نصر الله يربط التصعيد في الجنوب بتطورات غزة و«سلوك إسرائيل»

أبقى الاحتمالات مفتوحة وقال إن التدحرج إلى حرب واسعة «واقعي»

يتابعون كلمة نصر الله في الضاحية الجنوبية لبيروت (رويترز)
يتابعون كلمة نصر الله في الضاحية الجنوبية لبيروت (رويترز)
TT

نصر الله يربط التصعيد في الجنوب بتطورات غزة و«سلوك إسرائيل»

يتابعون كلمة نصر الله في الضاحية الجنوبية لبيروت (رويترز)
يتابعون كلمة نصر الله في الضاحية الجنوبية لبيروت (رويترز)

خرج الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله بخطابه المنتظر، بسقف أدنى من التوقعات التي رسمها الحزب وآلته الإعلامية، راسماً حدود انخراط الحزب في الحرب مع إسرائيل على الحدود الجنوبية، ورابطاً التصعيد بمسار العملية البرية الإسرائيلية في قطاع غزة وبحجم الرد الإسرائيلي داخل الحدود اللبنانية من دون إسقاط احتمالات التصعيد، بالقول: «لن نكتفي بما يحصل على الحدود وكل الاحتمالات مفتوحة»، و«التدحرج إلى حرب واسعة واقعي»، متعهداً في الوقت نفسه باستمرار دخول مقاتلين فلسطينيين عبر الحدود الجنوبية في أول اعتراف بحرية العمل الفلسطيني المسلح منذ خروج مقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان عام 1982.

وإذ طالب الولايات المتحدة بالضغط على إسرائيل لإيقاف الحرب في غزة، هاجمها في الوقت نفسه، مؤيداً بشكل صريح العمليات التي تٌشنّ ضد قواعدها في العراق وسوريا، متوعداً بمهاجمتها أيضاً في حال تدخلت بالحرب. وقال: إن الحشود الأميركية لا تخيف حزبه و«أعددنا عدتها أيضاً».

وبعد 26 يوماً على انخراط «حزب الله» في قصف متبادل مع الجيش الإسرائيلي على طول الحدود اللبنانية، تحدث نصر الله للمرة الأولى أمام الآلاف في ضاحية بيروت الجنوبية والجنوب والبقاع في شرق لبنان عبر شاشة عملاقة، وذلك في حفل تأبين لعناصر الحزب الذين قُتلوا في المعارك وبلغ عددهم 57 مقاتلاً، إلى جانب مقاتلين من حلفائه ومدنيين. ومهّد الحزب لهذه الإطلالة بفيديوهات دعائية انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي منذ الأحد الماضي، ورفعت التوقعات بأن يكون خطاباً نارياً وحازماً يحدد مسار المعركة في الأيام المقبلة.

لكن خطاب نصر الله لم يتناغم مع التوقعات التي بثّها مؤيدون للحزب لجهة التصعيد، بل جاء ضمن ما توقعه مطلعون على أجوائه لجهة تحديد أُطُر المعركة العسكرية في الجنوب، وقال نصر الله: «هناك هدفان يجب العمل عليهما، هما وقف العدوان على غزة، والهدف الآخر أن تنتصر (حماس) في غزة»، وتابع: «ما بعد عملية (طوفان الأقصى) ليس كما قبلها؛ وهذا ما يحتم على الجميع تحمّل المسؤولية».

واللافت، أنه تحدث عن انخراط الحوثيين في اليمن والفصائل المقربة من إيران في العراق بالمعركة، إلى جانب الجبهة اللبنانية، من غير أن يأتي على ذكر الجبهة السورية. ورداً على التقديرات حول انخراط لبنان في الحرب، أكد نصر الله أن الحزب دخل الحرب في 8 أكتوبر (تشرين الأول)، قائلاً: إن «ما يجري على الحدود مع فلسطين المحتلة هو الأول من نوعه في تاريخ الكيان، سواء باستهداف المسيرات والآليات والجنود وتجمعاتهم والتجهيزات الفنية وبمختلف الأسلحة»، شارحاً النتائج التي حققها الحزب في المعركة لجهة إفراغ المستوطنات الشمالية من السكان وحجز ثلث الجيش الإسرائيلي في منطقة الشمال ونصف منظومات دفاعه الجوي وربع سلاح الجو، مشيراً إلى انه لولا هذا الإشغال لكانت الحشود العسكرية الإسرائيلية توجهت إلى غزة للمشاركة بالمعركة الدائرة هناك.

خوف من توسع المعركة

وإذ أكد أن الهدف هو أن تنتصر «حماس»، تحدث نصر الله عن «خوف» لدى الإسرائيليين والأميركيين من توسع المعركة، مشيراً إلى «أننا نقرأ هذه الحسابات بقوة من خلال الرسائل الغربية والأميركية وبعض الرسائل العربية التي تصلنا كل يوم منذ 7 أكتوبر»، وتابع: «هذا الخوف يجعل العدو يحسب خطواته جيداً باتجاه لبنان، وهذا ما نسميه الردع للعدو من قِبل المقاومة».

وتطرق إلى تلقيه تهديدات أميركية، قائلاً: «منذ 8 أكتوبر جاء التهديد الأميركي لنا بإمكانية الدخول بالمعركة، وهنا أقول تطور وتصاعد الجبهة على الحدود مع فلسطين المحتلة مرهون بأحد أمرين أساسيين: مسار وتطور الأحداث في غزة؛ لأن جبهتنا هي جبهة دعم ومساندة لغزة»، وتابع: «المسار الآخر هو سلوك العدو الصهيوني باتجاه لبنان، وهنا أحذّره من بعض التمادي الذي أدى إلى استشهاد بعض المدنيين الذي قد يدفعنا إلى عودة قاعدة المدني مقابل المدني»، وأكد، أن «كل الاحتمالات في جبهتنا اللبنانية مفتوحة وكل الخيارات مفتوحة ويمكن أن نذهب إليها في أي وقت من الأوقات، وأن نكون جميعاً جاهزين لكل الاحتمالات المفتوحة».

وتوجّه نصر الله للجانب الأميركي بالقول: إن «التهويل علينا وعلى المقاومين لا يجدي نفعاً، لا على الدول ولا على حركات المقاومة»، وأضاف: «أساطيلكم في البحر المتوسط لا تخيفنا ولم تخفنا في يوم من الأيام وأنا أقول لكم بكل صراحة التي تهددوننا بها لقد أعددنا لها العدو أيضاً»، تابع «أيها الأميركيون عليكم أن تتذكروا هزائمكم في لبنان وأفغانستان ومن هزمكم في لبنان ما زالوا على قيد الحياة ومعهم أولادهم وأحفادهم».

ورأى نصر الله، أن «طريق الحل ليس التهويل على المقاومين، بل وقف العدوان على غزة، وهذه إسرائيل خادمتكم وأنتم الأميركيين تستطيعون وقف العدوان على غزة»، وأكد أن «من يرد وقف الحرب الإقليمية يجب عليه وقف العدوان على غزة»، وذهب إلى التهديد بالقول إنه «في أي حرب إقليمية ستكون الضحية والخاسر الأكبر هي مصالحكم وقواتكم».

ردود فعل لبنانية

وفي ردود الفعل اللبنانية على كلمة نصر الله، علّق الرئيس السابق لـ«الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط بالقول: «موزونة جداً وواقعية».

وقال رئيس حزب «الكتائب» النائب سامي الجميل: اليوم تبيّن أكثر فأكثر أن لبنان الرسمي غير موجود وإرادة الشعب اللبناني لا اعتبار لها، وكذلك رأي المؤسسات الشرعية، والقرار محصور بيد نصر الله المرتبط قراره بمحور الممانعة، على عكس الشعبين الأردني والمصري وشعوب العالم.


مقالات ذات صلة

قضية الأسير عماد أمهز تلقي الضوء على أنشطة «حزب الله» البحرية

تحليل إخباري الأسير عماد أمهز في صورة نشرها المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على حسابه على «إكس» play-circle 03:20

قضية الأسير عماد أمهز تلقي الضوء على أنشطة «حزب الله» البحرية

أعاد إعلان الجيش الإسرائيلي عن عملية نفذتها وحدة الكوماندوز البحري في بلدة البترون، شمال لبنان، وما رافقه من نشر تسجيلات مصوّرة مرتبطة بعماد أمهز.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي صورة من مقر قيادة «يونيفيل» في الناقورة جنوب لبنان... عُقد الاجتماع اللبناني الإسرائيلي في هذا المقر وفق ما أوردته السفارة الأميركية في بيروت (رويترز) play-circle

اجتماع ممثلين مدنيين وعسكريين من لبنان وإسرائيل في إطار لجنة وقف النار

عقد ممثلون عن لبنان وإسرائيل، الجمعة، اجتماعاً في إطار اللجنة المكلفة بمراقبة تطبيق وقف إطلاق النار الساري منذ عام، وفق ما أفادت السفارة الأميركية في بيروت.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بطاقة عماد أمهز فاضل في معهد علوم البحار كما تداولتها مجموعات لبنانية على «تلغرام»

الجيش الإسرائيلي: عماد أمهز كشف أسرار الملف البحري السري لـ«حزب الله»

أعلن الجيش الإسرائيلي، الجمعة، أن عماد أمهز الذي يعد من أهم عناصر وحدة الصواريخ الساحلية (7900) في «حزب الله» اللبناني، كشف خلال التحقيقات أسرار الملف البحري السري لـ«حزب الله».

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي غارات إسرائيلية تواكب جهود دعم الجيش اللبناني وعشية اجتماع «الميكانيزم»

غارات إسرائيلية تواكب جهود دعم الجيش اللبناني وعشية اجتماع «الميكانيزم»

صعّدت إسرائيل، الخميس، عملياتها العسكرية في الجنوب والبقاع عبر سلسلة غارات جوية وتحليق كثيف للطيران المسيّر في الأجواء اللبنانية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
أوروبا جنديان من الجيش اللبناني (رويترز - أرشيفية)

فرنسا: اتفاق على عقد مؤتمر في فبراير لدعم الجيش اللبناني

قال متحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية إن الأطراف السياسية التي اجتمعت في باريس، اليوم (الخميس)، اتفقت جميعها على عقد مؤتمر في فبراير (شباط).

«الشرق الأوسط» (باريس)

جعجع يحذّر من مسار «غير مطمئن» ويطلب تدخّل عون لحماية الانتخابات

رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع (القوات اللبنانية)
رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع (القوات اللبنانية)
TT

جعجع يحذّر من مسار «غير مطمئن» ويطلب تدخّل عون لحماية الانتخابات

رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع (القوات اللبنانية)
رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع (القوات اللبنانية)

رفع رئيس حزب «القوات اللبنانية»، سمير جعجع، سقف تحذيراته السياسية مهاجماً رئيس البرلمان، نبيه بري، حيث اعتبر أنّ التطورات البرلمانية الأخيرة في لبنان تعكس «مساراً غير مطمئن»، وناشد رئيس الجمهورية، جوزيف عون، استخدام صلاحياته الدستورية عبر توجيه رسالة إلى مجلس النواب، في خطوة رأى أنّها باتت ضرورية لمنع تعريض الانتخابات النيابية للخطر.

وجاء موقف جعجع على خلفية جلسة نيابية انعقدت مؤخراً دعا لمقاطعتها، وسط انقسام سياسي حاد حول جدول أعمالها، ولا سيما في ظل الخلاف المستمر بشأن إدراج اقتراح القانون المعجّل المكرّر المتعلق بقانون الانتخابات، وخصوصاً آلية اقتراع المغتربين، وهو ملف يُعدّ من أبرز نقاط الاشتباك السياسي والدستوري في المرحلة الراهنة.

وفي مؤتمر صحافي عقده في معراب، الجمعة، قال جعجع، إنّ ما حصل لا يبشر بالخير، خصوصاً أننا بدأنا نرى بوادر «الترويكا» (أي التفهم خارج المؤسسات بين رؤساء الجمهورية والبرلمان والحكومة) التي كانت موجودة في السابق. وأضاف: «أنا أفهم تماماً موقف (محور الممانعة) بأنه سيمنع أي جلسة نيابية تنعقد ويطرح فيها قانون الانتخابات، لكن الأمر المستغرب هو موقف باقي الأفرقاء».

وأوضح أنّه يتفهم موقف القوى الرافضة لبحث قانون الانتخابات داخل المجلس، لكنه عبّر عن استغرابه إزاء مشاركة قوى أخرى في جلسة عُقدت تحت عنوان تشريع قوانين ذات طابع معيشي، معتبراً أنّ جوهر الإشكال لا يكمن في طبيعة البنود المطروحة، بل في «الآلية المعتمدة لإدارة عمل المجلس النيابي». وشدّد جعجع على أنّ الخلل في إدارة المؤسسة التشريعية ينعكس مباشرة على نتائجها، قائلاً إنّ «أي مسار يُدار بطريقة خاطئة لا يمكن أن يؤدي إلى نتائج سليمة»، في إشارة إلى الجلسة الأخيرة وما رافقها من جدل سياسي ودستوري.

مناشدة رئاسية

وفي رسالة مباشرة إلى رئيس الجمهورية، قال: «لم يبقَ باباً للخلاص سوى بتوجيه رسالة إلى المجلس النيابي تطلبون من خلالها دعوة المجلس إلى الانعقاد خلال ثلاثة أيام لمناقشة الرسالة ومشروع القانون المعجل المكرر، فالانتخابات النيابية في خطر وأنتم الملاذ الأخير».

ويأتي هذا النداء في ظل مخاوف سياسية متزايدة من ترحيل ملف قانون الانتخابات أو تعطيله عبر آلية إدارة الجلسات، بما قد يفتح الباب أمام سيناريوهات تمديد أو تأجيل غير معلنة للاستحقاق النيابي.

انتقاد الرؤساء الثلاثة

وفي سياق موازٍ، وجّه جعجع انتقادات حادة إلى الرؤساء الثلاثة، معتبراً أنّهم أسهموا في تأمين النصاب للجلسة النيابية الأخيرة، ما عدّه «تواطؤاً سياسياً». وقال: «المادة الخامسة من النظام الداخلي للمجلس النيابي تقر بأن على رئيس مجلس النواب أن يرعى مصالح المجلس النيابي، فيا دولة الرئيس بري عليك أن ترعى مصالح المجلس النيابي لا مصالحك الشخصية».

وقال إنّ صلاحيات رئيس مجلس النواب «ليست مطلقة»، بل «مقيّدة بالنظام الداخلي»، متهماً إياه بممارسة دوره «على مدى خمسة وثلاثين عاماً وكأنّ الصلاحيات غير خاضعة لأي ضوابط»..

ويأتي هذا الموقف في إطار خلاف سياسي مزمن بين «القوات اللبنانية» ورئيس المجلس، يتمحور حول آلية الدعوة إلى الجلسات، والتحكّم بجدول الأعمال، وأولوية إدراج مشاريع القوانين، ولا سيما تلك المتصلة بالاستحقاقات الدستورية الكبرى.

ملاحظات على أداء الحكومة

وفيما يتعلق بالحكومة، رأى جعجع أنّه «كان على رئيس الحكومة مراجعة موضوع مشروع القانون المعجل المكرر للانتخابات النيابية مع الرئيس بري، لكن الرئيس نواف سلام، الذي تربطنا به صداقة شخصية، حضر الجلسة النيابية يوم أمس، وكان ذلك شيئاً غير متوقع».

ملف اقتراع المغتربين

وفي الشق المتصل باقتراع اللبنانيين في الخارج، وجّه جعجع رسالة مباشرة إليهم، قائلاً: «أيها المغتربون، ترتكب بحقكم جرائم كثيرة، ومن الواضح أن رئيس المجلس النيابي لا يريد أن يصوّت المغترب في البلد الذي يوجد فيه». وشدّد على أنه «إذا لم تنجح مساعينا لإعطاء الحق للمغتربين في الانتخاب حيث هم، فأطلب من المغتربين التوجه إلى لبنان يوم الانتخاب للتصويت وتصحيح المسار القائم حالياً».


بغداد تدفع نحو «شراكة أقوى» مع واشنطن لمكافحة «داعش»

الأمن العراقي قال إنه نفّذ إنزالاً بالأراضي السورية واعتقل قياديين في «داعش» (إعلام حكومي)
الأمن العراقي قال إنه نفّذ إنزالاً بالأراضي السورية واعتقل قياديين في «داعش» (إعلام حكومي)
TT

بغداد تدفع نحو «شراكة أقوى» مع واشنطن لمكافحة «داعش»

الأمن العراقي قال إنه نفّذ إنزالاً بالأراضي السورية واعتقل قياديين في «داعش» (إعلام حكومي)
الأمن العراقي قال إنه نفّذ إنزالاً بالأراضي السورية واعتقل قياديين في «داعش» (إعلام حكومي)

قال مسؤول عراقي إن التعاون الأمني مع الولايات المتحدة يتخذ وتيرة متزايدة لمكافحة الإرهاب، وذلك في أعقاب عملية الإنزال المشتركة التي نفّذتها قوة عراقية خاصة في الأراضي السورية.

كانت قوة استخبارية عراقية قد تمكنت، بالتنسيق مع قوات الأمن السورية والتحالف الدولي، من اعتقال هدفين مُهمين مطلوبين للقضاء العراقي، بإنزال جوي شمال شرقي سوريا، وإلقاء القبض عليهما، وفق بيان صحافي لخلية الإعلام الأمني.

«مرحلة جديدة»

وقال حسين علاوي، مستشار رئيس الوزراء العراقي، في تصريح، لـ«الشرق الأوسط»، إن «العراق يبدأ مرحلة جديدة في الالتزام الاستراتيجي باتفاقية الإطار الاستراتيجي مع الولايات المتحدة الأميركية التي تسير نحو أبعاد سياسية واقتصادية وأمنية وعسكرية، وفي مجال نقل التكنولوجيا وتطوير البنى التحتية»، مشيراً إلى أن «العملية الأخيرة في سوريا وغيرها تعكس السعي إلى شراكة أقوى».

وأضاف علاوي أن «تطوير العلاقة يشمل مجالات التعاون في بناء قدرات القوات المسلحة واستدامة التعاون في مجال مكافحة الإرهاب وتعزيز التعاون في تتبع الأصول المالية وتجفيفها ومحاربة الدعاية الصادرة من التنظيمات الإرهابية (القاعدة) و(داعش) على الإنترنت ومعالجة مشكلة معسكر الهول».

وأوضح علاوي أن «هناك جدية لدى الطرفين في رفع مستوى التعاون الأمني والاستخباري في مجال مكافحة الإرهاب في ضوء إنهاء المرحلة الأولى من إنهاء وجود التحالف الدولي في العراق، وفقاً للاتفاق في سبتمبر (أيلول) 2024، فضلاً عن استهداف الخلايا الإرهابية في سوريا بالتعاون بين العراق والتحالف الدولي والدول الأعضاء في التحالف الدولي».

وجاءت العملية العسكرية بعد يوم واحد من تصويت «الكونغرس» الأميركي على إلغاء تفويض استخدام القوة العسكرية ضد العراق. وكانت وزارة الخارجية العراقية قد ذكرت أن القرار تاريخي و«يعزز احترام السيادة»، في حين عَدّ مستشار حكومي أن العلاقة بين البلدين انتقلت من الصراع إلى الشراكة.

جانب من أحد اجتماعات قوى «الإطار التنسيقي» (وكالة الأنباء العراقية)

«حصر السلاح»

سياسياً، شدّد زعيم «تيار الحكمة»، عمار الحكيم، على أن السلاح ينبغي أن يكون بيد الدولة، داعياً إلى الإسراع بتشكيل الحكومة العراقية.

وقال الحكيم، في كلمة له الجمعة، إن «السلاحُ ينبغي أن يكون بيد الدولة اتساقاً مع سياقات الدستور ومع دعوات المرجعية الدينية، ليكون القانونُ فوق الجميع، بإرادة العراقيين وقواهم السياسية الوطنية، وليس بإملاءات خارجية».

في هذا السياق، قال فهد الجبوري، وهو قيادي في «تيار الحكمة» الذي يقوده عمار الحكيم، إن «الولايات المتحدة أبدت ملاحظات تتعلق بملف الفصائل والأشخاص المشمولين بالعقوبات أو قوائم الإرهاب، وقدمت هذه الملاحظات بشكل واضح».

وأضاف أن «(الإطار التنسيقي) تفهّم هذه الرسائل ووازن بينها وبين الواقع الداخلي، وجرى الاتفاق على أن تُسنَد بعض الوزارات السيادية إلى شخصيات غير محسوبة على أي أُطر مسلّحة».

وبيّن الجبوري أن «الحوار هو الخيار الأفضل، وأن (الإطار) يسعى دائماً إلى تحقيق توازن بين علاقاته الخارجية ومتطلبات الداخل، مع تصحيح كثير من المعلومات المغلوطة التي تصل إلى الخارج، والعمل على تعزيز دور الدولة بوصفها الجهة الأقوى»، على حد تعبيره.

ودعت «كتائب الإمام علي»، وهي فصيل شيعي مسلَّح فاز أخيراً بعدد من المقاعد في البرلمان الجديد، إلى «حصر السلاح بيد الدولة وتقوية (الحشد الشعبي)».

وقال شبل الزيدي، أمين عام الكتائب، في بيان صحافي، إن «المصادقة على نتائج الانتخابات وما أفرزته من فوز كبير للقوى الحشدية، يضع هذه القوى أمام اختبار وطني مهم».

وأوضح الزيدي أن «هذا الاختبار يتمثل في تحسين الواقع الاقتصادي والأمني والخدمي، وترسيخ هيبة الدولة وسيادتها، وحصر السلاح بيد الدولة حصراً، بما ينسجم مع أحكام الدستور والقانون»، مشدداً على تقوية «قوات هيئة الحشد الشعبي».

وتشير تقديرات دبلوماسيين ومراقبين سياسيين إلى أن ضغوطاً أميركية، ولا سيما الدعوات لحصر السلاح بيد الدولة، قد تزيد من صعوبة التوصل إلى تسوية داخل «الإطار التنسيقي» حول التشكيلة الحكومية المقبلة، في ظل تمسك بعض القوى بدور سياسي للفصائل وتأثيرها في اختيار رئيس الوزراء.


بطريرك القدس للاتين يصل إلى غزة بمناسبة «عيد الميلاد»

البطريرك الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا (أ.ف.ب)
البطريرك الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا (أ.ف.ب)
TT

بطريرك القدس للاتين يصل إلى غزة بمناسبة «عيد الميلاد»

البطريرك الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا (أ.ف.ب)
البطريرك الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا (أ.ف.ب)

وصل البطريرك الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين، اليوم (الجمعة)، إلى غزة في الزيارة الرعوية الميلادية السنوية إلى كنيسة العائلة المقدسة، إيذاناً ببدء احتفالات عيد الميلاد، وفق ما جاء في بيان على موقع البطريركية.

وخلال زيارته التي يقضي الغرض منها «تأكيد الروابط الأصيلة بين رعية العائلة المقدسة في غزة وأبرشية القدس»، يتفقد البطريرك الأوضاع الحالية للرعية، بما في ذلك الجهود الإنسانية والإغاثية، ومبادرات إعادة التأهيل القائمة حالياً، والتطلعات المستقبلية، وفق البيان.

ويترأس البطريرك يوم الأحد قداس عيد الميلاد في كنيسة العائلة المقدسة في غزة، بحسب البيان الذي أكد أن «هذه الزيارة تشكّل بداية احتفالات عيد الميلاد في مجتمع عاش ولا يزال يعيش أوقاتاً عصيبة».

والجمعة، أعلنت الأمم المتحدة أن المجاعة في غزة انتهت، لكن السواد الأعظم من سكان القطاع ما زالوا يواجهون مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي.

وتعدّ كنيسة العائلة المقدسة الكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في غزة حيث يقدّر عدد المسيحيين بنحو ألف، أغلبيتهم من الأرثوذكس، من أصل 2.2 مليون نسمة.

وتحصي البطريركية اللاتينية في القدس نحو 135 كاثوليكياً في القطاع لجأوا إلى مجمّع كنيسة العائلة المقدسة في مدينة غزة في الأيّام الأولى من الحرب بين إسرائيل و«حماس» قبل أن ينضمّ إليهم عدد من الأرثوذكس.

وساعد الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا خلال زيارته السابقة إلى غزة في يوليو (تموز) في إيصال 500 طنّ من المساعدات الغذائية لسكان القطاع.

وكان بطريرك القدس للاتين قد زار مع بطريرك الروم الأرثوذكس ثيوفيلوس الثالث غزة في يوليو غداة ضربة إسرائيلية على كنيسة العائلة المقدسة أودت بحياة ثلاثة أشخاص.