باتيلي يدعو مجدداً قادة ليبيا لتحمل مسؤوليتهم السياسية والأخلاقية

السفارة اليابانية تستأنف عملها في طرابلس بعد 10 سنوات من الإغلاق

صورة نشرها باتيلي للقائه مع سفير روسيا في طرابلس
صورة نشرها باتيلي للقائه مع سفير روسيا في طرابلس
TT

باتيلي يدعو مجدداً قادة ليبيا لتحمل مسؤوليتهم السياسية والأخلاقية

صورة نشرها باتيلي للقائه مع سفير روسيا في طرابلس
صورة نشرها باتيلي للقائه مع سفير روسيا في طرابلس

دعا عبد الله باتيلي، رئيس بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا، الليبيين للاسترشاد بتجارب دول أخرى مرت بنفس الأزمات وتجاوزتها، وقال إن تحقيق المصالحة الوطنية «يحتاج إلى جهود متواصلة بعد سنوات من النزاع والانقسام».

وشدد باتيلي خلال مشاركته، مساء الاثنين، في الجلسة الختامية للاجتماع التحضيري الرابع لمؤتمر المصالحة الوطنية، الذي عُقد بمدينة زوارة على مدى اليومين الماضيين، على أن تحقيق سلام واستقرار دائمين في ليبيا يتطلب إجراء عملية مصالحة وطنية قائمة على الحقوق، بالتوازي مع التوصل إلى اتفاق سياسي، من خلال الالتزام الحقيقي للقادة السياسيين وجميع الأطراف الليبية.

باتيلي أكد أن تحقيق سلام واستقرار دائمين في ليبيا يتطلب إجراء مصالحة وطنية قائمة على الحقوق

ورأى باتيلي، وفق بيان نشره على منصة «إكس»، أنه «يجب على القادة السياسيين أن يتحملوا مسؤوليتهم في التقريب بين المجتمعات المحلية من أجل مشروع جديد لليبيا، يستند إلى مبادئ العدالة الانتقالية، ويتطلع لبناء مستقبل أفضل لليبيين». وقال إنه اتفق مع السفير الروسي حيدر أغانين، بعد استعراضهما الوضع السياسي والأمني الحالي في البلاد، على ضرورة انخراط الأطراف الليبية الفاعلة في التوصل إلى تسوية سياسية لإجراء انتخابات وطنية.

كما أوضح باتيلي أنه ناقش مع سفير الاتحاد الأوروبي، نيكولا أورلاندو، ما وصفه بالوضع المقلق السائد في ليبيا، مشيراً إلى اتفاقهما على ضرورة قيام القادة الليبيين والشركاء الدوليين بتجديد التزامهم بالتوصل إلى تسوية سياسية، تهدف إلى إنهاء ما وصفه بالأزمة المستعصية. ورأى أن المسؤولية السياسية والأخلاقية للقادة الليبيين تقتضي أن يعملوا جميعاً على تلبية تطلعات شعبهم إلى مؤسسات موحدة وشرعية وإدارة فعالة للموارد الوطنية، لافتاً إلى أنه ينبغي للمجتمع الدولي أن يتحدث بصوت موحد في دعم هذا المسعى.

وبدوره، أكد رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، ضرورة إنجاز ملف المصالحة الوطنية والاهتمام به، وعدّه نواة أساسية لبناء الدولة الليبية، ورأى أن نجاحه سيمهد الطريق نحو الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي يتطلع إليها كل الليبيين.

وكان المنفي قد تلقى، مساء الاثنين، رسالة خطية من دينيس ساسو نغيسو، رئيس الكونغو، الذي يترأس اللجنة الأفريقية رفيعة المستوى الخاصة بالشأن الليبي، سلمها إليه وزير خارجيته جان كلود جاكوسو، مشيراً إلى أنهما ناقشا آخر مستجدات مشروع المصالحة الوطنية، والخطوات المُنجزة، استعداداً لانعقاد المؤتمر الوطني الجامع للمصالحة، المزمع عقده في أبريل (نيسان) المقبل، والمقترحات التي تضمن نجاح هذا الحدث الوطني الكبير.

صورة وزعها سفير الاتحاد الأوروبى لاجتماعه مع رئيس مجلس الدولة

وبدوره، أكد محمد تكالة، رئيس مجلس الدولة، في لقائه، مساء الاثنين، بأعيان وحكماء وادي الشاطئ دعمه للجهود التي تُعنى بتحسين أوضاع المواطن الليبي في الجنوب، مشيراً إلى أنه لا بد من تحقيق مصالحة وطنية شاملة بتوافق كل الأطراف كي يعم الأمن والاستقرار، لافتاً إلى أهمية دور البلديات والمشايخ والأعيان في توحيد كلمة الليبيين، ودعم جهود المصالحة الوطنية الشاملة، وكذا تعزيز الروابط الاجتماعية والسياسية في البلاد.

كما أشاد تكالة بما وصفه بدور هولندا الإيجابي في دعم السلام والاستقرار، وأعرب لدى لقائه مع سفيرها جوست كلارينبيك بطرابلس، عن تطلعه إلى مزيد من التعاون، وتطوير العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، بما يخدم المصالح المشتركة بين البلدين.

ونقل عن جوست قوله إن بلاده تعمل دوماً على دعم المسار الديمقراطي وحقوق الإنسان في ليبيا، وتقريب وجهات نظر جميع الأطراف لإرساء السلام والمصالحة الوطنية، ونبذ الفرقة والخلاف.

وقال أورلاندو إنه ناقش مع تكالة المخاطر المرتبطة بتعثر العملية السياسية من أجل استقرار ووحدة وسيادة ليبيا، مجدداً تشجيع الاتحاد الأوروبي لجميع أصحاب المصلحة على تنحية المصالح الخاصة جانباً، والمشاركة بشكل بنّاء في جهود الوساطة لحل أي عقبات قائمة على طريق الانتخابات الوطنية لتجنب الانقسام العميق في البلاد.

في شأن مختلف، أصدر رئيس حكومة «الوحدة» المؤقتة، عبد الحميد الدبيبة، مساء الاثنين، قراراً يقضي باعتماد نتائج اللجنة بشأن تنظيم العمل داخل المنافذ، حدد فيه 8 أجهزة أمنية فقط للظهور بالمنافذ البرية والبحرية والجوية، وقصر وجود الأجهزة الأمنية بهذه المنافذ على مصلحة الجوازات والجنسية وشؤون الأجانب، والإدارة العامة لأمن المنافذ، ومصلحة الجمارك، بالإضافة إلى إلغاء أي قرار سابق يمنح اختصاصات بالمنافذ لأي جهة أمنية، أو جهاز أمني أو إداري، كما أصدر قراراً آخر تنظيمياً وفق توصيات اللجنة.

ولم يُدرج الدبيبة في قراره «القوة المشتركة» بمدينة مصراتة، التي اتهمها حراك قادة مصراتة بـ«تهريب الذهب»، عبر مطار المدينة الواقعة في غرب البلاد، بينما سارع عثمان عيسى، القيادي بحراك مصراتة إلى توجيه الشكر للحكومة على إخلاء المنفذ البحري والجوي في مصراتة، وطالبها بتحقيق بقية المطالب المشروعة.

اجتماع الدبيبة مع وزير مواصلاته بحضور الحداد (حكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة)

وكان الدبيبة قد أكد خلال اجتماعه، مساء الاثنين، مع وزير المواصلات محمد الشهوبي، بحضور محمد الحداد رئيس أركان القوات الموالية لحكومته على ضرورة التنسيق بين وزارتي الداخلية والمواصلات، لتنظيم العمل داخل جميع المنافذ، مشيراً إلى أن الشهوبي أوضح أن اللجنة عملت على تنظيم العمل داخل كل المنافذ إدارياً وأمنياً.

من جهة أخرى، نقلت حكومة الدبيبة عن ماساكي أماديرا، القائم بأعمال سفارة اليابان في طرابلس، إعادة فتحها بعد 10 سنوات من إغلاقها.


مقالات ذات صلة

توتر أمني مفاجئ غرب العاصمة الليبية

شمال افريقيا المنفي خلال حضور حفل العشاء مع الرئيس الأميركي (المنفي)

توتر أمني مفاجئ غرب العاصمة الليبية

أعلن أعضاء في مجلس النواب الليبي، أن جلسته المرتقبة، الاثنين المقبل، ستخصص للمصادقة على اعتماد تعيين محافظ المصرف المركزي للبلاد ونائبه.

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا المنفي خلال لقاء خوري بمقر «المجلس الرئاسي» في طرابلس الشهر الماضي (المجلس الرئاسي الليبي)

تجدد الخلافات حول «الميزانية الموحدة» يفجِّر مخاوف الليبيين

أبدى سياسيون ومحللون ليبيون تخوفهم من وقوع أزمة جديدة تتعلق بالمطالبة بـ«قانون موحد للميزانية»، بينما لا تزال البلاد تتعافى من تأثير أزمة المصرف المركزي.

جاكلين زاهر (القاهرة )
شمال افريقيا مستشارو المحكمة الدستورية العليا عقب أداء اليمين أمام نائب رئيس مجلس النواب الليبي (المجلس)

ليبيا: «قانون الدستورية العليا» يجدد الجدل بين «الرئاسي» والبرلمان

تصاعدت حالة من الجدل في ليبيا بعد أداء مستشاري المحكمة الدستورية العليا اليمين القانونية، أمام مجلس النواب، في ظل معارضة واسعة من المجلس الرئاسي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا المنفي يلتقي البرهان على هامش أعمال الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة (المجلس الرئاسي الليبي)

11 دولة تدعو ليبيا لضخ النفط... وإخراج «المرتزقة»

حثت أميركا ودول أوروبية وعربية الأطراف الليبية كافة على العمل لاستئناف إنتاج وتصدير النفط «بالكامل دون تعطيل أو تدخل أو تسييس».

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا جانب من الحضور خلال توقيع اتفاق ينهي أزمة الصراع على مصرف ليبيا المركزي (البعثة الأممية)

اتفاق يطوي أزمة «المركزي» الليبي

بحضور دبلوماسي عربي وغربي، وقّع ممثلان عن مجلسي النواب و«الأعلى للدولة» في ليبيا اتفاقاً يقضي بتعيين محافظ مؤقت للمصرف المركزي ونائب له.

جمال جوهر (القاهرة)

السيسي يشدد على «التوازن» المصري وسط «الاضطرابات الخطيرة»

السيسي خلال احتفالية سابقة في القاهرة (الرئاسة المصرية)
السيسي خلال احتفالية سابقة في القاهرة (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي يشدد على «التوازن» المصري وسط «الاضطرابات الخطيرة»

السيسي خلال احتفالية سابقة في القاهرة (الرئاسة المصرية)
السيسي خلال احتفالية سابقة في القاهرة (الرئاسة المصرية)

قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن «بلاده تمارس سياسة تتسم بالتوازن والاعتدال والموضوعية تتبناها منذ سنوات في ظل الظروف الحالية على الحدود الغربية والجنوبية، وكذلك التي تحدث على الحدود المصرية الشرقية منذ عام تقريباً ويتابعها العالم أجمع».

وبينما دعا مواطنيه إلى «التمسك بالاعتدال والموضوعية»، طمأن في كلمة له، الأحد، المصريين بأن «مصر بخير والأمور مستقرة ومن جيد للأحسن، ما دمنا ثابتين ومستقرين ومتماسكين ومتحملين لمسؤولياتنا، ومتحدين جميعاً يداً واحدة، ومطمئنين بأننا ندير أمورنا بشكل يحفظ بلدنا والمنطقة ما أمكن، دون التورط في أمور قد تؤثر على الأمن والاستقرار في المنطقة وفي مصر».

وحذرت مصر مجدداً، الأحد، من جر المنطقة بأسرها إلى «حرب إقليمية شاملة». وطالبت المجتمع الدولي بـ«التدخل لوقف العدوان والقصف الإسرائيلي على لبنان»، مشيرة إلى «وجود نية إسرائيلية مبيتة للتصعيد في المنطقة».

ونبّه السيسي خلال الاحتفال بتخريج دفعة جديدة من أكاديمية الشرطة بالقاهرة الجديدة (شرق العاصمة)، الأحد، إلى مخاطر التطورات بالمنطقة والتي قد تؤثر على اتساع رقعة الصراع، مؤكداً أن «المنطقة والعالم يمران بظروف صعبة للغاية»، مجدداً تحذيره من أن استمرار هذا الاضطراب «سيؤدي إلى عواقب وخيمة في منطقتنا وربما في العالم».

وتساءل الرئيس المصري: «هل ما يحدث يجعل الشعب المصري قلقاً؟»، وأجاب: «من دون شك يجب أن نشعر بالقلق؛ لأن التطورات التي تحدث خطيرة، قد تؤدي لاتساع رقعة الصراع في المنطقة بشكل يؤثر على الاستقرار».

تصاعد الدخان من موقع غارة جوية إسرائيلية استهدفت قرية الخيام في جنوب لبنان (أ.ف.ب)

كما لفت السيسي إلى أن مصر «فقدت ما بين 50 و60 في المائة من دخل قناة السويس، بما قيمته أكثر من 6 مليارات دولار خلال الـ8 شهور الماضية».

وتعد قناة السويس أحد المصادر الرئيسية للعملة الصعبة في مصر، وبلغت إيراداتها العام الماضي 10.3 مليار دولار، وفق الإحصاءات الرسمية (الدولار الأميركي يساوي 48.31 جنيه في البنوك المصرية). لكن هذه العائدات شهدت تراجعاً في الشهور الأخيرة، بسبب توترات البحر الأحمر؛ إذ انخفضت حصيلة رسوم المرور في قناة السويس بمعدل 7.4 في المائة، لتسجل 5.8 مليار دولار، مقابل 6.2 مليار دولار في الفترة بين يوليو (تموز) 2023 ومارس (آذار) من العام الحالي. وقال رئيس مجلس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، في يوليو الماضي، إن «بلاده تخسر ما بين 500 و550 مليون دولار شهرياً، بسبب توترات البحر الأحمر».

في غضون ذلك، وجّه السيسي رسالة إلى المصريين بـ«ضرورة الانتباه لما يتم ترديده من شائعات لا أساس لها من الصحة»، بقوله إن «الشهور الماضية شهدت حجماً كبيراً من الكذب والإفك والافتراء والشائعات، انتبهوا لذلك، فالمهمة والخطر واضحان أمام المثقفين والمفكرين ووسائل الإعلام»، لافتاً إلى أن «عملية الكذب والشائعات والاتهامات التي تُطلق في كل مكان، ليست صحيحة»، مضيفاً: «لقد عهدتم مني الصدق والصراحة دائماً، وسأظل كذلك معكم طوال ممارستي مهمتي».

وتناشد الحكومة المصرية بشكل متكرر وسائل الإعلام المختلفة، ومرتادي مواقع التواصل الاجتماعي «تحري الدقة والموضوعية ‏في نشر الأخبار، والتواصل مع الجهات المعنية للتأكد قبل نشر ‏معلومات لا تستند إلى أي حقائق، وتؤدي إلى إثارة البلبلة بين المواطنين».

سفن حاويات تعبر قناة السويس المصرية (رويترز)

وكان الرئيس المصري قد استهل كلمته بتوجيه التحية لأسر الخريجين، وشكرهم على إعداد أبنائهم وتوجيههم بشكل جيد؛ إذ قدموا أبناءهم وبناتهم لوطنهم «مصر» للمشاركة في حماية أمنها واستقرارها.

وأعرب السيسي عن شكره للخريجين وطلبة الأكاديمية والقائمين على العملية التعليمية والتدريبية على الجهد والأداء المتميز الذي ظهر خلال احتفالات التخرج، الأحد، قائلاً: «أتيحت لي الفرصة لزيارة الكلية (أكاديمية الشرطة) مراراً، وأتمنى دائماً الاطمئنان على سير الأمور، وفي كل مرة أجد أن الأمور تسير بشكل جيد، وأشعر بالسرور بالمستوى العالي، ونعلم أنه لا يزال هناك المزيد من الجهود». وأشاد بالجهود المبذولة لتخريج «خريجين أو ضباط شرطة قادرين على أداء مهامهم بشكل محترف وعلمي باستخدام أحدث أساليب العصر».