«إسلاميو» الجزائر يستنكرون مقاضاة فرنسا للاعب بتهمة «كراهية اليهود»

عدوا القرار «إجراءً عنصرياً داست بواسطته باريس على قيم حرية المعتقد»

لاعب كرة القدم الجزائري الدولي يوسف عطال (أ.ف.ب)
لاعب كرة القدم الجزائري الدولي يوسف عطال (أ.ف.ب)
TT

«إسلاميو» الجزائر يستنكرون مقاضاة فرنسا للاعب بتهمة «كراهية اليهود»

لاعب كرة القدم الجزائري الدولي يوسف عطال (أ.ف.ب)
لاعب كرة القدم الجزائري الدولي يوسف عطال (أ.ف.ب)

طالبت أبرز الأحزاب الإسلامية في الجزائر سلطات البلاد بالتدخل لـ«منح الحماية» للاعب كرة القدم يوسف عطال، بعد وضعه تحت الرقابة القضائية من طرف محكمة فرنسية، الجمعة، بتهمة «التحريض على الكراهية بسبب الدين»، بعد أن نشر فيديو لداعية إسلامي يتضمن هجوماً ضد «اليهود» في بداية العدوان الإسرائيلي على غزة.

وقالت «حركة مجتمع السلم»، التي تمثل المعارضة الإسلامية، في بيان بعد ساعات قليلة من صدور الخبر المتعلق باللاعب، الذي ينتمي لنادي نيس الفرنسي، إنها تدين ما عدته «إجراءً عنصرياً داست بواسطته السلطات الفرنسية على قيم حرية المعتقد التي تتبجح بها». ودعت الحكومة الجزائرية إلى «التدخل من أجل حماية اللاعب، بوصفه مواطناً جزائرياً؛ من التعسف والظلم الذي يتعرض له بسبب ممارسته حريته».

من لقاء سابق بين رئيس مجتمع السلم عبد العالي حساني مع الرئيس عبد المجيد تبون في يونيو الماضي (الرئاسة الجزائرية)

ولفت الحزب إلى أن سبب ملاحقة عطال، وإحالته على المحاكمة في 18 من ديسمبر (كانون الأول) المقبل، هو نشره على حسابه بـ«إنستغرام» فيديو يتضمن دعاءً ضد مجرمي الحرب الذين «قاموا ويقومون بقتل الأطفال والنساء والمدنيين، ويقصفون المستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس»، منتقداً فرنسا «التي تدعي أنها بلد القانون وحرية التعبير». ومشيراً إلى أن اعتذار اللاعب لاحقاً عن تصرفه لم يمنع من اتهامه، كما أنه تعرض لعقوبة الإيقاف عن اللعب لـ7 مباريات من طرف اتحاد كرة القدم.

وأوقفت الشرطة الفرنسية عطال (27 سنة)، الخميس، على خلفية دعوى رفعها ضده «المجلس التمثيلي للهيئات اليهودية بفرنسا»، اتهمه فيها «بالتحريض على العنف ضد اليهود» و«معاداة السامية».

ومن جهته، قال حزب «حركة البناء الوطني» الإسلامي، المشارك في الحكومة بوزيرين، في بيان إنه «تلقى باستنكار شديد خبر اتهام الدولي الجزائري يوسف عطال بالتحريض على العنف، وإثارة الكراهية والعنصرية، إثر عدة شكاوى ضده من جهات فرنسية معروفة بانحرافاتها العنصرية». وأشادت بـ«مواقف عطال الشجاعة بتضامنه مع إخوانه الفلسطينيين، على إثر العدوان الهمجي والإجرامي الصهيوني على قطاع غزة»، وشددت على «تضامنها الكامل مع ابن الجزائر في محنته العنصرية».

أحمد الدان أمين عام حركة البناء الوطني (الشرق الأوسط)

وأضاف البيان أن الحزب «يستنكر الازدواجية الصارخة، التي تتعامل بها أطراف محسوبة على اليمين الفرنسي، مع حرب الإبادة في غزة، في بلد يتغنى بأنه موطن حقوق الإنسان والحرية والمساواة».

وقضى مدافع نيس ليل الخميس في مركز للشرطة بالمدينة التي تقع جنوب فرنسا، وفي اليوم الموالي أحيل إلى مكتب النيابة العامة، واستدعي في اليوم نفسه المحكمة الجزائية المحلية. وبانتظار صدور الحكم الشهر المقبل وضع عطال تحت مراقبة قضائية بكفالة قدرها 80 ألف يورو، إضافة إلى منعه من مغادرة الأراضي الفرنسية، باستثناء السفر لأسباب مرتبطة بنشاطه كلاعب كرة قدم محترف.

وكان عطّال قد سارع إلى حذف المنشور، واعتذر بعد أن تعرض لحملة شديدة قادها ضده عمدة نيس كريستيان إستروزي، ووجوه من الطيف السياسي الفرنسي، المؤيد للحرب التي تشنها إسرائيل على غزة، لكن ناديه قرّر يوم 18 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي إيقافه، ولاحقاً صدرت العقوبة من الهيئات الرياضية الفرنسية بحقه.

وعبَّر قائد منتخب الجزائر رياض محرز، عبر حسابه بـ«إنستغرام»، عن تضامنه مع لاعب نادي «بارادو» الجزائري سابقاً، ونشر صورة يؤيده فيها، وقال: «نحن جميعاً خلفك يا يوسف».

وكتب سفيان فيغولي، متوسط ميدان المنتخب الذي يلعب في الدوري التركي، في منشور بحسابه في منصة «إكس»: «متضامن مع عطال... لقد قام بسحب منشوره، وقدم اعتذاره على الفيديو، موضحاً أنه لم ينتبه لما جاء في نهايته». ودعا فيغولي القضاء الفرنسي إلى «التركيز مع بلاطوهات التلفزيونات عديمة الفائدة التي تنشر الكراهية»، في إشارة، ضمناً، إلى المعالجة الإعلامية الفرنسية، المنحازة لجرائم إسرائيل في غزة.


مقالات ذات صلة

الجزائر: إضراب «إسلاميين» معتقلين عن الطعام لـ«تأخر» محاكمتهم

شمال افريقيا علي بن حاج قيادي «جبهة الإنقاذ» التي تم حلها (متداولة)

الجزائر: إضراب «إسلاميين» معتقلين عن الطعام لـ«تأخر» محاكمتهم

بدأ عدد من «الإسلاميين» في الجزائر إضراباً عن الطعام داخل سجنهم بعاصمة البلاد، احتجاجاً على طول مدة إقامتهم في الحبس الاحتياطي.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا من لقاء سابق بين الرئيس تبون ونظيره الفرنسي (الرئاسة)

قرار جزائري يهدد العلاقات التجارية مع فرنسا

جمعية البنوك والمؤسسات المالية الجزائرية تُبلغ البنوك بإجراء جديد يتعلق بوقف معالجة عمليات الاستيراد والتصدير من وإلى فرنسا.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عربية إيمان خليف وقعت ضحية جدل حول هويتها الجنسية منذ وصولها إلى باريس (رويترز)

الجزائرية إيمان خليف تتقدم بدعوى قضائية لمزاعم تسريب سجلات طبية

تقدمت الملاكمة الجزائرية ايمان خليف حاملة ذهبية وزن 66 كلغ في أولمبياد باريس الصيف الماضي بدعوى قضائية، الأربعاء، بسبب تقارير إعلامية عن سجلات طبية مسربة.

«الشرق الأوسط» (باريس)
شمال افريقيا الرئيس تبون في اجتماع سابق لمجلس الوزراء (الرئاسة)

الجزائر: ترقب تشكيل حكومي جديد بعد عزل 10 محافظين

تترقب الأوساط السياسية والإعلامية في البلاد تشكيل حكومة جديدة مطلع عام 2025 في سياق فوز تبون بولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
الاقتصاد بنك الجزائر المركزي (الموقع الإلكتروني للبنك)

ارتفاع احتياطي الجزائر من النقد الأجنبي إلى 72 مليار دولار

أكد وزير المالية الجزائري ارتفاع احتياطي النقد الأجنبي خارج الذهب 4 في المائة منتقلاً من 69 مليار دولار بنهاية 2023 إلى 72 ملياراً بنهاية العام الحالي.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

حمدوك يحذر من إبادة جماعية على غرار ما شهدته رواندا

رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك (غيتي)
رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك (غيتي)
TT

حمدوك يحذر من إبادة جماعية على غرار ما شهدته رواندا

رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك (غيتي)
رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك (غيتي)

أطلق رئيس وزراء السودان السابق، عبد الله حمدوك، تحذيراً من انزلاق الوضع في السودان إلى ما هو أسوأ من الإبادة الجماعية التي شهدتها رواندا في تسعينات القرن الماضي، مرجعاً ذلك إلى تعدد الجيوش وأمراء الحرب، وتحشيد وتجنيد المدنيين، وتنامي خطاب الكراهية والاصطفاف العرقي والجهوي.

وأعرب حمدوك الذي يرأس تحالف «تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية» (تقدم)، عن تخوفه من أن يتمزق السودان إلى كيانات عديدة تصبح بؤراً جاذبة لجماعات التطرف والإرهاب.

وقالت «تنسيقية تقدم» في بيان، إن حمدوك شارك في الفترة من 3 إلى 6 نوفمبر (تشرين الثاني) في اجتماع مجلس «مؤسسة مو إبراهيم» التي تعنى بالحكم الرشيد في أفريقيا، وتسلط الضوء على نماذج لقيادات ناجحة، ومجلس «مؤسسة أفريقيا وأوروبا»، وهو منتدى مستقل يعنى بالتعاون بين الجانبين تأسس عام 2020. وحضر الاجتماع عدد من الرؤساء الأفارقة والأوروبيين السابقين، إلى جانب قيادة الاتحاد الأوروبي ومنظمات إقليمية ودولية.

تحذير من موجة نزوح الى أوروبا

وقال حمدوك إن الحرب تسببت في قتل أكثر من 150 ألف مواطن، وتشريد 12 مليوناً، نزوحاً ولجوءاً، وتدمير قطاعات الصحة والتعليم والبنية التحتية والقطاعات الإنتاجية. وأضاف: «إن الكارثة الإنسانية الكبرى ما يتعرض له المدنيون من أهوال ومخاطر في انتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي، في مقابل القصور البين من المجتمع الدولي والأمم المتحدة».

الدكتور عبد الله حمدوك خلال ندوة في لندن الأربعاء 30 أكتوبر (موقع «تقدم» على فيسبوك)

وحذر رئيس الوزراء السابق، من أن استمرار الأوضاع كما هي عليه الآن، سيفاجئ الجميع بأكبر أزمة لجوء لم يشهدها العالم من قبل، وعلى أوروبا الاستعداد من الآن لاستقبال الملايين الذين سيطرقون أبوابها عبر البحر الأبيض المتوسط.

وطالب حمدوك المجتمع الدولي باتخاذ تدابير وإجراءات عاجلة لحماية المدنيين، عبر تفعيل قرار الجمعية العمومية المعني بمبدأ مسؤولية الحماية.

وكرر دعوته إلى إنشاء مناطق آمنة، ونشر قوات حماية، والبدء في عملية إنسانية موسعة عبر دول الجوار وخطوط المواجهة كافة دون عوائق، ومحاسبة من يعوقون العون الإنساني المنقذ للحياة.

وطالب مجدداً بفرض حظر الطيران الحربي فوق كل السودان، من أجل حماية المدنيين العزل من القصف الجوي، بما في ذلك المسيّرات.

وقالت «تنسيقية تقدم» في البيان إن المشاركين في الاجتماعات أبدوا اهتماماً وتوافقوا على ضرورة التحرك العاجل لوقف الحرب في السودان.

وذكر البيان أن حمدوك التقى على هامش الاجتماعات بالممثل السامي للاتحاد الأوروبي للعلاقات الخارجية، جوزيف بوريل، ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل.

تجدد المعارك

ودارت اشتباكات عنيفة الجمعة بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» في منطقة الحلفايا شمال مدينة الخرطوم بحري، استخدما فيها المدفعية الثقيلة والمسيّرات، وهز دوي الانفجارات القوية ضواحي مدن العاصمة الخرطوم.

آثار الدمار في العاصمة السودانية جراء الحرب (د.ب.أ)

وقال سكان في بحري إنهم «شاهدوا تصاعد أعمدة الدخان في سماء المنطقة، مع سماع أصوات الأسلحة الثقيلة وتحليق مكثف لطيران الجيش».

وأفادت مصادر محلية بأن قوات الجيش نفذت فجر الجمعة هجوماً واسعاً على دفاعات «قوات الدعم السريع» في منطقة السامراب.

في المقابل، قالت «الدعم السريع» إنها شنت هجوماً مباغتاً على قوات الجيش المتمركزة في محور الحلفايا، ودمرت عدداً من السيارات القتالية.

وفي يونيو (حزيران) الماضي، تمكن الجيش السوداني من عبور جسر الحلفايا الذي يربط بين مدينتي أم درمان وبحري، والوصول إلى عمق المناطق التي كانت تسيطر عليها «الدعم السريع».

من جهة ثانية، قالت كتلة منظمات المجتمع المدني بدارفور إن الطيران الحربي للجيش السوداني قصف مدينة الكومة شمال غربي الإقليم بـ6 صواريخ استهدف مدرسة لإيواء النازحين، أسفر عن مقتل عدد من الأطفال وتدمير مصدر المياه، وعدد من المنازل السكنية.

واستنكر التجمع في بيان حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه تكرار القصف الجوي الذي يستهدف المدنيين، مطالباً المجتمع الدولي باتخاذ التدابير كافة لحظر الطيران الحربي.