ماكرون يتضامن مع إسرائيل... وينصحها بوقف الحرب

دعا إلى هدنة إنسانية فورية لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة

مؤتمر صحافي مشترك في القدس لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون  (أ.ب)
مؤتمر صحافي مشترك في القدس لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (أ.ب)
TT

ماكرون يتضامن مع إسرائيل... وينصحها بوقف الحرب

مؤتمر صحافي مشترك في القدس لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون  (أ.ب)
مؤتمر صحافي مشترك في القدس لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (أ.ب)

انضم الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إلى مجموعة القادة السياسيين في الغرب المتضامنين مع إسرائيل في حربها ضد «حماس»، ولكنه شدد خلال زيارته يوم الثلاثاء على ضرورة الامتناع عن توسيع رقعة الحرب، وقال للقادة الإسرائيليين الذين التقاهم في تل أبيب إن المعلومات المتوافرة لدى مخابراته تستبعد أن يكون لدى «حزب الله» رغبة في الحرب، ونصح بوقف القتال، والبحث عن وسائل أفضل للتخلص من «حماس» مثل تشكيل حلف دولي ضدها، وتركيز الجهود الآن في اتجاهين، تحرير المخطوفين أولاً، والسعي لفتح آفاق سياسية تقوي معسكر السلام الفلسطيني، وتضعف الإرهاب.

وأكد ماكرون تضامن فرنسا مع إسرائيل، مشدداً على أن البلدين «يجمعهما الحداد» في إشارة إلى مقتل مواطنين فرنسيين في هجوم «حماس» على الأراضي الإسرائيلية في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الحالي. وقال: «قُتل 30 من مواطنينا في 7 أكتوبر، ولا يزال 9 آخرون في عداد المفقودين أو محتجزين رهائن. نحن في فرنسا نقدم كل الدعم لإسرائيل في المعركة ضد إرهاب (حماس) وجرائمها، ونرى أنه يجب السعي لإقامة تحالف دولي للحرب ضد (حماس)». وأضاف: «ما نقوم به بالتحالف الذي يحارب (داعش)، يمكن القيام به ضد (حماس). هذا التحالف يمكنه العمل، ويجب التحدث مع الشركاء، ودراسة إن كان بمقدورهم القيام بخطوات إضافية على أرض الواقع. وجئت لأسمع أيضاً ما يريد منا الإسرائيليون القيام به. أنا لا يمكنني التخيل بأن هناك جهة تعتقد بأن (حماس) منظمة شرعية».

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يلتقي بمواطنين إسرائيليين فرنسيين فقدوا أقرباءهم وكذلك عائلات الرهائن في مطار بن غوريون في تل أبيب (أ.ف.ب)

جذور المشكلة

لكن ماكرون أشار أيضاً إلى جذور المشكلة الكامنة في غياب تسوية للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وضرورة التفكير الجيد في مرحلة ما بعد الحرب. وقال: «علينا أن نتحدث عن إعادة فتح الآفاق السياسية، وكيف نسعى لإقامة الدولة الفلسطينية»، وشدد على ضرورة الحفاظ على حياة السكان المدنيين في غزة، والتوصل إلى هدنة إنسانية من أجل السماح بوصول المساعدات إلى القطاع.

ورد المسؤولون الإسرائيليون على الرئيس الفرنسي بشكره على وقفته معهم، وتأييد مشروعه لتشكيل حلف لمحاربة «حماس» على نمط حلف محاربة «داعش»، ولكنهم أجمعوا على ضرورة الاستمرار في الحرب لتصفية «حماس»، وإجبارها على إطلاق سراح الأسرى، وتجاهلوا تماماً موضوع الآفاق السياسية.

ماكرون أثناء لقائه مواطنين إسرائيليين فرنسيين في تل أبيب (أ.ف.ب)

عائلات الفرنسيين المختطفين

وكان ماكرون قد استهل زيارته لإسرائيل بلقاء مع عائلات الفرنسيين المختطفين والمفقودين، ثم التقى بالرئيس الإسرائيلي، يتسحاك هيرتسوغ، ورئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، كما التقى بالوزير بيني غانتس، عضو قيادة مجلس إدارة الحرب، ومع رئيس المعارضة، يائير لبيد. ومن هناك توجه بالطائرة إلى مقر الرئاسة الفلسطينية للقاء الرئيس محمود عباس (أبو مازن)، ليكون ثاني مسؤول دولي يزور الرئيس الفلسطيني خلال الحرب، بعد لقاء وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن.

وجاءت زيارة الرئيس الفرنسي في وقت تزداد حدة الأزمة الإنسانية في قطاع غزة التي يعانيها نحو 2.4 مليون نسمة، على إثر تشديد إسرائيل حصارها عليه بعد بدء الحرب، قاطعة إمدادات المياه والكهرباء والوقود والمواد الغذائية.


مقالات ذات صلة

قلق إسرائيلي من «تطور التسليح المصري» يجدد حديثاً عن تعديل معاهدة السلام

العالم العربي مباحثات بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت في 2021 تم الإعلان بعدها عن تعديل الاتفاق الأمني بين البلدين (أ.ف.ب)

قلق إسرائيلي من «تطور التسليح المصري» يجدد حديثاً عن تعديل معاهدة السلام

جدّد قلق إسرائيلي من «تطور تسليح الجيش المصري» في سيناء الحديث عن تعديل معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، الصامدة منذ 1979.

هشام المياني (القاهرة)
العالم العربي رئيس أركان الجيش المصري قرب حدود إسرائيل نهاية العام الماضي (المتحدث العسكري المصري)

هل قلصت مصر وجودها العسكري في سيناء إثر ضغوط إسرائيلية؟

أكد مصدر مصري مُطلع لـ«الشرق الأوسط» أن «القوات المصرية في سيناء موجودة من أجل حفظ الأمن القومي المصري، وهو أمر لا تقبل فيه القاهرة مساومة أو إغراءً».

هشام المياني (القاهرة)
المشرق العربي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع نظيره اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس خلال اجتماع سابق (أرشيف - رويترز)

تقرير: اليونان تدرس إرسال مهندسين إلى غزة ضمن المرحلة الثانية من خطة ترمب

ذكرت قناة «إن 12» الإخبارية الإسرائيلية، يوم السبت، أن اليونان تدرس إرسال مهندسين إلى قطاع غزة ضمن المرحلة الثانية من اتفاق ترمب لوقف إطلاق النار.

«الشرق الأوسط» (أثينا)
رياضة عالمية جماهير مكابي أثارت تصرفات عنصرية في مباراة شتوتغارت (رويترز)

عقوبة أوروبية على جماهير مكابي الإسرائيلي بسبب «هتافات معادية للعرب»

فرض الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا"، عقوبة منع حضور جماهير نادي مكابي تل أبيب لمباراة واحدة خارج أرضه، وذلك بسبب هتافات عنصرية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية جانب من مباحثات قائد القوات البرية التركي متين توكال ووزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة في دمشق 11 ديسمبر (الدفاع التركية)

تركيا: لا خيار أمام «قسد» سوى تنفيذ اتفاق الاندماج بالجيش السوري

أكدت تركيا أن لا خيار أمام «قسد» سوى الاندماج بالجيش السوري وفق اتفاق 10 مارس (آذار)، واتهمت إسرائيل بتشجيعها على عدم تنفيذ الاتفاق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

اعتداءات «متزامنة» من إسرائيل وسكان محليين على «اليونيفيل» في جنوب لبنان

آليات لقوات «اليونيفيل» خلال دورية على طريق الناقورة بجنوب لبنان (أ.ف.ب)
آليات لقوات «اليونيفيل» خلال دورية على طريق الناقورة بجنوب لبنان (أ.ف.ب)
TT

اعتداءات «متزامنة» من إسرائيل وسكان محليين على «اليونيفيل» في جنوب لبنان

آليات لقوات «اليونيفيل» خلال دورية على طريق الناقورة بجنوب لبنان (أ.ف.ب)
آليات لقوات «اليونيفيل» خلال دورية على طريق الناقورة بجنوب لبنان (أ.ف.ب)

تعرّضت قوات حفظ السلام الأممية، العاملة في جنوب لبنان، (اليونيفيل)، لاعتداءين منفصلين خلال 24 ساعة، أحدهما من إسرائيل، والآخر من سكان لبنانيين محليين، في حين نفّذ الجيش اللبناني تفتيشاً لثلاثة منازل في منطقة جنوب الليطاني، بناءً على طلب لجنة الإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار «الميكانيزم»، وتبيّن أنها خالية من الأسلحة.

وقالت وسائل إعلام محلية إن توتراً شهدته بلدة الأحمدية في البقاع الغربي (جنوب شرقي لبنان)، أثناء قيام دورية تابعة لـ«اليونيفيل» بجولة ميدانية مؤلّلة داخل أحياء البلدة، من دون تنسيق مسبق مع الجيش اللبناني أو مع أهالي المنطقة.

جنود نيباليون تابعون لقوات «اليونيفيل» المرابطة على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية في صورة تعود إلى 8 ديسمبر الحالي في مقرهم بقرية ميس الجبل بجنوب لبنان (إ.ب.أ)

وحين دخلت الدورية اعترض السكان الدورية وطلبوا من عناصرها التوقف عن متابعة جولتهم حتى حضور الجيش اللبناني. وخلال الاحتكاك، أقدم عناصر من «اليونيفيل» على رمي قنابل دخانية باتجاه السكان. وعلى الفور حضرت وحدات من الجيش اللبناني إلى المكان؛ حيث عملت على تطويق الإشكال وتهدئة الوضع.

إطلاق نار إسرائيلي

وكان هذا التوتر الحادثة الثانية التي تتعرض لها قوات «اليونيفيل» في الجنوب خلال 24 ساعة، بعدما أُصيب أحد عناصرها بجروح طفيفة جراء إطلاق نار إسرائيلي. وقالت البعثة الدولية، في بيان، إن «نيران رشاشات ثقيلة أُطلقت صباح الجمعة من مواقع الجيش الإسرائيلي جنوب الخط الأزرق، بالقرب من دورية تابعة لقوات (اليونيفيل) كانت تتفقد عائقاً على الطريق في قرية بسطرة». وجاء إطلاق النار عقب انفجار قنبلة يدوية في مكان قريب.

وأوضح البيان أنه «بينما لم تلحق أي أضرار بممتلكات (اليونيفيل)، تسبب صوت إطلاق النار والانفجار في إصابة أحد جنود حفظ السلام بإصابة طفيفة بارتجاج في الأذن».

وفي حادثة منفصلة يوم الجمعة في بلدة كفرشوبا، أبلغت دورية حفظ سلام أخرى، كانت تقوم بمهمة عملياتية روتينية، عن إطلاق نار من الجانب الإسرائيلي على مقربة من موقعها.

وأكد البيان أن «(اليونيفيل) كانت قد أبلغت الجيش الإسرائيلي مسبقاً بالأنشطة في تلك المناطق، وفقاً للإجراءات المعتادة للدوريات في المناطق الحساسة قرب الخط الأزرق».

وجاء ذلك بالتزامن مع عملية تمشيط قامت بها القوات الإسرائيلية انطلاقاً من موقع «روبية السماقة» باتجاه الأطراف الجنوبية لبلدة كفرشوبا.

ووفق بيان «اليونيفيل»، «تُعدّ الهجمات على جنود حفظ السلام أو بالقرب منهم انتهاكات خطيرة لقرار مجلس الأمن الدولي (1701)». وجددت البعثة دعوة الجيش الإسرائيلي «بالكف عن السلوك العدواني والهجمات على جنود حفظ السلام العاملين من أجل السلام والاستقرار على طول الخط الأزرق أو بالقرب منهم».

تفتيش المنازل

وغالباً ما تقوم «اليونيفيل» بمهام مشتركة مع الجيش اللبناني في منطقة عملياتها، خصوصاً حين تكون في مواقع مأهولة بالسكان. ورافقت دوريات من «اليونيفيل»، الجيش اللبناني السبت، في مهام تفتيش لثلاثة منازل في منطقة جنوب الليطاني بجنوب لبنان، بناءً على طلب لجنة «الميكانيزم».

وطلبت «الميكانيزم»، من الجيش اللبناني بالتعاون مع «اليونيفيل»، الكشف عن أحد المنازل في بلدة بيت ياحون قضاء بنت جبيل، بعد موافقة صاحبه.

عناصر من الجيش اللبناني بالقرب من الحدود مع إسرائيل في 28 نوفمبر 2025 (رويترز)

وأوضح صاحب المنزل، علي كمال بزي، أنّه «تلقى اتصالاً من مخابرات الجيش بعد منتصف ليل الجمعة-السبت يسأله عن عودته من فنزويلا، فأكد أنّه موجود في لبنان، ويقطن في حارة حريك بالضاحية الجنوبية، فطلب منه إرسال مفتاح المنزل لتفتيشه بناءً على طلب (الميكانيزم)، مشيراً إلى أنّ المنزل خالٍ وغير مسكون، وهو ما تم بالفعل».

وتزامن ذلك مع مهمتين إضافيتين؛ حيث كشف الجيش أيضاً عن منزلين آخرين، «أحدهما في بلدة كونين، والثاني في قرية بيت ليف»، حسبما أفادت وكالة «الأنباء المركزية»، التي أشارت إلى أن «جميع المنازل تبين أنها خالية من أي عتاد عسكري».

وفي بيانٍ أصدرته بلدية بيت ياحون، أكدت أنّ الجيش تواصل معها بشأن الموضوع، وأنها «لبّت النداء للكشف عن هذا المنزل»، مشددةً على «التأكيد أمام الرأي العام أنّ هذا البيت خالٍ من الأسلحة».

وفي الإطار نفسه، انتشر مقطع مصوّر لرئيس بلدية بيت ياحون مصطفى مكي، أوضح فيه أنّ طلب التفتيش ورد إلى الجيش اللبناني عبر لجنة «الميكانيزم»، وأن الإجراء أُنجز وفق الأصول الرسمية، وبحضور الجهات المحلية المختصة، لافتاً إلى أن البلدية تتابع هذه الخطوات «حرصاً على الشفافية، ومنع أي التباس لدى الأهالي».


مصادر لـ«الشرق الأوسط»: «حماس» تتجه لانتخاب رئيس مكتبها السياسي العام

صورة أرشيفية لزعيم «حماس» في غزة يحيى السنوار وإسماعيل هنية إلى جواره تعود إلى عام 2017 (رويترز)
صورة أرشيفية لزعيم «حماس» في غزة يحيى السنوار وإسماعيل هنية إلى جواره تعود إلى عام 2017 (رويترز)
TT

مصادر لـ«الشرق الأوسط»: «حماس» تتجه لانتخاب رئيس مكتبها السياسي العام

صورة أرشيفية لزعيم «حماس» في غزة يحيى السنوار وإسماعيل هنية إلى جواره تعود إلى عام 2017 (رويترز)
صورة أرشيفية لزعيم «حماس» في غزة يحيى السنوار وإسماعيل هنية إلى جواره تعود إلى عام 2017 (رويترز)

تتجَّه حركة «حماس»، خلال الأيام المقبلة، إلى انتخاب رئيس عام لمكتبها السياسي؛ بهدف سد المركز الشاغر منذ مقتل رئيس المكتب السابق يحيى السنوار بشكل مفاجئ، خلال اشتباكات خاضها إلى جانب مقاتليه في مدينة رفح بشهر أكتوبر (تشرين الأول) 2024، بعدما كان قد اختير خلفاً لإسماعيل هنية الذي اغتيل نهاية يوليو (تموز) من العام نفسه، في العاصمة الإيرانية طهران.

وكشفت مصادر من «حماس» لـ«الشرق الأوسط»، عن أن العملية الانتخابية لرئيس المكتب السياسي العام ستُجرى الأسبوع المقبل، أو في الأيام الـ10 الأولى من شهر يناير (كانون الثاني) المقبل، مرجحةً أن يتم انتخاب نائب له إما خلال الفترة نفسها أو لاحقاً بعد إجراء بعض الترتيبات الداخلية، بما يمكن أيضاً اختياره، وليس انتخابه، كما ستكون الحال بالنسبة لرئيس «حماس».

من اليمين روحي مشتهى وصالح العاروري وإسماعيل هنية وخالد مشعل وخليل الحية (أرشيفية - إعلام تابع لحماس)

وقالت المصادر إن هناك أكثر من مرشح لقيادة حركة «حماس»، من بينهم خالد مشعل، وكذلك خليل الحية، وشخصيات أخرى، مبينةً أن عملية الانتخاب ستتم ضمن قوانين الحركة الداخلية والمتبعة منذ سنوات، وأن هناك أجواء أخوية تسود استعداداً لهذه الانتخابات.

وأشارت المصادر إلى أن انتخاب رئيس للمكتب السياسي العام هدفه تحقيق مزيد من الاستقرار والطمأنينة داخل الحركة، وحتى لنقل رسالة واضحة للعالم الخارجي بأن الحركة ما زالت متماسكة، ولديها الكادر القيادي الذي يستطيع أن يكون مسؤولاً عن كل شيء، ولديه القدرة على اتخاذ قرارات ضمن إجماع كامل داخل المكتب السياسي، كما هي الحال قبل الاغتيالات التي جرت خلال الحرب.

وبيَّنت المصادر، أن انتخاب رئيس للمكتب السياسي، لن ينهي دور المجلس القيادي الحالي الذي تمَّ تشكيله لقيادة الحركة بعد الاغتيالات التي طالت هنية والسنوار، مبينةً أنه سيتم اعتباره مجلساً استشارياً يتابع كل قضايا «حماس» داخلياً وخارجياً، ويتم التشاور فيما بينه بشأن مصير تلك القضايا، وذلك حتى انتهاء ولايته في عام 2026.

وأشارت المصادر إلى أنه «لن تقام انتخابات كاملة للمكتب السياسي حالياً، ويتوقع أن هذه الانتخابات ستحصل بعد عام».

فلسطينيون يتظاهرون في الخليل بالضفة الغربية يوليو 2024 تندّيداً باغتيال زعيم «حماس» إسماعيل هنية (أ.ف.ب)

ولن تشمل الانتخابات، أي أطر أخرى، وستكون فقط لرئيس المكتب السياسي العام حالياً. كما توضِّح المصادر.

وبشأن رئيس المكتب السياسي للحركة في غزة، بعد اغتيال السنوار، وعدم تعيين خليفة له، قالت المصادر، إن خليل الحية حالياً هو رئيس المكتب في القطاع، وفي حال أصبح رئيساً للمكتب السياسي العام، فسيتم تكليف شخص آخر وفق آليات معينة ليكون بديلاً له، وقد يكون من داخل القطاع نفسه، لافتةً إلى أن حالياً يوجد أعضاء مكتب سياسي بغزة تم تكليفهم لإدارة ملفات عدة.

وقالت المصادر، إن أعضاء المكتب السياسي الذين اغتالتهم إسرائيل داخل قطاع غزة، تم بشكل مؤقت تكليف آخرين للقيام بمهامهم التي كانت موكلة إليهم، ومن بين ذلك أسرى محررون كانوا مقربين جداً من السنوار.

وعانت «حماس» من سلسلة اغتيالات طالت قياداتها خلال الحرب التي استمرَّت عامين، ومن بينهم قيادات داخل وخارج قطاع غزة، ومن أبرزهم في الخارج، هنية، ونائبه السابق صالح العاروري الذي اغتيل في لبنان، خلال شهر يناير 2024.

ويشهد قطاع غزة، سلسلةً من الترتيبات الإدارية التنظيمية على المستويين القياديَّين الأول والثاني، وحتى على مستويات سياسية وأمنية واجتماعية وعسكرية مختلفة؛ بهدف سد الشواغر التي خلفتها عمليات الاغتيال الإسرائيلية.


حمص تشيّع ضحايا «مسجد وادي الذهب»... و«أنصار السنة» تتوعد بتفجيرات أخرى

تشييع ضحايا تفجير المسجد في حمص (سانا)
تشييع ضحايا تفجير المسجد في حمص (سانا)
TT

حمص تشيّع ضحايا «مسجد وادي الذهب»... و«أنصار السنة» تتوعد بتفجيرات أخرى

تشييع ضحايا تفجير المسجد في حمص (سانا)
تشييع ضحايا تفجير المسجد في حمص (سانا)

شُيّع بمدينة حمص السورية، السبت، جثامين ضحايا التفجير الذي وقع داخل مسجد بحي ذي غالبية علوية، بمشاركة شعبية ورسمية، وسط إجراءات أمنية مشددة وحالة من الحزن سادت أوساط الأهالي، في حين جددت مجموعة «سرايا أنصار السنة» المتطرفة، وهي جماعةٌ تابعة لتنظيم «داعش»، تبنّيها التفجير، وتوعدت بالقيام بتفجيرات مماثلة.

تشييع ضحايا تفجير المسجد في حمص (سانا)

وانطلقت مراسم التشييع من أمام مسجد الإمام علي بن أبي طالب بحي وادي الذهب بمدينة حمص، والذي وقع التفجير في داخله أثناء صلاة الجمعة. وأظهرت مقاطع فيديو بثتها وسائل إعلام محلية مشاركة حشود شعبية، بدا عليها الحزن، ومسؤولين حكوميين في المراسم.

وشارك في مراسم التشييع عدد من المسؤولين السوريين، منهم نائب محافظ حمص حمزة قبلان، ومدير مديرية الشؤون السياسية عبيدة الأرنؤوط، وطاقم المديرية، ومدير العلاقات السياسية جمعان العميّر، وقائد عمليات حمص حسن محمد الفريج، وقائد شرطة حمص بلال الأسود.

وأظهرت مقاطع الفيديو التي بثتها وسائل الإعلام المحلية انتشاراً أمنياً كثيفاً لعناصر قوى الأمن الداخلي في محيط المسجد لتأمين عملية التشييع، وذلك بالترافق مع اتخاذ إجراءات أمنية مشددة في الحي والمدينة، بحسب ما أفادت مصادر محلية «الشرق الأوسط».

تشييع ضحايا تفجير المسجد في حمص (سانا)

وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا): «شيعت محافظة حمص ضحايا التفجير الإرهابي الذي استهدف مسجد الإمام علي بن أبي طالب في حي وادي الذهب بحمص، حيث وُوري خمسة من الضحايا الثرى في (مقبرة الفردوس) بمدينة حمص، فيما نُقلت جثامين الضحايا الآخرين إلى مساقط رأسهم في مناطق أخرى».

واعتبرت أن «مراسم التشييع التي شارك فيها المئات من أهالي حمص، وممثلون رسميون وشعبيون، جسّدت تصميمهم على الوقوف صفاً واحداً في مواجهة محاولات الفوضى والإرهاب، مؤكدين في الوقت نفسه دعمهم الكامل للأجهزة الأمنية في جهودها لحماية المدنيين والحفاظ على أمن واستقرار المدينة».

تشييع ضحايا تفجير المسجد في حمص (سانا)

وأكد إمام وخطيب مسجد علي بن أبي طالب، الشيخ محي الدين سلوم، في كلمة ألقاها خلال مراسم التشييع، أن التفجير يشكّل محاولة يائسة من أعداء سوريا للنيل من وحدة الشعب السوري وزعزعة استقراره، مشدداً على أن مثل هذه الأعمال لن تُضعف إيمان السوريين بقوة السلم الأهلي، وأن الوحدة الوطنية تبقى السلاح الأهم في مواجهة هذه الهجمات.

بدوره، أعرب المحامي منير عودة، أحد سكان حي وادي الذهب، عن إدانته الشديدة للعمل الإرهابي، لافتاً إلى أن التفجير يهدف إلى بثّ الفتنة بين أبناء المدينة المعروفة بتنوعها الديني والاجتماعي، ومؤكداً أن هذا الاعتداء يعبّر عن محاولات متواصلة من جهات معادية لسوريا لتقويض أي جهود تهدف إلى إعادة بناء الدولة السورية.

تشييع ضحايا تفجير المسجد في حمص (سانا)

في حين أكد عدد من سكان حي وادي الذهب، من بينهم نور الدين عمار وعلي ياسين نيصافي، استنكارهم الشديد للعمل الإرهابي، معتبرين أن استهداف دور العبادة يُعد جريمة تتنافى مع القيم الدينية والإنسانية كافة.

الناشط المدني في مجال السلم الأهلي، علاء إبراهيم، وهو من سكان مدينة حمص، رافق خروج جثامين الضحايا من المسجد، وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أن هتاف «لا إله إلا الله والشهيد حبيب الله» صدحت به أصوات أغلبية المشاركين منذ بدء مراسم التشييع.

وقد توجّه موكب التشييع بعد ذلك باتجاه «شارع الأهرام» الرئيسي، مروراً بحي كرم اللوز، ومن ثم إلى أوتوستراد حي باب الدريب، وصولاً إلى «شارع الستين»، ومن هناك تابع باتجاه «مقبرة الفردوس» التي تعد المدفن الرسمي للطائفة العلوية في مدينة حمص حيث تمت مراسم دفن خمسة جثامين.

ووفق إبراهيم، فإن «الأمور سارت على ما يرام، وفق ما علمه عبر اتصالات هاتفية مع عدد من المشاركين في التشييع».

وقُتل الجمعة ثمانية أشخاص على الأقل وأصيب 18 آخرون بجروح، في أثناء صلاة الجمعة، جراء انفجار داخل مسجد الإمام علي بن أبي طالب في حي وادي الذهب بمدينة حمص ذي الأغلبية العلوية، وقد تبنّته مجموعة «سرايا أنصار السنة» المتطرفة.

تهديد جديد

وأوردت المجموعة على تطبيق «تلغرام» أنه «فجّر مجاهدو (سرايا أنصار السنة)، بالتعاون مع مجاهدين من جماعة أخرى، عدداً من العبوات داخل (معبد) علي بن أبي طالب التابع للنصيرية».

وأوضحت المجموعة التي تأسست بُعيد إطاحة حكم بشار الأسد أواخر عام 2024، أن «هجماتنا سوف تستمر في تزايد، وتطال جميع الكفار والمرتدين».

وبالتزامن مع مراسم التشييع، أصدرت «سرايا أنصار السنة» السبت بياناً آخر نشرته في قناتها على منصة «تلغرام»، جددت فيه تبنّيها التفجير، وتوعدت بالقيام بتفجيرات مماثلة.

وتعهّد وزير الداخلية السوري، أنس خطاب، يوم الجمعة، بأن تصل يد العدالة إلى الجهة التي تقف وراء تفجير حمص «أياً كانت»، مؤكداً أن التفجير يستهدف زعزعة الأمن والاستقرار في سوريا. ووصف الوزير استهداف دور العبادة بأنه «عمل دنيء وجبان».

ويعد هذا التفجير الثاني من نوعه داخل مكان عبادة منذ وصول السلطة الانتقالية إلى الحكم قبل عام، بعد تفجير انتحاري داخل كنيسة في دمشق في يونيو (حزيران) أسفر عن مقتل 25 شخصاً، تبنّته في حينه كذلك مجموعة «سرايا أنصار السنة» المتطرفة.

ونددت عواصم عدة بالتفجير، بينها الرياض وبيروت وعمّان. ويفاقم الاعتداء مخاوف الأقليات في سوريا، بعد أعمال عنف متفرقة طالتها خلال الأشهر الماضية.

وتضمّ مدينة حمص، ذات الغالبية السنية، والتي شهدت معارك شرسة خلال الأعوام الأولى للنزاع السوري الذي اندلع في 2011، أحياء ذات غالبية علوية.