احذروا خطر السهر على قلوبكم!

«بوم الليل» أقل سلامة من «الطيور المبكرة»

السهر يفاقم خطر الإصابة بأمراض القلب (آن سبلاش)
السهر يفاقم خطر الإصابة بأمراض القلب (آن سبلاش)
TT

احذروا خطر السهر على قلوبكم!

السهر يفاقم خطر الإصابة بأمراض القلب (آن سبلاش)
السهر يفاقم خطر الإصابة بأمراض القلب (آن سبلاش)

أكدت دراسة سويدية أنّ تصلُّب الشرايين الذي يزيد خطر أمراض القلب يُعدّ شائعاً بمعدل الضعف تقريباً لدى الأشخاص الذين يفضلون «السهر حتى وقت متقدّم من الليل، مقارنة بمن يستيقظون مبكراً». وأوضح الباحثون في جامعة غوتنبرغ، خلال دراسة نُشرت نتائجها، الخميس، بدورية «طب النوم»، أنّ «السهر يؤثر في إيقاع الساعة البيولوجية، خصوصاً خلال المراحل المبكرة من أمراض القلب والأوعية الدموية».

وتصلُّب الشرايين يحدث عندما تواجه الشرايين التاجية للقلب صعوبة في إمداد عضلة القلب بالدم والأكسجين والعناصر المغذّية الكافية، ويعود ذلك عادة إلى الترسّبات المحتوية على الدهون والكوليسترول على الجدران الداخلية لشرايين القلب.

وخلال الدراسة، راقب الفريق عادات النوم لدى 771 رجلاً وامرأة تتراوح أعمارهم ما بين 50 و64 عاماً، بالإضافة إلى فحص درجة تصلُّب الشرايين التاجية للقلب. وبعد الأخذ في الحسبان العوامل الأخرى التي يمكن أن تؤثر في خطر الإصابة بتصلُّب الشرايين، بما فيها ضغط الدم، ونسبة الدهون في الدم، والوزن، والنشاط البدني، ومستوى التوتر، والنوم، والتدخين؛ وجد الباحثون أنّ «بوم الليل»، وهو مصطلح يُطلق على الأشخاص الذين يميلون إلى البقاء مستيقظين حتى وقت متقدّم من الليل، كان لديهم أعلى معدلات تصلُّب الشرايين التاجية للقلب بنسبة 40.6 في المائة، مقارنة بنسبة 22.2 في المائة لدى الأشخاص الذين ينامون مبكراً ويستيقظون مبكراً، والذين يطلق عليهم مصطلح «الطيور المبكرة».

وأشاروا إلى أنّ دراسات سابقة ربطت بين الأشخاص الذين يستيقظون حتى وقت متأخر من الليل وخطر متزايد للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، لكن هذه هي الدراسة الأولى التي توضح كيف تؤثر إيقاعات الساعة البيولوجية تحديداً في تصلُّب الشرايين التاجية.

من جانبه، يقول الباحث الرئيسي في الدراسة بجامعة غوتنبرغ، الدكتور ميو كوباياشي فريسك، لـ«الشرق الأوسط»: «النتيجة الرئيسية التي توصّلنا إليها هي أنّ (بوم الليل) يواجهون خطراً متزايداً وملحوظاً لتصلُّب الشرايين التاجية، مقارنة بأقرانهم في الفئة العمرية عينها من (الطيور المبكرة)، بغضّ النظر عن عوامل الخطر الأخرى، مثل عادات التدخين والكحول، والنشاط البدني، ومدّة النوم». ويضيف: «وجدنا أيضاً أنّ السهر الطويل يُعدّ عامل خطر مهماً بشكل خاص، وتجب مراعاته في وقت مبكر من العمر، قبل أن يتعرّض الشخص لعوامل خطر أخرى للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية».

وعن نتائج الدراسة، يشير فريسك إلى أنها تضيء على أهمية توقيت النوم بالنسبة إلى صحة القلب والأوعية الدموية؛ إذ يدرك كثير من الناس أنّ الحصول على قسط كافٍ من النوم مهم للصحة، لكن ربما لا يدركون أنّ توقيت النوم مهم أيضاً، وهذه النتائج تساعد الأطباء في توجيه المرضى حول العلاج الوقائي لأمراض القلب والأوعية الدموية.


مقالات ذات صلة

صدامات لدى محاولة المحققين الكوريين الجنوبين توقيف الرئيس

آسيا أنصار يتجمعون داخل الحاجز الذي يسد الطريق المؤدي إلى مقر إقامة الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يون سوك يول في سيول بوقت مبكر من يوم 15 يناير 2025 بتوقيت كوريا الجنوبية (أ.ف.ب)

صدامات لدى محاولة المحققين الكوريين الجنوبين توقيف الرئيس

أفادت وكالة «يونهاب» للأنباء، الأربعاء، أنّ صدامات اندلعت لدى محاولة المحقّقين الكوريين الجنوبيين توقيف الرئيس المعزول يون سوك يول في مقرّ إقامته الرسمي.

«الشرق الأوسط» (سيول)
يوميات الشرق نساء أمازيغيات يرتدين ملابس تقليدية يشاركن في احتفال بمناسبة الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة 2975 في الرباط 14 يناير 2025 (إ.ب.أ)

السنة الأمازيغية 2975... احتفاء بالجذور وحفاظ على التقاليد

يحتفل الأمازيغ حول العالم بعيد رأس السنة الأمازيغية المعروفة باسم «يناير» في 12 أو 13 من يناير التي توافق هذه السنة عام 2975 بالتقويم الأمازيغي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن خلال لقائه بقادة كوبيين أميركيين بالبيت الأبيض في واشنطن 30 يوليو 2021 (رويترز)

بايدن يرفع كوبا عن اللائحة الأميركية للدول الراعية للإرهاب

قال مسؤول أميركي رفيع المستوى، اليوم الثلاثاء، إن الرئيس الأميركي جو بايدن قرر رفع كوبا عن القائمة الأميركية للدول الراعية للإرهاب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا سفن تابعة لـ«الناتو» تبحر خلال مناورات السواحل الشمالية في بحر البلطيق 18 سبتمبر 2023 (رويترز)

«الناتو» يعزّز انتشاره العسكري في بحر البلطيق بعد تخريب كابلات

قال الأمين العام لحلف الناتو، اليوم (الثلاثاء)، إن «الناتو» سينشر سفناً وطائرات ومسيرات في بحر البلطيق ردا على تخريب عدة كابلات بحرية يشتبه في وقوف روسيا وراءه.

«الشرق الأوسط» (هلسنكي)
شمال افريقيا جانب من جهود إخماد الحرائق في مدينة لوس أنجليس (أ.ب)

«السوشيال ميديا» العربية منقسمة إزاء حرائق لوس أنجليس

مع استمرار الحرائق بمدينة لوس أنجليس واتساع نطاقها لتطول مناطق كانت بمنأًى عن النيران، امتدت آثار الحرائق إلى «السوشيال ميديا» العربية.

محمد عجم (القاهرة )

3 علامات تدل على أن ابنك البالغ يواجه أزمات وكيف تتعامل معها

يحلم كل أب وأم بتربية طفل سعيد ذي عقل قوي مبدع (رويترز)
يحلم كل أب وأم بتربية طفل سعيد ذي عقل قوي مبدع (رويترز)
TT

3 علامات تدل على أن ابنك البالغ يواجه أزمات وكيف تتعامل معها

يحلم كل أب وأم بتربية طفل سعيد ذي عقل قوي مبدع (رويترز)
يحلم كل أب وأم بتربية طفل سعيد ذي عقل قوي مبدع (رويترز)

على الرغم من بذلنا قصارى جهدنا، يتعين علينا أحياناً مواجهة حقيقة مفادها أننا لا نعرف أطفالنا البالغين جيداً، كما نعتقد. ومع ذلك يجب أن نظل يقظين للعلامات التي قد تشير إلى أنهم يعانون بطرق لم نفهمها.

يقول الدكتور جيفري بيرنشتاين إنه، بصفته مدرباً للآباء، رأى كيف يريد الآباء أن يصدقوا أن أطفالهم البالغين رائعون ولا يعانون من مشكلات. لكن في بعض الأحيان، تشير التغييرات أو السلوكيات الدقيقة إلى مشكلات أعمق. يمكن أن يُحدث التعرف على هذه العلامات في وقت مبكر فرقاً كبيراً، كما أشار تقرير لموقع «فسيولوجي توداي» الأميركي.

فيما يلي 3 علامات تحذيرية على أن طفلك البالغ يعاني، ونصائح عملية حول كيفية المساعدة:

التحولات الجذرية في الشخصية: من الطبيعي أن يتغير الناس مع نموهم، لكن التحولات المفاجئة والشديدة في الشخصية أو السلوك يمكن أن تكون بمثابة إشارة تحذيرية. ربما أصبح طفلك الذي كان هادئاً في السابق، سريع الانفعال. على سبيل المثال، ناثان، البالغ من العمر 28 عاماً، أصبح سريع الانفعال ومنعزلاً بشكل لا يمكن تفسيره، عندما لاحظتْ والدته تيسا أنه لم يعد يردُّ على مكالماتها، أو يتجنب التجمعات العائلية، وفسَّرت ذلك في البداية بأنه مشغول في حياته العملية، وبمرور الوقت، تفاقمت تقلباته مزاجية وعُزلته.

ما يمكنك فعله: تجنب استخلاص استنتاجات أو الإدلاء بتصريحات اتهامية؛ مثل «لماذا تتصرف بغرابة؟». وبدلاً من ذلك، عبِّر عن الفضول والقلق. على سبيل المثال، قل: «لاحظت أنك تبدو أكثر بعداً، مؤخراً. هل كل شيء على ما يرام؟ أنا هنا إذا كنت تريد التحدث».

إن تقديم الدعم دون إصدار أحكام يمكن أن يفتح الباب أمام محادثات هادفة.

عدم الاستقرار المالي أو المهني المستمر: إن فقدان الوظائف بشكل متكرر، أو الأزمات المالية غير المبرَّرة، أو الافتقار إلى الدافع لتحقيق الأهداف، يمكن أن يشير إلى صراعات أكثر عمقاً.

على سبيل المثال، صوفيا، وهي امرأة تبلغ من العمر 35 عاماً، والتي بَدَت كأنها تملك كل شيء، حتى اكتشفت والدتها إيلينا أنها كانت تقترض المال من الأصدقاء لتغطية الإيجار، وكانت أعذار صوفيا حول الصراعات في مكان العمل والحظ السيئ تُخفي القلق والاكتئاب الكامنين اللذين كانا يفسدان نجاحها.

ما يمكنك فعله: شجِّع ابنك على مشاركة تحدياته، دون إصدار أحكام. اقترح عليه طلب الدعم المهني، سواء من خلال العلاج أو الاستشارة المالية. ضع ذلك في إطار جهد جماعي: «دعنا نكتشف كيفية تزويدك بالموارد التي تحتاج إليها لتشعر بمزيد من الاستقرار».

الانخراط في سلوكيات محفوفة بالمخاطر أو مدمرة للذات: يمكن أن يكون السلوك المحفوف بالمخاطر، مثل تعاطي المخدرات، أو الإنفاق المتهور، أو العلاقات غير الصحية، بمثابة صرخة لطلب المساعدة.

فعندما بدأ ماركوس، البالغ من العمر 30 عاماً، نشر تحديثات غير منتظمة على وسائل التواصل الاجتماعي والاحتفال بشكل مفرط، عَدَّ والده جريج الأمر مجرد مرحلة، حتى ألقي القبض على ماركوس بتهمة القيادة تحت تأثير الكحول، حينها أدرك جريج خطورة الموقف.

ما يمكنك فعله: ضع حدوداً واضحة ورحيمة. دع ابنك يعرف أنك قلِق بشأن سلامته، وأنك على استعداد لدعمه، ولكن فقط إذا اتخذت خطوات نشطة لمعالجة سلوكه. على سبيل المثال، «أنا قلق بشأن شُربك. سأساعدك في الحصول على المساعدة، لكن لا يمكنني تجاهل كيف يؤثر هذا على صحتك وسلامتك».

لماذا يُعد هذا الأمر مهماً أكثر من أي وقت مضى؟ لقد حدثت حالات بارزة لسقوط وموت وتعب أطفال بالغين، يبدو مظهرهم من الخارج أنهم ناجحون، مما يذكِّرنا بأن المظاهر الخارجية قد تكون خادعة. وكذلك فإن تجاهل علامات التحذير المبكرة قد يؤدي إلى صراعات كبيرة. وغالباً ما يتردد الآباء في التدخل، خوفاً من تجاوزهم، أو إجهاد العلاقة مع أبنائهم، ومع ذلك فإن التعامل مع ابنك البالغ بالتعاطف والدعم يمكن أن يُحدث فرقاً عميقاً.