طالبت أبرز الأحزاب الإسلامية في الجزائر سلطات البلاد بالتدخل لـ«منح الحماية» للاعب كرة القدم يوسف عطال، بعد وضعه تحت الرقابة القضائية من طرف محكمة فرنسية، الجمعة، بتهمة «التحريض على الكراهية بسبب الدين»، بعد أن نشر فيديو لداعية إسلامي يتضمن هجوماً ضد «اليهود» في بداية العدوان الإسرائيلي على غزة.
وقالت «حركة مجتمع السلم»، التي تمثل المعارضة الإسلامية، في بيان بعد ساعات قليلة من صدور الخبر المتعلق باللاعب، الذي ينتمي لنادي نيس الفرنسي، إنها تدين ما عدته «إجراءً عنصرياً داست بواسطته السلطات الفرنسية على قيم حرية المعتقد التي تتبجح بها». ودعت الحكومة الجزائرية إلى «التدخل من أجل حماية اللاعب، بوصفه مواطناً جزائرياً؛ من التعسف والظلم الذي يتعرض له بسبب ممارسته حريته».
ولفت الحزب إلى أن سبب ملاحقة عطال، وإحالته على المحاكمة في 18 من ديسمبر (كانون الأول) المقبل، هو نشره على حسابه بـ«إنستغرام» فيديو يتضمن دعاءً ضد مجرمي الحرب الذين «قاموا ويقومون بقتل الأطفال والنساء والمدنيين، ويقصفون المستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس»، منتقداً فرنسا «التي تدعي أنها بلد القانون وحرية التعبير». ومشيراً إلى أن اعتذار اللاعب لاحقاً عن تصرفه لم يمنع من اتهامه، كما أنه تعرض لعقوبة الإيقاف عن اللعب لـ7 مباريات من طرف اتحاد كرة القدم.
وأوقفت الشرطة الفرنسية عطال (27 سنة)، الخميس، على خلفية دعوى رفعها ضده «المجلس التمثيلي للهيئات اليهودية بفرنسا»، اتهمه فيها «بالتحريض على العنف ضد اليهود» و«معاداة السامية».
ومن جهته، قال حزب «حركة البناء الوطني» الإسلامي، المشارك في الحكومة بوزيرين، في بيان إنه «تلقى باستنكار شديد خبر اتهام الدولي الجزائري يوسف عطال بالتحريض على العنف، وإثارة الكراهية والعنصرية، إثر عدة شكاوى ضده من جهات فرنسية معروفة بانحرافاتها العنصرية». وأشادت بـ«مواقف عطال الشجاعة بتضامنه مع إخوانه الفلسطينيين، على إثر العدوان الهمجي والإجرامي الصهيوني على قطاع غزة»، وشددت على «تضامنها الكامل مع ابن الجزائر في محنته العنصرية».
وأضاف البيان أن الحزب «يستنكر الازدواجية الصارخة، التي تتعامل بها أطراف محسوبة على اليمين الفرنسي، مع حرب الإبادة في غزة، في بلد يتغنى بأنه موطن حقوق الإنسان والحرية والمساواة».
وقضى مدافع نيس ليل الخميس في مركز للشرطة بالمدينة التي تقع جنوب فرنسا، وفي اليوم الموالي أحيل إلى مكتب النيابة العامة، واستدعي في اليوم نفسه المحكمة الجزائية المحلية. وبانتظار صدور الحكم الشهر المقبل وضع عطال تحت مراقبة قضائية بكفالة قدرها 80 ألف يورو، إضافة إلى منعه من مغادرة الأراضي الفرنسية، باستثناء السفر لأسباب مرتبطة بنشاطه كلاعب كرة قدم محترف.
وكان عطّال قد سارع إلى حذف المنشور، واعتذر بعد أن تعرض لحملة شديدة قادها ضده عمدة نيس كريستيان إستروزي، ووجوه من الطيف السياسي الفرنسي، المؤيد للحرب التي تشنها إسرائيل على غزة، لكن ناديه قرّر يوم 18 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي إيقافه، ولاحقاً صدرت العقوبة من الهيئات الرياضية الفرنسية بحقه.
وعبَّر قائد منتخب الجزائر رياض محرز، عبر حسابه بـ«إنستغرام»، عن تضامنه مع لاعب نادي «بارادو» الجزائري سابقاً، ونشر صورة يؤيده فيها، وقال: «نحن جميعاً خلفك يا يوسف».
وكتب سفيان فيغولي، متوسط ميدان المنتخب الذي يلعب في الدوري التركي، في منشور بحسابه في منصة «إكس»: «متضامن مع عطال... لقد قام بسحب منشوره، وقدم اعتذاره على الفيديو، موضحاً أنه لم ينتبه لما جاء في نهايته». ودعا فيغولي القضاء الفرنسي إلى «التركيز مع بلاطوهات التلفزيونات عديمة الفائدة التي تنشر الكراهية»، في إشارة، ضمناً، إلى المعالجة الإعلامية الفرنسية، المنحازة لجرائم إسرائيل في غزة.