جيل أوروبي جديد من الأقمار الاصطناعية يتيح تحسين توقعات الطقس

موظفون في «إيرباص» أمام القمرين الاصطاعيين الجديدين في تولوز (أ.ف.ب)
موظفون في «إيرباص» أمام القمرين الاصطاعيين الجديدين في تولوز (أ.ف.ب)
TT

جيل أوروبي جديد من الأقمار الاصطناعية يتيح تحسين توقعات الطقس

موظفون في «إيرباص» أمام القمرين الاصطاعيين الجديدين في تولوز (أ.ف.ب)
موظفون في «إيرباص» أمام القمرين الاصطاعيين الجديدين في تولوز (أ.ف.ب)

كشفت شركة «إيرباص ديفنس أند سبايس»، الجمعة، في مدينة تولوز الفرنسية جيلين جديدين من الأقمار الصناعية المخصصة للأرصاد الجوية، تتيح الأدوات المتوافرة فيهما تعزيز مراقبة ظواهر الطقس وتحسين التوقعات في شأنه.

وأوضح رئيس برنامج MetOp-SG Sat-B في شركة «إيرباص» رونيه فايار أن القمرين الاصطناعيين «ميتوب أ - ب» سيمكّنان خبراء الأرصاد الجوية من تحسين عمليات الرصد من خلال توفير بيانات جديدة لهم. وأضاف أن صور أداة «آيس كلاود إيمدجز» الموضوعة على القمر «ب»، ستسمح مثلاً «بقياس جزيئات الجليد في السحب للمرة الأولى عالمياً».

وشرح فايار أن «الأجهزة الموجودة» في القمرين الجديدين «ستعطي معلومات عن حال الغلاف الجوي لجهة الرياح والرطوبة ودرجة الحرارة والسحب وهطول الأمطار. وكلما زادت البيانات المتوافرة، زادت دقة التوقعات، وسيؤدي ذلك إلى تعزيز القدرة على استباق العواصف والأعاصير».

أما رئيس قسم المراقبة في المركز الوطني لبحوث الأرصاد الجوية التابعة لهيئة الأرصاد الجوية الفرنسية «ميتيو فرانس» فيليب شامبون، فأشار إلى أن «التأثير الأقوى سيكون في مجال التوقعات القصيرة المدى أي ليوم واحد أو اثنين».

وذكّر بأن المراقبة من الفضاء أدّت منذ سبعينات القرن العشرين إلى ثورة في مجال الأرصاد الجوية، ملاحظاً أن المواطنين باتوا أكثر تطلباً في ما يتعلق بموثوقية التوقعات.

وأبرزَ أن ثمة «مجالًا كبيراً للتقدم في توقع أفضل لهذه الأحداث المكثفة التي تؤثر بشكل كبير على المجتمع والاقتصاد»، مؤكداً أن «لا مثيل على مستوى العالم للأدوات التي زُوِّد إياها الجيل الثاني من MetOp»، واصفاً إياهاً بأنها «الأقمار الاصطناعية الأكثر اكتمالا حتى الآن، وهي من أعاجيب التكنولوجيا فعلاً».

القمر الاصطناعي «ميتوب - ب» (أ.ف.ب)

وحُدد ديسمبر (كانون الأول) 2025 موعداً لإطلاق القمرين الاصطناعيين اللذين يزن كل منهما 4,3 طن من قاعدة كورو في غويانا، على أن يوضعا في مدار قطبي على ارتفاع 832 كيلومتراً. وسيحل القمران محل الجيل الأول من أقمار MetOp الاصطناعية التي تعمل منذ عام 2002.

ولدى دخول القمرين الاصطناعيين الجديدة الخدمة، سيتفوقان من الناحية التكنولوجية على الأقمار الأميركية التي تحتل الصدارة راهناً، إذ تتنافس أوروبا والولايات المتحدة على الريادة في هذا المجال، بحسب «إيرباص».

وقُدّر العمر الافتراضي للقمرين الاصطناعيين الجديدين، اللذين بُنيا في تولوز وفريدريشهافن (جنوب ألمانيا)، بطلب من المنظمة الأوروبية لاستغلال أقمار الأرصاد الجوية (EuMetSat)، بسبع سنوات ونصف سنة. وسيتم إبدالهما لضمان استمرارية البرنامج حتى نهاية أربعينات القرن الحادي والعشرين.

وشددت روزماري مونرو من المنظمة الأوروبية لاستغلال الأقمار الصناعية للأرصاد الجوية على أن لتحسين توقعات الطقس منافع اقتصادية إذا ساهمت في تجنب تدمير البنية التحتية والمحاصيل أثناء الكوارث الطبيعية.

وقدّرت قيمة هذه المنافع بـ63 مليار يورو على مدى 21 عامًا، وهي المدة المتوقعة لتشغيل الجيل الثاني من أقمار MetOp الاصطناعية.

وشرحت أن «التوقعات الأكثر كفاءة تؤدي إلى توقع أفضل للعواصف العنيفة، ويمكن تالياً الحد من الأضرار التي تلحق بالبنية التحتية والمحاصيل».

وبالإضافة إلى توقعات الطقس، سيكون قياس آثار التلوث وجودة الهواء من وظائف القمرين الاصطناعيين أيضاً.

وسيحمل أحد القمرين أيضاً وحدة «أرغوس-4» التي تتيح تحديد مواقع نداءات الاستغاثة الصادرة من أجهزة «أرغوس» لتحديد الموقع الجغرافي البحري، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.


مقالات ذات صلة

مقتل شخصين جراء عاصفة مميتة ضربت غرب أميركا

الولايات المتحدة​ طواقم تعمل على إزالة شجرة أسقطتها عاصفة قوية ضربت منطقة شمال غربي المحيط الهادئ بالولايات المتحدة (رويترز)

مقتل شخصين جراء عاصفة مميتة ضربت غرب أميركا

ضربت عاصفة قوية ولاية واشنطن الأميركية، اليوم (الأربعاء)، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن مئات الآلاف وتعطل حركة السير على الطرق ومقتل شخصين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا فتاة تركب دراجة هوائية تحت المطر في فالنسيا بإسبانيا (إ.ب.أ)

إغلاق مدارس وإلغاء رحلات... موجة عواصف جديدة تضرب إسبانيا (صور)

تسببت موجة جديدة من العواصف في إسبانيا في إغلاق مدارس وإلغاء رحلات قطارات، بعد أسبوعين من مقتل أكثر من 220 شخصاً وتدمير آلاف المنازل جراء فيضانات مفاجئة.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
يوميات الشرق أحداث الطقس المتطرفة كلّفت العالم تريليوني دولار خلال عقد (أ.ب)

تقرير: الطقس المتطرف كلّف العالم تريليوني دولار خلال العقد الماضي

كشف تقرير جديد عن أن الطقس المتطرف كلّف العالم تريليوني دولار على مدى العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
بيئة متوسط درجات الحرارة كان مرتفعاً للغاية منذ يناير حتى أكتوبر (أ.ب)

علماء: عام 2024 سيكون الأكثر حرارة على الإطلاق

كشفت خدمة «كوبرنيكوس» لتغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي اليوم (الخميس) عن أن عام 2024 سيتخطى 2023 ليصبح العام الأعلى حرارة منذ بدء التسجيلات.

«الشرق الأوسط» (باريس)
أوروبا قاعة طعام غارقة بالمياه في أحد الفنادق وسط طقس عاصف في النرويج (رويترز)

فيضانات وانهيارات أرضية في أعقاب هبوب عواصف في النرويج

ذكرت وسائل إعلام محلية، الجمعة، أن عواصف ليلية تسببت في فيضانات وانهيارات أرضية في جنوب غربي النرويج.

«الشرق الأوسط» (أوسلو)

قصر باكنغهام يخضع لعملية تجديد بتكلفة 369 مليون جنيه إسترليني

سيغلق قصر باكنغهام أبوابه أمام الزيارات الرسمية (موقع باكنغهام)
سيغلق قصر باكنغهام أبوابه أمام الزيارات الرسمية (موقع باكنغهام)
TT

قصر باكنغهام يخضع لعملية تجديد بتكلفة 369 مليون جنيه إسترليني

سيغلق قصر باكنغهام أبوابه أمام الزيارات الرسمية (موقع باكنغهام)
سيغلق قصر باكنغهام أبوابه أمام الزيارات الرسمية (موقع باكنغهام)

سيغلق قصر باكنغهام أبوابه أمام الزيارات الرسمية لمدة ثلاث سنوات، يخضع خلالها القصر التاريخي لعملية تجديد ضخمة بتكلفة 369 مليون جنيه إسترليني. وسيجري استقبال أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في القصر عندما يزور المملكة المتحدة الشهر المقبل، لكن بعد ذلك ستجري استضافة جميع الزيارات الرسمية الأخرى في قلعة «وندسور» حتى عام 2027.

وكانت أعمال التجديد قد بدأت في عام 2017، مع التركيز على استبدال الأسلاك والأنابيب القديمة التي لم تُحدَّث منذ خمسينات القرن الماضي، والتي كانت من الممكن أن تتسبّب في «حرائق كارثية أو تدفقات شديدة للمياه».

جدير بالذكر أن الأعمال المستمرة في القصر أدّت إلى نقل المكتب الخاص بعاهل بريطانيا الملك تشارلز الثالث في الجناح الشمالي الذي تجري إعادة تجديده على نفقته الشخصية، إلى الجناح البلجيكي في الطابق الأرضي من الجناح الغربي للقصر الذي يطل على الحديقة. وكانت المساحة التي كان الملك يشغلها سابقاً في الجناح الشمالي تُستخدَم من قِبل الملكة الراحلة إليزابيث الثانية بوصفها سكناً خاصاً، أما مساحته الجديدة الآن فتشمل «غرفة أورليان» التي وُلِد فيها الملك في 14 نوفمبر (تشرين الثاني) 1948.

وفي تصريح لصحيفة «التايمز» البريطانية، قال أحد أصدقاء الملك: «هو دائماً مدرك لأهمية التاريخ، وقرار أن يكون مقره في (غرفة أورليان) لم يكن ليُتخذ بسهولة، لكنه سيستمتع الآن بأداء مهامه بوصفه ملكاً في الغرفة التي وُلد فيها».

كما أنه يجري قطع العشرات من أشجار الكرز والبتولا الفضية في حدائق القصر، للسماح بدخول مزيد من الضوء الطبيعي وتشجيع تجدّد نمو النباتات الأخرى.