لوحة للسعودي محمد السليم الأعلى سعراً في مزاد «سوذبيز»

نقطة فارقة في مزادات الدار للفن العربي الحديث

لوحة الفنان محمد السليم تخطت حاجز المليون دولار (سوذبيز)
لوحة الفنان محمد السليم تخطت حاجز المليون دولار (سوذبيز)
TT

لوحة للسعودي محمد السليم الأعلى سعراً في مزاد «سوذبيز»

لوحة الفنان محمد السليم تخطت حاجز المليون دولار (سوذبيز)
لوحة الفنان محمد السليم تخطت حاجز المليون دولار (سوذبيز)

جاء مزاد «سوذبيز» لفن القرن العشرين من منطقة الشرق الأوسط بمفاجآت وأرقام تُسجّل لأول مرة لفنانين من المنطقة، ولعل أبرز تلك الأرقام فيما يخص الفن السعودي هو بيع لوحة الفنان السعودي محمد السليم بـ1.1 مليون دولار، وهو رقم يُعدّ الأعلى لعمل لأي فنان سعودي يعرض في المزاد. بينما حصد عمل آخر للسليم مبلغ 22 ألف جنيه إسترلينيي.

عمل للفنان محمد السليم (سوذبيز)

الفنان محمد السليم يُعدّ من أبرز الفنانين السعوديين في القرن العشرين، شكّلت أعماله توجهاً جديداً في الفن الحديث بالمملكة، وانضوت تحت مذهب فني ابتكره السليم في أعماله عُرف باسم «الآفاقية»، حيث تميزت الأعمال بالخطوط الأفقية السائرة من اليمين لليسار وبالتدرجات اللونية لأفق الصحراء. في اللوحة التي بيعت في «سوذبيز» (رسمها الفنان في عام 1986) يظهر تأثر الفنان بالمذهب التجريدي في تخلصه من الشكل وتحريره الحروف عبر التفكيك والتجريد. تعبّر اللوحة بقوة عن البيئة المحلية والتراث، وهو ما ميّز أعمال السليم دائماً. اللوحة لاقت مزايدة جادة دفعت بالسعر فوق المبلغ الذي قُدّر لها من قِبل الدار، وكان بحد أقصى 129 ألف جنيه إسترليني، لتصل إلى 880 ألف جنيه إسترليني (يعادل 1.1 دولار أميركي)، مسجلة بذلك رقماً جديداً لأعمال الفنان، حيث كان الرقم السابق لأعمال السليم لدى «سوذبيز» هو 75 ألف جنيه إسترليني في 2019.

من أعمال الفنان محمد السليم المعروضة في المزاد أيضاً تخطت لوحة «بدون عنوان» السعر التقديري لها (15-20 ألف جنيه) لتسجل 22.860 ألف جنيه إسترليني.

لوحة الفنان عبد الجبار اليحيى (سوذبيز)

الفنان السعودي عبد الجبار اليحيى الذي تظهر أعماله للمرة الأولى في مزاد عالمي حقق أيضاً رقماً مرتفعاً عن لوحته «الفنان 2» (1985)، حيث حصدت اللوحة مبلغ 279.400 ألف جنيه إسترليني (339.848 ألف دولار). اللوحة بدا فيها تأثر الفنان بالمذهب التجريدي، ولا سيما أعمال الفنان العالمي سلفادور دالي، حيث تعبّر عن الحالة الشعورية للفنان الذي ينساب جسده مثل القماش المسدل على حامل اللوحة الخشبي بينما يجلس شخصان في خلفية اللوحة، وكأنهما تمثالان مصنوعان من رمال الصحراء.

لوحة «مشهد من السوق» للفنان السعودي عبد الحليم رضوي (سوذبيز)

من أعمال رائد الفن السعودي عبد الحليم رضوي، حققت لوحة «مشهد من السوق» 203.200 ألف جنيه إسترليني (247.162 ألف دولار)، اللوحة نفذها الفنان في عام 1967، وتظهر الحركة والحيوية في إحدى الأسواق الشعبية في السعودية.

لوحة «بدون عنوان» للفنان السعودي طه الصبان (سوذبيز)

الفنان السعودي طه الصبان بيعت لوحته «بدون عنوان» بسعر تخطى 50 ألف جنيه استرليني، بينما حققت لوحة للفنان السعودي إبراهيم بوقس المميزة بتعبيرها عن العناصر التراثية في المجتمع السعودي فقد حققت 15.240 ألف جنيه استرليني.

وقد عبّرت الأعمال التي عُرضت في المزاد عن تأثير الحركات العالمية والعربية على الفنانين السعوديين تحديداً، فلا تخطئ العين تأثير المدرسة التجريدية أو السريالية على أعمال الفنانين أمثال منيرة موصلي وعبد الجبار اليحيى وطه الصبان.

من لبنان سجل عمل للفنان هاجيت كالاند يعود لعام 1980 رقماً قياسياً لأعمال الفنانة، حيث بيع العمل مقابل 444.500 ألف جنيه إسترليني (540.668 ألف دولار). تميز العمل باستخدام الفنانة الخطوط المنحنية للتعبير عن الشكل الأنثوي، ومحاولة التقاط لمحات الجمال المجردة على قماش اللوحة.

لوحة الفنانة هاغيت كالاند (سوذبيز)

وحقق عمل للفنانة سامية حلبي بعنوان «الصليب السابع رقم 229» 381 ألف جنيه استرليني (463.429 ألف دولار) متخطياً السعر التقديري، ويعكس العمل افتتان الفنانة بالأشكال الهندسية والمنظور المنبعث من أنماط العمارة الإسلامية.

أما الفنان المصري عبد الهادي الجزار، فنجح أحد أعماله المعروضة في تخطي السعر التقديري (60 - 80 ألف جنيه) وتحقيق 279.400 ألف جنيه إسترليني (339.848 ألف دولار)، أيضاً من مصر حقق عمل للفنان حامد ندا «المارد العربي» 190.000 جنيه (231.715 ألف دولار) متخطياً السعر التقديري (80 - 120 ألف جنيه).

عمل الفنان عبد الهادي الجزار (سوذبيز)

يشار إلى أن عدداً من الأعمال المعروضة لم تنجح في تحقيق السعر التقديري وتم سحبها من المزاد، بينما حصدت بعض الأعمال العربية الأخرى أسعاراً داخل الحدود التقديرية.

بالنسبة لـ«سوذبيز»، يُعدّ المزاد نقطة فارقة في مزادات الفن العربي الحديث، حيث حقق المزاد 4.8 مليون جنيه إسترليني (5.8 مليون دولار أميركي) وهو رقم قياسي منذ أن تحول المزاد حدثاً موسمياً ثابتاً على جدول مزادات «سوذبيز» في لندن. وما يعنيه تحقيق أرقام قياسية لبعض الفنانين في هذا المزاد تحديداً هو نجاح الفن العربي في الوصول لجمهور أوسع ما سيرسم آفاقاً مستقبلية جديدة للفن في المنطقة العربية.

اقرأ أيضاً


مقالات ذات صلة

للبيع... تذكرة لدخول مسرح بريستول تعود إلى عام 1766

يوميات الشرق نادرة جداً (مواقع التواصل)

للبيع... تذكرة لدخول مسرح بريستول تعود إلى عام 1766

من المتوقَّع أن تُحقّق ما وُصفَت بأنها «قطعة حقيقية من تاريخ بريستول» آلاف الجنيهات منذ عرضها للبيع في مزاد ببريطانيا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
ثقافة وفنون رجل يشير إلى التكوين الفني «الكوميدي» في مزاد في ميامي بيتش الأميركية (رويترز) play-circle 01:27

موزة مثبتة بشريط لاصق تباع بـ 6.2 مليون دولار في مزاد فني

بيعت لوحة تنتمي للفن التصوري تتكون من ثمرة موز مثبتة بشريط لاصق على الجدار، بنحو 6.2 مليون دولار في مزاد في نيويورك.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق الموزة الصفراء المثبتة على الحائط الأبيض بشريط لاصق فضي هي عمل بعنوان «كوميدي» للفنان الإيطالي ماوريتسيو كاتيلان (أ.ب)

كيف بلغت قيمة موزة مثبتة على الحائط مليون دولار؟

يمكنك شراء موزة بأقل من دولار واحد في أي سوبر ماركت، ولكن ماذا عن الموزة المثبتة بشريط لاصق على الحائط في معرض فني؟ قد تباع هذه الموزة بأكثر من مليون دولار!

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق صورة لتشرشل بالأبيض والأسود التُقطت عام 1941 (دار سوذبيز)

محامٍ إيطالي يشتري صورة تشرشل الشهيرة مقابل 4200 جنيه إسترليني

اشترى محامٍ صورة للسير وينستون تشرشل مقابل 4200 جنيه إسترليني معتقداً أنها نسخة رخيصة، ليجد نفسه أمام فضيحة بعد أن اكتشف أن الصورة كانت النسخة الأصلية المسروقة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق ساعة الجيب المصنوعة من الذهب عيار 18 قيراطاً قُدّمت إلى الكابتن روسترون من قبل 3 أرامل لرجال أعمال بارزين وأثرياء فقدوا حياتهم عندما غرقت السفينة تيتانيك (ب.أ)

بيع ساعة ذهبية تم تقديمها لقبطان قارب أنقذ ركاباً من «تيتانيك» مقابل مليوني دولار

بِيعت ساعة «جيب» ذهبية تم تقديمها لقبطان قارب، أنقذ أكثر من 700 راكب من سفينة تيتانيك، مقابل مبلغ قياسي يقدر بـ1.56 مليون جنيه إسترليني (مليونا دولار).

«الشرق الأوسط» (لندن)

«دماغ السحلية»... أسباب انشغالنا بآراء الآخرين عنا

صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
TT

«دماغ السحلية»... أسباب انشغالنا بآراء الآخرين عنا

صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)

وجدت دراسة جديدة، أجراها فريق من الباحثين في كلية الطب بجامعة نورث وسترن الأميركية، أن الأجزاء الأكثر تطوراً وتقدماً في الدماغ البشري الداعمة للتفاعلات الاجتماعية -تسمى بالشبكة المعرفية الاجتماعية- متصلة بجزء قديم من الدماغ يسمى اللوزة، وهي على اتصال باستمرار مع تلك الشبكة.

يشار إلى اللوزة تُعرف أيضاً باسم «دماغ السحلية»، ومن الأمثلة الكلاسيكية لنشاطها الاستجابة الفسيولوجية والعاطفية لشخص يرى أفعى؛ حيث يصاب بالذعر، ويشعر بتسارع ضربات القلب، وتعرّق راحة اليد.

لكن الباحثين قالوا إن اللوزة تفعل أشياء أخرى أكثر تأثيراً في حياتنا.

ومن ذلك ما نمر به أحياناً عند لقاء بعض الأصدقاء، فبعد لحظات من مغادرة لقاء مع الأصدقاء، يمتلئ دماغك فجأة بأفكار تتداخل معاً حول ما كان يُفكر فيه الآخرون عنك: «هل يعتقدون أنني تحدثت كثيراً؟»، «هل أزعجتهم نكاتي؟»، «هل كانوا يقضون وقتاً ممتعاً من غيري؟»، إنها مشاعر القلق والمخاوف نفسها، ولكن في إطار اجتماعي.

وهو ما علّق عليه رودريغو براغا، الأستاذ المساعد في علم الأعصاب بكلية فاينبرغ للطب، جامعة نورث وسترن، قائلاً: «نقضي كثيراً من الوقت في التساؤل، ما الذي يشعر به هذا الشخص، أو يفكر فيه؟ هل قلت شيئاً أزعجه؟».

وأوضح في بيان صحافي صادر الجمعة: «أن الأجزاء التي تسمح لنا بالقيام بذلك توجد في مناطق الدماغ البشري، التي توسعت مؤخراً عبر مسيرة تطورنا البشري. في الأساس، أنت تضع نفسك في عقل شخص آخر، وتستنتج ما يفكر فيه، في حين لا يمكنك معرفة ذلك حقّاً».

ووفق نتائج الدراسة الجديدة، التي نُشرت الجمعة في مجلة «ساينس أدفانسز»، فإن اللوزة الدماغية، بداخلها جزء محدد يُسمى النواة الوسطى، وهو مهم جدّاً للسلوكيات الاجتماعية.

كانت هذه الدراسة هي الأولى التي أظهرت أن النواة الوسطى للوزة الدماغية متصلة بمناطق الشبكة المعرفية الاجتماعية التي تشارك في التفكير في الآخرين.

لم يكن هذا ممكناً إلا بفضل التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI)، وهي تقنية تصوير دماغ غير جراحية، تقيس نشاط الدماغ من خلال اكتشاف التغيرات في مستويات الأكسجين في الدم.

وقد مكّنت هذه المسوحات عالية الدقة العلماء من رؤية تفاصيل الشبكة المعرفية الاجتماعية التي لم يتم اكتشافها مطلقاً في مسوحات الدماغ ذات الدقة المنخفضة.

ويساعد هذا الارتباط باللوزة الدماغية في تشكيل وظيفة الشبكة المعرفية الاجتماعية من خلال منحها إمكانية الوصول إلى دور اللوزة الدماغية في معالجة مشاعرنا ومخاوفنا عاطفياً.

قالت دونيسا إدموندز، مرشح الدكتوراه في علم الأعصاب بمختبر «براغا» في نورث وسترن: «من أكثر الأشياء إثارة هو أننا تمكنا من تحديد مناطق الشبكة التي لم نتمكن من رؤيتها من قبل».

وأضافت أن «القلق والاكتئاب ينطويان على فرط نشاط اللوزة الدماغية، الذي يمكن أن يسهم في الاستجابات العاطفية المفرطة وضعف التنظيم العاطفي».

وأوضحت: «من خلال معرفتنا بأن اللوزة الدماغية متصلة بمناطق أخرى من الدماغ، ربما بعضها أقرب إلى الجمجمة، ما يسهل معه استهدافها، يمكن لتقنيات التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة استهداف اللوزة الدماغية، ومن ثم الحد من هذا النشاط وإحداث تأثير إيجابي فيما يتعلق بالاستجابات المفرطة لمشاعر الخوف والقلق».