تحليل: حرب «حماس» أكثر خطورة بالنسبة لإسرائيل من حرب 1973

مظاهرة دعماً لإسرائيل في براغ حمل المشاركون فيها صور أسرى لدى «حماس» اليوم الأربعاء (إ.ب.أ)
مظاهرة دعماً لإسرائيل في براغ حمل المشاركون فيها صور أسرى لدى «حماس» اليوم الأربعاء (إ.ب.أ)
TT

تحليل: حرب «حماس» أكثر خطورة بالنسبة لإسرائيل من حرب 1973

مظاهرة دعماً لإسرائيل في براغ حمل المشاركون فيها صور أسرى لدى «حماس» اليوم الأربعاء (إ.ب.أ)
مظاهرة دعماً لإسرائيل في براغ حمل المشاركون فيها صور أسرى لدى «حماس» اليوم الأربعاء (إ.ب.أ)

يرى الدكتور هنري جيه. باركي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة ليهاي الأميركية، أن الحرب الحالية مع «حماس» تمثل تهديداً أكثر خطورة بشكل كبير بالنسبة لإسرائيل من «حرب أكتوبر» عام 1973، قبل خمسين عاماً: ففي 1973، كانت الحرب عسكرية فقط، حيث نجح الإسرائيليون، رغم معاناتهم من خسائر كبيرة للغاية، في الالتفاف. ولم يكن يعتقد أحد أن وجود دولة إسرائيل في خطر، في ذلك الوقت. ولكن الحال هذه المرة مختلف، فهي حرب سياسية، وتشير الدلائل الأولية إلى أن إسرائيل تخسرها، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الألمانية.

لقطة لما وصفته «حماس» بإطلاق قذائف مضادة للدروع باتجاه الدبابات والمركبات الإسرائيلية في غزة (رويترز)

ويقول باركي، وهو زميل أول مساعد لدراسات الشرق الأوسط بمجلس العلاقات الخارجية، في تقرير نشرته مجلة ناشيونال إنتريست الأميركية، إن هذا الأمر أكثر خطورة، حيث إن الخطر يتعلق بشرعيتها في أعين الكثيرين. وربما يرى الإسرائيليون، ويعتقدون، أن هذا خطأ وأنه يتم تجاهل وحشية هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول). وهذا لا يهم، فالانطباعات هي الانطباعات، وهي لا تختفي، والمذبحة في غزة تغذي يومياً ما تعلنه «حماس» عن الحرب.

ويقول باركي: «دعونا نواجه الأمر: ربما يمكن القول إن (حماس) فازت بالفعل في المعركة السياسية».

وفي قلب هذه الكارثة الإسرائيلية يكمن شخص واحد: رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وهو، بطبيعة الحال، مسؤول تماماً عن عدم استعداد إسرائيل وعن السعي لإقرار تغييرات دستورية كان هدفها الرئيسي مصلحته الشخصية.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)

ويضيف باركي أن دور نتنياهو في هذه المأساة أكبر كثيراً، فهو مسؤول بلا مصداقية دولية. وعبر السنين، كان هناك صلفه، وانعدام تعاطفه وتبنيه لسياسات غير شرعية وقاسية في الضفة الغربية المحتلة. وربما كان أمراً صادماً للغاية بالنسبة للجميع، تعيينه علانية سياسيين عنصريين في حكومته وسلكه الدبلوماسي.

ويقول باركي: «فلنتخيل للحظة أن أحفاد ضحايا الهولوكست - أسوأ تجربة إنسانية في مجال كراهية الأجانب - يجدون من وصفوا أنفسهم بأنهم عنصريون مشاركون في المستويات العليا لحكومتهم. وللعلم، فإن نتنياهو غير مقبول ومكروه من الكثيرين من القادة الذين يدعمون إسرائيل، وتواجده على رأس الحكومة يجعل من السهل تماماً على الناس عدم تصديق المزاعم والحجج الإسرائيلية. لقد أظهر عدم قدرته التامة على الاعتراف بمسؤوليته عن فشله بإلقائه اللوم علناً على قيادة الاستخبارات بالنسبة لهجوم 7 أكتوبر، وقد اضطر إلى سحب تصريحه تحت ضغط الرأي العام.

ومن ثم، فإنه بالإضافة إلى المجتمع الدولي، لماذا يثق الإسرائيليون في نتنياهو لخوض هذه الحرب التي تعدُّ مصالح البلاد في جوهرها؟ وهو يعرف أنه انتهى سياسياً ولن ينجو من المساءلة السياسية التي سوف تجرى بمجرد انتهاء الحرب. وأصبح أمله فقط هو أن ينتزع «انتصاراً» في هذه الحرب مع «حماس» لإنقاذ سمعته. وعموماً، هو رئيس الوزراء الذي قضى أطول مدة في المنصب في تاريخ البلاد، وهذه الكارثة ستكون هي ما سيتذكره بها الجميع للأبد.

جانب من الدمار جراء القصف الإسرائيلي على مخيم جباليا أمس (أ.ف.ب)

كما أنه يرفض استيعاب الصورة السياسية الأوسع، ويصر على تنفيذ حرب كارثية من الواضح أن الإسرائيليين لم يكونوا مستعدين لها. ونتيجة لذلك، سوف تزداد هذه الحرب سوءاً يوماً بعد يوم، كما يتضح من خلال كل القنابل التي تقتل المدنيين الفلسطينيين، التي تقوض أي دعم.

ويشير باركي إلى أن الفشل في حرب 1973 أدى إلى ظهور التيار اليميني على حساب حزب العمل الذي قضى فترة طويلة في الحكم بإسرائيل. وهذه المرة، يمكن أن يتوقع المرء أيضاً، حدوث نتيجة مماثلة حيث سيعاقب الناخبون الإسرائيليون بشدة نتنياهو والتيار اليميني. ومع ذلك، وعلى خلاف حزب العمل، الذي قبل مصيره بهدوء، لا يمكن للمرء أن يكون متأكداً من أن الجناح اليميني في إسرائيل ما يزال يؤمن بالديمقراطية.

آلية عسكرية إسرائيلية تجري مناورات داخل قطاع غزة (إ.ب.أ)

ويرى باركي أنه إذا أراد نتنياهو حقاً أن يتذكره الإسرائيليون بشكل مقبول إلى حد ما، أو بصورة أقل عداء، يتعين عليه الاستقالة ودعم تشكيل حكومة وحدة وطنية تحت قيادة شخص يغرس الثقة داخل البلاد، وفي الخارج.

وأحد الأسماء التي يدور الحديث حولها هو الجنرال المتقاعد في سلاح الجو الإسرائيلي عاموس يادلين.


مقالات ذات صلة

ضربات انتقامية إسرائيلية ضد الحوثيين ووعيد باستهداف قادتهم

العالم العربي إسرائيل لأول مرة تضرب أهدافاً في صنعاء الخاضعة للحوثيين (رويترز)

ضربات انتقامية إسرائيلية ضد الحوثيين ووعيد باستهداف قادتهم

شنت إسرائيل ضربات انتقامية من الحوثيين على صنعاء والحديدة أدت إلى مقتل 9 أشخاص، وتوعدت باستهداف قادتهم رداً على هجماتهم بالصواريخ والمسيرات.

علي ربيع
شمال افريقيا منازل فلسطينية تتعرَّض لأضرار بالغة جراء غارات إسرائيلية في بيت لاهيا شمال قطاع غزة (رويترز)

«هدنة غزة»... الوسطاء يسارعون الخطى لإبرام الاتفاق

جولات مكوكية للإدارة الأميركية بالمنطقة، لبحث ملف الهدنة في قطاع غزة، تتزامن مع حديث متصاعد عن «قرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بالقطاع».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي تحتجز إسرائيل أكثر من 10 آلاف و300 أسير ومعتقل فلسطيني (أ.ف.ب)

تقرير فلسطيني: الجيش الإسرائيلي يستحدث معسكرات جديدة لاحتجاز الفلسطينيين

ذكر تقرير فلسطيني، اليوم (الأربعاء)، أن الجيش الإسرائيلي استحدث معسكرات جديدة لاحتجاز الفلسطينيين في ظل ازدياد أعداد المحتجزين بعد هجوم السابع من أكتوبر.

«الشرق الأوسط» (رام الله)
شؤون إقليمية وزير المالية بتسلئيل سموتريتش يتحدث مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في جلسة للكنيست يوم 24 يوليو الماضي (أرشيفية - رويترز)

سموتريتش رافضاً «صفقة غزة»: نتنياهو يعرف خطوطنا الحمر 

رفض وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش الاتفاق المزمع لوقف النار في قطاع غزة، قائلاً إنه بشكله الحالي «ليس جيداً ولا يخدم أهداف إسرائيل في الحرب.

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي شعار «فيسبوك» (رويترز)

تقرير: «فيسبوك» يمنع المنافذ الإخبارية الفلسطينية من الوصول للمستخدمين

كشف تقرير جديد أن موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» فرض قيوداً شديدة على قدرة المنافذ الإخبارية الفلسطينية على الوصول إلى مستخدميه أثناء حرب غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)

مقاضاة رجل عانق المستشار الألماني على مدرج مطار فرانكفورت

المستشار الألماني أولاف شولتس (أ.ف.ب)
المستشار الألماني أولاف شولتس (أ.ف.ب)
TT

مقاضاة رجل عانق المستشار الألماني على مدرج مطار فرانكفورت

المستشار الألماني أولاف شولتس (أ.ف.ب)
المستشار الألماني أولاف شولتس (أ.ف.ب)

أعلن الادعاء العام الألماني في مدينة فرانكفورت عن تحريك دعوى قضائية بحق رجل عانق المستشار أولاف شولتس على مدرج مطار فرانكفورت.

وفي تصريحات لـ«وكالة الأنباء الألمانية»، قال المتحدث باسم الادعاء العام في فرانكفورت، دومينيك ميس، إن الرجل يواجه تهماً تتعلق بتعريض حركة المرور للخطر، وانتهاك حرمة المنشآت، وسلّم الادعاء العام لائحة الاتهام إلى محكمة فرانكفورت الابتدائية.

يذكر أنه في مايو (أيار) 2023، انضم الرجل بسيارته الخاصة إلى موكب شولتس وبهذه الطريقة تمكن من دخول أرض المطار، وعانق الرجل السياسي المنتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي عندما كان الأخير يستعد للصعود إلى الطائرة.

المستشار الألماني أولاف شولتس في قمة مجموعة العشرين بريو دي جانيرو (أ.ف.ب)

ويرجح الادعاء العام أن الرجل لم يكن يعلم من كان في الموكب الذي اكتشفه بالصدفة على الطريق السريع، مشيراً إلى أن الرجل كان تحت تأثير قوي للمخدرات، سواء الكوكايين أو الكراك. وفي هذه الأثناء، زعم الرجل أنه تعرف على ابن عمه في الموكب، معتقداً أن الأخير يقود سيارة مشابهة. وأضاف أن السيارات بدت له «لطيفة جداً».

وأثار الحادث جدلاً حول الأجهزة الأمنية. أما شولتس فقد حافظ على هدوئه الظاهري، وقال حينذاك إنه لم يشعر بالتهديد في أي وقت.