تزايد الغضب بعد دعوة مُشرّعة أميركية لـ«إبادة» للفلسطينيين
ميشال سالزمان مشرّعة جمهورية عن ولاية فلوريدا الأميركية (أ.ب)
واشنطن:«الشرق الأوسط»
TT
واشنطن:«الشرق الأوسط»
TT
تزايد الغضب بعد دعوة مُشرّعة أميركية لـ«إبادة» للفلسطينيين
ميشال سالزمان مشرّعة جمهورية عن ولاية فلوريدا الأميركية (أ.ب)
يستمر الغضب في التزايد بسبب تعليق علني أدلت به مشرّعة جمهورية عن ولاية فلوريدا الأميركية، والتي دعت فيه إلى موت جميع الفلسطينيين، وفقاً لصحيفة «الغارديان».
وجاءت هذه التصريحات خلال مناقشة في المجلس التشريعي للولاية حول الدعوة إلى وقف إطلاق النار وسط الغزو الإسرائيلي لغزة، والذي أدى حتى الآن إلى مقتل أكثر من 10 آلاف فلسطيني، كثير منهم من الأطفال. وجاء الهجوم بعد أن هاجم مقاتلو «حماس» إسرائيل، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 1400 شخص واحتجاز أكثر من 200 رهينة.
وفي خطاب تأييد قرار وقف إطلاق النار، قالت المشرعة الديمقراطية عن ولاية فلوريدا أنجي نيكسون: «لقد وصلنا إلى 10 آلاف قتيل فلسطيني. كم سيكون كافيا؟».
ردت ميشال سالزمان قائلة: «جميعهم».
وعلقت نيكسون على الجواب، قائلة: «قالت لي إحدى زميلاتي للتو: (كلهم)».
وصوت مجلس ولاية فلوريدا في وقت لاحق بأغلبية 104 أصوات مقابل صوتين لرفض قرار نيكسون.
ولم يستجب مكتب سالزمان لطلب التعليق.
وقال فرع فلوريدا لمجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير فلوريدا)، وهو أكبر منظمة للحقوق المدنية الإسلامية في الولايات المتحدة، في بيان له إن تصريحات سالزمان كانت «دعوة مروعة للإبادة الجماعية» و«نتيجة مباشرة لعقود من القمع وتجريد الشعب الفلسطيني من إنسانيته على يد دعاة الفصل العنصري الإسرائيلي وممكنيهم في الحكومة ووسائل الإعلام».
وتأتي هذه الأخبار في أعقاب انتقاد عضوة الكونغرس عن ولاية ميشيغان، رشيدة طليب، الأميركية الفلسطينية الوحيدة في الكونغرس الأميركي، بعد أن رددت صرخة شعبية من أجل فلسطين وصفها البعض بأنها معادية للسامية، لكن آخرين يقولون إنها دعوة للحقوق المدنية الفلسطينية.
يعاقب قرار توجيه اللوم، الذي أيده 22 ديمقراطيًا، طليب بزعم «الدعوة إلى تدمير دولة إسرائيل» و«الترويج لروايات كاذبة» حول هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) الذي شنته «حماس».
وفي فلوريدا، هناك دعوات لتوجيه اللوم إلى سالزمان من قبل أولئك الذين يعارضون تعليقاتها.
وقبل ساعات من خطاب نيكسون، وافقت إسرائيل على هدنة إنسانية يومية لمدة أربع ساعات. لكن ورد أن بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، رفض اتفاق وقف إطلاق النار لمدة خمسة أيام مع الجماعات الفلسطينية المسلحة في غزة مقابل إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن يوم الخميس إنه «لا يوجد أي احتمال» لوقف إطلاق النار.
أظهر آخر استطلاع للرأي تجريه شبكة «سي إن إن» الأميركية قبل الانتخابات الرئاسية أن المرشح الجمهوري دونالد ترمب ومنافسته الديمقراطية كامالا هاريس متعادلان.
نجحت مجموعة قرصنة إيرانية، متهمة باعتراض رسائل البريد الإلكتروني لحملة المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترمب، أخيراً في نشر المواد التي سرقتها.
على مسافة 11 يوماً من موعد الانتخابات الرئاسية في 5 نوفمبر، توجّه المرشحان الرئاسيان ترمب وهاريس إلى تكساس؛ لحشد المناصرين قبل المواجهة الانتخابية الكبرى.
الانتخابات الأميركية تُحيي جدل انتشار الأخبار المُضلّلة على منصات التواصلhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85/%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%84%D8%A7%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D8%A9%E2%80%8B/5074918-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%AE%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D9%8F%D8%AD%D9%8A%D9%8A-%D8%AC%D8%AF%D9%84-%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%B4%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AE%D8%A8%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8F%D8%B6%D9%84%D9%91%D9%84%D8%A9-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D9%85%D9%86%D8%B5%D8%A7%D8%AA
الانتخابات الأميركية تُحيي جدل انتشار الأخبار المُضلّلة على منصات التواصل
إيلون ماسك يشارك في فعالية انتخابية لدعم المرشح الرئاسي دونالد ترمب خلال تجمع في بتلر (بنسلفانيا) يوم 5 أكتوبر (أ.ب)
مع دخول الانتخابات الأميركية شوطها الأخير، تزداد التساؤلات حول تأثير وسائل التواصل الاجتماعي المعززة بالذكاء الاصطناعي على رأي الناخب وتوجهاته، خصوصاً في ظل انتشار معلومات مغلوطة ومضلّلة على حساباتها من دون حسيب ولا رقيب. يستعرض برنامج تقرير واشنطن، وهو ثمرة تعاون بين صحيفة «الشرق الأوسط» وقناة «الشرق»، مدى تأثير وسائل التواصل والذكاء الاصطناعي على الانتخابات الأميركية، وأسباب نفوذها وانعكاساتها المحتملة على نتائج الانتخابات.
غياب الرقابة
يقول بول تويد، محامي المشاهير المعروف بـ«محامي هوليوود»، والمختص في دعاوى التشهير ومواجهة التأثير السلبي لوسائل التواصل والذكاء الاصطناعي، إنه لا يمكن التحكم بما يقوله الأشخاص أو يفعلونه على وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من المنصات. لكنه يعتبر أن التحدي الأكبر هو المساءلة والمسؤولية، ويفسّر قائلاً: «تعتبر وسائل التواصل الاجتماعي نفسها منفصلة عن وسائل الإعلام التقليدية، أي أنها مجرد وسيلة (تسهيل) وليس نشراً. نتيجةً لذلك تقول بأن كل نظريات المؤامرة التي ينشرها المستخدمون ليست من مسؤوليتها».
ويذكر بول بوجود المادة 230 من قانون الاتصالات في الولايات المتحدة، الذي «يحمي الوسائل من المقاضاة من قبل أي شخص يرغب في تصحيح المعلومات. كما يعني أنه من المستحيل عملياً إزالة نظريات المؤامرات والمعلومات المضللة بسرعة وبطريقة فعالة».
من جهتها، تقول كيتي بول، مديرة مشروع «شفافية التكنولوجيا» المعنية بانتشار الأخبار المغلوطة على وسائل التواصل الاجتماعي، إن بعض السياسيين يستفيدون من تضخيم نظريات المؤامرة لجذب الانتباه إلى حساباتهم، خصوصاً على منصات مثل «إكس» التي «تحب اللعب على وتر حرية التعبير». وتضيف بول أن «هذه المنصات تربح بشكل كبير من تضخيم المحتوى الذي يجلب لها أكبر عدد من النقرات. في هذه الحالة، وفي الكثير من نظريات المؤامرة، سواء كنت تنقر بدافع الصدمة أو بدافع الغضب من تضخيم نظرية مؤامرة، فإنك لا تزال تعطي الفرصة لهذه النظرية بطريقة تساعد هذه المنصات على تحقيق الأرباح. وينطبق الأمر نفسه على السياسيين، لأن الكثير من الأجواء السياسية الحالية تعتمد على النقرات وإعادة التغريدات والتصريحات اللافتة».
تنظيم المنصات
من ناحيته، يُشدّد سيث شاشنر، المدير التنفيذي لشركة «Stratamericas» للإعلام الرقمي والمسؤول السابق في شركة «مايكروسوفت»، على ضرورة أن تتحلى وسائل التواصل المختلفة وعمالقة التكنولوجيا بالمسؤولية، وأن تنظم المحتوى بطريقة مختلفة. ويشير شاشنر إلى أن هذه الوسائل لديها سياستها المختلفة المتعلقة بخطاب الكراهية والخطاب المسيء، ويجب أن تكون لديها سياسات أكثر دقة حول المعلومات المضللة.
لكن تويد يستبعد أن يسعى عمالقة التكنولوجيا إلى تنظيم منصاتهم، بل يتوقع أن يتدهور الوضع الأكثر «لأنهم ليسوا مستعدين للتنظيم الآن». ويضيف أن «الأمر مختلف جداً عن وسائل الإعلام التقليدية، إذ يفترض على الصحيفة مثلاً أن تتأكد من الحقائق، فيمرّ المقال أولاً على المراسل ثم المحرر ولجنة التحرير. أما اليوم، فلا أحد ينظر في ما ينشره هؤلاء الأشخاص على (المنصات)».
وتسلّط بول الضوء على التحدي المرتبط بتنظيم المحتوى، وتقول: «غالباً ما نرى هذه الشركات تتحدّث أمام الكونغرس عن سياساتها، لكن من دون الاعتراف بأنها غالباً ما لا تطبّق. على سبيل المثال، رأينا مئات الإعلانات لمخدرات وأسلحة يتم بيعها على هذه المنصات، ومن ضمنها (ميتا). ولا نتحدّث عن محتوى ينشره الأفراد، بل عن إعلانات تمت مراجعتها والموافقة عليها رغم معارضتها للقوانين. لكن الشركات تحقق الأرباح عبر عدم تطبيق سياساتها».
الذكاء الاصطناعي
يُعزّز الذكاء الاصطناعي من خطورة انتشار الأخبار المغلوطة عبر وسائل التواصل، ويُحذّر البعض من تأثير ذلك على رأي الناخب الأميركي في موسم محتدم تتقارب فيه استطلاعات الرأي بين المرشحين، ما يجعل كل صوت انتخابي بغاية الأهمية. ويوضّح تويد في هذا الصدد: «يبدو أنه سيكون هناك نموذج من الذكاء الاصطناعي أكثر شبهاً بالإنسان من الإنسان نفسه. وإن تم استغلال ذلك في إطار انتخابات (...)، فإن ذلك سيكون برأيي حاسماً جداً، خصوصاً في ظل انتخابات متقاربة مثل التي لدينا الآن».
وعدّدت بول بعض مساعي استغلال الذكاء الاصطناعي للتأثير على الانتخابات، كتسجيل صوتي انتشر للرئيس الأميركي جو بايدن يدعو فيه داعميه إلى عدم التوجه إلى صناديق الاقتراع، خلال فترة الانتخابات التمهيدية. كما ذكرت بول مساعي خارجية للتأثير على نتائج الانتخابات، من دول كالصين وإيران وروسيا، التي حذّرت وكالات الاستخبارات الأميركية من استعمالها للذكاء الاصطناعي لزعزعة النظام الانتخابي.
وتقارن بول بين مقاربات وسائل التواصل لمحاولة التصدي لمحاولات التدخل الأجنبي في انتخابات 2016 و2020، وانتخابات هذا العام: «في 2020، كانت (ميتا) قلقة حيال الانتخابات. وأنشأت غرفة عمليات انتخابية، وتحدّثت عن الطريقة التي سيقوم بها فريق النزاهة الانتخابية بالتعامل مع هذه القضايا. لكن ليس هناك أي من ذلك الآن. وذلك لأنه لم تكن هناك أي عواقب لما حدث في 2016، وفي 2020، والآن نحن لا نرى هذه الجهود لا بل قامت الشركة بصرف آلاف الموظفين من فريق الثقة والسلامة في العامين الماضيين من أجل الاعتماد على أجهزة مثل الذكاء الاصطناعي».
إيلون ماسك و«إكس»
يساهم ماسك إلى حد كبير في الترويج للأخبار المغلوطة عبر منصته «إكس». وقد أثار جدلاً مؤخراً عبر تبرعه بمبلغ مليون دولار يومياً للناخبين المسجلين في بنسلفانيا، في حال وقعوا على وثيقة «داعمة» للدستور. ويقول تويد إن إيلون ماسك لا يملك واحدة من أهم المنصات في العالم فحسب، بل يملك كذلك المال للتأثير على الناس وتشجيعهم على اتخاذ موقف معين.
ولفت تويد إلى أن الفرق بين شخص مثل ماسك وعملاق الإعلام روبرت مردوخ، هو أن تأثير وسائل ومنصات التواصل الاجتماعي «عالمي» ولا يقتصر على بلد معين. ويضيف: «إذا قمت برفع دعوى ضد أي من المنصات، سيكون ردّها: إن حصلت على قرار محكمة في فرنسا أو في سويسرا، سنمتثل به في تلك الولاية القضائية فقط».
وتتحدث بول عن تأثير ماسك، مشيرةً إلى أنه عدّل الخوارزميات على منصّة «إكس» للترويج للمحتوى الخاص به قبل محتوى الآخرين. وتوضّح: «صمّم الخوارزميات بطريقة تعزز نظريات المؤامرة الخاصة به عندما ينشرها من حسابه الخاص». وتضيف: «هذا يعني أن هناك وزناً مختلفاً لنظريات المؤامرة التي يروّج لها ماسك، وتراجعاً واسعاً لأي من الجهود لوضع إجراءات سلامة وحماية المستخدم على موقع (إكس) تحديداً. ونتيجة لذلك، رأينا ازدياداً في عدد الجهات الخبيثة التي تستخدم المنصة».
وتسلط بول الضوء هنا على تحقيق لشركتها «Tech Transparency» الذي وجد أن أكثر من 12 فرداً وكياناً خاضعين لعقوبات أميركية، ومنها جهات إرهابية، اشتروا «إكس بريميوم»، وهي العلامة الزرقاء التي تمنح أيضاً تعزيزاً خوارزمياً للمحتوى. وتقول: «قام ماسك بتسليط الضوء على إرهابيين معاقبين، وكان يربح من ذلك لأنهم كانوا يدفعون للاشتراك في هذه الخدمة. في بعض الحالات، هناك مشاركة في إيرادات الإعلانات لكل من يملك هذه العلامة».
أما شاشنر، فيعدُّ أن مصداقية ماسك تحديداً «تدهورت بشكل كبير»، مشيراً إلى تراجع عدد مستخدمي منصته وعدد الإعلانات.