولة الفلسطينية رسمياً تدخل حيز التنفيذ في 28 مايو (أيار) الحالي، وهو الأمر الذي لقي ترحيباً فلسطينياً وعربياً، لكنه أغضب إسرائيل على نحو يُنذر بحرب سياسية ودبلوماسية لا يُعرف كيف ستكون خاتمتها.


«البنتاغون» لا يفصح عمّا إذا كانت «وسائط الدفاع الجوي» الروسية مشمولة بقيود الأسلحة على أوكرانيا

رجال شرطة وخبراء أوكرانيون يفحصون جثث المدنيين الذين لقوا حتفهم نتيجة هجوم صاروخي على مركز ترفيهي بقرية تشيركاسكا لوزوفا بالقرب من خارين في ظل الغزو الروسي لأوكرانيا (أ.ف.ب)
رجال شرطة وخبراء أوكرانيون يفحصون جثث المدنيين الذين لقوا حتفهم نتيجة هجوم صاروخي على مركز ترفيهي بقرية تشيركاسكا لوزوفا بالقرب من خارين في ظل الغزو الروسي لأوكرانيا (أ.ف.ب)
TT

«البنتاغون» لا يفصح عمّا إذا كانت «وسائط الدفاع الجوي» الروسية مشمولة بقيود الأسلحة على أوكرانيا

رجال شرطة وخبراء أوكرانيون يفحصون جثث المدنيين الذين لقوا حتفهم نتيجة هجوم صاروخي على مركز ترفيهي بقرية تشيركاسكا لوزوفا بالقرب من خارين في ظل الغزو الروسي لأوكرانيا (أ.ف.ب)
رجال شرطة وخبراء أوكرانيون يفحصون جثث المدنيين الذين لقوا حتفهم نتيجة هجوم صاروخي على مركز ترفيهي بقرية تشيركاسكا لوزوفا بالقرب من خارين في ظل الغزو الروسي لأوكرانيا (أ.ف.ب)

رفض المتحدث باسم «وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)»، الجنرال بات رايدر، الإفصاح عمّا إذا كانت القيود التي تفرضها إدارة بايدن على أوكرانيا في استخدام الأسلحة الأميركية لضرب الأراضي الروسية، تشمل أيضاً ضرب أهداف الدفاعات الجوية الموجودة في الأراضي الروسية، فيما يطالب بعض الأصوات وكثير من المراقبين الدوائر السياسية والعسكرية المسؤولة بتجنب «الإفراط في الحذر»، وبأن تعيد الإدارة النظر في الأمر.

من عمليات نقل كبار السن من منطقة خاركيف (رويترز)

وقال رايدر، خلال مؤتمره الصحافي اليومي مساء الثلاثاء، إنه لن يخوض في «اختيار مجموعة من السيناريوهات المختلفة»، مؤكداً على أن «الهدف الاستراتيجي هنا هو تمكين أوكرانيا من الدفاع عن نفسها والدفاع عن أراضيها السيادية».

وكان وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، قد أعاد التأكيد، يوم الاثنين، على القيود التي لا تزال واشنطن تفرضها على كييف لناحية استخدام الأسلحة الأميركية، لكنه أشار أيضاً إلى أن «الديناميكية الجوية مختلفة بعض الشيء».

وقال رايدر إنه «على الرغم من تفهمنا الأسباب التي تقف وراء المطالبة برفع هذه القيود، فإن سياستنا لم تتغير». ورغم ذلك، فإنه أضاف: «سنواصل إجراء تلك المحادثات مع شركائنا الأوكرانيين، وكذلك حلفائنا وشركائنا الدوليين، عندما يتعلق الأمر بأنواع القدرات؛ بما في ذلك الدفاع الجوي، التي تحتاجها أوكرانيا للدفاع عن نفسها. لذلك سأترك الأمر عند هذا الحد».

لا توقع فورياً بتغيير موقف بايدن

ورغم ذلك، فإن جون هاردي، نائب مدير «برنامج روسيا - أوكرانيا» في «مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات» في واشنطن، يقول: «لا أرى أن حسابات إدارة (الرئيس الأميركي جو) بايدن قد تغيرت، ولا أتوقع أن تتغير في أي وقت قريب». وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «منذ أن بدأت الحرب واسعة النطاق، حاولت إدارة بايدن الموازنة بين دعم أوكرانيا والحاجة إلى منع التصعيد نحو صراع مباشر بين روسيا و(حلف شمال الأطلسي)». وفي حين أن تجنب التصعيد «هدف جدير بالاهتمام»، إلا إنه دفع الإدارة في بعض الأحيان إلى «الإفراط في الحذر». وأضاف: «هذا جزء كبير من سبب تأخر الإدارة في توفير أنظمة أسلحة معينة، مثل صواريخ (هيمارس) و(أتاكمس). ولهذا السبب أيضاً، عندما قامت الإدارة في نهاية المطاف بتوفير هذه الأسلحة، منعت أوكرانيا من استخدامها لضرب الأراضي الروسية المعترف بها دولياً (أي باستثناء شبه جزيرة القرم وغيرها من الأراضي المحتلة)».

جانب من الدمار جراء القصف الروسي على مدينة خاركيف الأوكرانية (رويترز)

إدارة أخطار التصعيد ممكنة

وقال هاردي: «ومع ذلك، أعتقد أنه سيكون من الحكمة أن تعيد الإدارة النظر في الأمر؛ لأنني أشك في أن استخدام نظام (هيمارس)، على سبيل المثال، لضرب تجمع للقوات الروسية على بعد بضعة أميال عبر الحدود، سيؤدي إلى التصعيد. وعلاوة على ذلك، إذا تمكنت أوكرانيا من استخدام الصواريخ الغربية لضرب القواعد الجوية على الأراضي الروسية، فقد يساعد ذلك كييف في مواجهة تهديد القنابل الانزلاقية الروسية، التي تشكل مشكلة كبيرة بالنسبة إلى أوكرانيا». وأضاف: «لا يزال بإمكان واشنطن فرض قيود معينة لإدارة أخطار التصعيد، على سبيل المثال، حظر استخدام الصواريخ التي توفرها الولايات المتحدة في المناطق السكنية المكتظة بالسكان».

من ناحيته، يقول برايان كاتوليس، كبير الباحثين بالشؤون الدولية في «معهد الشرق الأوسط» بواشنطن، إنه «لا يزال من غير الواضح ما الذي سيحدث في الأشهر المقبلة». وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «القيود التي فرضتها إدارة بايدن على استخدام الأسلحة التي تقدمها لأوكرانيا، كان بحجة الخشية من تصعيد أوسع مع روسيا. لكن الجانب السلبي لهذه القيود هو أن هذا النهج سمح لروسيا بالاستيلاء على زمام المبادرة في ساحة المعركة». وقال: «إذا أضفنا إلى ذلك التأخر في التمويل والدعم لأوكرانيا بسبب الخلل الوظيفي في الكونغرس، فإن هذا الوضع من شأنه أن يزيد من صعوبة نجاح أوكرانيا».

واشنطن زوّدت كييف بصواريخ «أتاكمس» طويلة المدى (رويترز)

تعاون موسكو وبيونغ يانغ مقلق

من ناحية أخرى، وفي رده على سؤال حول كيفية تفسير امتناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الصيني شي جينبينغ، عن الإشارة إلى استمرار كوريا الشمالية في إطلاق الصواريخ وسلوكها الخطر، قال المتحدث باسم البنتاغون: «كما تعلمون، مرة أخرى، أعتقد أن العلاقة التي نراها تتطور بين كوريا الشمالية وروسيا مثيرة للقلق بالتأكيد، وأعتقد أننا نرى، بطرق عدة، أن روسيا تتطلع إلى مساعدة بيونغ يانغ لتعزيز قدرتها على تنفيذ حملتها غير القانونية والعدوانية في أوكرانيا».

وأضاف: «وهكذا، كما تعلمون، أعتقد أن هذا مؤشر على الوضع الذي وجدوا أنفسهم فيه، ولكن مرة أخرى؛ ما سنواصل التركيز عليه هو الأمن والاستقرار الإقليميين، ليس فقط في منطقة المحيطين الهندي والهادي، ولكن أيضاً في أوروبا». وقال: «سنعمل مع حلفائنا وشركائنا ذوي التفكير المماثل لمنع نشوب صراع أوسع، وسنحاول مرة أخرى إرسال إشارة قوية مفادها بأن هذا النوع من التنمر والسلوك الاستفزازي الذي رأيناه من روسيا فيما يتعلق بأوكرانيا غير مقبول».

ورداً على سؤال حول بدء روسيا مناورات بالأسلحة النووية التكتيكية، الثلاثاء، وعمّا إذا كان هناك أي مخاوف متزايدة من إمكانية استخدام هذه الأسلحة النووية في المدى القريب، قال رايدر إن الإعلان الروسي ليس جديداً، وعدّه «أمراً غير مسؤول، وغير مناسب».

القمر الروسي يهدد الأقمار الأميركية

وعن إطلاق روسيا قمراً اصطناعياً الأسبوع الماضي، الذي عُدّ سلاحاً مضاداً للأقمار الاصطناعية، يحتمل أن يكون على الارتفاع نفسه لقمر اصطناعي أميركي ويشكل تهديداً له، قال رايدر إنه «يشكل بالفعل خطراً». وقال: «وفق تقديرنا، من المحتمل أن يكون سلاحاً مضاداً للفضاء قادراً على الهجوم على أقمار اصطناعية أخرى في مدار أرضي منخفض». وأضاف أن روسيا نشرت هذا السلاح الجديد المضاد للفضاء في المدار نفسه للقمر الاصطناعي الحكومي الأميركي... «وبالتالي، تشير التقييمات أيضاً إلى خصائص تشبه الحمولات الفضائية المضادة التي جرى نشرها سابقاً بين من عامي 2019 و2022. وهكذا، كما تعلمون، من الواضح أن هذا شيء سنستمر في مراقبته».

زيلينسكي يزور جبهة خاركيف (أ.ف.ب)

وأكد على أن لدى الولايات المتحدة «مسؤولية أن تكون مستعدة للحماية والدفاع عن المجال الفضائي وضمان الدعم المستمر وغير المنقطع لـ(القوة المشتركة)». وقال: «سنواصل الموازنة بين الحاجة إلى حماية مصالحنا في الفضاء ورغبتنا في الحفاظ على بيئة فضائية مستقرة ومستدامة».


رئيس الوزراء البريطاني يدعو لانتخابات عامة في الرابع من يوليو

رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك لدى إعلانه موعد الانتخابات التشريعية (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك لدى إعلانه موعد الانتخابات التشريعية (أ.ف.ب)
TT

رئيس الوزراء البريطاني يدعو لانتخابات عامة في الرابع من يوليو

رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك لدى إعلانه موعد الانتخابات التشريعية (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك لدى إعلانه موعد الانتخابات التشريعية (أ.ف.ب)

أعلن رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، اليوم (الأربعاء)، تنظيم الانتخابات العامة، في 4 يوليو (تموز)، منهياً شهوراً من التكهُّنات حول موعد الاستحقاق.

وقال سوناك خارج مقر «10 داونينغ ستريت»، في جو ماطر: «تحدثت في وقت سابق اليوم مع جلالة الملك لطلب حل البرلمان. وقد وافق الملك على هذا الطلب، وسنجري انتخابات عامة في 4 يوليو (تموز)». وتابع سوناك «الآن هو الوقت المناسب لبريطانيا لتختار مستقبلها»، سارداً مجموعة سياسات يعدّها أبرز نجاحات فترة حكمه القصيرة، وفي مقدّمتها تراجع مستويات التضخم إلى 2.3 في المائة مُقتربةً من هدف 2 في المائة الذي حدده في بداية ولايته، ومصادقة البرلمان على سياسة ترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا، وسط توقعات بانطلاق أول رحلة بحلول يوليو.

تحدٍ صعب

تتوقع استطلاعات الرأي هزيمة قاسية للمحافظين في الانتخابات المقبلة (إ.ب.أ)

وكان سوناك يكتفي بالحديث عن انتخابات «في النصف الثاني» من العام. لكن أمام استطلاعات الرأي التي تشير إلى وضع صعب للمحافظين، تزايدت الضغوط على رئيس الحكومة لدعوة الناخبين إلى صناديق الاقتراع، أو على الأقل توضيح نياته.

وبعد 14 عاماً من سلطة المحافظين التي شهدت استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ثم توالي 5 رؤساء وزراء على الحكم في 8 سنوات، يبدو أن البريطانيين مصممون على طي الصفحة وإعطاء فرصة لزعيم حزب العمال كير ستارمر، المحامي السابق البالغ من العمر 61 عاماً، للوصول إلى «داونينغ ستريت».

حقائق

تواريخ محورية

الخميس 30 مايو (أيار): حل البرلمان


الخميس 4 يوليو (تموز): الانتخابات العامة


الثلاثاء 9 يوليو: اجتماع مجلس العموم الجديد لانتخاب رئيسه، وأداء اليمين.


الأربعاء 17 يوليو: الملك يفتتح البرلمان الجديد

تظهر استطلاعات الرأي أن «حزب العمال» (يسار الوسط) نال نحو 45 في المائة من نيات التصويت متقدماً بشكل كبير على المحافظين الذين نالوا ما بين 20 في المائة و25 في المائة، وعلى حزب الإصلاح البريطاني المناهض للهجرة والمناخ (12 في المائة).

من خلال نظام تصويت بسيط يعتمد على الغالبية البسيطة في دورة واحدة بكل الدوائر الانتخابية في بريطانيا، البالغ عددها 650 دائرة، فإن مثل هذه النتائج ستؤدي إلى غالبية كبرى للعماليين.

ترحيب المعارضة

ستارمر رحّب بإعلان موعد الانتخابات ودعا الناخبين إلى دعم «التغيير» (أ.ف.ب)

ورحّبت أحزاب المعارضة بإعلان موعد الانتخابات. وقال ستارمر إن الاستحقاق التشريعي المقبل يتيح «فرصة للتغيير»، متعهّداً بخدمة المواطنين. وحدّد ستارمر ثلاثة محاور لحملته الانتخابية، هي «إنهاء الفوضى»، و«التغيير»، و«إعادة ضبط الاقتصاد والسياسة». 

وتابع ستارمر أن «مستقبل البلاد بين أيديكم. معاً يمكننا وقف الفوضى وطي الصفحة والبدء في إعادة بناء بريطانيا وتغيير بلدنا»، متعهداً بخدمة البلاد أولاً والحزب ثانياً.


بسبب التغير المناخي... نصف النظم الإيكولوجية لغابات المانغروف معرض لخطر الانهيار

رجل يزرع أشجار المانغروف على شاطئ بيكان بادا بمقاطعة آتشيه الإندونيسية (أ.ف.ب)
رجل يزرع أشجار المانغروف على شاطئ بيكان بادا بمقاطعة آتشيه الإندونيسية (أ.ف.ب)
TT

بسبب التغير المناخي... نصف النظم الإيكولوجية لغابات المانغروف معرض لخطر الانهيار

رجل يزرع أشجار المانغروف على شاطئ بيكان بادا بمقاطعة آتشيه الإندونيسية (أ.ف.ب)
رجل يزرع أشجار المانغروف على شاطئ بيكان بادا بمقاطعة آتشيه الإندونيسية (أ.ف.ب)

يواجه نصف النظم الإيكولوجية لغابات المانغروف في العالم خطر الانهيار، في ظل ما تتعرض له من تهديدات كثيرة مرتبطة تحديداً بالتغير المناخي وإزالة الغابات والتلوث، على ما بيّنت دراسة نُشرت الأربعاء.

وللمرة الأولى، قيّم الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة المعروف بوضعه قوائم للأنواع المهددة بالانقراض، وضع غابات المانغروف في العالم، وتحديداً في 36 منطقة مختلفة.

وقالت المديرة العامة للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة غريثيل أغيلار، في بيان إن «التقييم العالمي الأول للنظم الإيكولوجية لغابات المانغروف يوفر إرشادات أساسية تسلط الضوء على الحاجة الملحة للحفاظ على أشجار المانغروف بشكل منسق».

وأضافت أن غابات المانغروف تشكل «موائل أساسية لملايين الأشخاص في المجتمعات الفقيرة بمختلف أنحاء العالم».

وأظهرت الدراسة التي نُشرت لمناسبة اليوم العالمي للتنوع البيولوجي أن «50 في المائة من نظم غابات المانغروف الإيكولوجية التي تم تقييمها مهددة بالانهيار»، وهو ما يمثل نحو 50 في المائة من الحجم العالمي لغابات المانغروف.

وصُنّف نحو 20 في المائة منها ضمن الأنواع «المهددة بالانقراض أو المعرضة بشكل حرج للانقراض».

وتواجه هذه الأشجار تهديدات كثيرة أبرزها إزالة الغابات والتنمية والتلوث وبناء السدود. لكنّ الخطر الذي تتعرض له هذه النظم الإيكولوجية يزداد بسبب ارتفاع منسوب مياه البحار، وزيادة حدوث العواصف الحادة الناجمين عن التغير المناخي.

وتغطي غابات المانغروف حوالي 15 في المائة من سواحل العالم، أي حوالي 150 ألف كيلومتر مربع، وتقع بشكل رئيسي على طول سواحل الدول الاستوائية وشبه الاستوائية وبعض السواحل المعتدلة الدافئة، بحسب الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة.

ويهدد التغير المناخي ثلث (33 في المائة) النظم البيئية لغابات المانغروف التي خضعت للتقييم، بسبب ارتفاع منسوب مياه البحار.

وأشار الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة إلى أنّ التوقعات تشير إلى أنّ 25 في المائة من المساحة العالمية لغابات المانغروف ستغمرها المياه خلال السنوات الخمسين المقبلة.


«الاتحاد الأوروبي» توافق على إدراج 10 عناصر جديدة إلى قائمة عقوبات إيران

العقوبات الجديدة متعلقة بالوجود المسلح لإيران في الشرق الأوسط ومنطقة البحر الأحمر (رويترز)
العقوبات الجديدة متعلقة بالوجود المسلح لإيران في الشرق الأوسط ومنطقة البحر الأحمر (رويترز)
TT

«الاتحاد الأوروبي» توافق على إدراج 10 عناصر جديدة إلى قائمة عقوبات إيران

العقوبات الجديدة متعلقة بالوجود المسلح لإيران في الشرق الأوسط ومنطقة البحر الأحمر (رويترز)
العقوبات الجديدة متعلقة بالوجود المسلح لإيران في الشرق الأوسط ومنطقة البحر الأحمر (رويترز)

كشف مصدر مطلع لـ«رويترز»، اليوم (الأربعاء)، عن أن دول الاتحاد الأوروبي وافقت على إدراج عشرة عناصر جديدة إلى قائمة عقوبات إيران.

وقال المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، إن الخطوة متعلقة بالوجود المسلح لإيران في الشرق الأوسط ومنطقة البحر الأحمر، إضافة إلى الدعم العسكري الذي تقدمه لحرب روسيا على أوكرانيا.

ووافق زعماء الاتحاد الأوروبي من قبل على زيادة العقوبات على إيران بعد هجوم نفذته بطائرات مسيّرة وصواريخ على إسرائيل.


روسيا تحذر أوروبا من مصادرة أصولها لتمويل عمليات تسليح أوكرانيا

البنك المركزي الألماني في فرنكفورت (إ.ب.أ)
البنك المركزي الألماني في فرنكفورت (إ.ب.أ)
TT

روسيا تحذر أوروبا من مصادرة أصولها لتمويل عمليات تسليح أوكرانيا

البنك المركزي الألماني في فرنكفورت (إ.ب.أ)
البنك المركزي الألماني في فرنكفورت (إ.ب.أ)

حذّر الناطق الرئاسي الروسي ديمتري بيسكوف بلدان الاتحاد الأوروبي من «عواقب سلبية للغاية»؛ جراء تنفيذ قرارات أوروبية باستخدام عائدات أصول سيادية روسية مصادرة في أوروبا لتمويل عمليات تسليح أوكرانيا أو تقديم معونات مالية إليها.

وقال بيسكوف إن البلدان الأوروبية تعاملت بحذر مع الموضوع «لأنهم يرون الخطر المحتمل لمثل هذه القرارات، ويدركون الخطر بالنسبة إليهم جراء العواقب السلبية للغاية المحتملة التي لا مفر منها، لذلك ذهبوا إلى نسخة مختصرة من قرارات التعامل مع الأصول الروسية المصادرة، لكن برغم ذلك فإن تلك النسخة المختصرة ليست سوى مصادرة مباشرة لأموال روسيا».

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال اجتماع مع منظمة شنغهاي للتعاون (أ.ف.ب)

وأشار المتحدث باسم الكرملين إلى أن موسكو تواصل عملية تقييم عواقب خطوة الاتحاد الأوروبي، وتقوم ببلورة الرد عليها بالشكل الذي يلبي مصالح البلاد على أفضل وجه.

ونشر الاتحاد الأوروبي الأربعاء على موقعه الرسمي قراراً بشأن استخدام عائدات الأصول السيادية الروسية المجمدة. وكان مجلس الاتحاد الأوروبي قد وافق على القرار في اليوم السابق، وتدخل الآلية حيز التنفيذ الخميس.

ووفقاً للقرار، فقد وافقت الدول الأوروبية على إرسال 90 في المائة من الدخل الذي تتلقاه الجهات المودعة للأصول الروسية المجمدة في الاتحاد الأوروبي إلى ميزانية الاتحاد الأوروبي لتقديم المساعدة العسكرية لأوكرانيا، فضلاً عن دعم برامج إعادة الإعمار في مرحلة لاحقة. وستكون الودائع المركزية قادرة على الاحتفاظ مؤقتاً بنسبة عشرة في المائة المتبقية لمواجهة أي مخاطر محتملة تتعلق بأوكرانيا.

الوضع مع الأصول الروسية

بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا، جمّد الاتحاد الأوروبي و«مجموعة السبع» ما يقرب من نصف احتياطات النقد الأجنبي الروسية البالغة نحو 300 مليار يورو. ويوجد حوالي 200 مليار يورو في الاتحاد الأوروبي، معظمها في حسابات يوروكلير البلجيكية، وهي من أكبر أنظمة التسوية والمقاصة في العالم.

وحتى وقت قريب، كان أعضاء الاتحاد الأوروبي يناقشون سبل استخدام الأصول الروسية المجمدة لتمويل عملية «إعادة إعمار أوكرانيا»، وحذّر البنك المركزي الأوروبي، على وجه الخصوص، من أن جذب هذه الأموال لدعم القوات المسلحة الأوكرانية يحمل مخاطر بالنسبة إلى أوروبا على المدى الطويل. ما يعني أن القرار الأوروبي الأخير حمل تطوراً نوعياً في آليات تعامل الأوروبيين مع الأصول الروسية المجمدة.

قوات روسية تقوم بمناورات تكتيكية لأسلحة نووية (أ.ف.ب)

وتتوقع المفوضية الأوروبية أنه بعد الموافقة على قرار تخصيص عائدات الأصول الروسية المجمدة للمساعدة العسكرية لأوكرانيا، يمكن سداد الدفعة الأولى البالغة حوالي ملياري يورو في وقت مبكر من شهر يوليو (تموز).

وقالت المفوضة الأوروبية للقيم الأوروبية والشفافية، فيرا جوروفا، في مؤتمر صحافي في بروكسل: «سيسمح لنا هذا القرار بدفع ما يقرب من ملياري يورو دفعة مقدمة في يوليو، في انتظار المدفوعات المنتظمة في وقت لاحق من هذا العام». وأكدت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين تلك المعطيات، في حين أعلنت وزيرة الخارجية البلجيكية آجا لبيب، الثلاثاء، أن الدفعة المقررة لتسليح أوكرانيا سوف تبلغ قيمتها 3 مليارات يورو.

وكان الكرملين حذّر في وقت سابق الأوروبيين من «تبني خطوة أخرى في انتهاك جميع قواعد وأعراف القانون الدولي». ووصفت وزارة الخارجية تجميد الأصول الروسية في أوروبا بـ«السرقة»، مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبي لا يستهدف أموال الأفراد فحسب، بل يستهدف أيضاً أصول الدولة الروسية.

فيما لوّح وزير الخارجية سيرغي لافروف بخطوات جوابية، بينها مصادرة أصول أوروبية في روسيا، تقدر وفقاً لبيانات روسية بنحو 280 مليار دولار. وأوضح لافروف: «روسيا لديها أيضاً الفرصة لعدم إعادة تلك الأموال التي احتفظت بها الدول الغربية في روسيا، والتي تم تجميدها رداً على الاستيلاء على احتياطات الدولة الروسية، ولا يمكن أن يكون هناك شك في أننا سنتصرف بشكل متبادل ومتكافئ».

ترسيم حدود البلطيق المائية

على صعيد آخر فتحت وزارة الدفاع الروسية ملفاً خلافياً جديداً مع أوروبا، ينتظر أن يفاقم التوتر في علاقات موسكو مع جاراتها في منطقة حوض بحر البلطيق، إلا أن الموقع الإلكتروني للحكومة الروسية حذف، دون إعطاء أي تفسير، مقترح الوزارة بشأن خطة تغيير الحدود الروسية، وتوسيع مياهها الإقليمية المتاخمة لفنلندا وليتوانيا، والذي أثار ردود فعل حادة من جانب البلدين.

وحمل مشروع نشرته الوزارة على موقعها الإلكتروني مساء الثلاثاء، إشارات إلى عزم روسيا إعادة ترسيم حدود البلاد المائية في بحر البلطيق، في إطار تدابير وصفها الكرملين بأنها تدخل ضمن «إجراءات ضمان أمن روسيا وسط تفاقم الوضع في منطقة حوض البلطيق».

وكانت معدلات التوتر ارتفعت بشكل حاد في المنطقة بعد قرار حلف شمال الأطلسي ضم فنلندا والسويد. وأعلنت أوساط في الحلف أن البحر غدا «بحيرة أطلسية مغلقة» في إشارة إلى تكثيف نشاطات الحلف، وحرية الحركة للسفن العسكرية الغربية في المنطقة في مقابل أن روسيا لا تمتلك سوى إطلالة محدودة على البحر عبر خليج فنلندا الذي تطل عليه عاصمة الشمال سان بطرسبورغ، وجيب كاليننغراد المعزول عن الأراضي الروسية براً.

مدمرة روسية خلال مشاركتها بمناورات عسكرية في بحر البلطيق (أرشيفية - رويترز)

وأعلنت موسكو مراراً أنها سوف تتخذ إجراءات لضمان مصالحها في المنطقة، خصوصاً على خلفية مخاوف من نشر قوات وأسلحة في بولندا وعدد من بلدان حوض البلطيق الأخرى.

وحمل مشروع قانون تنظيمي نشرته وزارة الدفاع الروسية على منصة المعلومات القانونية التابعة للحكومة الروسية، أول إشارة إلى طبيعة التحركات التي قد تقوم بها موسكو بالتوازي مع تعزيز حضور قواتها على الحدود الغربية للبلاد.

ورغم أن المشروع لا يتعلق فقط بالحدود المرسومة في بحر البلطيق، بل يمتد إلى إعادة النظر في ترسيم إحداثيات الحدود البحرية في مناطق عدة، لكن الحديث عن منطقة البلطيق أثار بشكل مباشر ردود فعل وسجالات بسبب حساسية الوضع في هذه المنطقة.

ونص المشروع على «وقف التعامل مع قائمة إحداثيات النقاط التي حددت مواقع خطوط الأساس لقياس عرض المياه الإقليمية والمنطقة الاقتصادية والجرف القاري قبالة سواحل البر الرئيسي وجزر المحيط المتجمد الشمالي وبحري البلطيق والأسود». ورأت الوثيقة أن «خطوط الأساس المباشرة لروسيا في خليج فنلندا حالياً لا تسمح بتحديد الحدود الخارجية لمياهها الإقليمية».

وسارعت وزارة الخارجية الفنلندية لإصدار رد فعل أكدت فيه أنها تدرس «تفاصيل الوثيقة الروسية». وأعربت عن أملها في أن «تتصرف روسيا، بصفتها طرفاً في اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، وفقاً لهذه الوثيقة». في حين أعلنت السويد أنها تعمل على اتخاذ تدابير لتعزيز دفاعها عن جزيرة جوتلاند في وجه أي خطوات يمكن أن يقوم بها الاتحاد الروسي.

اللافت أن موسكو، سعت بشكل غير مباشر إلى تخفيف حدة الجدل المثار حول الموضوع. ونقلت وكالة أنباء «نوفوستي» الرسمية عن «مصدر دبلوماسي عسكري» الأربعاء، أن موسكو لن تقوم بتعديل حدود الدولة على بحر البلطيق.

وقال المصدر: «ليست لدينا نية لمراجعة عرض المياه الإقليمية والمنطقة الاقتصادية والجرف القاري قبالة ساحل البر الرئيسي وخط حدود الدولة للاتحاد الروسي في بحر البلطيق».

لكن هذا البيان شابه غموض، خصوصاً بعد تأكيد الناطق الرئاسي الروسي ديمتري بيسكوف أن روسيا «بحاجة إلى اتخاذ إجراءات لضمان أمنها وسط تصاعد الوضع في منطقة البلطيق».

وجاء تعليق بيسكوف رداً على سؤال الصحافيين الأربعاء، حول ما إذا كانت هناك خلفية سياسية للمشروع الذي أطلقته وزارة الدفاع، أم أنه يندرج في إطار رد الفعل على تفاقم المخاوف الأمنية لروسيا في المنطقة؟

وقال بيسكوف: «لا يوجد شيء يعد سياسياً هنا، على الرغم من أن الوضع السياسي تغير بشكل كبير خلال الآونة الأخيرة في المنطقة. ترون كيف تتصاعد التوترات، ومستوى المواجهة، خاصة في منطقة البلطيق، وهذا يتطلب بالطبع خطوات مناسبة من إداراتنا المعنية لضمان أمننا».