مالك مكتبي: عدت إلى الرياض حيث ولد حلمي الأول

قال لــ «الشرق الأوسط» إن «جائزة الصحافة العربية» أفرحته كونها تأتي من جهة تتمتع بالمصداقية

يتسلّم جائزة "منتدى الإعلام العربي" من ضياء رشوان (الشرق الأوسط)
يتسلّم جائزة "منتدى الإعلام العربي" من ضياء رشوان (الشرق الأوسط)
TT

مالك مكتبي: عدت إلى الرياض حيث ولد حلمي الأول

يتسلّم جائزة "منتدى الإعلام العربي" من ضياء رشوان (الشرق الأوسط)
يتسلّم جائزة "منتدى الإعلام العربي" من ضياء رشوان (الشرق الأوسط)

شهرته الإعلامية الواسعة حققها من خلال برنامجه التلفزيوني «أحمر بالخط العريض» عبر شاشة «إل بي سي» اللبنانية، وعنه حصد مالك مكتبي «جائزة الصحافة العربية» عن فئة «أفضل برنامج اجتماعيّ»، وذلك ضمن فعاليات الدورة 21 من «منتدى الإعلام العربي» بدبيّ.

مكتبي سلّط، من خلال برنامجه هذا، الضوء على قضايا إنسانية انطلاقاً من مبدأ أن «القضية لا تناقش بشكل جوهري إلا إذا جاءت على لسان أصحابها». وحقاً، نجح بأسلوبه الحواري المتقن في دفع ضيوفه إلى البوح. ومعه تجاوز هؤلاء الضيوف مشاكل كانت تنغّص حياتهم واستطاعوا ملامسة السلام في قلوبهم.

وبعد نحو 17 سنة من تقديمه هذا البرنامج، كوفئ مكتبي بهذه الجائزة التي لم يكن يتوقعها. وهنا يقول: «بالفعل لم أتوقعها... لأن هذا النوع من الجوائز يأتي في بدايات برنامج ناجح. ولكن ما أفرحني بالفعل هو كونها تأتي من جهة تتمتع بالمصداقية، وبالتالي، كانت بمثابة مكافأة لي ولفريق عملي في البرنامج». أما الأثر الأكبر الذي تركته عنده هذه الجائزة فلأنها تذكره بمحطة مهمة من بداياته. وهنا يوضح لـ«الشرق الأوسط»، شارحاً: «هذا المنتدى كان أول مَن دعاني إلى فعالياته في بداياتي. يومها كان اسمي ولأول مرة يخرج من النطاق المحلي. ومنه اليوم أكافأ على 17 سنة من العمل».

مكتبي ... والإعلام الجديد (الشرق الاوسط)

بودكاست «احكي مالك»في الواقع، استحق مالك مكتبي النجاحات التي أحرزها لكونها تؤكد أن الجهد والتمسك بالإرادة الصلبة لا بد أن ينتج عنهما النجاح. واليوم يرسم مكتبي مشهداً إعلامياً جديداً في مشواره. وعبر «بودكاست» سعودي بعنوان «احكي مالك» يقلّب صفحة ليبدأ أخرى، ومعه يكون أول إعلامي لبناني يحاور مشاهير المملكة العربية السعودية من رجالات الإعلام والفن والرياضة والثقافة والمؤثرين فيها.

فيه ينصت إليهم، يخبرونه قصصهم ومراحل من حياتهم. ومستخدماً أسلوبه المعروف به في «فن البوح»، يدفعهم إلى التصريح... وكذلك إلى الاعتراف بحقائق وذكريات لم يسبق أن أفصحوا عنها.

يجد مكتبي في هذه الخطوة سماء يحلّق فيها بعيداً عن قيود التلفزيون؛ موطئ قدمه الأول. وهذا ما سمح له باكتشاف وتعلّم أمور كثيرة، إذ تحرّر من «روتين» عمل كان يضطره إلى اجتزاء فكرة ومنتجة حديث.

لقد تخلّى مكتبي عن البزّة الرسمية ومساحيق التجميل الضرورية أمام أضواء الكاميرا، وبعفوية وتلقائية مطلقة انطلق بحواراته على مدى ساعتين من الوقت وأحياناً أكثر. وعلى أساسها راح يغرّد بحواراته مواكباً «رؤية 2030» في المملكة، قائلاً: «إنها محور الجميع في السعودية لما ولّدت عندهم من آمال وتطلعات. لقد لمست هذه الرؤية المستقبلية عن قرب. إنها تغلي في قلوب أهلها وتحفّزهم على إكمال مستقبل مشرق حلموا به».

هكذا يعبّر مالك مكتبي عما خالجه من مشاعر منذ وصوله إلى مدينة الرياض حتى مغادرتها. تلك كانت الزيارة الأولى التي يقوم بها بعد غياب عنها دام 22 سنة. وما يستحق الذكر أن مالك ترعرع في العاصمة السعودية ودرس وأمضى طفولته وشبابه فيها، وتفتحت أولى براعم أحلامه الإعلامية.

ولادة الفكرة«منذ عام 2018 تراودني فكرة البودكاست»، قال لنا.

تجربة مالك مكتبي الاعلامية الجديدة أعادته الى أرض أحلامه... الرياض (الشرق الأوسط)

«لم تكن رائجة بعد، ورغبت في تقديم المضمون المرجوّ لكن الوقت لم يسعفني. وجاءت الجائحة ومن بعدها توالت أزمات لبنان». وأردف: «على الإعلامي أن يطوّر نفسه ويلحق بالتغيير. وعندما قرّرت ولوجها من جديد كنت على موعد مع قدَري في السعودية مرة جديدة. وفي المدينة حيث ترعرعت، شعرت كأنني في بلدي. وقلت في نفسي من الرياض وإلى الرياض تعود».

وبالفعل، توجه مكتبي إلى الرياض وهو مصمم على إحراز الجديد. لم يتقيد بأفكار أو هواجس مسبقة، بل ترك لهذه التجربة أن تحمله على أجنحتها كما تشاء. وهو إذ يصف تجربته يقول: «التركيبة بمجملها مختلفة... فلعبة (الهواء) والوقت والمشاهد والمادة الواحدة في التلفزيون غابت تماماً... ارتحت في محاورة هؤلاء النجوم السعوديين عن قصص ملهمة وحلوة ومحتوى سعودي بامتياز».

10 حلقات صوّرها مالك مكتبي وسجلها كمرحلة أولى من «بودكاست» سعودي. وفيها اعتمد على السرد القصصي بالحوارات الشيقة. أما أول ضيوفه فكان الممثل عبد الله السدحان، وبعده تكر السبحة، فيحاور نجوماً آخرين من عالم الغناء وأبطال الرياضة، ورجال أعمال وغيرهم. ولا تقتصر رحلة مكتبي على خطوة إعلامية تحرر فيها من المألوف، بل إنها كانت عودة إلى شريط ذكريات رافقه منذ وصوله إلى حين مغادرته البلاد.

وهنا يوضح: «سأكمل المشوار بالتأكيد، وسأزور الرياض مرة كل شهر على الأقل. وأنا على يقين بأن السعودية ستكون بوصلة أساسية للمستقبل في المنطقة. وما لفتني هذه الطاقة التي يتمتع بها أهل البلاد، فيمدونك بها بطاقة لا شعورية تشعر بقوة الحياة».

ويغوص في أحلامه ويستعيد الذكريات: «أحاسيس مختلطة انتابتني منذ وطئت قدماي الرياض. لقد تغيّرت، بالطبع، وتطوّرت وصارت مثال البلدان التي يحتذى بها. ولكن على الرغم من كل ذلك شعرت كما الأطفال بالأمان. عدت 22 سنة إلى الوراء وطلبت سيارة أجرة لتوصلني إلى حيث كنت أسكن في منطقة الثلاثين».

كان على باله أن يدخل هذا المنزل ويلمس حيطانه ويدور في غرفه. ومن ثم توجه إلى مدرسته، متتبعاً أثرها عبر خريطة «غوغل» الإلكترونية. «ولكن فجأة عادت إلي ذاكرتي ووصلت إلى هناك، وأنا أدلّ السائق على الزواريب والشوارع. كانت لحظات جميلة لا يمكنني أن أنساها أبداً».

تحدث مكتبي مع ضيوفه بشتى المواضيع: «مع كل شخصية حاورتها استمتعت واكتشفت الجديد. وحضرت فيها رؤية 2030 والإنجازات التي وقفت وراءها. تكلمت مع ضيوفي عن الأحلام والشقين الشخصي والمهني، فكانت حوارات ذات خلطة غريبة من مملكة الأصالة وماضيها وإنجازات اليوم ومستقبلها المشرق».

وحقاً، لطالما تأثر مالك مكتبي بقصص ضيوفه في «أحمر بالخط العريض» البرنامج الذي يدخل اليوم موسمه الـ17. فكان يعرف كيف يسحب تفاصيلها منهم. «برأيي القصة هي الأساس، لا جنسية ولا حدود لها، واعتمدتها في البودكاست أيضاً، طبعاً مع إضافة بهارات سعودية».

ولإيمانه الكبير بمستقبل مشع للمملكة أسس فيها شركة تختص بإنتاج المحتوى، قال عنها: «سمّيتها (ما بعد الخيال)، وهي تقف وراء إنتاج برنامج (احكي مالك) باكورة إنتاجاتي».


مقالات ذات صلة

«طالبان» تحظر البث المباشر للبرامج الحوارية السياسية

آسيا صحافيون أفغان في لقاء بمكتب أخبار «تولو» في العاصمة كابل (إعلام أفغاني)

«طالبان» تحظر البث المباشر للبرامج الحوارية السياسية

فرضت حكومة «طالبان» في كابل، حظراً على البث المباشر للبرامج الحوارية السياسية بالقنوات الإخبارية الأفغانية، ما أثار موجة إدانات دولية من مختلف أنحاء العالم.

عمر فاروق (إسلام آباد)
المشرق العربي عربة عسكرية إسرائيلية خارج المبنى الذي يستضيف مكتب قناة الجزيرة في رام الله بالضفة الغربية المحتلة (رويترز)

«الجزيرة» تعدّ اقتحام القوات الإسرائيلية لمكتبها في رام الله «عملاً إجرامياً»

أعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد، أنه أغلق مكتب قناة «الجزيرة» في رام الله بالضفة الغربية المحتلة، لأنه «يحرض على الإرهاب».

«الشرق الأوسط» (رام الله)
يوميات الشرق تقرير «ليونز العالمي» يُعدّ معياراً عالمياً موثوقاً في مجالات الإبداع والتسويق لدى الوكالات والعلامات التجارية (الشرق الأوسط)

«SRMG Labs» تحصد لقب أفضل شركة سعودية للخدمات الإبداعية والإعلانية

حلّت «SRMG Labs» شركة الخدمات الإبداعية والإعلانية في المراتب الأفضل بين الشركات المدرجة هذا العام في تقرير «ليونز العالمي للإبداع».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق صدر كتاب السيرة الذاتية للإعلامي اللبناني كميل منسّى بعد أشهر على وفاته (الشرق الأوسط)

كميل منسّى يختم نشرته الأخيرة ويمضي

رحل كميل منسى، أحد مؤسسي الإعلام التلفزيوني اللبناني قبل أشهر، فلم يسعفه الوقت ليحقق أمنية توقيع سيرته الذاتية. تسلّم ابنه الأمانة وأشرف على إصدار الكتاب.

كريستين حبيب (بيروت)
العالم شعار مجموعة «ميتا» (رويترز)

«ميتا» تحظر وسائل الإعلام الحكومية الروسية على منصاتها

أعلنت مجموعة «ميتا»، المالكة لـ«فيسبوك» و«إنستغرام» و«واتساب»، فرض حظر على استخدام وسائل الإعلام الحكومية الروسية لمنصاتها، وذلك تجنّبا لأي «نشاط تدخلي أجنبي».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

«تام» معيار سعودي لقياس مشاهدات المحتوى الإعلامي

«تام السعودية» يُقدّم بيانات دقيقة وموثوقة وفق أعلى المعايير العالمية للإعلام (الشرق الأوسط)
«تام السعودية» يُقدّم بيانات دقيقة وموثوقة وفق أعلى المعايير العالمية للإعلام (الشرق الأوسط)
TT

«تام» معيار سعودي لقياس مشاهدات المحتوى الإعلامي

«تام السعودية» يُقدّم بيانات دقيقة وموثوقة وفق أعلى المعايير العالمية للإعلام (الشرق الأوسط)
«تام السعودية» يُقدّم بيانات دقيقة وموثوقة وفق أعلى المعايير العالمية للإعلام (الشرق الأوسط)

اعتمد «مجلس صناعة الإعلان» خلال اجتماعه السنوي، الثلاثاء، مشروع «تام السعودية» كمعيار وطني لقياس نسب مشاهدات المحتوى الإعلامي في البلاد.

وأوضح سلمان الدوسري، وزير الإعلام السعودي، أن المشروع يُمثل نقلة نوعية مهمة لتعزيز التحول الإعلامي؛ حيث يعد مؤشراً وطنياً لقياس وصول المحتوى المرئي والرقمي للجمهور، مبيناً أنه يسهم في الشفافية والوضوح، ومنهجية اتخاذ القرارات، ورفع الجودة، ودعم اقتصاديات القطاع، وتوطين صناعة الإعلانات.

ويقدم المشروع بيانات دقيقة وموثوقة وفق أعلى المعايير العالمية للإعلام، ويدعم القطاع الإعلامي في السعودية عبر توجيهه نحو الفرص الأمثل المتاحة في صناعة المحتوى، وبما يتماشى مع أهداف «رؤية 2030».

وأكد الدكتور عبد اللطيف العبد اللطيف، الرئيس التنفيذي لهيئة تنظيم الإعلام، أن المشروع يأتي ضمن التزاماتهم بتطوير البنية التحتية للقطاع، وتعزيز الشفافية فيه عبر تقديم بيانات دقيقة لأصحاب المصلحة، بما في ذلك وكالات الإعلان وشركات البث والناشرون الرقميون، حول نسب مشاهدات المحتوى الإعلامي، مما يدعم إجراءاتهم نحو اتخاذ قرارات مبنية على بيانات علمية واضحة.

العبد اللطيف أكد أن المشروع يأتي ضمن التزاماتهم بتعزيز الشفافية في قطاع الإعلام (الشرق الأوسط)

من جهته، أوضح المهندس بندر المشهدي، الرئيس التنفيذي لشركة التصنيف الإعلامي، أن اعتماد المشروع كمعيار رسمي لقياس نسب المشاهدة سيمثل تحولاً في صناعة الإعلام بالسعودية، لافتاً إلى أن البيانات الدقيقة التي يوفرها البرنامج ستعزز من قدرة صناع المحتوى على تحسين استراتيجياتهم، وتوجيهها نحو تقديم ما يلبي تطلعات الجمهور.

يشار إلى أن «مجلس صناعة الإعلان»، الذي ترأسه «هيئة تنظيم الإعلام»، يضم في عضويته ممثلين من 11 منشأة خاصة تعمل في المجالين الإعلاني والإعلامي، لتقديم رؤى ومقترحات تدعم استراتيجيات توطين صناعة الإعلان بالسعودية، وتطوير إنتاج المحتوى الإعلامي.

«مجلس صناعة الإعلان» برئاسة «هيئة تنظيم الإعلام» يضم ممثلين من 11 منشأة خاصة (الشرق الأوسط)