ما هي «متلازمة توتر الرقبة» وما مخاطرها وإجراءات إدارتها؟

ما هي «متلازمة توتر الرقبة» وما مخاطرها وإجراءات إدارتها؟
TT

ما هي «متلازمة توتر الرقبة» وما مخاطرها وإجراءات إدارتها؟

ما هي «متلازمة توتر الرقبة» وما مخاطرها وإجراءات إدارتها؟

إن انتشار مشكلات العضلات والعظام آخذ في الارتفاع. وان أحد هذه الأمراض الشائعة هو «متلازمة توتر الرقبة (TNS)»؛ وهي حالة تؤثر على عدد لا يحصى من الأفراد بسبب ضغوط وتوترات الحياة الحديثة.

يشرح الدكتور آرون بهانوت مدير قسم جراحة العمود الفقري بمستشفى CK Birla، Gurugram، هذه المشكلة الصحية المهمة التي غالبًا ما يتم تجاهلها. وفق موقع «onlymyhealth» الطبي المتخصص.

ما هي متلازمة توتر الرقبة؟

تتميز متلازمة توتر الرقبة، المعروفة أيضًا باسم «رقبة النص» أو «رقبة الكمبيوتر»، بالألم والتصلب وعدم الراحة في الرقبة والكتفين ومنطقة الظهر العلوية.

ويقول الدكتور بهانوت «ان السبب الجذري لهذه الحالة يكمن في فترات طويلة من الوضع السيئ، مثل الانحناء أمام جهاز الكمبيوتر أو الهاتف الذكي لفترات طويلة أو الانحناء في السرير أثناء استخدام الهواتف أو مشاهدة التلفزيون لساعات طويلة».

الأسباب وعوامل الخطر

ويوضح الدكتور بهانوت ان نمط الحياة الحديث، الذي يتضمن قضاء ساعات طويلة على الأجهزة الرقمية والعمل المستقر، يساهم بشكل كبير في تطوير TNS؛ إذ يمكن أن يؤدي الضغط المستمر على عضلات الرقبة والعمود الفقري إلى الألم والوجع حول الجزء العلوي من الظهر أو الكتفين مع الصداع وانخفاض القدرة على الحركة إذا لم تتم معالجته على الفور.

علاوة على ذلك، عندما يتعب جيل الألفية من العمل، عادة ما يختار الاسترخاء بنفس الأدوات التي كان يستخدمها في العمل؛ وهذا يؤدي أيضًا إلى زيادة خطر الإصابة بـ TNS.

الإدارة والعلاج

يؤكد الدكتور بهانوت على اتباع نهج متعدد الأوجه لإدارة متلازمة توتر الرقبة. داعيا لمزيج من تعديلات نمط الحياة والعلاج الطبيعي والتمارين المنتظمة لتعويض التأثير السلبي لساعات العمل الطويلة باستخدام الأدوات الرقمية. حيث إن الانتباه لوضعية جسمك، وأخذ فترات راحة منتظمة، ودمج تمارين الرقبة في روتينك يمكن أن يقطع شوطًا طويلًا في منع TNS.

العلاج المتخصص

يقدم الأطباء برامج علاج طبيعي متخصصة مصممة لتخفيف الألم وتحسين الوضع.

ووفق بهانوت فان «هذه البرامج تهدف لتقوية عضلات الرقبة، وتعزيز المرونة، وتثقيف الأفراد حول بيئة العمل للتخفيف من مخاطر المشكلات المتكررة».

التدابير المتقدمة في الحالات التي تكون فيها الإجراءات التحفظية غير كافية

قد يضطر الأطباء إلى إجراء مزيد من التحقيق عن طريق إجراء فحوصات بالأشعة السينية والتصوير بالرنين المغناطيسي لاستبعاد احتمال الإصابة بداء الفقار العنقي وقرص الأعصاب الشوكية في الرقبة؛ حسب الدكتور بهانوت؛ الذي يقول «ان داء الفقار العنقي (وهي حالة تؤثر على العظام والأقراص والأعصاب في الرقبة) قد يظهر أيضًا بأعراض مشابهة يمكن أن تثبت مقاومتها لخط العلاج المحافظ. فبمجرد تحديد سبب الأعراض على أنها داء الفقار العنقي وألم الأعصاب الناتج عن الضغط على الأعصاب في الرقبة، سيحاول أطباء العمود الفقري في البداية علاجه بشكل متحفظ باستخدام الأدوية والعلاج الطبيعي».

ووفقا لتجربة سريرية أجرتها العلاجات التكميلية في الطب، فإن آثار الوخز بالإبر قد تحسن أو تزيد من فعالية العلاج الطبيعي أثناء إعادة التأهيل العضلي الهيكلي لمتلازمة توتر الرقبة.

ومع ذلك، بالنسبة للحالات المقاومة، قد يختار الأطباء خيارات جراحية متقدمة لعلاجها.

وفي هذا الاطار، يحث الدكتور آرون بهانوت الأفراد على إعطاء الأولوية لصحة العمود الفقري. وخلص الى القول «ان TNS هي حالة يمكن الوقاية منها وعلاجها باستخدام وسائل بسيطة. ومن خلال تبني عادات صحية وطلب التدخل في الوقت المناسب يمكن للأفراد تحسين نوعية حياتهم بشكل كبير والحفاظ على وظيفة الرقبة المثالية».

يعد TNS بمثابة تذكير للجميع بأن يكونوا على دراية بوضعهم وصحة العمود الفقري بشكل عام في عصر تهيمن عليه التكنولوجيا.


مقالات ذات صلة

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

يوميات الشرق الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

كشفت دراسة دولية أن 91 في المائة من المصابين باضطرابات الاكتئاب بجميع أنحاء العالم لا يحصلون على العلاج الكافي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك هناك علاقة واضحة بين مستويات التوتر العالية وخطر السكتة الدماغية (أ.ف.ب)

التوتر قد يؤدي إلى الإصابة بالسكتة الدماغية في منتصف العمر

يقول الخبراء إن هناك علاقة واضحة بين مستويات التوتر العالية وخطر السكتة الدماغية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك استخدام الحوامل لمنتجات العناية الشخصية يؤدي إلى ارتفاع مستويات «المواد الكيميائية الأبدية» السامة في دمائهن (رويترز)

دراسة تحذّر الحوامل: المكياج وصبغة الشعر يزيدان مستويات المواد السامة بحليب الثدي

حذرت دراسة جديدة من الاستخدام الزائد لمنتجات العناية الشخصية مثل المكياج وخيط تنظيف الأسنان وصبغة الشعر بين النساء الحوامل.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك صورة توضيحية تُظهر ورماً في المخ (أرشيفية)

الأول من نوعه... نموذج ذكاء اصطناعي يمكنه اكتشاف سرطان الدماغ

يفترض الباحثون أن شبكة الذكاء الاصطناعي التي تم تدريبها على اكتشاف الحيوانات المتخفية يمكن إعادة توظيفها بشكل فعال للكشف عن أورام المخ من صور الرنين المغناطيسي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الرجال المتزوجون يتقدمون في العمر أبطأ من الرجال العزاب (رويترز)

الزواج يبطئ شيخوخة الرجال

أظهرت دراسة جديدة أن الرجال المتزوجين يتقدمون في العمر أبطأ من الرجال العزاب، إلا إن الشيء نفسه لا ينطبق على النساء.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

التوتر قد يؤدي إلى الإصابة بالسكتة الدماغية في منتصف العمر

هناك علاقة واضحة بين مستويات التوتر العالية وخطر السكتة الدماغية (أ.ف.ب)
هناك علاقة واضحة بين مستويات التوتر العالية وخطر السكتة الدماغية (أ.ف.ب)
TT

التوتر قد يؤدي إلى الإصابة بالسكتة الدماغية في منتصف العمر

هناك علاقة واضحة بين مستويات التوتر العالية وخطر السكتة الدماغية (أ.ف.ب)
هناك علاقة واضحة بين مستويات التوتر العالية وخطر السكتة الدماغية (أ.ف.ب)

تظهر الأرقام السنوية ارتفاعاً حاداً في السكتات الدماغية بين أولئك الذين تبلغ أعمارهم 50 عاماً أو أكثر، حيث يلقي الخبراء باللوم على السمنة المتزايدة وارتفاع نسبة الكوليسترول والسكري وسوء نمط الحياة.

إلا أن هناك سبباً آخر رئيسياً يلقي الخبراء باللوم عليه في هذه المشكلة الصحية، وهو التوتر.

وتحدث السكتة الدماغية عندما ينقطع إمداد الدم إلى جزء من المخ، إما بسبب انسداد وإما انفجار وعاء دموي، ما قد يتسبب في موت خلايا المخ. ودون علاج طارئ، يمكن أن تكون السكتة الدماغية قاتلة أو تسبب إعاقات طويلة الأمد مثل الشلل وفقدان الذاكرة ومشكلات التواصل.

لماذا يسبب التوتر السكتة الدماغية؟

يقول الدكتور جوزيف كوان، المتخصص في إعادة تأهيل مرضى السكتة الدماغية: «في حين أنه من الصعب إثبات أن السكتات الدماغية مرتبطة بالتوتر، إلا أن هناك علاقة واضحة بين مستويات التوتر العالية وخطر السكتة الدماغية».

ويضيف كوان، الذي يعمل أيضاً استشارياً أول في مركز السكتة الدماغية في مستشفى تشارينغ كروس، أحد أكثر مراكز السكتة الدماغية ازدحاماً في المملكة المتحدة «عندما تكون متوتراً، يكون لديك مستويات أعلى من الأدرينالين؛ ما يرفع ضغط الدم، ويزيد من الالتهاب في الجسم، وكلاهما يتلف الشرايين، ويعد من عوامل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية».

ولفت كوان إلى أن الأشخاص المصابين بالتوتر غالباً ما يلجأون لسلوكيات تزيد أيضاً من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، في محاولة منهم لتقليل توترهم.

ومن بين هذه السلوكيات شرب الكحول والتدخين وتناول الوجبات السريعة غير الصحية ومشاهدة التلفزيون، ومن ثم كثرة الجلوس وقلة ممارسة الرياضة.

ويقول كوان: «قديماً، كان الناس يعودون إلى المنزل من العمل، ويتناولون العشاء، ويذهبون في نزهة، ويقابلون بعض الأصدقاء، ويخرجون للرقص - ولكن الآن يعودون إلى المنزل، ويسكبون لأنفسهم كأساً من النبيذ، ويأكلون ويشاهدون التلفزيون».

ويضيف: «لقد جعل توصيل الطعام الوضع أسوأ - لست مضطراً حتى إلى مغادرة المنزل لتناول الطعام غير الصحي».

ما العوامل الأخرى التي تلعب دوراً في الإصابة بالسكتات الدماغية؟

تشمل المشكلات الصحية التي تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية ارتفاع ضغط الدم، والرجفان الأذيني (نوع من عدم انتظام ضربات القلب)، وارتفاع نسبة الكوليسترول والسكري.

ويقول كوان إن قلة النوم هي عامل خطر رئيسي للإصابة بالسكتات الدماغية، وكذلك السمنة، ولكن التوتر يغذي كل هذه العوامل.

ويضيف: «عندما تكون متوتراً، لا تنام جيداً وتكون أقل عرضة لممارسة الرياضة والعناية بجسمك».

كيف يمكن أن نتصدى للسكتة الدماغية في منتصف العمر؟

وفقاً للدكتور كوان، يحتاج الأشخاص في منتصف العمر إلى البدء في تناول الطعام بشكل أفضل، وممارسة لمزيد من التمارين الرياضية - والتوقف عن التوتر الشديد ومعالجة ارتفاع ضغط الدم والكولسترول.

ويقول: «لقد عرفنا خلال السنوات العشر الماضية أن أعداد المصابين بالسكتة الدماغية في الفئة العمرية من 45 إلى 55 عاماً تزداد بشكل أسرع من الفئات العمرية الأكبر سناً. إنهم يأتون إلى قسمي بسكتات دماغية حادة جداً».

ويضيف: «إنهم يميلون إلى الإصابة بجميع عوامل الخطر التقليدية المرتبطة بهذه المشكلة الصحية، مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري والتدخين والتوتر، ومع ذلك فإن ما يذهلني في هذه الفئة العمرية هو الانخفاض الشديد في النشاط البدني».

وينصح كوان الأشخاص بمتابعة قياسات ضغط الدم والكولسترول الخاصة بهم باستمرار، وكذلك قياس أوزانهم والسعرات الحرارية التي يتناولونها وعدد الخطوات التي يمشونها يومياً.