10 آلاف متسابق في ماراثون «من مصر إلى غزة» لدعم فلسطين

شجَّع على جمع التبرّعات لإطلاق 50 شاحنة من المواد الغذائية

لحظة انطلاق ماراثون «من مصر إلى غزة» (وزارة التضامن الاجتماعي)
لحظة انطلاق ماراثون «من مصر إلى غزة» (وزارة التضامن الاجتماعي)
TT

10 آلاف متسابق في ماراثون «من مصر إلى غزة» لدعم فلسطين

لحظة انطلاق ماراثون «من مصر إلى غزة» (وزارة التضامن الاجتماعي)
لحظة انطلاق ماراثون «من مصر إلى غزة» (وزارة التضامن الاجتماعي)

أطلقت وزارة التضامن الاجتماعي في مصر ماراثوناً خيرياً، صباح الجمعة، في محمية وادي دجلة (شرق القاهرة) بعنوان «من مصر إلى غزة» لدعم فلسطين، بمشاركة نحو 10 آلاف متسابق.

ويحمل الماراثون رسائل عدّة تؤازر فلسطين وأهالي غزة، وتوجّه التحية لجهود الهلال الأحمر المصري، والتحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، والمجتمع الأهلي، لدعمهم القطاع المُشتعل.

ماراثون «من مصر إلى غزة» في محمية وادي دجلة (وزارة التضامن الاجتماعي)

يهدف هذا النشاط إلى تشجيع المشاركين على جمع التبرّعات من خلال حملات توعوية مكثّفة، لتجهيز قافلة من المواد الغذائية من 50 شاحنة انطلقت من موقع الفعالية.

وشهد الماراثون الذي أطلقته وزيرة التضامن الاجتماعي نيفين القباج، بالتعاون مع مجلس القبائل والعائلات المصرية، مشاركةً رسميةً واسعةً من وزراء الحكومة المصرية، ومؤسّسات ومنظّمات المجتمع المدني؛ فحضر الفعالية وزير الشباب والرياضة الدكتور أشرف صبحي، ووزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد، ورئيسة المجلس القومي لحقوق الإنسان السفيرة مشيرة خطاب.

وكانت مصر شهدت إطلاق أكثر من ماراثون في الفترة الأخيرة، من بينها ماراثون استضافته منطقة الأهرامات الأثرية بالجيزة، بمشاركة 4 آلاف متسابق من 82 دولة، وسط حضور لافت لاسم فلسطين وعلمها على قمصان عدد من المشاركين.

وزراء البيئة والشباب والتضامن خلال إطلاق الماراثون (وزارة التضامن الاجتماعي)

وذكرت وزيرة التضامن الاجتماعي أنّ الماراثون الخيري هو «رسالة دعم من الشعب المصري للأشقاء في قطاع غزة»، مؤكدة على «مساندة مصر الدائمة للقضية الفلسطينية». وأوضحت أنّ «الجهود المقدَّمة من جانب الدولة المصرية لإغاثة الأشقاء الفلسطينيين في غزة وصلت إلى نحو 200 ألف طن جرى شحنها وإيصالها إما بالطريق البرّي، أو الجوّي، أو البحري».

وكان العديد من مؤسّسات المجتمع المدني المصرية أطلق حملات للتبرّع لأهالي غزة، منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على القطاع، عقب أحداث 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وتوجّهت قوافل إغاثة كثيرة من مصر إلى معبر رفح، لتقديم المساعدات.

وأثنت الوزيرة على الدور المهم لجمعية «الهلال الأحمر المصري» في توصيل مواد الإغاثة لأهالي غزة، سواء الآتية من نحو 37 دولة حول العالم، أو المُقدَّمة من مصر، التي أكّدت أنّ «نصيبها من المساعدات الموجَّهة إلى القطاع تخطّى نسبة الـ60 في المائة».

كذلك أثنت الوزيرة على جهود المجتمع المدني المصري في دعم القضية الفلسطينية، وتحت شعار «اجري من أجل غزة»، ذكرت الوزارة أنّ هذه الفعالية تشكّل رمزاً للجهد الجماعي لكل الجهات المُشارِكة، من وزارات ومجتمع مدني وقطاع خاص، للتخفيف من الصعوبات والمعاناة التي يواجهها أهل غزة.

جانب من المشاركين في ماراثون «من مصر إلى غزة» (وزارة التضامن الاجتماعي)

ويعاني قطاع غزة ظروفاً معيشية مأساوية منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية قبل 5 أشهر حتى اليوم، ووصل عدد الضحايا جراء القصف الإسرائيلي على القطاع، وفق آخر إحصائيات نشرتها وزارة الصحة الفلسطينية، إلى 28340 قتيلاً و67984 مصاباً.


مقالات ذات صلة

غارة إسرائيلية تقتل 15 فلسطينيا مكلفين بتأمين شاحنات مساعدات في غزة

المشرق العربي آثار الدمار جراء غارة إسرائيلية على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة (رويترز)

غارة إسرائيلية تقتل 15 فلسطينيا مكلفين بتأمين شاحنات مساعدات في غزة

قال مسعفون في ساعة مبكرة من صباح اليوم الخميس إن غارة جوية إسرائيلية استهدفت مجموعة من الفلسطينيين المكلفين بتأمين شاحنات مساعدات في رفح مما أسفر عن مقتل 15.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية جانب من الدمار جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة (أ.ف.ب)

إسرائيل تعلن مقتل 2 من المشاركين في هجوم 7 أكتوبر

قال الجيش الإسرائيلي، اليوم (الأربعاء)، إنه قتل شخصين شمال قطاع غزة ممن شاركوا في هجمات حركة «حماس» المباغتة في إسرائيل قبل أكثر من 14 شهراً.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي الرئيسان جو بايدن ودونالد ترمب في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض 13 نوفمبر الماضي (رويترز)

«تعاون وثيق» بين بايدن وترمب لوقف النار وإطلاق الرهائن في غزة

تكثفت الاتصالات الوثيقة بين إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن وفريق الرئيس المنتخب دونالد ترمب؛ سعياً إلى إنجاح مفاوضات وقف النار وإطلاق الرهائن في غزة.

علي بردى (واشنطن)
شؤون إقليمية وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس (د.ب.أ)

إسرائيل تبلغ واشنطن بتوفر «فرصة» لاستعادة الرهائن من غزة

أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس لنظيره الأميركي لويد أوستن، اليوم (الأربعاء)، أن ثمة «فرصة حالياً» للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن المتبقين.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
تحليل إخباري فلسطيني يتفقد الدمار في منزل بعد غارة إسرائيلية على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

تحليل إخباري «هدنة غزة»... تحركات مكثفة تضاعف فرص إبرام اتفاق

جولة مرتقبة لمستشار الأمن القومي الأميركي، جاك سوليفان، إلى منطقة الشرق الأوسط، تشمل مصر وإسرائيل وقطر، تستكمل لقاءات ومساعي الوسطاء بشأن إبرام هدنة في قطاع غزة

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

«الجمل عبر العصور»... يجيب بلوحاته عن كل التساؤلات

جانب من المعرض (الشرق الأوسط)
جانب من المعرض (الشرق الأوسط)
TT

«الجمل عبر العصور»... يجيب بلوحاته عن كل التساؤلات

جانب من المعرض (الشرق الأوسط)
جانب من المعرض (الشرق الأوسط)

يجيب معرض «الجمل عبر العصور»، الذي تستضيفه مدينة جدة غرب السعودية، عن كل التساؤلات لفهم هذا المخلوق وعلاقته الوطيدة بقاطني الجزيرة العربية في كل مفاصل الحياة منذ القدم، وكيف شكّل ثقافتهم في الإقامة والتّرحال، بل تجاوز ذلك في القيمة، فتساوى مع الماء في الوجود والحياة.

الأمير فيصل بن عبد الله والأمير سعود بن جلوي خلال افتتاح المعرض (الشرق الأوسط)

ويخبر المعرض، الذي يُنظَّم في «مركز الملك عبد العزيز الثقافي»، عبر مائة لوحة وصورة، ونقوش اكتُشفت في جبال السعودية وعلى الصخور، عن مراحل الجمل وتآلفه مع سكان الجزيرة الذين اعتمدوا عليه في جميع أعمالهم. كما يُخبر عن قيمته الاقتصادية والسياسية والاجتماعية لدى أولئك الذين يمتلكون أعداداً كبيرة منه سابقاً وحاضراً. وهذا الامتلاك لا يقف عند حدود المفاخرة؛ بل يُلامس حدود العشق والعلاقة الوطيدة بين المالك وإبله.

الجمل كان حاضراً في كل تفاصيل حياة سكان الجزيرة (الشرق الأوسط)

وتكشف جولة داخل المعرض، الذي انطلق الثلاثاء تحت رعاية الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة؛ وافتتحه نيابة عنه الأمير سعود بن عبد الله بن جلوي، محافظ جدة؛ بحضور الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، رئيس مجلس أمناء شركة «ليان الثقافية»؛ وأمين محافظة جدة صالح التركي، عن تناغم المعروض من اللوحات والمجسّمات، وتقاطع الفنون الثلاثة: الرسم بمساراته، والتصوير الفوتوغرافي والأفلام، والمجسمات، لتصبح النُّسخة الثالثة من معرض «الجمل عبر العصور» مصدراً يُعتمد عليه لفهم تاريخ الجمل وارتباطه بالإنسان في الجزيرة العربية.

لوحة فنية متكاملة تحكي في جزئياتها عن الجمل وأهميته (الشرق الأوسط)

وفي لحظة، وأنت تتجوّل في ممرات المعرض، تعود بك عجلة الزمن إلى ما قبل ميلاد النبي عيسى عليه السلام، لتُشاهد صورة لعملة معدنية للملك الحارث الرابع؛ تاسع ملوك مملكة الأنباط في جنوب بلاد الشام، راكعاً أمام الجمل، مما يرمز إلى ارتباطه بالتجارة، وهي شهادة على الرّخاء الاقتصادي في تلك الحقبة. تُكمل جولتك فتقع عيناك على ختمِ العقيق المصنوع في العهد الساساني مع الجمل خلال القرنين الثالث والسابع.

ومن المفارقات الجميلة أن المعرض يقام بمنطقة «أبرق الرغامة» شرق مدينة جدة، التي كانت ممراً تاريخياً لطريق القوافل المتّجهة من جدة إلى مكة المكرمة. وزادت شهرة الموقع ومخزونه التاريخي بعد أن عسكر على أرضه الملك عبد العزيز - رحمه الله - مع رجاله للدخول إلى جدة في شهر جمادى الآخرة - ديسمبر (كانون الأول) من عام 1952، مما يُضيف للمعرض بُعداً تاريخياً آخر.

عملة معدنية تعود إلى عهد الملك الحارث الرابع راكعاً أمام الجمل (الشرق الأوسط)

وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قال الأمير فيصل بن عبد الله، رئيس مجلس أمناء شركة «ليان الثقافية»: «للشركة رسالة تتمثّل في توصيل الثقافة والأصالة والتاريخ، التي يجهلها كثيرون، ويشكّل الجمل جزءاً من هذا التاريخ، و(ليان) لديها مشروعات أخرى تنبع جميعها من الأصالة وربط الأصل بالعصر»، لافتاً إلى أن هناك فيلماً وثائقياً يتحدّث عن أهداف الشركة.

ولم يستبعد الأمير فيصل أن يسافر المعرض إلى مدن عالمية عدّة لتوصيل الرسالة، كما لم يستبعد مشاركة مزيد من الفنانين، موضحاً أن المعرض مفتوح للمشاركات من جميع الفنانين المحليين والدوليين، مشدّداً على أن «ليان» تبني لمفهوم واسع وشامل.

نقوش تدلّ على أهمية الجمل منذ القدم (الشرق الأوسط)

وفي السياق، تحدّث محمد آل صبيح، مدير «جمعية الثقافة والفنون» في جدة، لـ«الشرق الأوسط» عن أهمية المعرض قائلاً: «له وقعٌ خاصٌ لدى السعوديين؛ لأهميته التاريخية في الرمز والتّراث»، موضحاً أن المعرض تنظّمه شركة «ليان الثقافية» بالشراكة مع «جمعية الثقافة والفنون» و«أمانة جدة»، ويحتوي أكثر من مائة عملٍ فنيّ بمقاييس عالمية، ويتنوع بمشاركة فنانين من داخل المملكة وخارجها.

وأضاف آل صبيح: «يُعلَن خلال المعرض عن نتائج (جائزة ضياء عزيز ضياء)، وهذا مما يميّزه» وتابع أن «هذه الجائزة أقيمت بمناسبة (عام الإبل)، وشارك فيها نحو 400 عمل فني، ورُشّح خلالها 38 عملاً للفوز بالجوائز، وتبلغ قيمتها مائة ألف ريالٍ؛ منها 50 ألفاً لصاحب المركز الأول».

الختم الساساني مع الجمل من القرنين الثالث والسابع (الشرق الأوسط)

وبالعودة إلى تاريخ الجمل، فهو محفور في ثقافة العرب وإرثهم، ولطالما تغنّوا به شعراً ونثراً، بل تجاوز الجمل ذلك ليكون مصدراً للحكمة والأمثال لديهم؛ ومنها: «لا ناقة لي في الأمر ولا جمل»، وهو دلالة على أن قائله لا يرغب في الدخول بموضوع لا يهمّه. كما قالت العرب: «جاءوا على بكرة أبيهم» وهو مثل يضربه العرب للدلالة على مجيء القوم مجتمعين؛ لأن البِكرة، كما يُقال، معناها الفتيّة من إناث الإبل. كذلك: «ما هكذا تُورَد الإبل» ويُضرب هذا المثل لمن يُقوم بمهمة دون حذق أو إتقان.

زائرة تتأمل لوحات تحكي تاريخ الجمل (الشرق الأوسط)

وذُكرت الإبل والجمال في «القرآن الكريم» أكثر من مرة لتوضيح أهميتها وقيمتها، كما في قوله: «أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ» (سورة الغاشية - 17). وكذلك: «وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ» (سورة النحل - 6)... وجميع الآيات تُدلّل على عظمة الخالق، وكيف لهذا المخلوق القدرة على توفير جميع احتياجات الإنسان من طعام وماء، والتنقل لمسافات طويلة، وتحت أصعب الظروف.