أطلقت وزارة الشباب والثقافة والتواصل المغربية (قطاع التواصل)، بوابة الصحراء المغربية في حلة جديدة بـ5 لغات؛ هي العربية والأمازيغية والفرنسية والإنجليزية والإسبانية، وذلك بمناسبة الذكرى الـ48 لـ«المسيرة الخضراء»، وفي إطار المهام المنوطة بهذه الوزارة، بخصوص إعداد وتنفيذ سياستها في العمل على تأهيل وتطوير مختلف ميادين التواصل، وإعداد خدمة إعلامية عمومية هادفة.
وأوضح بيان للوزارة أن الغاية من هذه البوابة تتلخص في تقديم معلومات عن تطور قضية الصحراء المغربية، والأخبار المستجدة المتعلقة بها من ناحية، وتقريب الصورة عن الحياة في الجهات الجنوبية الثلاث، والتعريف بمؤسساتها وبناها التحتية، وبالاستراتيجيات الاقتصادية والاجتماعية والسياحية الكبرى، التي خصها بها الملك محمد السادس، علاوة على التعريف بالثقافة الحسانية وبتاريخ الصحراء المغربية وتراثها المادي وغير المادي.
وتشمل البوابة محاور خاصة بـ«الخطب الملكية» و«التنمية» و«اكتشفوا الصحراء» و«سياسة» و«استثمار»، فضلاً عن «مكتبة الوسائط»، كما تضم صوراً تؤرخ لحدث المسيرة الخضراء وفيديوهات تقدم «بانوراما» لمدن الداخلة والعيون وآسا والسمارة وكلميم وطانطان وسيدي إفني وبوجدور وطرفاية.
ففي محور «التنمية»، يكون المتصفح مع مضامين تتحدث عن «البنى التحتية» و«الصحة» و«التعليم». وفي محور «اكتشفوا الصحراء»، مع مضامين تحت عناوين: «جهات» و«تاريخ الصحراء» و«الثقافة» و«زوروا الصحراء».
وفي محور «سياسة»، مع مضامين تتحدث عن «مبادرة الحكم الذاتي» و«القنصليات الأجنبية» و«تواريخ مهمة» و«الجماعات الترابية». وفي محور «استثمار»، مع مضامين تخص «الفلاحة» و«الصيد البحري» و«السياحة» و«الطاقات المتجددة». فبخصوص «تاريخ الصحراء»، تتحدث البوابة عن 3 فترات: «فترة الاستعمار» و«تصفية الاستعمار» و«المسيرة الخضراء». ففي «فترة الاستعمار»، مثلاً، تشير البوابة إلى أن المغرب كان، قبل فرض الحماية، مستقلاً وموحداً، يتمتع بكامل السيادة على أراضيه، وكانت الصحراء تحت السيادة المغربية، كما لم يكن فيها أي كيان منفصل عن المغرب بأي وجه من الأوجه؛ حيث تثبت الوثائق التاريخية المغربية والوثائق الموجودة في مدريد وباريس ولشبونة ولندن، السيادة التي مارسها المغرب دوماً على أقاليمه الصحراوية.
كما كانت الأقاليم الصحراوية المغربية، على مر التاريخ، حاضرة بقوة في الدبلوماسية المغربية، يحدوها الحرص على احترام سيادتها على كامل أراضيها، والذود عنها في أوقات الحروب، وفي وجه التهديدات الأجنبية التي كانت تستهدفها. ومن بين هذه الحجج، على سبيل المثال لا الحصر، وثائق تعيين وعزل وكلاء السلطات والموظفين والعسكريين والزعماء الدينيين، وأبرز دليل على ذلك، كون آخر أمير للترارزة في أقصى الجنوب كان قد تلقى ظهير (مرسوم) تعيينه من يد السلطان مولاي عبد العزيز. وفي سنة 1905 كان السلطان مولاي عبد العزيز نفسه قد كلف كبير وزرائه الشيخ محمد الحسن بن يعيش بالقيام بجولة تفقدية وصل خلالها إلى الساقية الحمراء، وأثناء زيارته كان المبعوث الملكي يسلم ظهائر (مراسيم ملكية) التعيين للقياد والإداريين الذين يتقدمون إليه لتأكيد ولائهم للسلطان. ومن سنة 1898 إلى 1905 اهتم السلطان مولاي عبد العزيز بتشييد مدينة السمارة مرسلاً إليها المواد الضرورية للبناء عبر مرفأ طرفاية، وحتى وقت فرض الحماية على المغرب لم تفتأ المملكة المغربية تتلقى الضرائب من هذه المنطقة.
وتشير البوابة، هنا، إلى أنه «رغم الاحتلال الإسباني، فقد تم الاحتفاظ بمظهرين من اختصاصات السيادة المغربية؛ هما: البيعة أي تحرير وثيقة ولاء رؤساء القبائل للملك والتزام الدعاء له في خطب الجوامع والمساجد». وتضيف أنه «على عهد الغزو الفرنسي للجزائر كانت المملكة المغربية تمتد على مساحة مليونين من الكيلومترات المربعة، ولم يكن المغرب في أي عهد أو عصر من التاريخ من دون أقاليمه الصحراوية التي كانت أطرافها تمثل حدوده مع أفريقيا السوداء، كما أن المعاهدة المغربية – الإسبانية المؤرخة في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) 1912، التي أنشئت بمقتضاها منطقة نفوذ إسبانية شمال منطقة الحماية الفرنسية وجنوبها تقدم الحجة على أن هذه المنطقة كانت تحكم باسم الملك من طرف خليفته على تطوان، وباسم العاهل المغربي حكمت إسبانيا، لا فقط مناطق الشمال والجنوب بل أيضاً جميع أقاليم الساقية الحمراء ووادي الذهب».
وفيما يتعلق بالحجج والوثائق التي تتوفر عليها الدول الأوروبية، فهي تؤكد أن «المغرب كانت له سيادته على أراضيه الصحراوية، وبعض هذه الدول أسهمت في مؤتمر برلين لسنة 1884 أو في مؤتمر الجزيرة الخضراء، حيث كان يرسم مصير أفريقيا، وكثير من هذه الدول كانت قد أسهمت في رسم الخرائط الجغرافية للمنطقة وبالأخص المغرب، وهذه الخرائط وضعت الحدود الجنوبية لمنطقة الحماية الفرنسية على حدود ما كان يدعى آنذاك أفريقيا الغربية الفرنسية».
وتقول البوابة إن شهادة دولة ألمانيا، على الخصوص، تكتسي «أهمية قصوى ولها قيمتها العظيمة، فهذه الدولة كانت آخر دولة أوروبية قبلت فرض نظام الحماية الفرنسية على المغرب، وفي الاتفاق الذي أبرمته ألمانيا سنة 1911 مع فرنسا وضعت حماية سيادة ملك المغرب ووحدة تراب أراضيه شرطين أساسيين لقبولها الحماية الفرنسية. ما يعني أن الأمر بالنسبة للقادة الألمان يشير إلى أن ما كان قد تم الاعتراف به سنة 1911 لم يتغير بأي شكل من الأشكال فيما يتعلق بسيادة المغرب على حدوده. وكل الحكومات الأوروبية تعرف حق المعرفة الوضع الناتج عن احتلال المناطق المغربية من طرف إسبانيا، وعلى المغاربة ومن حقهم إذن أن يعملوا على احترام التعهدات التي تعهدوا بها أو تعهدت بها الدول إزاءهم ويفرضوا احترام المعاهدات الدولية التي تعترف لهم بالصبغة المغربية للصحراء المغربية».
وفيما يخص «الثقافة»، تتحدث البوابة عن «الملحفة والدراعة» و«الشاي الصحراوي» و«المطبخ الصحراوي» و«اللهجة الحسانية» و«التقاليد والعادات الصحراوية» و«الشعر الحساني». فبخصوص «الشاي الصحراوي»، تتحدث البوابة عن هذا المشروب، بوصفه رمزاً للسخاء والكرم، وكيف أنه يحتل مكانة مهمة في قلب العادات والتقاليد في الأقاليم الصحراوية بالمغرب، كما أنه يمثل رمزاً للسخاء والكرم؛ حيث أحاطه الصحراويون بطقوس خاصة، طبعت أسلوب حياتهم اليومية منذ عقود بعيدة. كما تتحدث البوابة، في هذا المحور، عن «طقوس الشاي الصحراوي ومجالسه»، و«طريقة تحضير الشاي» أو «أتاي الصحراوي». أما بخصوص «المطبخ الصحراوي»، فتتحدث البوابة عن «أطباق متنوعة وفوائد صحية»؛ حيث «ينعم المطبخ الصحراوي بشهرة واسعة، إذ تمتاز أطباقه بغناها وتنوعها، وبلذتها المميزة ومنافعها الصحية الجمة، إذ يعتمد الصحراويون في تحضيرها على لحم الإبل أو الماعز، ناهيك عن استعمالهم مكونات نباتية طبيعية، كما أنهم ينفرون النفور التام من استعمال المواد الغذائية الصناعية حفاظاً على مقومات التغذية الصحية لهذه الأطباق».