اليابان: ظهور جزيرة جديدة بعد ثوران بركان تحت سطح البحر (فيديو)

لقطة جوية تُظهر البخار المتصاعد من المياه قبالة جزيرة إيوتو ببلدة أوغاساوارا في المحيط الهادئ جنوب طوكيو (أ.ب)
لقطة جوية تُظهر البخار المتصاعد من المياه قبالة جزيرة إيوتو ببلدة أوغاساوارا في المحيط الهادئ جنوب طوكيو (أ.ب)
TT

اليابان: ظهور جزيرة جديدة بعد ثوران بركان تحت سطح البحر (فيديو)

لقطة جوية تُظهر البخار المتصاعد من المياه قبالة جزيرة إيوتو ببلدة أوغاساوارا في المحيط الهادئ جنوب طوكيو (أ.ب)
لقطة جوية تُظهر البخار المتصاعد من المياه قبالة جزيرة إيوتو ببلدة أوغاساوارا في المحيط الهادئ جنوب طوكيو (أ.ب)

اكتسبت اليابان جزيرة أخرى لتضيفها إلى مجموعتها المثيرة للإعجاب بالفعل، بعد أن أدى ثوران بركان تحت سطح البحر على بُعد 1200 كيلومتر (745 ميلاً) جنوب طوكيو إلى خلق كتلة أرضية جديدة، وفقاً لصحيفة «الغارديان»

وقال الخبراء إن الجزيرة الصغيرة ظهرت بعد سلسلة من الثورات البركانية التي بدأت في أكتوبر (تشرين الأول) بالقرب من جزيرة إيوتو، وهي جزء من سلسلة جزر أوغاساوارا في غرب المحيط الهادي.

وأوضح فوكاشي ماينو، الأستاذ المشارك في معهد أبحاث الزلازل بجامعة طوكيو، أنه أكد أن الانفجارات البركانية - وهي نوع من الانفجارات الناتجة عن تفاعل الصهارة مع الماء - حدثت على بُعد كيلومتر واحد تقريباً من إيوتو، وشكلت كتلة أرضية تبلغ نحو 100 متر في قطر الدائرة.

وقال ماينو، الذي زار الموقع في نهاية أكتوبر، لوكالة «كيودو» للأنباء، إن أعمدة من الدخان والرماد يزيد ارتفاعها عن 50 متراً تتصاعد كل بضع دقائق أثناء الثوران.

وذكرت «كيودو» أنه شاهد أيضاً صخوراً كبيرة تندفع في الهواء ومجموعات من أحجار الخفاف البنية تطفو في البحر، التي تغير لونها نتيجة لثوران البركان.

تقع إيوتو - مسرح إحدى أكثر المعارك دموية في حرب المحيط الهادي وواحدة من 111 بركاناً نشطًا في اليابان - بالقرب من جزيرة جديدة أخرى تشكلت بعد ثوران بركاني في عام 2021. كانت جزيرة إيوتو تُعرف سابقاً باسم إيو جيما، ولكن تمَّت إعادة تسميتها بواسطة السلطات اليابانية في عام 2007.

المنطقة معتادة على الانفجارات الهائلة للنشاط البركاني. وقالت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية إن انفجارات مماثلة شوهدت بالقرب من إيوتو بين يوليو (تموز) وديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، وفي يونيو (حزيران) من هذا العام.

وأشار ماينو إلى أن تشكيل الجزيرة الأخير كان دليلاً على عودة نشاط الصهارة إلى المنطقة. ومن الممكن أن تنمو الجزيرة الجديدة بشكل أكبر ويتغير شكلها إذا استمرت الانفجارات، لكنها قد تختفي أيضاً تحت الأمواج. وتشكلت الجزر بطريقة مماثلة في المنطقة في الأعوام 1904 و1914 و1986. واختفت جميعها بسبب التآكل.

يمكن أن تكافح الجزر الجديدة المكونة من الرماد وشظايا الصخور لمقاومة الضربات المستمرة للأمواج، لكن النشاط البركاني المستمر يمكن أن ينتج تدفقات الحمم البركانية التي تشكل في النهاية سطحاً أكثر صلابة ومتانة.


مقالات ذات صلة

ثوران بركان يلغي رحلات جوية في نيوزيلندا

يوميات الشرق الدخان يتصاعد من بركان جزيرة وايت في نيوزيلندا (أ.ف.ب)

ثوران بركان يلغي رحلات جوية في نيوزيلندا

تسبب ثوران بركان في نيوزيلندا في إلغاء عدد من الرحلات الجوية، اليوم (الخميس)، في حين حذر علماء من احتمال استمرار الثوران «لأسابيع أو أشهر» مقبلة.

«الشرق الأوسط» (ولينغتون)
آسيا في هذه الصورة المنشورة التي التقطتها الوكالة الجيولوجية ونشرتها في 6 يونيو 2024 يلمع البرق أثناء ثوران الحمم البركانية من فوهة جبل إيبو (أ.ف.ب)

إندونيسيا... بركان جبل إيبو يثور مرتين ويقذف بالحمم (صور)

أعلن مركز علم البراكين والتخفيف من آثار الكوارث الجيولوجية بإندونيسيا أن بركان جبل إيبو ثار مجدداً اليوم (الخميس) وقذف بحمم وصخور، بحسب «رويترز».

«الشرق الأوسط» (جاكرتا )
آسيا بركان جبل إيبو في إندونيسيا ينفث دخاناً (رويترز)

بركان جبل إيبو في إندونيسيا يثور... وتحذير من فيضانات وحمم

ثار بركان جبل إيبو في إندونيسيا وحذرت الوكالة الوطنية لإدارة الكوارث من احتمال حدوث فيضانات مفاجئة وتدفق حمم...

«الشرق الأوسط» (جاكرتا)
آسيا المناطق المتضررة من الفيضانات والحمم الباردة في غرب سومطرة (إ.ب.أ)

الحمم البركانية الباردة والفيضانات تخلف 41 قتيلاً في سومطرة بإندونيسيا

قال مسؤول كبير في وكالة إدارة الكوارث المحلية إن حصيلة الفيضانات وتدفقات الحمم الباردة في جزيرة سومطرة بغرب إندونيسيا ارتفعت إلى 41 متوفّى و17 مفقوداً

«الشرق الأوسط» (جاكرتا)
آسيا بركان روانف ينفث رماداً (رويترز)

روانغ الإندونيسية جزيرة أشباح عقب ثوران بركاني

من المقرر أن تنقل إندونيسيا بشكل دائم سكان جزيرة في إقليم سولاوسي الشمالي بسبب ثوران بركان يهدد سلامتهم.

«الشرق الأوسط» (جاكرتا)

اختبار «اللهجة الفلاحي»... تندُّر افتراضي يتطوّر إلى «وصم اجتماعي»

لقطة من فيلم «الأرض» (أرشيفية)
لقطة من فيلم «الأرض» (أرشيفية)
TT

اختبار «اللهجة الفلاحي»... تندُّر افتراضي يتطوّر إلى «وصم اجتماعي»

لقطة من فيلم «الأرض» (أرشيفية)
لقطة من فيلم «الأرض» (أرشيفية)

مع انتشار اختبار «اللهجة الفلاحي» عبر مواقع التواصل في مصر بشكل لافت خلال الساعات الماضية، وتندُّر كثيرين على مفردات الاختبار التي عدَّها البعض «غير مألوفة» وتحمل معاني متعدّدة؛ تطوّر هذا الاختبار إلى «وصم اجتماعي» بتحوّل ناجحين فيه إلى مادة للسخرية، بينما تباهى خاسرون بالنتيجة، وعدّوا أنفسهم من أبناء «الطبقة الراقية».

وكتبت صاحبة حساب باسم بسمة هاني بعد نشر نتيجة اختبارها «اللهجة الفلاحي»، 5/ 20، عبر «فيسبوك»: «يعني أنا طلعت من EGYPT»، مع تعبير «زغرودة» للدلالة إلى الفرح.

ونشر حساب باسم المهندس رامي صورة لرجل يركب حماراً ويجري بسرعة وفرح، معلّقاً أنه هكذا يرى مَن نجحوا في اختبار «اللهجة الفلاحي».

وكتب حساب باسم سعيد عوض البرقوقي عبر «فيسبوك»: «هذا اختبار اللهجة الفلاحي... هيا لنرى الفلاحين الموجودين هنا وأقصد فلاحي المكان وليس الفكر».

ورداً على موجة السخرية والتندُّر من هذا الاختبار، كتب صاحب حساب باسم محمد في «إكس»: «هناك فلاحون يرتدون جلباباً ثمنه ألف جنيه (الدولار يساوي 48.62 جنيه مصري) ويمتلك بيتاً من هذا الطراز – نشر صورة لبيت بتصميم فاخر – ويعرف الصح من الخطأ، ويعلم بالأصول وهو أهل للكرم، تحية لأهالينا في الأرياف».

وأمام التحذير من تعرّض المتفاعلين مع الاختبار إلى حملات اختراق، كتب الإعلامي الدكتور محمد ثروت على صفحته في «فيسبوك»: «اختبار اللهجة الفلاحي مجرّد (ترند) كوميدي وليس هاكرز، ويعبّر عن جهل شديد في أصولنا وعاداتنا المصرية القديمة». فيما كتب حساب باسم إبراهيم عبر «إكس»: «أخاف المشاركة في الاختبار والحصول على 10/ 20. أهلي في البلد سيغضبون مني».

وتضمّ مصر عدداً من اللهجات المحلّية، وهو ما يردُّه بعض الباحثين إلى اللغة المصرية القديمة التي تفاعلت مع اللغة العربية؛ منها اللهجة القاهرية، واللهجة الصعيدية (جنوب مصر)، واللهجة الفلاحي (دلتا مصر)، واللهجة الإسكندراني (شمال مصر)، واللهجة الساحلية واللهجة البدوية. ولمعظم هذه اللهجات اختبارات أيضاً عبر «فيسبوك».

اختبار «اللهجة الفلاحي» يغزو وسائل التواصل (فيسبوك)

في هذا السياق، يرى أستاذ الأدب والتراث الشعبي في جامعة القاهرة الدكتور خالد أبو الليل أنّ «هذا (الترند) دليل أصالة وليس وصمة اجتماعية»، ويؤكد لـ«الشرق الأوسط» أنّ «إقبال البعض في وسائل التواصل على هذا الاختبار محاولة للعودة إلى الجذور».

ويُضيف: «صوَّر بعض الأعمال الدرامية أو السينمائية الفلاح في صورة متدنّية، فترسَّخت اجتماعياً بشكل مغاير للحقيقة، حتى إنّ أي شخص يمتهن سلوكاً غير مناسب في المدينة، يجد، حتى اليوم، مَن يقول له (أنت فلاح) بوصفها وصمة تحمل معاني سلبية، على عكس طبيعة الفلاح التي تعني الأصالة والعمل والفَلاح. محاولة تحميل الكلمة معاني سلبية لعلَّها رغبةُ البعض في التقليل من قيمة المجتمعات الزراعية لأغراض طبقية».

ويتابع: «مَن يخوض الاختبار يشاء استعادة المعاني التي تعبّر عن أصالته وجذوره، أما من يتندّرون ويسخرون من الفلاحين فهُم قاصرو التفكير. ومن يخسرون ويرون أنّ خسارتهم تضعهم في مرتبة اجتماعية أعلى، فهذا تبرير للفشل».

ويشير أبو الليل إلى دور إيجابي تؤدّيه أحياناً وسائل التواصل رغم الانتقادات الموجَّهة إليها، موضحاً: «أرى ذلك في هذا الاختبار الذي لا يخلو من طرافة، لكنه يحمل دلالة عميقة تردُّ الحسبان للفلاح رمزاً للأصالة والانتماء».

لقطة من فيلم «المواطن مصري» الذي تدور أحداثه في الريف (يوتيوب)

ويعيش في الريف نحو 57.8 في المائة من سكان مصر بعدد 45 مليوناً و558 ألف نسمة، وفق آخر إحصائية نشرها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء عام 2022، بينما يبلغ سكان المدن نحو 40 مليوناً و240 ألف نسمة.

من جهتها، ترى أستاذة علم الاجتماع في جامعة بنها، الدكتورة هالة منصور، أنّ «الثقافة الشعبية المصرية لا تعدُّ وصف (الفلاح) أمراً سلبياً، بل تشير إليه على أنه (ابن أصول) وجذوره راسخة»، مضيفة لـ«الشرق الأوسط»: «يُسأل الوافدون إلى القاهرة أو المدن الكبرى عن أصولهم، فمَن لا ينتمي إلى قرية يُعدُّ غير أصيل».

وتُرجِع الوصم الاجتماعي الخاص بالفلاحين إلى «الهجرة الريفية الحضرية التي اتّسع نطاقها بدرجة كبيرة نظراً إلى ثورة الإعلام ومواقع التواصل التي رسَّخت سلوكيات كانت بعيدة عن أهل الريف».

وتشير إلى أنّ «السينما والدراما والأغنيات ترسّخ لهذا المنظور»، لافتة إلى أنه «من سلبيات ثورة 1952 التقليل من قيمة المهن الزراعية، والاعتماد على الصناعة بوصفها قاطرة الاقتصاد. وقد أصبحت تلك المهن في مرتبة متدنّية ليُشاع أنَّ مَن يعمل في الزراعة هو الفاشل في التعليم، وهذا لغط يتطلّب درجة من الوعي والانتباه لتصحيحه، فتعود القرية إلى دورها المركزي في الإنتاج، ومكانها الطبيعي في قمة الهرم الاجتماعي».

وعمَّن فشلوا في اختبار «اللهجة الفلاحي» وتفاخرهم بذلك بوصفهم ينتمون إلى طبقة اجتماعية راقية، تختم أستاذة علم الاجتماع: «هذه وصمة عار عليهم، وليست وسيلة للتباهي».