تسعة عوامل خطورة تؤدي للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية

80 في المائة من إجمالي الوفيات الناتجة عنها عالميا تحدث في الدول النامية

تسعة عوامل خطورة تؤدي للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية
TT
20

تسعة عوامل خطورة تؤدي للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية

تسعة عوامل خطورة تؤدي للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية

أضحت أمراض القلب محورا رئيسا لاهتمام الجمعيات والمنظمات الطبية؛ إذ ركزت مدونة الجمعية الأميركية لأمراض القلب لعام 2013 على ضرورة العمل على خفض مخاطر الإصابة بأمراض تصلب شرايين القلب بما فيها أمراض الشرايين التاجية المؤدية إلى السكتة الدماغية القاتلة، فيما أكدت تقارير منظمة الصحة العالمية أن أمراض القلب والشرايين باتت السبب الأول للوفاة بنسبة 30 في المائة من إجمالي عدد الوفيات على مستوى العالم، وأن غالبية هذه الوفيات كانت بسبب أمراض شرايين القلب التاجية.
لدراسة ومناقشة التوصيات الأخيرة لمدونة الجمعية الأميركية لأمراض القلب، عقد بمدينة الرياض قبل أيام لقاء علمي شارك فيه البروفسور براكاش ديدوانيا، أستاذ أمراض القلب والصدر بجامعة سان فرانسيسكو في كاليفورنيا. وأكد البروفسور ديدوانيا في محاضرته على أن 80 في المائة من إجمالي الوفيات الناتجة عن أمراض القلب والشرايين في العالم تحدث في الدول النامية فقط ومن ضمنها دول الشرق الأوسط، فيما تتوقع منظمة الصحة العالمية أن ترتفع تلك الأعداد إلى 23.3 مليون حالة وفاة في العالم بحلول عام 2030.

* عوامل خطورة
أوضح البروفسور ديدوانيا أن هناك تسعة عوامل خطورة رئيسة في حياة البشر، وجود أي منها عند شخص ما يعني زيادة احتمالات تعرضه لأمراض القلب والأوعية الدموية الخطيرة أكثر من غيره ممن ليس لديهم هذه العوامل، وهي:
1- ارتفاع مستويات الكولسترول منخفض الكثافة (الضار) في الدم مقابل تدني مستويات الكولسترول مرتفع الكثافة (الحميد).
2- الإصابة بداء السكري، مع عدم الانتظام في العلاج، والتحكم في مستوى السكر في الدم عند المعدل الطبيعي.
3- ارتفاع ضغط الدم، مع عدم الانتظام في تناول الأدوية الخافضة للضغط.
4- السمنة، خاصة في منطقة محيط البطن.
5- العامل الوراثي، وجود تاريخ مرضي بالعائلة لأمراض القلب والأوعية الدموية.
6- اتباع نمط الحياة المتسم بالكسل والخمول وعدم مزاولة الرياضة.
7- العمر، حيث ترتفع نسبة احتمالات الإصابة بأمراض القلب والشرايين مع تقدم العمر.
8- التدخين، فمن الحقائق المعروفة أن التدخين المتواصل يفاقم أمراض القلب على الأمد البعيد، لكن الأبحاث الحديثة تثبت أن هناك مخاطر للتدخين على الأمد القريب أيضا، وهي زيادة احتمال الإصابة بأمراض القلب.
9- الجنس، تتساوى النساء مع الرجال في أكثر عوامل الخطر التي تؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب إلى أن يصلن إلى سن اليأس، فترتفع نسبة إصابتهن بأمراض شرايين القلب والنوبات القلبية أكثر من الرجال وذلك بعد انخفاض التأثيرات الواقية للاستروجين المبيضي. كما وجد أن لدى النساء احتمالات أكثر للوفاة بأمراض القلب من الرجال.
إن وجود أكثر من عامل من تلك العوامل أو وجودها جميعا في الوقت نفسه لدى شخص يعني أن فرص واحتمالات تعرض هذا الشخص لأمراض القلب تصبح كبيرة جدا، وهنا شدد البروفسور ديدوانيا على ضرورة التعامل مع هذه العوامل من منظور شامل في آن واحد.

* مرضى السكري
لا بد من التعامل بجدية مع مرضى السكري على أنهم أيضا أكثر عرضة لأمراض القلب من غيرهم، لا سيما في دول الخليج العربي ومنها السعودية التي ترتفع فيها معدلات انتشار مرض السكري إلى نحو 24 في المائة حسب الدراسات، فهناك سبعة من كل عشرة مرضى بالسكري يعانون من اختلال نسبة الدهون بالدم، حيث إن مريض السكري يحدث لديه انخفاض في مستوى الكولسترول الجيد (عالي الكثافة) وارتفاع في مستوى الكولسترول الضار (منخفض الكثافة) وارتفاع نسبة الدهون الثلاثية، وهذا يضيف عامل خطورة جديدا على المريض بصفة عامة.
ويدخل 75 في المائة من مرضى السكري إلى المستشفيات نتيجة أمراض الشرايين والقلب وهم أكثر عرضة للوفاة بسبب هذه الأمراض. وعليه يجب على جميع مرضى السكري التأكد من مستوى الكولسترول في الدم، ومن ثم تناول أدوية خفض الكولسترول مدى الحياة، لما لها من تأثير فعال في تقليل إصابة هؤلاء المرضى بالأزمات القلبية ومشكلات تصلب الشرايين والجلطات الدماغية بنسبة كبيرة، في حين أنها تعطى المريض وقاية وحماية وأمانا.
إن تعديل نمط الحياة من أجل السيطرة على عوامل الخطورة القابلة للتعديل أمر مهم للغاية ضمن مفهوم الوقاية الشامل، ومنها الإقلاع عن التدخين، ومقاومة ارتفاع ضغط الدم، ويضاف إليهما العلاج الدوائي لا سيما أدوية تخفيض الكولسترول وأدوية خفض ضغط الدم حتى يجري التحكم والسيطرة على خطورة مضاعفات أمراض القلب.

* علاج ارتفاع الكولسترول
أكدت دراسة حديثة أجريت أخيرا في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا أن ارتفاع مستويات الكولسترول الضار والدهون يأتي في مقدمة عوامل الخطورة المسببة لأمراض القلب والأوعية الدموية، وأن 70 في المائة ممن يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية وجد لديهم ارتفاع مستويات الكولسترول الضار والدهون في الدم.
كما أوصت مدونة الجمعية الأميركية لأمراض القلب لعام 2013 بضرورة استخدام أدوية تخفيض مستويات الكولسترول الضار بالدم بصفتها خطوة رئيسة لتقليل مخاطر التعرض لأمراض تصلب الشرايين. وقد قسمت المدونة المرضى الواجب إعطاؤهم أدوية تخفيض الكولسترول إلى أربع مجموعات:
* المجموعة الأولى: المرضى الذين جرى تشخيص إصابتهم بتصلب في شرايين القلب؛ وهؤلاء المرضى من الرجال والنساء وحتى عمر 75 سنة يجب إعطاؤهم جرعات عالية من أدوية تخفيض الكولسترول ما لم تتعارض مع أي عوارض طبية أخرى.
* المجموعة الثانية: المرضى الذين لديهم ارتفاع في معدل الكولسترول الضار؛ البالغين أكبر من 21 عاما الذين تصل معدلات الكولسترول الضار لديهم إلى 190 مللغم/ ديسيلتر (4.9 ملليمول/ لتر) أو أكثر يجب إعطاؤهم جرعات عالية من أدوية تخفيض الكولسترول ما لم تتعارض مع أي عوارض طبية أخرى.
* المجموعة الثالثة: مرضى السكري الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و75 عاما؛ جميع مرضى السكري أكبر من 40 عاما الذين تتراوح معدلات الكولسترول الضار لديهم بين 70 و189 مللغم/ ديسيلتر (1.8 – 4.9 ملليمول/ لتر) حتى وإن كانوا غير مصابين بتصلب شرايين القلب يجب إعطاؤهم جرعات متوسطة من أدوية تخفيض الكولسترول.
أما مرضى السكري بين 40 و75 عاما الذين تتجاوز نسبة احتمالات إصابتهم بتصلب شرايين القلب أكثر من 7.5 في المائة وفقا لمؤشر «بولد كوروت»، يجب إعطاؤهم جرعات عالية من أدوية تخفيض الكولسترول، علما بأن مؤشر «بولد كوروت» هو مقياس عالمي يحدد مدى احتمالات الإصابة بأمراض تصلب شرايين القلب، ويجري ذلك من خلال تقييم عدة عوامل منها الجنس، والعمر، والعِرق، وإجمالي نسبة الكولسترول، وضغط الدم، واستخدام أدوية تخفيض ضغط الدم، والسكري، والتدخين.
* المجموعة الرابعة: المرضى الذين لا يعانون من تصلب شرايين القلب ولا مرض السكري وتتراوح معدلات الكولسترول الضار لديهم بين 70 و189 مللغم/ ديسيلتر (1.8 – 4.9 ملليمول/ لتر) لكن ترتفع لديهم احتمالات الإصابة بتصلب شرايين القلب بنسبة تزيد على 7.5 في المائة، يجب إعطاؤهم جرعات متوسطة إلى عالية من أدوية تخفيض الكولسترول.
وأخيرا، أشار البروفسور ديدوانيا إلى أن هناك كثيرين في السعودية ممن هم على أعتاب الإصابة بالسكري ولا تستبعد إصابتهم بالسكري في مرحلة ما من مراحل عمرهم، وبالتالي، فإن مشكلات أمراض القلب المرتبطة بانتشار مرض السكري ستوالي ارتفاعها وتفاقمها مع مرور الوقت ما لم يجرِ التحرك سريعا لاتخاذ التدابير الوقائية اللازمة نحوها.



ما تأكله بمنتصف العمر يؤثر على صحتك في السبعين

بعض الأطعمة يسرِّع عملية الشيخوخة (رويترز)
بعض الأطعمة يسرِّع عملية الشيخوخة (رويترز)
TT
20

ما تأكله بمنتصف العمر يؤثر على صحتك في السبعين

بعض الأطعمة يسرِّع عملية الشيخوخة (رويترز)
بعض الأطعمة يسرِّع عملية الشيخوخة (رويترز)

سعى فريق من الباحثين بقيادة علماء من كلية «هارفارد تي إتش تشان» للصحة العامة الأميركية، للإجابة عن سؤال: ما الذي يتطلبه بلوغ سن السبعين دون إصابة بأي أمراض مزمنة؟

ومن خلال متابعة أكثر من 100 ألف شخص في الأربعينات والخمسينات والستينات من العمر، لمدة تصل إلى 3 عقود، عبر دراسة قام بها الباحثون، وجدت النتائج أن اتباع أنظمة غذائية صحية في مرحلة مبكرة من العمر يرتبط بزيادة احتمالية الشيخوخة الصحية، حتى بعد مراعاة عوامل نمط الحياة الأخرى، مثل النشاط البدني والتدخين، وفقاً لما ذكرته شبكة «سي إن إن» الأميركية.

الالتزام بنظام غذائي غني بالأطعمة النباتية يعزز فرص الحماية من أمراض الشيخوخة (جامعة هارفارد)
الالتزام بنظام غذائي غني بالأطعمة النباتية يعزز فرص الحماية من أمراض الشيخوخة (جامعة هارفارد)

وتسعى الدراسة إلى التعرُّف بدقة على الأنظمة الغذائية التي قد تعزز احتمالات الشيخوخة الصحية، وكيف يمكن أن تؤثر نتائج هذه الدراسة على خيارات الناس الغذائية خلال منتصف العمر، وفترات أخرى من حياتهم.

وقالت الدكتورة لينا وين (طبيبة طوارئ وأستاذة مساعدة في جامعة جورج واشنطن) إن هذه الدراسة رصدية طولية، أي أن الباحثين تابعوا المجموعة نفسها على مدار فترة زمنية، ودرسوا عاداتهم ونتائجهم الصحية. وقد سأل الباحثون المشاركين في الدراسة عن عاداتهم الغذائية على مدى 3 عقود، حتى بلوغهم سن السبعين. وثوَّق المشاركون استهلاكهم الغذائي بانتظام وبشكل موسع، مُبلغين عن عدد مرات تناولهم لأكثر من 130 نوعاً مختلفاً من الطعام.

المأكولات السريعة والمشروبات المحلاة بالسكر مرتبطة بتسريع الشيخوخة البيولوجية (جامعة دالاس المعمدانية)
المأكولات السريعة والمشروبات المحلاة بالسكر مرتبطة بتسريع الشيخوخة البيولوجية (جامعة دالاس المعمدانية)

ثم صنَّف فريق الدراسة استهلاك الطعام بقياس مدى قرب نمط الاستهلاك من 8 أنواع من الأنظمة الغذائية الصحية، ومدى قربه من استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة غير الصحية.

في نهاية فترة الدراسة، بعد 3 عقود، وجد الباحثون أن 9771 من أصل 105 آلاف و15 مشاركاً، أو نحو 9.3 في المائة، قد حققوا ما عُرف بالشيخوخة الصحية، وهي العيش حتى سن السبعين دون أمراض مزمنة، مثل السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب، ودون أي إعاقات معرفية أو بدنية أو عقلية.

ووجد فريق الدراسة أن الالتزام العالي بكل نظام من الأنظمة الغذائية الصحية الثمانية ارتبط بزيادة احتمالية الشيخوخة الصحية.

بالإضافة إلى ذلك، وجد الباحثون أن زيادة استهلاك الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة والمكسرات والبقوليات والدهون غير المشبعة ومنتجات الألبان قليلة الدسم، ترتبط بزيادة فرص التمتع بشيخوخة صحية.

ومن ناحية أخرى، ارتبطت زيادة استهلاك الدهون المتحولة والصوديوم والمشروبات السكرية واللحوم الحمراء أو المصنعة بانخفاض فرص التمتع بشيخوخة صحية.

يؤدي اتباع نظام غذائي غني بالأطعمة المسببة للالتهابات إلى تسريع عملية الشيخوخة (شاترستوك)
يؤدي اتباع نظام غذائي غني بالأطعمة المسببة للالتهابات إلى تسريع عملية الشيخوخة (شاترستوك)

ويشير الباحثون إلى أن الدراسة تُثبت بشكلٍ مُقنعٍ أن اتباع نظامٍ غذائي صحي في مرحلة مُبكرة من العمر عاملٌ أساسي في الشيخوخة الصحية. ويتوافق هذا البحث مع دراساتٍ أخرى وجدت أن بإمكان الناس زيادة متوسط ​​العمر المُتوقع بتناول مزيد من الخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة والمكسرات، وتجنُّب المشروبات المُحلاة والأطعمة المُصنَّعة.

وأشارت وين إلى أن الدراسة تناولت العادات الغذائية للأشخاص في الأربعينات والخمسينات والستينات من العمر، ولم تتناول العادات الغذائية في المراحل المبكرة من الحياة. ولكن بناءً على دراسات أخرى، من المنطقي أن نوصي الجميع -بغض النظر عن سنهم- باتباع نظام غذائي صحي، مع الأخذ في الحسبان أنه لم يفت الأوان أبداً للبدء في تطوير عادات صحية.