روسيا تتخلى عن قيود الأمم المتحدة على «الصواريخ» الإيرانية

قائد الوحدة الصاروخية في «الحرس الثوري» أمير علي حاجي زاده يقدم شرحاً إلى شويغو حول صاروخ «كروز» بحري (إ.ب.أ)
قائد الوحدة الصاروخية في «الحرس الثوري» أمير علي حاجي زاده يقدم شرحاً إلى شويغو حول صاروخ «كروز» بحري (إ.ب.أ)
TT
20

روسيا تتخلى عن قيود الأمم المتحدة على «الصواريخ» الإيرانية

قائد الوحدة الصاروخية في «الحرس الثوري» أمير علي حاجي زاده يقدم شرحاً إلى شويغو حول صاروخ «كروز» بحري (إ.ب.أ)
قائد الوحدة الصاروخية في «الحرس الثوري» أمير علي حاجي زاده يقدم شرحاً إلى شويغو حول صاروخ «كروز» بحري (إ.ب.أ)

قالت روسيا إنها لم تعد بحاجة إلى الالتزام بالقيود التي فرضها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على تقديم تكنولوجيا الصواريخ لحليفتها إيران فور انتهاء سريانها يوم الأربعاء، دون أن توضح ما إذا كانت تعتزم الآن دعم برنامج إيران الصاروخي.

وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان (الثلاثاء) إن «الإمدادات من وإلى إيران بالمنتجات الخاضعة لنظام مراقبة تكنولوجيا الصواريخ لم تعد تتطلب موافقة مسبقة من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة»، وفق ما أوردت «رويترز».

وحضت روسيا الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على إسقاط عقوباتهما التي قالت إنها «محاولة لتسوية حسابات سياسية مع طهران»، وليس لها أي آثار على «الدول الأخرى التي تتعامل مع القانون الدولي والتزاماتها بالاحترام الواجب».

وقال الاتحاد الأوروبي (الثلاثاء) إنه يعتزم الانضمام إلى الولايات المتحدة في إبقاء العقوبات على برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني بعد انتهاء عقوبات الأمم المتحدة.

وكانت مصادر قد قالت لـ«رويترز» في وقت سابق إن هناك 3 أسباب لذلك، وهي استخدام روسيا طائرات مسيرة إيرانية ضد أوكرانيا، واحتمال قيام إيران بنقل الصواريخ الباليستية إلى روسيا، وضرورة حرمان إيران من مزايا الاتفاق النووي الذي انتهكته بعد انسحاب الولايات المتحدة.

ووُضعت القيود في القرار رقم 2231 لعام 2015 الذي صَدَّق على الاتفاق النووي الذي بموجبه رفعت بريطانيا والصين والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وروسيا والولايات المتحدة العقوبات المفروضة على إيران مقابل قيام طهران بالحد من برنامجها النووي.

وفي عام 2018، أعلن الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترمب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق المعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة، وأعاد العقوبات الأميركية، وبعد ذلك قامت إيران بتسريع برنامجها النووي.

ومع انهيار الاتفاق، أعادت الأمم المتحدة فرض العقوبات التي تهدف إلى منع إيران من تطوير صواريخ باليستية طويلة المدى قادرة على حمل رؤوس نووية. لكن هذه القيود سينتهي سريانها يوم الأربعاء بموجب «بند الغروب» المنصوص عليه في الاتفاق النووي.

ووثّقت روسيا العلاقات مع إيران منذ غزو أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، ويعتقد أن الكثير من مئات الطائرات المسيرة الهجومية التي استخدمتها روسيا لقصف أوكرانيا في العام الماضي صُنعت في إيران.


مقالات ذات صلة

وسط مرحلةٍ مهمّة... خالد بن سلمان يبحث من طهران مستقبل العلاقات الثنائية

الخليج وسط مرحلةٍ مهمّة... خالد بن سلمان يبحث من طهران مستقبل العلاقات الثنائية play-circle 00:36

وسط مرحلةٍ مهمّة... خالد بن سلمان يبحث من طهران مستقبل العلاقات الثنائية

جاءت زيارة الأمير خالد بن سلمان وزير الدفاع السعودي إلى العاصمة الإيرانية طهران، الخميس، وسط تطورات إقليمية ودولية ذات أبعاد ترتبط بالبلدين.

غازي الحارثي (الرياض)
شؤون إقليمية وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي (د.ب.أ)

إيران: نتشاور دائماً مع روسيا بشأن «قضايانا النووية»

وزير الخارجية الإيراني يقول خلال زيارته موسكو إن الزيارة «مُخطط لها مسبقاً» وستتناول المحادثات الأميركية حول الملف النووي الإيراني.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الخليج الأمير خالد بن سلمان لدى لقائه علي خامنئي في طهران الخميس (وكالة تسنيم) play-circle 00:36

خالد بن سلمان يلتقي خامنئي وبزشكيان في طهران

التقى الأمير خالد بن سلمان وزير الدفاع السعودي المرشدَ الإيراني علي خامنئي، والرئيس مسعود بزشكيان، في طهران الخميس.

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية ترمب يلتقي نتنياهو بحضور جي دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو في المكتب البيضاوي الأسبوع الماضي (أ.ب)

نُذر مفاوضات صعبة بين إيران وأميركا

ظهرت مؤشرات تنذر بجولة تفاوضية ثانية صعبة بين إيران والولايات المتحدة، السبت المقبل فقد رفض وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، أمس، تفكيك برنامج طهران لتخصيب.

رائد جبر (موسكو) «الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية من واجهة السفارة الإيرانية في لندن ببريطانيا 20 أغسطس 2015 (رويترز)

طهران ترفض اتهامات بريطانية عن ارتباطها بعصابة إجرامية سويدية

رفضت إيران، اليوم الأربعاء، اتهام بريطانيا لها بالارتباط بعصابة «فوكستروت» الإجرامية في السويد.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«جبان لن يضرب إيران»... المعارضة الإسرائيلية تحشد ضد نتنياهو

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو 15 أبريل 2025 (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو 15 أبريل 2025 (أ.ف.ب)
TT
20

«جبان لن يضرب إيران»... المعارضة الإسرائيلية تحشد ضد نتنياهو

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو 15 أبريل 2025 (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو 15 أبريل 2025 (أ.ف.ب)

حشد قادة المعارضة في إسرائيل ضد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لدفعه على شن ضربة عسكرية ضخمة على إيران، واتهموه بـ«الجبن والتهرب» بسبب «تضييع فرصة العمر» للقضاء على البرنامج النووي الإيراني.

وكانت إسرائيل على وشك شنّ هجمات على مواقع نووية إيرانية في مايو (أيار) 2025، لولا أن الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، رفض الخطة، مفضلاً منح فرصة للمفاوضات، بعد انقسام داخل إدارته بشأن كيفية التعاطي مع طموحات إيران لبناء قنبلة نووية.

وقال يائير لبيد، رئيس المعارضة من حزب «يوجد مستقبل»، إنه «اقترح في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، مهاجمة حقول النفط الإيرانية»، مشيراً إلى أن «تدمير صناعة النفط سيقوّض الاقتصاد الإيراني ويُسقط النظام». واستدرك قائلاً: «في النهاية، نتنياهو جبن وخاف، فأوقف الخطة».

بدوره، قال رئيس الحكومة الأسبق، نفتالي بنيت، الذي تقول الاستطلاعات إنه الوحيد القادر على هزم نتنياهو، إن الأخير يتبع «استراتيجية الكلام دون أفعال جدية».

وقارن بنيت بين «مبدأ مناحم بيغن (رئيس الوزراء الإسرائيلي السادي) في المسألة النووية، وكان الهجوم والتدمير»، ومبدأ نتنياهو «التهديد المتواصل ثم تسريب أنه كان ينوي الهجوم لكنهم منعوه».

وقال بنيت: «هذا توجه خطير. يجب ألا ينفجر في وجوهنا، فلن تكون هناك فرصة أخرى».

وفي منشور عبر منصة «إكس»، كتب رئيس حزب «المعسكر الوطني»، بيني غانتس، أن «النظام الإيراني خبير في المماطلة، وعلى إسرائيل أن تكون قادرة على الهجوم، وحشد الولايات المتحدة لتغيير وجه الشرق الأوسط».

ترمب يلتقي نتنياهو بحضور جي دي فانس ووزير الخارجية ماركو روبيو في المكتب البيضاوي 7 أبريل 2025 (أ.ب)
ترمب يلتقي نتنياهو بحضور جي دي فانس ووزير الخارجية ماركو روبيو في المكتب البيضاوي 7 أبريل 2025 (أ.ب)

نقاشات إسرائيلية حادة

وأثار تقرير «نيويورك تايمز»، الخميس، موجة من النقاشات الحادة في إسرائيل.

وذكرت الصحيفة الأميركية أن الحكومة الإسرائيلية كانت تنوي تنفيذ هجوم ضخم على المنشآت النووية الإيرانية في شهر مايو المقبل، لكن الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، أوقف الخطة لصالح المسار التفاوضي مع طهران.

وعدّت أوساط أمنية وسياسية إسرائيلية أن الكشف عن الخطط الإسرائيلية قد يضر بتحركات تل أبيب لمواجهة «التهديد النووي الإيراني»، وفقاً لتقرير إسرائيلي.

وأشارت تقديرات في إسرائيل إلى أن التسريب قد يكون خرج من مكتب نتنياهو نفسه، في محاولة لخلق انطباع بأنه كان على وشك تنفيذ ضربة حاسمة، لولا عرقلة خارجية، وذلك في ظل التأييد الواسع في إسرائيل للخيار العسكري في مواجهة النووي الإيراني.

ونقل التقرير عن مسؤول أمني إسرائيلي إن «الجميع كان يعرف أن هناك استعداداً لضربة، لكن نشر التفاصيل بهذا الشكل أمر غير مسبوق».

وقالت مصادر في أجهزة أمنية إسرائيلية، إن «التقديرات العسكرية رجّحت أن العملية لن تكون جاهزة قبل أكتوبر، بينما أصرّ نتنياهو على تنفيذها في مايو، رغم التحذيرات»، قبل أن يوقفها ترمب ويتجه للمفاوضات.

نتنياهو وغالانت في غرفة تحت الأرض بمقر وزارة الدفاع يتابعان ضربة موجهة لإيران في أكتوبر 2024 (الدفاع الإسرائيلية)
نتنياهو وغالانت في غرفة تحت الأرض بمقر وزارة الدفاع يتابعان ضربة موجهة لإيران في أكتوبر 2024 (الدفاع الإسرائيلية)

الخيار العسكري على الطاولة

وقال مسؤول أمني في تل أبيب لصحيفة «هآرتس» إن «القيادة السياسية في إسرائيل لطالما أبقت الخيار العسكري على الطاولة، لكننا الآن تلقّينا فرملة حادة»، مشيراً إلى أن «مدى تأثير إسرائيل على قرارات الإدارة الأميركية بات محدوداً جداً».

وقال مصدر عسكري إسرائيلي آخر إن «الجميع كان يدرك أن هناك استعدادات لهجوم»، مشدداً على أن «نشر المعلومات استثنائي للغاية»، في إشارة إلى تقرير الصحيفة الأميركية.

وأكد المصدر العسكري، أن بلاده «تستعد لكل السيناريوهات في كل الأحوال، بمعزل عن التسريبات الصحافية».

مع ذلك، عبَّرت مصادر عسكرية إسرائيلية عن استياء بالغ من توقيت وحجم التسريب، ورأت أنه «أضرّ بشكل كبير بقدرة إسرائيل على المناورة أمام واشنطن»، لا سيما أن التقرير كشف عن تفاصيل دقيقة حول نوعية المساعدات الأميركية العسكرية التي نُقلت مؤخراً إلى الشرق الأوسط، والتي قد تكون جزءاً من الخطة المعدّة لمساندة إسرائيل في حال نشوب مواجهة مع إيران.