تعمل الأبحاث العلمية على تطوير نماذج حسابية من شأنها أن تنقل الطب إلى آفاق أبعد مما يتطلبه المريض العادي. وتخيل وجود توأم رقمي يصاب بمرض ويمكن خضوعه لتجارب لتحديد أفضل علاج ممكن دون الحاجة إلى تناول أقراص الدواء أو اللجوء إلى مشرط الجراح، حسب صحيفة «الغارديان البريطانية».
ويعتقد العلماء أنه في غضون 5 إلى 10 سنوات يمكن أن تصبح تجارب «السيليكو»، التي تستخدم فيها مئات الأعضاء الافتراضية لتقييم سلامة وفاعلية الأدوية أمراً روتينياً، بينما يمكن استخدام الأعضاء الخاصة بالمريض لوصف العلاج وتجنب المضاعفات الطبية.
يذكر أن التوائم الرقمية هي نماذج حسابية للأشياء أو العمليات المادية، يجري تحديثها باستخدام بيانات من نظيراتها في العالم الحقيقي. وفي الطب، هذا يعني الجمع بين كميات هائلة من البيانات عن طريقة عمل الجينات والبروتينات والخلايا وأنظمة الجسم بالكامل مع البيانات الشخصية للمرضى لإنشاء نماذج افتراضية لأعضاء الجسم، وصولاً إلى عمل نموذج كامل للجسم في نهاية المطاف.
ويقول البروفيسور بيتر كوفيني، وهو مدير مركز العلوم الحاسوبية بجامعة لندن والمؤلف المشارك لـ«فيرتشوال يو»، أو «جسدك الافتراضي»: «إذا كنت تمارس الطب اليوم، فإن كثيراً منه لم يعد علمياً بدرجة كبيرة، ولكن الأمر في كثير من الأحيان يشبه قيادة السيارة وتحديد اتجاهك من خلال النظر في مرآة الرؤية الخلفية، إذ إنك تحاول معرفة كيفية علاج المريض أمامك بناءً على الأشخاص الذين رأيتهم في الماضي ذوي الحالات المماثلة».
وتابع كوفيني قائلاً: «ما يفعله التوأم الرقمي هو استخدام بياناتك الخاصة داخل نموذج يمثل كيفية عمل علم وظائف الأعضاء وعلم الأمراض لديك، فهو لا يتخذ القرارات الخاصة بك بناءً على مجموعة أشخاص قد لا تتطابق معك أبداً، ولذا فهي تجربة شخصية بحتة».
ويمكن العثور على أفضل نموذج حالي للتوأم الرقمي في مجال علاج أمراض القلب، فالشركات في هذا المجال تستخدم بالفعل نماذج القلب الخاصة بالمريض للمساعدة في تصميم الأجهزة الطبية، إذ تقدم مؤسسة مثل «ELEM BioTech» للتكنولوجيا الحيوية، التي تتخذ من برشلونة مقراً لها، فرصة لشركات لاختبار الأدوية والأجهزة على نماذج تحاكي قلوب البشر.