القضاء الجزائري يطلب السجن 10 أعوام لناشطة معارضة

هروبها من تونس نحو فرنسا فجّر أزمة دبلوماسية بين الجزائر وباريس

المعارضة أميرة بوراوي (لجنة الإفراج عن المعتقلين)
المعارضة أميرة بوراوي (لجنة الإفراج عن المعتقلين)
TT

القضاء الجزائري يطلب السجن 10 أعوام لناشطة معارضة

المعارضة أميرة بوراوي (لجنة الإفراج عن المعتقلين)
المعارضة أميرة بوراوي (لجنة الإفراج عن المعتقلين)

طلبت النيابة العامة في قسنطينة (شرق الجزائر)، اليوم (الثلاثاء)، عقوبة السجن 10 أعوام ضد الناشطة أميرة بوراوي، المتهمة بالفرار من القضاء نحو فرنسا، و3 سنوات للصحافي مصطفى بن جامع، المتهم بمساعدتها على مغادرة الجزائر، بحسب تصريحات أحد محامي الدفاع لوكالة الصحافة الفرنسية. وحوكمت أميرة بوراوي غيابياً بتهمة «مغادرة التراب الجزائري بطريقة غير شرعية» نحو تونس ثم فرنسا، بحسب المحامي عبد الله هبول. وعلى الرغم من قرار منع السفر المفروض عليها، غادرت الناشطة التي تحمل أيضاً الجنسية الفرنسية الجزائر ودخلت تونس في 3 فبراير (شباط)، قبل أن يتم اعتقالها أثناء محاولتها السفر إلى باريس عبر مطار تونس.

وبعد 3 أيام، قرّر القاضي إطلاق سراحها وتأجيل النظر في قضيتها، لكنها تمكنت في اليوم نفسه من السفر إلى فرنسا، رغم محاولة السلطات التونسية ترحيلها إلى الجزائر. وأثار ذلك غضب الجزائر، التي استدعى رئيسها عبد المجيد تبون سفير بلاده لدى فرنسا «للتشاور»، واصفاً ما جرى بأنه «عملية إجلاء سرية» تمّت بمساعدة دبلوماسيين وأمنيين فرنسيين. وسبق لمحكمة تونسية أن حكمت عليها غيابياً بالسجن 3 سنوات بتهمة «الدخول غير القانوني إلى تونس من دون وثيقة سفر».

الصحافي مصطفى بن جامع (لجنة الإفراج عن المعتقلين)

كما طلبت النيابة السجن 5 سنوات بحق شرطي الحدود علي تقايدة، و3 سنوات لكل من؛ مصطفى بن جامع المسجون، ووالدة بوراوي، وسائق السيارة الذي نقلها عبر الحدود جمال مياسي، وقريبها ياسين بن طيب. وكانت النيابة قد وجّهت لهم تهم «تكوين جمعية أشرار، ومغادرة التراب الوطني بصفة غير مشروعة. وتهريب المهاجرين من طرف جماعة إجرامية منظمة». لكن أعيد تكييف هذه التهم إلى جنح.

وبوراوي طبيبة نساء جزائرية - فرنسية تبلغ 46 عاماً، عُرفت خصوصاً في عام 2014 خلال مشاركتها في حركة «بركات» ضد ترشح الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة لولاية رابعة، لتنخرط بعد ذلك في «الحراك» الشعبي عام 2019. وتم توقيف مصطفى بن جامع، رئيس تحرير صحيفة «لوبروفانسيان» في 8 فبراير بمقر عمله في عنابة (شرق)، وصدر بحقه حكم بالسجن 20 شهراً، منها 8 أشهر نافذة، في قضية الباحث الجزائري الكندي رؤوف فراح، الذي صدر بحقة نفس الحكم، وغادر السجن. وأدين الباحث والصحافي بتهمة «نشر معلومات ووثائق، يتمّ تصنيف محتواها سرياً بشكل جزئي أو كلي، على شبكة إلكترونية، أو غيرها من وسائل الإعلام الإلكترونية»، وفق المحامي.


مقالات ذات صلة

صراع قانوني بين الجزائر وفرنسا لترحيل ناشط انفصالي

شمال افريقيا المطلوب قضائياً من طرف الجزائر (يسار) مع رئيس التنظيم الانفصالي ومحاميه بمحكمة باريس (متداولة)

صراع قانوني بين الجزائر وفرنسا لترحيل ناشط انفصالي

أكسيل بلعباسي يعيش في فرنسا منذ عام 2012، ولم يعد إلى بلاده منذ عام 2019، وتتهمه الجزائر بـ«رعاية أعمال إرهابية» وتطلب من فرنسا تسليمه.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا الرئيس تبون خلال المقابلة الصحافية التي بثها التلفزيون العمومي (الرئاسة)

رئيس الجزائر يصف زيارة كانت مقررة إلى فرنسا بـ«الخضوع والإذلال»

قال الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون: «لن أذهب إلى (كانوسا)»؛ تعبيراً عن أن التوجه إلى فرنسا في الوقت الحالي يعدّ «استسلاماً» و«خضوعاً».

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
الاقتصاد أعلام الجزائر ترفرف في أحد شوارع العاصمة (رويترز)

الجزائر تعتزم شراء أسهم بقيمة 1.5 مليار دولار في بنك «بريكس»

كشف الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، عن أن بلاده تعتزم شراء أسهم في بنك «بريكس» للتنمية، بقيمة مليار ونصف مليار دولار.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا الوفد الجزائري خلل مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة (الخارجية الجزائرية)

الاحتقان بين الجزائر ومالي يصل إلى ذروته

تعرف العلاقات بين الجزائر وجارتها الجنوبية مالي احتقاناً حاداً منذ إلغاء باماكو بشكل أحادي «اتفاق المصالحة والسلام»، الذي وقعته مع المعارضة.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا الرئيسان الجزائري والفرنسي عبد المجيد تبون وإيمانويل ماكرون في أغسطس 2022 (الرئاسة الجزائرية)

حملة فرنسية لمراجعة «اتفاق الهجرة» مع الجزائر

جرى التوقيع على اتفاق الهجرة في 27 ديسمبر (كانون الأول) 1968، بهدف تنظيم حركة العمال الجزائريين بفرنسا بعد استقلال البلاد في 1962.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

قيس سعيّد رئيساً لتونس لولاية ثانية بأكثر من 90 % من الأصوات

الرئيس التونسي قيس سعيّد (أ.ب)
الرئيس التونسي قيس سعيّد (أ.ب)
TT

قيس سعيّد رئيساً لتونس لولاية ثانية بأكثر من 90 % من الأصوات

الرئيس التونسي قيس سعيّد (أ.ب)
الرئيس التونسي قيس سعيّد (أ.ب)

أعلنت هيئة الانتخابات في تونس، اليوم الاثنين، فوزَ قيس سعيّد الذي يحتكر السلطات في البلاد منذ عام 2021، بولاية ثانية بعد نيله 90.7 في المائة من الأصوات في انتخابات رئاسية غاب فيها التنافس.

وحسب «رويترز»، اقترع 2.4 مليون شخص لصالح سعيّد، بينما نال منافسه المسجون العياشي زمال 197 ألف صوت (7.35 %)، والنائب السابق زهير المغزاوي 52 ألفاً (1.97 %). وبلغت نسبة المشاركة 28.8 في المائة، وهي الأدنى منذ الثورة التي أطاحت نظام زين العابدين بن علي في 2011.