الرئيس الأوكراني يقيل القائد العام للجيش... لكنه يُجبَر على التراجع بضغط من واشنطن ولندن

تبادل قصف جوي خلال الليل بين روسيا وأوكرانيا يطول منشأة نفطية في سانت بطرسبرغ

القائد الأعلى للقوات المسلحة الأوكرانية فاليري زالوغني يتحدث مع وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف خلال الاحتفال بيوم استقلال أوكرانيا في 24 أغسطس 2023 (رويترز)
القائد الأعلى للقوات المسلحة الأوكرانية فاليري زالوغني يتحدث مع وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف خلال الاحتفال بيوم استقلال أوكرانيا في 24 أغسطس 2023 (رويترز)
TT

الرئيس الأوكراني يقيل القائد العام للجيش... لكنه يُجبَر على التراجع بضغط من واشنطن ولندن

القائد الأعلى للقوات المسلحة الأوكرانية فاليري زالوغني يتحدث مع وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف خلال الاحتفال بيوم استقلال أوكرانيا في 24 أغسطس 2023 (رويترز)
القائد الأعلى للقوات المسلحة الأوكرانية فاليري زالوغني يتحدث مع وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف خلال الاحتفال بيوم استقلال أوكرانيا في 24 أغسطس 2023 (رويترز)

العلاقات بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والقائد العام للقوات المسلحة فاليري سالوشني يشوبها التوتر منذ أسابيع بسبب إخفاق الهجوم المضاد الذي شنّته أوكرانيا ضد روسيا، والذي لم يتمخض عنه مكاسب كبرى على الجبهة. إلا أن مستشاري الرئيس وقادة عسكريين حاولوا تقديم صورة مغايرة أكثر إيجابية، وهذا ما اتهمهم به زيلينسكي قبل أيام، مطالباً من سالوشني تقديم استقالته، حسب تقارير إعلامية غربية.

ونقلت صحيفة «التايمز» البريطانية عن ضباط رفيعي المستوى، أنه تم استدعاء سالوشني من أجل اجتماع شخصي مع زيلينسكي الاثنين. وأخطر هناك المستشارين الرئاسيين أن تقييمهم للوضع العسكري كان أكثر إيجابية مما كان يحدث بالفعل، وطُلب من سالوشني الاستقالة، لكنه رفض، كما رفض آخرون تولي المنصب؛ مما اضطر زيلينسكي إلى التراجع.

رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك خلال اجتماعه بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كييف الأسبوع الماضي (إ.ب.أ)

وجاء في التقرير، أنه عندما رفض سالوشني، قال زيلينسكي إنه سيوقع مرسوماً بإقالته. وأضاف التقرير، أنه بعد أن رفض الخلفاء المحتملون تولي منصب القائد العام للقوات المسلحة، اضطر زيلينسكي إلى التراجع عن قرار الإقالة واستمرار سالوشني (50 عاماً)، في منصبه في الوقت الحالي. كما أفادت «التايمز» بأن زيلينسكي اضطر إلى التراجع عن هذا القرار تحت ضغط من أمريكا وبريطانيا، ومسؤولين عسكريين رفيعي المستوى.

من جهة أخرى، أفاد مسؤولون من البلدين، الأربعاء، بتبادل قصف جوي خلال الليل بين روسيا وأوكرانيا. وأفادت تقارير صباح الأربعاء، بأن القصف الأوكراني بالمسيّرات طال منشأة نفطية في شمال غرب مدينة سانت بطرسبرغ الروسية، التي تبعد ألف كيلومتر. وقال موقع «فونتانكا» الإلكتروني الإقليمي، كما نقلت عنه الوكالة الألمانية: «بعد الانفجار، اشتعلت النيران في ثلاثة صهاريج فارغة» وأُخمِد الحريق سريعاً. وأضاف الموقع، أن مباني أخرى ومركبات تضررت أيضاً. وتردد أن مقطع فيديو من كاميرات المراقبة من محطة حافلات قريب أظهر لحظة ارتطام الطائرة المسيّرة.

ولم يعلق الجيش الروسي بعد على الهجوم، ولكن في الوقت نفسه قال: إنه جرى صد هجوم بطائرة مسيّرة على منطقة بسكوف الروسية المجاورة الواقعة إلى الشمال الغربي.

Russia's Defense Minister Sergei Shoigu meets with President Vladimir Putin after a flag-raising ceremony for the Admiral Golovko frigate joining the Russian Navy Fleet at a shipyard in Saint Petersburg, Russia, December 25, 2023. (Sputnik/Alexei Danichev/Pool via Reuters)

وبحسب التقارير، قُصفت المسيّرة بنظام دفاع جوي «إس - 400» فوق سانت بطرسبرغ. ورغم ذلك تحطمت المسيّرة فوق المنشأة النفطية بعد نصف ساعة لاحقة، بحسب التقارير.

وأكدت إدارة المدينة الحادث فيما بعد، ولكن المكتب الإعلامي أشار إلى أنه لم تقع إصابات أو أضرار.

وتتعرّض أوكرانيا لقصف جوي متواصل من القوات الروسية منذ قرابة عامين وهي تناشد حلفاءها الغربيين تعزيز منظوماتها الدفاعية. وفي الأشهر الأخيرة، كثّفت أوكرانيا هجماتها بمسيّرات على الأراضي الروسية مستهدفة خصوصاً مناطق حدودية، لكن أيضاً العاصمة موسكو ومدينة سانت بطرسبرغ في شمال البلاد.

خدمات الطوارئ الأوكرانية خلال هجوم بالمسيّرات على ابنية في كييف (إ.ب.أ)

وقال رئيس بلدية غورليفكا في دونيتسك، إحدى المناطق الأوكرانية التي ضمتها روسيا: إن مدنيَين قتلا وأُصيب آخر في هجوم بمسيّرة أوكرانية. وأفاد إيفان بريخودكو، الموالي لموسكو، على «تلغرام»: «بسبب قصف جوي للقوات الأوكرانية بطائرة مسيّرة على الطريق بين غورليفكا ودونيتسك، قُتل مدنيان وأصيب آخر».

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان نُشر على موقعها الإلكتروني: إن دفاعاتها الجوية دمّرت مسيّرة أوكرانية فوق منطقة بسكوف.

من جهتها، أعلنت أوكرانيا، أن القوات الروسية شنّت هجوماً بـ20 مسيّرة وثلاثة صواريخ خلال الليل وأن منظومات الدفاع الجوي أسقطت أكثر من 12 طائرة من دون طيار.

خدمات الطوارئ الأوكرانية خلال هجوم بالمسيّرات على ابنية في كييف (إ.ب.أ)

وأوضح سلاح الجو الأوكراني، أن روسيا أطلقت 20 مسيّرة إيرانية الصنع على أوكرانيا وثلاثة صواريخ باليستية. وأضاف، أن الدفاعات الجوية وخصوصاً في المناطق الجنوبية والشرقية على الجبهة، أسقطت المسيّرات، من دون ذكر الصواريخ.

وقالت السلطات في منطقة خاركيف (شرق) الحدودية مع روسيا: إن متجر سوبرماركت ومنازل تضرّرت في الهجوم الذي أسفر عن إصابة ثلاثة أشخاص. وأفاد مسؤولون، بأن شخصاً أصيب أيضاً في منطقة ميكولاييف (جنوب). وقال الرئيس فولوديمير زيلينسكي: إن استعادة السيطرة على المجال الجوي لأوكرانيا هذا العام هي أولوية لإحراز تقدم على الجبهة.

كما أعلنت أوكرانيا، الثلاثاء، أنها شنّت هجوماً سيبرانياً أخرج الخادم الإلكتروني لوزارة الدفاع الروسية عن العمل وعطّل مؤقتاً التبادل الداخلي للمعلومات. وجاء في بيان للاستخبارات العسكرية الأوكرانية، أن العملية «عطّلت خادم الاتصالات الخاص بوزارة الدفاع الروسية»، معلنة مسؤوليتها عنها. وتعذّر على وكالة الصحافة الفرنسية التحقّق من صحّة هذه المعلومات، علماً بأن موسكو لم تصدر إلى الآن أي رد فعل.

وقالت الاستخبارات العسكرية الأوكرانية: إن «الهجوم السيبراني قطع تبادل المعلومات بين وحدات وزارة الدفاع الروسية التي كانت تستخدم الخادم المشار إليه والموجود في موسكو».

وأشارت إلى أن العملية «مستمرة».

توازياً، أفادت السلطات الروسية، الثلاثاء، بأن عطلاً طال مواقع إلكترونية عدة في البلاد سببه «مشكلة فنية». ولم يُشَر إلى الموقع الإلكتروني لوزارة الدفاع الروسية، وما من مؤشر يدل على وجود رابط بين ما أعلنته الاستخبارات العسكرية الأوكرانية والعطل الذي أفادت به السلطات الروسية. وأكدت وزارة التنمية الرقمية في بيان، أن العطل «المتعلّق بالبنية التحتية لنظام أسماء النطاقات (DNSSEC)» قد تم إصلاحه مساء. لكن الوزارة لفتت إلى «اضطرابات» للخدمة قد تستمر «لبعض الوقت». وتم الإبلاغ عن أعطال في منطقة موسكو وأيضا في سان بطرسبرغ ونوفوسيبيرسك وجمهورية تتارستان، وفقا لوكالة ريا نوفوستي الحكومية.


مقالات ذات صلة

ترمب ووعد إنهاء الحروب: ورقة انتخابية أم خطط واقعية؟

الولايات المتحدة​ دمار جراء غارة إسرائيلية في غزة في 22 نوفمبر 2024 (رويترز)

ترمب ووعد إنهاء الحروب: ورقة انتخابية أم خطط واقعية؟

انتزع ترمب الفوز من منافسته الديمقراطية، معتمداً وعوداً انتخابية طموحة بوقف التصعيد في غزة ولبنان، واحتواء خطر إيران، ووضع حد للحرب الروسية - الأوكرانية.

رنا أبتر (واشنطن)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كلمته المسائية عبر الفيديو (ا.ف.ب)

زيلينسكي يتهم بوتين بارتكاب جرائم حرب «جديدة

اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بارتكاب جرائم حرب جديدة بعد الهجوم الصاروخي على مدينة دنيبرو بصاروخ جديد متوسط المدى.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا صورة نشرتها مؤسسة أوكرانية تُظهر لحظة الهجوم بالصاروخ الباليستي الروسي على مدينة دنيبرو الأوكرانية (أ.ف.ب)

البنتاغون: صاروخ بوتين لن يغير مسار حرب أوكرانيا

قلَّلت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن من أهمية الهجوم الذي نفذته روسيا، الخميس، ضد أوكرانيا، بصاروخ باليستي تجريبي جديد. كما أكدت أنْ لا شيء يدعو إلى تغيير

إيلي يوسف (واشنطن)
أوروبا وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن (ا.ب)

أوستن: قوات كوريا الشمالية المحتشدة في روسيا ستشارك في الحرب «قريباً»

أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، اليوم (السبت)، أن بلاده تتوقع أن الآلاف من القوات الكورية الشمالية المحتشدة في روسيا ستشارك «قريباً» في القتال ضد أوكرانيا

«الشرق الأوسط» (سيدني)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بقمة دول مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو بالبرازيل (أ.ف.ب)

بايدن وماكرون يناقشان الصراعين في أوكرانيا والشرق الأوسط

قال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون ناقشا الصراعين الدائرين في أوكرانيا والشرق الأوسط.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

زيلينسكي يتهم بوتين بارتكاب جرائم حرب «جديدة

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كلمته المسائية عبر الفيديو (ا.ف.ب)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كلمته المسائية عبر الفيديو (ا.ف.ب)
TT

زيلينسكي يتهم بوتين بارتكاب جرائم حرب «جديدة

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كلمته المسائية عبر الفيديو (ا.ف.ب)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كلمته المسائية عبر الفيديو (ا.ف.ب)

اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، يوم أمس (الجمعة)، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بارتكاب جرائم حرب جديدة في أعقاب الهجوم الصاروخي على مدينة دنيبرو بصاروخ جديد متوسط المدى.

وقال زيلينسكي في كلمته المسائية عبر الفيديو: «عندما يبدأ شخص ما في استخدام دول أخرى ليس فقط للإرهاب، ولكن أيضاً لاختبار صواريخهم الجديدة من خلال الإرهاب، فإن هذه بالتأكيد جريمة دولية».

وقال زيلينسكي إن سلوك روسيا «يسخر» من مواقف الصين ودول الجنوب العالمي الداعية إلى الاعتدال. داعياً مرة أخرى إلى رد فعل قوي من المجتمع الدولي.

كما وجه زيلينسكي نداء إلى مواطنيه والدبلوماسيين الأجانب العاملين في كييف. وقال إن أوكرانيا تعمل على تعزيز دفاعها الجوي. ومع ذلك، يجب أن يؤخذ كل إنذار بغارة جوية بشكل جدي، ويجب الاحتماء في حالة الخطر.

وفي الوقت نفسه، قال إنه لا ينبغي استخدام التهديد المحتمل من هجوم صاروخي روسي كذريعة للتوقف عن العمل، في إشارة إلى السفارات المغلقة جزئياً في البلاد.

وأضاف: «عندما تنطلق صفارة الإنذار، نذهب للاحتماء. وعندما لا تكون هناك صفارة إنذار، نعمل ونخدم»، مشيراً إلى أن بوتين سيواصل ترويع أوكرانيا «لقد بنى قوته الكاملة على هذا».