«بيرلوتي» تتوجه إلى منطقة الشرق الأوسط «بلعربي»https://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B6%D8%A9/4847821-%D8%A8%D9%8A%D8%B1%D9%84%D9%88%D8%AA%D9%8A-%D8%AA%D8%AA%D9%88%D8%AC%D9%87-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D9%85%D9%86%D8%B7%D9%82%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D8%B3%D8%B7-%D8%A8%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A
نادين قانصوه تتصور لمساتها الشرقية على الورق قبل أن تُنفذها دار «بيرلوتي» (بيرلوتي)
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
«بيرلوتي» تتوجه إلى منطقة الشرق الأوسط «بلعربي»
نادين قانصوه تتصور لمساتها الشرقية على الورق قبل أن تُنفذها دار «بيرلوتي» (بيرلوتي)
بمناسبة إعادة افتتاح متجرَيها في «مول الإمارات» و«دبي مول»، قررت علامة «بيرلوتي» أن تخاطب زبائنها في المنطقة «بلعربي». تعاونت لأول مرة في تاريخها مع فنانة ومصممة عربية هي نادين قانصوه. لبنانية استهوتها الحروف العربية فجعلتها ماركتها المسجلة.
إلى جانب كونها فنانة ومصورة، نادين هي مؤسسة «بلعربي». علامة مجوهرات تشتهر بمعادنها الثمينة، وأحجارها الملوّنة، وطبعاً الحروف العربية التي تستعملها في كل قطعة لتمنحها خصوصية شرقية معتمدة على التقنيات التقليدية على المينا لكي تمنح كل خاتم أو عقد أو أقراط الأذن مفهوماً مختلفاً للأناقة الكلاسيكية. الطريف أن ما أثار دار «بيرلوتي» إليها أيضاً، أسلوبها الخاص وطريقة تقديمها لنفسها. تثير الانتباه في أي مكان تتوجه إليه. تعتمد دائماً نفس تسريحة الشعر المسرح نحو الخلف. أما أزياؤها فقوية لا تعترف بجنس معين. قد تُنسق «تي-شيرت» عادياً مع بنطلون واسع، ومع ذلك تحصل على إطلالة مميزة. قالت دار «بيرلوتي»: «إن هذه الصفات تتطابق تماماً مع السمات الجمالية التي تتميّز بها».
هدفها من التعاون مع الفنّانة ومصمّمة المجوهرات نادين قانصوه إعادة إحياء شعارها. أرادت الجمع ما بين الخط العربي وحرف «B»؛ أول حرف من «بيرلوتي»، لتُميّزه أكثر. وكان اختيار نادين قانصوه هو عز الطلب نظراً للمكانة التي تحظى بها في الساحة الفنية العربية. والأهم من هذا اعتزازها بالخط العربي وكيف توظفه بأسلوب فني. حسب قولها، فإنه وسيلتها «لابتكار تصاميم تستكشف نقاط الالتقاء بين اللغات والثقافات والأفكار». أسست نادين، وهي لبنانية المولد، علامة «بلعربي» في عام 2006. أرادتها منذ البداية أن تكون ديناميكية تجمع جمال التصميم وعمق المعاني. كتبت عليها رسائل حب أو هوية حفرتها على كل قطعة ورصعتها بالأحجار الكريمة. ورغم أن «بلعربي» تأسست في الشرق الأوسط، فإنها سرعان ما اكتسبت شهرةً عالميةً، ليأتي تعاونها مع دار أزياء عالمية مثل «بيرلوتي» ليرسخ مكانتها، علماً أن هذا التعاون لم يكن محض الصدفة أو ضربة حظ. فلقاؤهما كان عبارة عن حوار فني وحرفي بين طرفين لكل منهما جذوره وهويته، لكن يلتقيان في حرصهما على الحرفية والانفتاح على الآخر.
الجميل في هذا التعاون أيضاً أن نادين حرصت على ألا تقع في مطب التقليدي، بمعنى الترويجي الواضح. وبما أن الحروف والكلمات لعبتها، كان من الطبيعي أن تُبدع وتخرج عن المتعارف عليه في مثل هذه التعاونات التي يتم فيها احترام بعض الأساسيات إلى حد التقديس. في المقابل، اختارت كلمة «كُنْ» التي تعني «Be» في اللغة الإنجليزية للتلاعب على شعار «B» الذي تشتهر به «بيرلوتي». أرادت أن ينصهر الرمزان معاً؛ «لوغو» الدار ولمستها الخاصة، داخل دائرة تجسّد روح الوحدة والتفرّد.
وبالنتيجة، تخلّلت بصمتها المجموعة بشكل عربي وكأنه تطريز، مثل «تي-شيرت» أبيض زينته عند الأكتاف أشكال عربية، فضلاً عن عدد من الأكسسوارات الجلدية بتقنية رسم الوشوم التي تشتهر بها «بيرلوتي». هنا مثلاً تصطبغ التشكيلة بطلاء الزنجار بلون «Cacao Intenso» العصيّ على الزمن، وتحتضن حافظة بطاقات وحقيبة الوثائق «Un Jour» وحقيبة الظهر «Time Off». هذا بالإضافة إلى حقيبة سفر مزوّدة بعجلات، وهلم جرا من القطع التي تشكل جزءاً من حياة الرفاهية.
هناك نقاط تحول في مسيرة كل مصمم... نقاط تسلط الضوء على مكامن قوته، ومن ثم تأخذه إلى مرحلة جديدة من مراحل التطور والانتشار. بالنسبة إلى المصممة السعودية، هنيدة…
حوَّلت «لورو بيانا» الواجهات إلى احتفالية بإرثها وحرفييها وأيضاً بالثقافة البريطانية التي تمثلها معلمة مثل «هارودز» (لورو بيانا)
مع اقتراب نهاية كل عام، تتسابق المتاجر والمحلات الكبيرة على التفنن في رسم وتزيين واجهاتها لجذب أكبر نسبة من المتسوقين إلى أحضانها. بيوت الأزياء الكبيرة هي الأخرى تتسابق على حجز مكان رئيسي لها على هذه الواجهات لتسليط الضوء عليها وعلى إبداعاتها. فما لا يختلف عليه اثنان أن هذه الواجهات والزينة، بما في ذلك الأنوار التي تُزين الشوارع والساحات، تعد نقطة جذب سياحي تعتمد عليه لندن كل سنة. عادةً ما تبدأ الحجوزات قبل فترة طويلة.
وبما أن محلات «هارودز» معلمة ووجهة سياحية، فإن فرصة العرض فيها لا تقدر بثمن، وبالتالي فهي لا تمنح الفرصة لأيٍّ كان لاحتلال واجهاتها. لكنَّ «لورو بيانا» ليست أياً كان؛ فهي من أهم بيوت الأزياء العالمية حالياً. تصاميمها المترفة تجذب النظر وتحفز حركة البيع في الوقت ذاته، بدليل أنها من بين بيوت أزياء تعد على أصابع اليد الواحدة لا تزال تحقق الأرباح رغم الأزمة التي ألمَت بكثير من الأسماء الشهيرة.
هذا العام، أُتيحت لها الفرصة لتجعل 36 نافذة عرض في «هارودز» ملكها الخاص. لم يكن الأمر سهلاً. بدأت العمل عليه منذ أكثر من عام تقريباً ليأتي بصورة تسلط الضوء على تاريخها وإرثها وأيضاً مهارات حرفييها بشكل جيد، وهو ما مثَّلته «ورشة العجائب» Workshop of Wonders. فكرتُها استعراضُ خبراتهم في غزْل الصوف وأساليبهن الخاصة في المزج بين الحرفية والفن. هنا سيستمتع الناظر بقصة تُسرد من زاوية مدهشة تتبع رحلتهم، من المراعي و طرق عيش الخرفان والغزلان الخرفان وكيفية الحصول على المواد الخام وصولاً إلى المنتج النهائي.
ورشة العجائب
تتميز بديكورات متحرّكة ميكانيكية تُجسّد فكرة مسرح الدمى من خلال الآليات التي تحركها وراء الكواليس. أغلبها من الخشب لتعزيز الطابع اليدوي التقليدي. فهذه الورشة تعكس فكرة مفادها أنّ الطبيعة نفسها ورشة من الجمال والتفرد والكمال.
تأتي التصاميم هنا مستوحاة من روح عشرينات القرن الماضي، وهي الحقبة التي أبصرت فيها الدار النور، ممّا يعزز الشعور بالعراقة من خلال استخدام القوام الخشبي والألوان الدافئة الممزوجة بلمسات من الذهب المطفي. تملأ المشهد، دمى مرسومة ومحاطة بسحب من الصوف المنسوج يدوياً. هنا أيضاً يُكشف الستار عن مجتمعات الحرفيين الماهرين Masters of Fibers والأماكن الساحرة حول العالم، حيث يعيش الماعز، والألباكا، وحيوان الأيل، والغزال. هنا كل شيء يتأرجح بين الواقع والخيال،
وخلال هذه الفترة، ستفتتح الدار متجرَين جديدَين في «هارودز»؛ الأوّل مخصّص لأزياء الصغار، والآخر للديكور المنزلي، إلى جانب منتجات وتصاميم حصرية تحتفي بتاريخ الدار وبموسم الأعياد.
الواجهة والنوافذ
الجميل في تصميم الواجهات أن التركيز لم يقتصر على عرض تصاميمها بشكل يُغري المتسوقين، بقدر ما جرى التركيز على أخذهم في رحلة ممتعة إلى أماكن بعيدة، لتُعرفهم من أين تُستورد الألياف النادرة قبل أن تتحول إلى رزمٍ قطنية ثم إلى أقمشة فاخرة، يُزيِن بعضها شجرة عيد ميلاد بارتفاع 17 متراً .
صُممت كل نافذة بدقة لتحاكي تحفة فنية تروي مرحلة من تاريخ «لورو بيانا» وقصةً نجمُها الرئيسي أليافٌ وأنسجة خفيفة على شكل رزم تتحرك على حزام ناقل، لتتحوّل إلى قماش من خلال آلية مذهلة، وفي النهاية تتّخذ شكل شجرة عيد ميلاد بطول 17 متراً مزينة بالأقمشة وحلة العيد الفريدة.
نوافذ أخرى، تسرد فصولاً تتناول مواقع ومجتمعات «الحرفيين الماهرين» Masters of Fibers من منغوليا وأستراليا وجبال الأنديز وما بعدها، وصولاً إلى إيطاليا حيث يتم تحويل الألياف والمواد الخام إلى قطع لا تقدر بثمن.
منها ما يحكي قصص صوف الفيكونيا، ونسيج بيبي كشمير، وصوف الملوك وقماش «بيكورا نيراPecora Nera® وغيرها. النوافذ المخصّصة لـصوف الملوك مثلا تركز على عملية البحث عن أفضل المراعي الخضراء لخراف المارينو، وهي عملية تعود بنا إلى أواخر القرن الثامن عشر، حين وصل القبطان جيمز كوك إلى نيوزيلندا وأستراليا، حاملاً معه خراف المارينو لأول مرة. لدهشة الجميع، وجدت هذه الخراف مكانها المثالي، حيث حظيت بعناية مكثفة على يد المربّين المحليين ومنحتهم هذه الخراف بدورها أجود أنواع الصوف في العالم. أمّا نافذة Pecora Nera® فتروي رؤية وإبداع المزارعة النيوزيلندية فيونا غاردنر التي ركّزت على الخراف ذات اللون الداكن تحديداً. صوفها الثمين يتحوّل إلى ألياف طبيعية لا تحتاج إلى صبغات.
قطع حصرية لـ«هارودز»
احتفالاً بالذكرى المئوية للدار وأسلوبها المتميز بالفخامة الهادئة، تم طرح مجموعة جاهزة للرجال والنساء، حصرياً في «هارودز». كان من الطبيعي أن تستمد إيحاءاتها من الأناقة البريطانية الكلاسيكية مطعَّمة بلمسات مستوحاة من الفروسية وأنماط المربعات، إضافةً إلى اللون الأخضر الأيقوني الخاص بـ«هارودز» و ألوان أخرى مستوحاة من أجواء العيد، مثل الأحمر والأبيض.
الإطلالات المسائية للمرأة في المقابل تتميز بفساتين طويلة من الحرير المطرّز يدوياً وفساتين محبوكة بقصات عمودية، إلى جانب قمصان ناعمة مصنوعة هي الأخرى من الحرير تم تنسيقها مع سراويل واسعة بسيطة بعيدة عن التكلّف. تضيف أحذية الباليه المسطحة المصنوعة من المخمل الأسود، والصنادل ذات الكعب العالي المطرزة بزهور الشوك الذهبية، لمسة نهائية راقية.
من جهته يتألق رجل «لورو بيانا» في كل المناسبات الرسمية والاحتفالات الموسمية، بفضل التشكيلة الواسعة من البدلات الرسمية.
متجران مؤقتان
بهذه المناسبة خصصت الدار متجرَين مؤقّتَين من وحي الأعياد. الأول في الباب 6، ويشمل عناصر مستوحاة من ورش العمل والأقمشة المطرّزة. تتوسطه طاولة عمل من الجلد مضاءة بمصباح علوي، بالإضافة إلى عجلة صناعية كبيرة تعرض المنتجات الجلدية والإكسسوارات. يمكن للزوّار هنا العثور على تشكيلة حصرية من ربطات العنق والقبّعات المصنوعة من الكشمير الفاخر للأطفال، والصوف، وقماش التويل الحريري بألوان هادئة أو مزيّنة بزخارف تحمل رموز الدب وزهرة الشوك وغيرها. أما للمنزل، فتتوفر تماثيل خشبية للماعز والألباكا، بالإضافة إلى نسخ محشوة منها على قواعد خشبية. وقد جرى تخصيص زاوية خاصة لإدخال اللمسات الشخصية على وشاح Grande Unita الأيقوني، حيث يمكن للعملاء تطريز الأحرف الأولى من أسمائهم.
أما المتجر الثاني بباب 9، فخُصّص لفنّ تقديم الهدايا وتجربة حصرية يمكن حجزها لمزيد من المتعة. تبدأ بتعريف الضيوف بعالم الحرف اليدوية، من خلال أشجار الأعياد المغلّفة بالصوف والكشمير، وحيوانات محشوة على شكل الماعز، والألباكا، وحيوان الأيل، والغزال، بالإضافة إلى رؤوس أقلام على شكل حيوانات. وتتجلّى بهجة موسم الأعياد في كرة الثلج المصنوعة من الخشب والزجاج التي تضم ماعز الكشمير محاطاً بحبّات الثلج المتطايرة. يستضيف هذا المتجر أيضاً ورشة عمل تُتيح للضيوف اختبار مهاراتهم في الحرف اليدوية أو تعلّم كيفية صنع زينة العيد وتغليف نماذج خشبية بالصوف.
تستمر فعاليّات Workshop of Wonders حتّى الثاني من يناير (كانون الثاني) 2025، وتُشكّل جزءاً مهماً وأساسياً من احتفالات الدار بعيدها المئة حول العالم، وبذكرى تأسيسها عام 1924 على يد بييترو لورو بيانا.