بعد ضمه «سفينة حربية» جديدة، تحدث قائد «الحرس الثوري» الإيراني حسين سلامي، اليوم (السبت)، عن «حرب شاملة مع العدو»، وخطط لخوض معارك في «البحار البعيدة» بعد تزايد ما وصفه بـ«القوة الإيرانية».
وخلال مراسم إطلاق سفينة حملت اسم «أبو مهدي المهندس»، اليوم (السبت)، في ساحل «بندر عباس» جنوب إيران، قال اللواء سلامي إن «البحرية الإيرانية قادرة على الوصول إلى العدو أينما كان (...) حتى في الأماكن البعيدة»، وفقاً لما نقلته وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري».
وتابع سلامي: «لا يمكننا القتال بشكل غير كامل (...) تأثيرنا الاستراتيجي على تطوير القوة هو أنه بقدر ما لدينا من مصالح حيوية، ويجب أن تكون قوتنا الدفاعية قادرة على الدفاع عن هذه الأهداف».
وبحسب وكالة «تسنيم»، فإن السفينة الجديدة مزودة بقاذفات لإطلاق الصواريخ، إلى جانب مجموعة من الزوارق.
ونقلت الوكالة عن سلامي، أن سفينة «أبو مهدي المهندس» محلية الصنع ذات 4 محركات لديها القدرة على الإبحار 14 يوماً وألفي ميل بحري، مع القدرة على التخفي عن رادارات العدو.
وسبق لـ«الحرس الثوري» أن أطلق في سبتمبر (أيلول) 2022، سفينة حملت اسم «قاسم سليماني»، مسؤول العمليات الخارجية في هذا التشكيل العسكري، الذي اغتيل بغارة أميركية في بغداد عام 2020.
ويعتقد أن سفينة «سليماني» أكبر حجماً من السفن التي يمتلكها «الحرس الثوري»، وقادرة على تخطي أنظمة الرادار، إلى جانب تزويدها بنظام صواريخ «كروز»، لكن هذه المواصفات ما تزال مجرد تقديرات غير حاسمة.
ولا يمكن الجزم فعلياً بقدرات سفينة «أبو مهدي المهندس»، لكن على الأغلب أنها من جيل السفن الأخيرة التي ضمها «الحرس الثوري» إلى أسطوله خلال العامين الماضيين، وجميعها تندرج في إطار الحملة الدعائية لإيران ومساعيها للسيطرة على الممرات المائية في المنطقة.
وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أرسل المرشد الإيراني علي خامنئي قانون الخطة الشاملة لتوسع الأنشطة البحرية، إلى رؤساء الحكومة والبرلمان والقضاء، وألزم الجهاز التنفيذي (الحكومة) بتبني سياسة شاملة للتوسع في البحار.
«منطق القوة»
وفضلاً عن مجموعات مسلحة موالية لإيران نفذت في البحرين الأحمر والأبيض المتوسط هجمات على خطوط الملاحة الدولية، لم تشترك القوة البحرية التابعة لـ«الحرس الثوري» فعلياً في أي نشاط عسكري مرتبط بالنزاع المستعر في المنطقة منذ اندلاع المعارك في قطاع غزة.
والحال، أن السفن الجديدة من الناحية الشكلية أصغر من «فرقاطة» حربية وأكبر من زورق، وتكمن أهميتها في قدرتها على المناورة في المياه الدافئة.
وشدد سلامي على أن إيران «تعمل على تأمين خطوطها الملاحية، وتعمل على تزويد البحرية بقدرات تشمل مدى الصواريخ وقوة الإبحار لمسافات طويلة؛ لأن استمرار المعركة مهم للغاية».
وقال قائد «الحرس الثوري»، إن «الوقوف في نصف القطر القريب وشبه البعيد مضر للعدو، وعليه الابتعاد عن هذه المنطقة؛ لأنه يفهم منطق القوة جيداً».
وفي الأول من يناير (كانون الثاني) الحالي، دخلت المدمرة البحرية الإيرانية «ألبرز» وسفينة عسكرية أخرى، البحر الأحمر للاستقرار قرب مضيق باب المندب، في وقت رفضت فيه طهران اتهامات بريطانية بتحمّلها مسؤولية منع هجمات الحوثيين في المياه الإقليمية.
وكانت إيران أرسلت في مايو (أيار) الماضي، مجموعة السفن الحربية «86» إلى خليج عدن، قبل أن تشق طريقها إلى المياه الفنزويلية، وكانت مكونة من ناقلة نفط سابقة جرى تحويلها إلى سفينة لوجستية حربية باسم «مكران» والمدمرة «سهند».
وفي فبراير (شباط) 2011، عبرت أول مجموعة سفن حربية إيرانية من قناة السويس لأول مرة، إلى البحر الأبيض المتوسط واتجهت من هناك إلى ميناء اللاذقية.