هل استحواذ راتكليف على حصة في يونايتد سيؤدي إلى تحسين الأوضاع؟

تعهد ضخ أموال لتجديد ملعب «أولد ترافورد»... والجمهور ينتظر تأثيراً مباشراً على فريق كرة القدم

راتكليف تعهد بتحديث البنية الأساسية المتهالكة في أولد ترافورد (أ.ب)
راتكليف تعهد بتحديث البنية الأساسية المتهالكة في أولد ترافورد (أ.ب)
TT

هل استحواذ راتكليف على حصة في يونايتد سيؤدي إلى تحسين الأوضاع؟

راتكليف تعهد بتحديث البنية الأساسية المتهالكة في أولد ترافورد (أ.ب)
راتكليف تعهد بتحديث البنية الأساسية المتهالكة في أولد ترافورد (أ.ب)

هل هذه هي بداية النهاية لعائلة غليزر الأميركية أم تعزيز لقبضتها على مانشستر يونايتد؟ هذا هو السؤال المهم الذي يثار حالياً في أعقاب استحواذ السير جيم راتكليف على 25 في المائة من أسهم النادي مقابل 1.3 مليار جنيه إسترليني، وقد تستغرق الإجابة عليه سنوات طويلة! في الوقت الحالي، تتمثل القضية الرئيسية التي يتم تناولها في إغلاق طلب «البيع الكامل الآن»، الذي كان قد تقدم به نشطاء من الجماهير خلال الـ13 شهراً السابقة، وبالتحديد منذ أن بدأت العائلة الأميركية ما وصفته بـ«عملية استكشاف البدائل الاستراتيجية».

فهل كان بيع النادي بالكامل شيئاً واقعياً في أي وقت من الأوقات؟ ربما يعتمد ذلك على ثقتكم في قدرة الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني على القيام بذلك. فمع انسحاب الملياردير القطري من سباق الاستحواذ على النادي في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، تم الكشف عن المزيد من التفاصيل حول خططه لشراء النادي، وظهرت الشكاوى من «التقييم الخيالي والغريب» للنادي ضمن ما أصبح اعترافاً بأن راتكليف قد «فاز» بالعملية.

وفي أعقاب ذلك، أشارت مصادر إلى أن استحواذ راتكليف على 25 في المائة من الأسهم ما هو إلا خطوة أولى نحو السيطرة الشاملة على مانشستر يونايتد، على أن يتم تحديد السعر النهائي بناء على النجاح الذي ستحققه هذه الشراكة خلال السنوات المقبلة.

وصول الملياردير راتكليف إلى مانشستر يونايتد جاء بمثابة الأمل للجماهير في تحسن حال الفريق (أ.ب)

لن يغفر بعض مشجعي مانشستر يونايتد أبداً لراتكليف تحالفه مع عائلة غليزر، لكن مرة أخرى تنتصر الواقعية. وإذا لم تسر الأمور بهذه الطريقة، فكيف كان من المفترض أن يتم التوصل إلى اتفاق؟ من المعروف عن راتكليف في عالم الأعمال أنه شخص ينجز الأمور، وبأنه مفاوض حازم ومبتكر، ومن الممكن أن تتمتع حصة الأقلية التي حصل عليها بنفوذ كبير، بالشكل الذي قد يتذكره جمهور مانشستر يونايتد من أيام الشركة العامة للنادي قبل عقدين من الزمن. لقد جاءت الصفقة بعيدة كل البعد عن عملية الاستحواذ المتوقعة في البداية مقابل مليارات الدولارات، لكن المشجعين سيرحبون بمساهمة راتكليف وهم يتطلعون لاستعادة ناديهم لموقعه عند قمة كرة القدم الإنجليزية والأوروبية.

من المؤكد أن راتكليف لن يضخ الأموال بلا حدود مثل الشيخ منصور بن زايد في سيتي أو رومان أبراموفيتش أيام وجوده في تشيلسي، لكن مانشستر يونايتد كان دائماً يتفوق من الناحية التجارية حتى بدأت الأوضاع الاقتصادية الحالية والتضخم المرتفع وزيادة أسعار الفائدة في دفع مستويات ديونه إلى ما يقرب من مليار جنيه إسترليني. إن ما شبهه الرئيس التنفيذي السابق، إيد وودوارد، ذات مرة بـ«بيع الماس» لم يكن بحاجة مطلقاً إلى ملكية مرتبطة بدولة من النوع الذي ربما عفا عليه الزمن الآن، في ضوء القيود المالية المفروضة الآن على التحالف المالك لنيوكاسل يونايتد، بشكل أكثر صرامة بكثير مما كانت عليه الأمور عندما كان مانشستر سيتي يتفاخر بإنفاق الأموال ببذخ، وفي ضوء التقشف القطري الآن في باريس سان جيرمان.

إن نجاح راتكليف وفريقه في مؤسسة «إنيوس» في السيطرة على الأمور الرياضية داخل النادي يعني أنهم يتمتعون بشكل من أشكال السلطة التنفيذية. وإذا كانت عائلة غليزر مكروهة بين الجماهير لاستغلالها النادي لتحقيق أرباح مالية دون سداد الديون، التي تسبب فيها الراحل مالكولم في عام 2005، فإن الفشل الرياضي لمانشستر يونايتد كان يمثل الفشل الأبرز لفترة استحواذ تلك العائلة على النادي.

وسيستثمر راتكليف (71 عاماً) أيضاً 300 مليون دولار بهدف تحديث البنية الأساسية المتهالكة للنادي التي تدفع جماهير الفرق الزائرة، التي غالباً ما تغرقها المياه المتدفقة من خلال الثقوب الموجودة في السقف، للهتاف «أولد ترافورد يسقط».

ويعني استثمار راتكليف أنه تم تكليفه بمسؤولية إدارة الجانب الرياضي من العمل، وهو خبر سار للنادي الذي تعثر في أسوأ بداية له لموسم منذ عام 1962 ولم يفز بلقب الدوري منذ اعتزال المدرب أليكس فيرغسون عام 2013.

بالنسبة للنادي الذي لديه أكثر من 650 مليون مشجع على مستوى العالم ويمتلك رقماً قياسياً يتمثل في حصد 20 لقباً في الدوري الإنجليزي الممتاز، فإن وصول راتكليف سيمنح المشجعين على الأقل بعض الأمل في أن عام 2024 قد يشهد بداية التحول الذي طال انتظاره.

إن موافقة عائلة غليزر على إنفاق 1.5 مليار جنيه إسترليني على التعاقد مع لاعبين جدد منذ رحيل السير أليكس فيرغسون، يتم استخدامها كوسيلة للتخفيف من حدة الأمور من قبل عدد متضائل من المدافعين عن العائلة الأميركية، لكن الحقيقة الواضحة للجميع هي أن النادي يعاني بشدة بسبب الافتقار إلى الرؤية والخبرة والتوجيه.

لقد كان من البديهي منذ فترة طويلة أن حتى أكثر العقول التجارية ذكاء يمكن أن تعاني من الارتباك عندما تجد نفسها في مجلس إدارة لكرة القدم. لقد كان مايك أشلي واللورد آلن شوغر رجلي أعمال ماهرين للغاية، ويحظيان بإعجاب شديد في مجال البيع بالتجزئة، لكنهما ارتكبا خطأً كبيراً عندما حاولا إدارة ناديين لكرة القدم، نيوكاسل وتوتنهام، بالطريقة نفسها، التي كانا يديران بها أعمالهما الأخرى. لقد ترك كل منهما عالم كرة القدم بعدما حققا أرباحاً، لكنهما لم يحققا نجاحاً كبيراً في هذا المجال، وهو ما يثبت أن جمع الأموال لا يمكن أن يكون أبداً طريقاً إلى الشعبية وحب الجماهير! لقد دخل كل منهما مجال كرة القدم دون خبرة، لكن راتكليف، الذي يعد أكثر ثراءً من آشلي وشوغر، لديه خبرات رياضية - حتى وإن لم يكن نجاحه على المستوى الرياضي بنفس نجاحه كرجل أعمال.

يقول النقاد إن فريق «إنيوس غريناديرس» المملوك لراتكليف لم يحقق النجاح نفسه، الذي حققه فريق «سكاي» الذي أعاد تسميته، وأن السير بن أينسلي لم يفز أبداً بكأس أميركا لسباقات القوارب تحت ملكية شركة «إنيوس»، لكن الشيء المؤكد هو أن راتكليف لديه خبرات في عالم كرة القدم مع إف سي لوزان في سويسرا، ونيس في فرنسا، بالإضافة إلى أن نيس الذي يحتل المركز الثاني في جدول ترتيب الدوري الفرنسي الممتاز، وهو ما يدعو للتفاؤل. هناك من لا يثقون في «المكاسب الهامشية» التي حققها المستشار الرئيسي السير ديف برايلسفورد، لكن قيام مجموعة «إنيوس» بإدارة الجانب الرياضي بينما تعتني عائلة غليزر بالجانب التجاري سيذكر الجماهير بالسنوات الأولى لعائلة غليزر عندما كان فيرغسون مدعوماً من قبل ديفيد جيل في فريق مانشستر يونايتد لكرة القدم، بينما كان وودوارد يدير الجانب التجاري. هناك محاولات لتكرار نجاحات تلك الحقبة، لكن هذا يبدو حلماً بعيد المنال.

وفي آخر مرة حاول فيها راتكليف الاستحواذ على أحد الأندية - كان ذلك مع نادي تشيلسي في عام 2022 - فإنه تحايل على عملية البيع لشركة «راين»، وهي المجموعة نفسها التي تعمل لصالح عائلة غليزر، لكنه انسحب بالسرعة نفسها تقريباً. والآن، ربما يتساءل عدد قليل من مشجعي تشيلسي عما كيف كان سيبدو عليه الحال لو استحوذ راتكليف على النادي بدلاً من الأميركي تود بوهلي؟

ومن داخل مانشستر يونايتد نفسه، وبينما كانت عملية تقديم العطاءات مستمرة، كان هناك موقف دفاعي تجاه الانتقادات التي يتعرض لها النادي، فقد تم الإعلان عن النجاحات التي حققها الفريق الموسم الماضي، رغم أنه يعاني بشدة خلال الموسم الحالي. إن الطريقة التي تعامل بها النادي مع ميسون غرينوود والاتهامات اللاحقة الموجهة - التي تم نفيها - ضد أنتوني، جعلت النادي في مرمى الانتقادات. وتعرض ريتشارد أرنولد، الرئيس التنفيذي الذي حاول اتباع سياسة الباب المفتوح أكثر من سلفه وودوارد، لانتقادات شديدة، ورحل حتى قبل وضع النظام الجديد رسمياً.

إن وصول راتكليف، المعروف بأنه ليس شخصاً سلبياً يكتفي بمشاهدة ما يحدث، بل ويقال إنه كان ينتقد العمليات التي يقوم بها النادي خلال الاجتماعات الاستكشافية الأولية - يجعل مستقبل المسؤولين التنفيذيين بالكامل في النادي محل شك. ويقال إنه يثق كثيراً في المدير الفني إريك تن هاغ، لكن ربما اهتزت هذه الثقة خلال الأسابيع الأخيرة بسبب النتائج السلبية التي حققها الفريق. ومن المرجح للغاية أن يكون جون مورتو، مدير كرة القدم غير البارز، الذي لا يقوم بعمل ملحوظ، ضمن قائمة الضحايا.

إن استحواذ راتكليف على حصة تبلغ 25 في المائة من أسهم النادي تثير العديد من هذه الأسئلة، بما في ذلك طبيعة الانقسامات بين الأشقاء في عائلة غليزر - من يريد أن يحصل على أمواله، ومن يرغب في البقاء؟ -، بالإضافة إلى الديون المرهقة الآن، وهيكل الأسهم المعقد، الذي ينقسم إلى «أسهم من الدرجة الأولى» و«أسهم من الدرجة الثانية»، والملعب القديم الذي يحتاج إلى التجديد بشكل عاجل! لا يمكن حتى لهذا الرجل العصامي (راتكليف) الذي تبلغ ثروته نحو 30 مليار جنيه إسترليني، علاج كل هذه المشكلات، لكن ربما يتمكن بأسلوبه الجديد من تحسين الأمور في مانشستر يونايتد. وتعلم جماهير يونايتد جيداً أن البديل الوحيد لذلك كان يتمثل في احتفاظ عائلة غليزر بالسيطرة الكاملة على النادي، وهو الشيء الذي لا تريده هذه الجماهير بالطبع!

*خدمة «الغارديان»


مقالات ذات صلة

وست هام يلغي مؤتمراً لمدربه لوبيتيغي مع انتشار شائعات إقالته

رياضة عالمية خولن لوبيتيغي (رويترز)

وست هام يلغي مؤتمراً لمدربه لوبيتيغي مع انتشار شائعات إقالته

ألغى وست هام المؤتمر الصحافي للمدرب الإسباني خولن لوبيتيغي، المقرر عقده الأربعاء، في ظل انتشار تقارير تُشير إلى استعداد النادي لإقالة مدربه.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية الملياردير الأميركي إيلون ماسك (رويترز)

إيلون ماسك مهتم بشراء نادي ليفربول

قال والد الملياردير الأميركي إيلون ماسك إن ابنه مهتم بشراء نادي ليفربول الإنجليزي لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية  أيوني لاعب فورست بالمنتصف يسجل ثالث اهداف فريقه في مرمى ولفرهامبتون (رويترز)

نونو يحث لاعبي فورست على التحلي بالتواضع ويتحفز لمواجهة ليفربول

لا يبدو البرتغالي نونو إسبريتو سانتو مدرب نوتنغهام فورست، منبهراً بالأداء المتميز لفريقه الذي دفعه لدخول سباق المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز

«الشرق الأوسط» ( لندن)
رياضة سعودية راشفورد وأنتوني مرشحان لترك مان يونايتد نحو الدوري السعودي هذا الشتاء (رويترز)

الدوري السعودي يستهدف «ثلاثي» مانشستر يونايتد في الشتاء

كان انتقال إيفان توني الكبير من برينتفورد إلى الأهلي لحظة مهمة للدوري السعودي للمحترفين.

مهند علي (الرياض)
رياضة عالمية صورة «الثلاثي» الذي تنتهي عقودهم مع ليفربول بنهاية الموسم (حساب محمد صلاح في «إنستغرام»)

هل يمارس محمد صلاح الضغط على ليفربول بصورة «الثلاثي»؟

نشر محمد صلاح تغريدة غامضة أثارت تكهنات من بعض الجماهير بأنه قد يغادر.

مهند علي (الرياض)

الأولمبية الدولية توافق على ترشيح استانغيه لعضويتها

توني استانغيه (أ.ب)
توني استانغيه (أ.ب)
TT

الأولمبية الدولية توافق على ترشيح استانغيه لعضويتها

توني استانغيه (أ.ب)
توني استانغيه (أ.ب)

وافقت الهيئة التنفيذية للجنة الأولمبية على ترشيح الفرنسي توني استانغيه، رئيس اللجنة المنظمة لأولمبياد باريس 2024، لعضوية اللجنة، وذلك من خلال تصويت بالمراسلة، بحسب ما أعلنت، الثلاثاء.

وكان استانغيه (46 عاماً) عضواً في لجنة الرياضيين في الأولمبية الدولية لمدة ثماني سنوات حتى 2021، إلى جانب بطلة السباحة السابقة كيرستي كوفنتري من زيمبابوي، أحد سبعة مرشحين راهناً لرئاسة اللجنة الدولية.

رُشّح استانغيه، وهو الوحيد إلى جانب بطل الجودو تيدي رينر الذي يحرز ذهبية فردية لفرنسا في ثلاث نسخ مختلفة من الألعاب الصيفية، لمنصب «عضو منفرد مستقل» هذه المرة، بعد «توصية من لجنة انتخاب أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية».

وأشرف حامل ثلاث ذهبيات أولمبية في فردي الكانوي المتعرج أعوام 2000 و2004 و2012، على تنظيم أولمبياد باريس والألعاب البارالمبية، الصيف الماضي، في العاصمة الفرنسية، والتي عُدّت من بين الأنجح في تاريخ الألعاب الصيفية.

وفيما يُصدَّق تلقائياً في العادة على مقترحات الهيئة التنفيذية، سيُنتخب استانغيه في الجمعية العمومية الـ144 المقررة في اليونان، بين 18 و21 مارس (آذار)، حيث سينتخب أيضاً خلفاً لرئيس اللجنة الألماني توماس باخ.