طمأنت هيئة الرقابة النووية والإشعاعية في السعودية، السكان بأنه لا توجد مخاطر إشعاعية أو بيئية من رماد بركان «هايلي غوبي» الإثيوبي الذي ثار مؤخراً، مؤكدة أن ما يحمله الرماد من مكونات جيولوجية طبيعية ومنها المواد المشعة الطبيعية الموجودة عادة في الغبار والأتربة لا يشكل أي تأثير على السلامة العامة.
وجاء هذا الإيضاح على مواقع «إكس» في وقت تناثرت فيه التكهنات عبر بعض المنصات الإعلامية ووسائط التواصل حول احتمالات انتقال مواد مشعة نحو أجواء المنطقة، ليضع البيان الصادر عن الهيئة رده العلمي للحد من دوامة التكهنات، كما يعيد الظاهرة إلى إطارها الطبيعي الذي تخضع له البراكين في القشرة الأرضية من دون تهويل أو مبالغة.
وقد عاد بركان «هايلي غوبي»، الذي يبلغ ارتفاعه نحو 500 متر، للثوران للمرة الأولى منذ نحو 12 ألف عام، وفق برنامج علم البراكين العالمي التابع لمؤسسة «سميثسونيان»، مطلقاً أعمدة دخان كثيفة وصل ارتفاعها إلى 14 كيلومتراً قبل أن تدفعها الرياح شرقاً فوق اليمن وسلطنة عُمان والهند وشمال باكستان، بحسب «مركز تولوز لرصد الرماد البركاني».
ومع تصاعد الدخان سارع المركز السعودي للأرصاد بالتأكيد على أن الاجواء السعودية لم تتأثر بانبعاثات رماد البركان الذي اندلعت أعمدة دخانه في شرق إثيوبيا قرب الحدود الإريترية، مشددة على أنها تتابع المستجدات المناخية لحظة بلحظة، وستتخذ الإجراءات اللازمة في حال ظهور أي ظاهرة جوية مؤثرة.
وأشار البيان الصادر عن المركز السعودي للأرصاد، إلى أن صور الرصد الجوي والتقارير التحليلية الحديثة لم تُظهر أي مسار للرماد باتجاه المملكة، وأكد المتحدث باسم المركز، حسين القحطاني، أن المنظومات الوطنية المتقدمة ترصد حركة السحب والظواهر الجوية على مدار الساعة، وأن البيانات الحالية لا تشير إلى أي وجود تأثير مباشر على أجواء البلاد.
ولفت البيان إلى أن المركز يتابع على مدار الساعة حركة السحب والظواهر الجوية عبر المنظومات الوطنية المتقدمة، مشيراً إلى أن المؤشرات الحالية لا تظهر أي مسار للرماد البركاني باتجاه أجواء السعودية، مع متابعة المستجدات المناخية لحظة بلحظة، ورصد وتحديث البيانات أولاً بأول، مبيناً أن الإجراءات اللازمة ستُتخذ في حال وجود ظاهرة جوية مؤثرة، وأن المركز سيواصل إصدار أي تنبيهات أو مستجدات متى استدعت الحالة ذلك.
وقال المختص في المجال النووي الدكتور ضياء العثماني، إنه مع تطاير الأتربة «الغبار» لا تكون هناك احتمالية وجود مواد مشعة بحكم وجودها في بطن الأرض، وإن كانت هناك احتمالية بسيطة، فيمكن رصدها من المراكز المتخصصة للجهات المعنية، موضحاً أن السعودية لديها قدرة كبيرة ومتطورة على رصد الإشعاعات منذ زمن مبكر ويجري تطويرها بشكل دائم.
وأضاف، أن اللغط يرد عليه بالجانب العلمي وتحديداً مع وجود هذه التقنية العالية، ولابد أن ندرك أن باطن الأرض به خصائص ومواد مشعة طبيعية المنشأ، لذلك لا يوجد ما يدعو للخوف مع وجود هذه التقنية وهذه المعلومات الدقيقة التي تظهرها الجهات المعنية بمتابعة الإشعاعات.
وبين الطمأنة العلمية والمتابعة اللحظية، تبقي السعودية أعينها مفتوحة على أي تطور محتمل، فيما تؤكد الجهات المختصة أن الوضع الجوي مستقر، وأن المعلومات الدقيقة تظل هي الأساس في قراءة الظواهر الطبيعية بعيداً عن الضوضاء الرقمية، خاصة أن السعودية تمتلك قدرة عالية من الكوادر البشرية والبنية التحتية ومنها نحو 189محطة لمركز الأرصاد منتشرة في كثير من المواقع، إضافة إلى أكثر من 240 محطة رصد إشعاعي تتبع هيئة الرقابة النووية والإشعاعية.
يشار إلى أن السعودية تستضيف في مطلع ديسمبر (كانون الأول) المقبل «المؤتمر الدولي للتأهب والاستجابة للطوارئ النووية والإشعاعية» الذي يهدف لتعزيز التعاون الدولي وتبادل الخبرات والممارسات وتطوير القدرات الوطنية في هذا المجال، فيما سيناقش المؤتمر التحديات التقنية والتنظيمية، ويستعرض أحدث التطورات والابتكارات العلمية والحلول في الكشف والحماية في هذا المجال.

