بعد قصف إسرائيلي فجراً...هدوء حذر يسود الحدود الجنوبية اللبنانية

دخان يتصاعد في مستوطنة جراء إطلاق صاروخ من الجانب اللبناني للحدود في شمال إسرائيل (إ.ب.أ)
دخان يتصاعد في مستوطنة جراء إطلاق صاروخ من الجانب اللبناني للحدود في شمال إسرائيل (إ.ب.أ)
TT
20

بعد قصف إسرائيلي فجراً...هدوء حذر يسود الحدود الجنوبية اللبنانية

دخان يتصاعد في مستوطنة جراء إطلاق صاروخ من الجانب اللبناني للحدود في شمال إسرائيل (إ.ب.أ)
دخان يتصاعد في مستوطنة جراء إطلاق صاروخ من الجانب اللبناني للحدود في شمال إسرائيل (إ.ب.أ)

ساد الهدوء الحذر، صباح اليوم (الجمعة)، المناطق الحدودية الجنوبية، بعد قصف إسرائيلي استهدف عدداً من المناطق، فجر اليوم، وبعد محاصرة مجموعة من الصحافيين ليلاً بنيران الأسلحة الإسرائيلية. وتمكن الجيش اللبناني بالتعاون مع القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان (اليونيفل) من نقلهم إلى مكان آمن، وفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية».

وأطلقت القوات الإسرائيلية، في ساعات الفجر الأولى، عدداً من القذائف على مناطق حدودية، سقطت إحداها على منزل في بلدة طير حرفا دون تسجيل إصابات. كما أُطلق عدد من القنابل الفوسفورية على أطراف بلداتي يارين والضهيرة جنوب لبنان، بحسب ما أعلنت قناة تلفزيونية محلية.

دخان يتصاعد بعد قصف الجيش الإسرائيلي لقرية البستان قرب الحدود اللبنانية - الإسرائيلية في جنوب لبنان (إ.ب.أ)
دخان يتصاعد بعد قصف الجيش الإسرائيلي لقرية البستان قرب الحدود اللبنانية - الإسرائيلية في جنوب لبنان (إ.ب.أ)

وأعلنت قيادة الجيش اللبناني في بيان فجر اليوم أنه «بتاريخ 19 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، أثناء قيام فريق إعلامي من 7 أشخاص بالتغطية الإعلامية قرب موقع العباد التابع للعدو الإسرائيلي في خراج بلدة حولا، استهدفهم عناصر العدو بأسلحة رشاشة ما أدى إلى مقتل أحدهم وإصابة آخر».

وأشار بيان الجيش إلى أن دورية من الجيش عملت «بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان على نقل الضحية والمصاب إلى أحد المستشفيات، ونقل سائر أعضاء الفريق إلى مكان آمن».

من جهتها، أدانت العلاقات الإعلامية التابعة لـ«حزب الله» في بيان صباح اليوم «الاعتداء الإسرائيلي على المدنيين والصحافيين عند الحدود اللبنانية الجنوبية قرب موقع العباد»، وطالبت جميع المؤسسات الإعلامية بإدانة هذه الجرائم.

جنود إسرائيليون يسيرون على طريق بالقرب من الحدود مع لبنان وسط تصاعد التوترات (رويترز)
جنود إسرائيليون يسيرون على طريق بالقرب من الحدود مع لبنان وسط تصاعد التوترات (رويترز)

وتشهد الحدود بين إسرائيل ولبنان اشتباكات منذ إطلاق «حماس» في السابع من الشهر الحالي عملية «طوفان الأقصى»، وشملت هجمات صاروخية واقتحام بلدات جنوب إسرائيل انطلاقاً من قطاع غزة.

ورداً على ذلك، تشن إسرائيل غارات جوية مكثفة على مدار الساعة، وتعتزم شن هجوم بري على القطاع. وأسفر القتال حتى الآن عن مقتل 3785 فلسطينياً ودمار واسع النطاق في قطاع غزة فيما قتل 1400 إسرائيلي.


مقالات ذات صلة

إصرار لبناني - دولي على مواصلة دوريات «اليونيفيل» رغم اعتراض إحداها بالجنوب

المشرق العربي آلية لـ«اليونيفيل» تسير بمحاذاة الخط الأزرق الحدودي بين لبنان وإسرائيل خلال دورية (اليونيفيل)

إصرار لبناني - دولي على مواصلة دوريات «اليونيفيل» رغم اعتراض إحداها بالجنوب

حسمت الحكومة اللبنانية وبعثة «اليونيفيل» القرار بأن الدوريات مستمرة، وستكمل البعثة الدولية مهامها، وذلك بعد اعتراض إحدى دورياتها في بلدة طيردبا.

نذير رضا (بيروت)
المشرق العربي ناخبات أمام قلم اقتراع للتصويت في الانتخابات البلدية عام 2016 (أرشيفية - أ.ف.ب)

لبنان يستعد لدخول مرحلة الانتخابات المحلية

يستعد لبنان للدخول في مرحلة الانتخابات البلدية والاختيارية التي تنطلق الأحد 4 مايو (أيار) 2025 وتمتد على أربع مراحل بدءاً من محافظة جبل لبنان.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي أسلاك شائكة أمام مبنى «مصرف لبنان المركزي» في بيروت (أرشيفية - أ.ف.ب)

لبنان: عقبات سياسية وقانونية وشعبية تواجه مهمة الحكومة لاستعادة الانتظام المالي

ألزمت الحكومة اللبنانية نفسها بالانكباب راهناً على إعداد مشروع قانون معالجة الخسائر المالية الذي يسمح بإعادة التوازن للانتظام المالي.

علي زين الدين (بيروت)
المشرق العربي لقطة عامة لمرفأ بيروت ويظهر في وسطها مبنى الأهراءات المعرّض لتدمير جزئي نتيجة الانفجار عام 2020 (رويترز)

القضاء الفرنسي يسلّم لبنان الاثنين تقريراً فنياً نهائياً لملف انفجار المرفأ

يصل إلى بيروت، الاثنين المقبل، وفدٌ قضائي فرنسي للقاء المحقق العدلي في قضيّة انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار لتسليم الملف التقني الكامل

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي رئيس الحكومة اللبنانية السابق حسان دياب (رويترز)

ملف انفجار مرفأ بيروت: استجواب رئيس الحكومة اللبنانية السابق دياب

استجوب المحقق العدلي القاضي طارق البيطار، اليوم الجمعة، رئيس الحكومة اللبنانية السابق حسان دياب في إطار التحقيق بقضية انفجار مرفأ بيروت.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

الضاحية الجنوبية في مرمى القصف الإسرائيلي... غارة عنيفة بعد إنذار مفاجئ

الدخان يتصاعد من المبنى المستهدف في الضاحية الجنوبية (رويترز)
الدخان يتصاعد من المبنى المستهدف في الضاحية الجنوبية (رويترز)
TT
20

الضاحية الجنوبية في مرمى القصف الإسرائيلي... غارة عنيفة بعد إنذار مفاجئ

الدخان يتصاعد من المبنى المستهدف في الضاحية الجنوبية (رويترز)
الدخان يتصاعد من المبنى المستهدف في الضاحية الجنوبية (رويترز)

جدّدت تل أبيب استهداف الضاحية الجنوبية لبيروت بعد إنذار مفاجئ أطلقه الجيش الإسرائيلي، محذراً السكان الموجودين حول مبنى محدد في منطقة الحدت - حي الجاموس بالابتعاد عن محيطه، وهو ما أثار حالةً من الذعر والخوف في أوساط السكان الذين نزحوا من المنطقة.

وعلى أثر ذلك، دعا الرئيس اللبناني جوزيف عون الولايات المتحدة وفرنسا، بصفتهما الطرفين الضامنين لاتفاق وقف النار بين إسرائيل و«حزب الله»، إلى «إجبار» الدولة العبرية على «التوقف فوراً» عن ضرباتها. وجاء في بيان الرئاسة أن عون «دان الاعتداء الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية»، مضيفاً: «على الولايات المتحدة وفرنسا، كضامنين لتفاهم وقف الأعمال العدائية، أن يتحملا مسؤولياتهما ويجبرا إسرائيل على التوقف فوراً عن اعتداءاتها». وحذّر عون من أن «استمرار إسرائيل في تقويض الاستقرار سيفاقم التوترات ويضع المنطقة أمام مخاطر حقيقية تهدد أمنها واستقرارها».

كذلك دان رئيس الحكومة نواف سلام مواصلة إسرائيل اعتداءاتها على لبنان وترويع الآمنين في منازلهم، «وهم التواقون للعودة إلى حياتهم الطبيعية».

وطالب سلام «الدول الراعية لاتفاق الترتيبات الأمنية الخاصة بوقف الأعمال العدائية، بالتحرك لوقف هذه الاعتداءات وتسريع الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي اللبنانية».

وأكد أن «لبنان يلتزم ببنود القرار 1701 كاملاً وباتفاق الترتيبات الأمنية، وأن الجيش اللبناني يواصل عمله ويوسع انتشاره في الجنوب كما في سائر الأراضي اللبنانية لبسط سلطة الدولة، وحصر السلاح بيدها وحدها».

من جهتها، دعت وزارة الخارجية «الدول الراعية لترتيبات وقف الأعمال العدائية إلى الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها وخروقاتها المتكررة لقرار مجلس الأمن 1701 والالتزامات المتعلقة بترتيبات الأمن، كونها تُقوّض السلم والأمن الإقليميين، وجهود الدولة اللبنانية للحفاظ على السيادة الوطنية».

وأعلنت أنها «ستواصل اتصالاتها مع الدول الشقيقة والصديقة لوضع حد لهذه الانتهاكات، وانسحاب إسرائيل من كافة المناطق والنقاط اللبنانية التي ما زالت تحتلها، مع تشديد لبنان على التزامه بقرارات الشرعية الدولية، لا سيما القرار 1701 بكافة مندرجاته».

وبعد ظهر الأحد، توجه المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي بإنذار عاجل إلى سكان الضاحية. وكتب عبر منصة «إكس» كل من يوجد في المبنى المحدد بالأحمر وفق ما يُعرض في الخريطة المرفقة والمباني المجاورة له: «أنتم توجدون بالقرب من منشآت تابعة لـ(حزب الله). من أجل سلامتكم وسلامة أبناء عائلاتكم أنتم مضطرون لإخلاء هذه المباني فوراً والابتعاد عنها لمسافة لا تقل عن 300 متر وفق ما يُعرض في الخريطة».

وعلى الأثر، أفيد بإطلاق رصاص كثيف في الضاحية الجنوبية لإنذار الناس بإخلاء المنطقة المهددة، وسجّلت حركة نزوح كثيفة من المنطقة والأحياء المجاورة ما تسبب بزحمة سير خانقة، على وقع تحليق كثيف لطيران الاستطلاع في سماء بيروت والبقاع، قبل أن يتم استهداف المبنى بغارة عنيفة بعد حوالي ساعة من الإنذار، سبقتها ثلاث غارات تحذيرية.

وتصاعدت سحب الدخان من المكان المستهدف وهرعت سيارات الإسعاف، من دون أن يعلن عن سقوط ضحايا، وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بأن الطيران الإسرائيلي شن غارة عنيفة بثلاثة صواريخ استهدفت المكان المهدد بعدما نفذ ثلاث غارات تحذيرية من المسيرات، ودمر هنغاراً وتسبب بتضرر عدد من الأبنية والسيارات.

فيما أعلنت «القناة 12» الإسرائيلية أن «المبنى المستهدف يستخدمه (حزب الله) لتخزين أسلحة»، وأفادت وسائل إعلام لبنانية بأنها خيمة لطالما كانت تستخدم لإقامة مجالس العزاء.

وهذه هي المرة الثالثة التي تتعرض فيها الضاحية الجنوبية لبيروت لضربةٍ منذ وقف إطلاق النار الساري بين إسرائيل و«حزب الله» منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

مواطن يلتقط صورةً لموقع المبنى المستهدف في الضاحية الجنوبية (أ.ف.ب)
مواطن يلتقط صورةً لموقع المبنى المستهدف في الضاحية الجنوبية (أ.ف.ب)

اغتيال بمسيّرة في الجنوب

هذا وقتل صباحاً شخص في ضربة نفّذتها مسيّرة إسرائيلية على بلدة حلتا بجنوب لبنان، في وقت يواصل المسؤولون في «حزب الله» انتقاد أداء الدولة اللبنانية في تعاملها مع الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة.

وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بأن مسيَّرة إسرائيلية نفذت، الأحد، غارة بصاروخ موجه، استهدفت المواطن عامر عبد العال أثناء عمله في مزرعة الدجاج التي يملكها بين مزرعة حلتا ووادي خنسا في منطقة العرقوب، وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية أن الغارة أدت إلى مقتله.

ولاحقاً أعلن الجيش الإسرائيلي عن مقتل عنصر في «حزب الله»، وقال في بيان: «هاجمت طائرة في وقت سابق من اليوم (الأحد) إرهابياً من منظمة (حزب الله) الإرهابية، وقضت عليه في منطقة حلتا بجنوب لبنان، حيث كان يعمل على إعادة ترميم قدرات المنظمة الإرهابية في المنطقة».

وقتل أربعة أشخاص في غارة على الضاحية الجنوبية في الأول من أبريل (نيسان)، وأكدت إسرائيل حينها «القضاء» على القيادي في الحزب حسن بدير، وذلك في رد منها على إطلاق صواريخ من جنوب لبنان. وقبل ذلك أعلنت في 28 مارس (آذار)، شنّ غارة على موقع قالت إن «حزب الله» يستخدمه لتخزين المسيرات.

مخاوف من تجدد العنف

فيما تتجه الأنظار إلى ما ستكون عليه ردة فعل «حزب الله» الذي ينتقد الدولة اللبنانية في مقاربتها الاعتداءات الإسرائيلية، قالت منسقة الأمم المتحدة الخاصة إلى لبنان جينين هينيس «إن الغارة الإسرائيلية أثارت حالةً من الذعر والخوف من تجدد العنف بين المتلهفين للعودة إلى حياة طبيعية».

وأضافت: «ندعو جميع الأطراف إلى وقف أي أعمال من شأنها تقويض تفاهم وقف الأعمال العدائية وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701».

وتواصل إسرائيل تنفيذ غارات جوية على مناطق في لبنان على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار، وتتهم «حزب الله» بانتهاك الاتفاق المبرم في نوفمبر (تشرين الثاني)، فيما يتهم الحزب بدوره إسرائيل بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار، لكنه لم يرد على ضربات تل أبيب التي لا تزال قواتها تحتل 5 مواقع بجنوب لبنان بعد انتهاء المهلة المحددة في الاتفاق لانسحابه من الأراضي اللبنانية.

دخان متصاعد من المبنى الذي استهدفه الطيران الإسرائيلي في ضاحية بيروت الجنوبية (رويترز)
دخان متصاعد من المبنى الذي استهدفه الطيران الإسرائيلي في ضاحية بيروت الجنوبية (رويترز)