احتد النقاش بين دونالد ترمب والقاضي لويس كابلان الذي يشرف على محاكمته بتهمة التشهير في نيويورك، أمس (الأربعاء)، لدرجة دفعت كابلان للتهديد بطرد الرئيس السابق من القاعة لإدلائه بتعليقات لمحاميته بصوت عالٍ تمكنت هيئة المحلفين من سماعها.
ورُفعت دعوى التشهير من قبل الكاتبة الأميركية إي جان كارول (80 عاماً)، التي تسعى للحصول على تعويضات تزيد عن 10 ملايين دولار بدعوى أن ترمب شوه سمعتها وشهَّر بها في عام 2022 واصفاً إياها بأنها «محتالة محترفة»، بعد أن اتهمته بالاعتداء الجنسي عليها في عام 1996.
ووفقاً لشبكة «سي إن إن» الأميركية، فقد أخبرت كارول هيئة المحلفين أن تصريحات ترمب «حطمت سمعتها» وأنها تلقت العديد من رسائل التهديد بعدها، مضيفة: «اعتقدت أنه سيتم إطلاق النار عليّ».
وتابعت كارول: «كنت معروفة سابقاً كصحافية والآن أصبحت معروفة بأني كاذبة ومحتالة»، لافتة إلى أنها حضرت إلى المحكمة لمنع ترمب من قول أكاذيب عنها.
وأثناء إدلائها بشهادتها تحدث ترمب إلى محاميته بصوت يبدو أن هيئة المحلفين تمكنت من سماعه، الأمر الذي أثار استياء محامي كارول الذين اشتكوا إلى القاضي من هذا التصرف.
وطلب كابلان من ترمب أن «يولي عناية خاصة» لإبقاء صوته منخفضاً أثناء التحدث إلى محاميه. ولكن بعد ذلك أدلى الرئيس السابق بتعليقات أخرى مثل: «إنها مطاردة ساحرات» و«إنها في الحقيقة عملية خداع» بصوت مسموع، ليحتد القاضي ويحذره قائلاً: «من حقك أن تكون حاضراً هنا. لكن هذا الحق يمكن مصادرته، إذا تم تجاهل أوامر المحكمة».
وأضاف: «أتمنى ألا أضطر إلى التفكير في استبعادك من المحاكمة».
وحينها نظر ترمب لكابلان بسخرية ليقول له الأخير: «أعتقد أنك حريص جداً على دفعي لاستبعادك من المحاكمة».
ورد عليه ترمب بقوله: «سأحب ذلك»، مما أثار امتعاض القاضي الذي قال إن الرئيس السابق «لا يمكنه السيطرة على نفسه في هذه الظروف على ما يبدو».
ولم يتم طرد ترمب في النهاية من المحكمة.
وتواجهت محامية ترمب ألينا هابا أيضاً مع كابلان بعد أن اعترضت على إجابة من كارول، مما دفع القاضي لتوبيخها بشدة وقال لها: «عندما تتحدثين في قاعة المحكمة هذه أو أي قاعة محكمة في هذا المبنى فينبغي عليك أن تقفي».
وفي مايو (أيار) 2023، خلصت هيئة مُحلّفين في نيويورك إلى أن ترمب اعتدى جنسياً على كارول في غرفة تبديل الملابس بمتجر كبير في عام 1996.
ويحضر ترمب المحاكمة أثناء حملته للانتخابات التمهيدية في نيو هامبشاير الأسبوع المقبل. ويتوقع أن يكون المرشح الجمهوري في انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) ضد الرئيس جو بايدن.